جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@11:56:33 GMT

أطفالكم أمانة في أعناقكم

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

أطفالكم أمانة في أعناقكم

 

عبدالرحمن بن حمدان الزيدي

 

لما شرّع الله سبحانه وتعالى الزواج لم يكن ذلك عبثًا، إنما لحكمةٍ إلهية أرادها المولى عزَّ وجلَّ، فكانت الحكمة الأسمى من الزواج هي تكوين أسرة مُستقلة ومتماسكة في جو يسوده الوئام والمحبة والأُلفة بعيدًا عن الخلافات التي تؤدي إلى تزعزع الرابطة الأسرية وتحللها.

لكن وبسبب اختلاف الثقافات وعدم وجود التضحيات والتنازلات والتفاهم من كلا الزوجين ظهرت حالات الطلاق شيئاً فشيئاً وبدأت تتزايد أعدادها بشكل متواتر إلى أن أصبح الطلاق مشكلة اجتماعية تؤرق أفراد المجتمع وتزعزع استقرار الأُسر، حتى إن أدراج المحاكم امتلأت من كثرة دعاوى الطلاق وأظن أنها لو كانت تنطق لاشتكت من الزخم والثقل الذي على كاهلها، وللأسف الشديد دائماً ما نلاحظ أن الأطفال هم من يدفعون الثمن على الرغم من أنه ليس لهم ذنب في الخلافات التي تنشأ بين الأب والأم، ولكن السيناريو الذي اعتدنا على مشاهدته والذي يتكرر دوماً هو أنه بعدما يقع الطلاق بين الزوجين يقوم كل من الأب والأم بخلق تحدٍ بينه وبين الطرف الآخر يتمثل في حرمان أحدهم من زيارة ورؤية الأبناء، ذلك على الرغم من أنه حق أصيل ومشروع لكل من الأب والأم ولا يحق لأي منهما أن يمنع الآخر من رؤية الأبناء في الأحوال العادية.

والطلاق وسيلة قانونية وشرعية من وسائل الفرقة بين الزوجين؛ حيث جاء في نص المادة (81) من قانون الأحوال الشخصية العماني أن: "الطلاق حل عقد الزواج بالصيغة الموضوعة له شرعًا"، ويُستفاد من النص السابق أنَّ الطلاق هو أحد الأسباب التي بموجبها يتم إنهاء وحل الرابطة الزوجية، ويقع الطلاق من الزوج أو من وكيله بوكالة خاصة أو من الزوجة إن ملكها الزوج أمر نفسها وهذا بدلالة المادة (82) من القانون سالف الذكر.

أما عن آثار الطلاق فنستطيع القول إن من آثاره العِدة، وحضانة الأطفال، وعادةً ما يظهر الخلاف بين الطليقين عند حضانة الأطفال فكل واحد منهما يحاول النيل من الآخر عن طريق أخذ الحضانة معه ويسعى جاهداً لذلك، وربما يكون ذلك لدواعِ شخصية وليس لمصلحة الأطفال، ولكن قانون الأحوال الشخصية تدارك هذا الخلاف وسعى إلى نبذه من خلال تنظيم مسائل الحضانة وأحقية كل طرف منهما فيها.

وأخيرًا.. يتعيّن على الطليقين بعد وقوع الطلاق ألا ينسوا حجم المسؤولية المُلقاة على عاتقهم فالأبناء أمانة في أعناقهِم، وعليهم ألا يجعلوا الأبناء هم من يدفعون ثمن خلافاتهم، والنأي بهم قدر الإمكان عن الخلافات والصراعات وإبعادهم عن الجو الموبوء إلى جو صافٍ يفوح فيه عطر الوئام والمحبة ولما لذلك من أثرٍ عميق على حالتهم النفسية والصحية والاجتماعية وغيرها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خمسون عاما من الحب.. مات حزنا على مرضها فلحقت به بعد دقائق من اكتشافها وفاته

شهدت محافظة الإسماعيلية واقعة اهتزت لها قرية المنايف، في وداع عائلة لأب وأم في مشهد حزين وفي ليلة واحدة.

حسب رواية الأبناء، يتمتع الزوجين بسمعة طيبة حيث عاشا معا ما يقرب من 50 عاما، في حب ومودة ورحمة، بنوا خلالها عائلة ضمت الأبناء والأحفاد، شملوهم بعطفهم داخل منزل كبير، تعالت فيه أصوات الضحكات بين الكبار والصغار.


لم يمر يوم دون لقاء  يجمع فيه الزوجين المتحابين أبنائهما واحفادهما، خلقوا خلالها ذكريات عطرة حنونة، حتي في اللحظات العصيبة كانوا فيها خير سند.


إلي أن جاءت الفاجعة التي حلت على العائلة صغيرها قبل كبيرها، وداع بدون لقاء، الجد والجدة فارقا الحياة دون مقدمات.
 

وبحسب رواية الأبناء، مات الزوجين محتضنين بعضهما، مات الزوج واتبعته الزوجة كأنها تمارس واحدة من عادتها التي اتصفت بها، لحقت به بعد ٦دقائق ، ولم يتحمل قلبها الصدمة حزنا عليه.

 فى قرية المنايف بالإسماعيلية، انتهت أعظم قصة حب يضرب بها المثل في الوفاء والإخلاص.

وبحسب التحريات في الواقعة، بدأت القصة  بإصابة الحاجة زبيدة بالقلب وعلى الفور سارع بها زوجها  للطبيب الذى أكد أن الحالة تحتاج رعاية ومتابعة وهنا تأثر وبشدة عم زينهم حزنا على رفيقة عمره وشريكة حياته خلال ٥٠ عاما كانا فيها مثالا فى الحب والوفاء ورعاية أبناءهم ثلاثة رجال وسيدة.

جلس عم زينهم  بجوار زوجته يراعيها ويقدم لها الدواء ويصلي الفجر داعيا لها بالشفاء ، لم يتحمل قلبه الحزن وتوفى بعد صلاة الفجر تحت قدميها، لم تكن الحاجة زبيدة تتصور أن زوجها توفي نادت عليه اقتربت منه وضعت يدها على قلبه لتكتشف أنه مات لم تتحمل الصدمة توفت فى الحال لتلحق به بعد ٦دقائق من وفاته وفق تقرير الوفاة ، وليكتشف الأبناء والأحفاد وفاتهما صباحا عندما نزلوا يتابعونهما ويقبلون أياديهم  كعادتهم كل يوم.

طباعة شارك الإسماعيلية اخبار الاسماعيلية محافظة الاسماعيلية

مقالات مشابهة

  • عاشا معا وماتا سويا يحتضن كلاهما الآخر.. قصة حب مؤثرة بين زوجين في الإسماعيلية
  • خمسون عاما من الحب.. مات حزنا على مرضها فلحقت به بعد دقائق من اكتشافها وفاته
  • «لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»
  • صراعات بأركان محكمة الأسرة.. العقوبة القانونية لمن يمنع الأب من رؤية أطفاله
  • من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
  • السب والضرب وتلفيق الاتهامات.. ثلاث جرائم قد تهدم حياة زوجية وتسقط حقوق الزوج
  • الفيصلي يهزم الوحدات 3-1 والجزيرة يحافظ على الصدارة في دوري الرديف
  • عصام عجاج: 750 حالة طلاق باليوم.. و1500 طفل يفقدون ججرعاية الأب
  • الوجه الآخر لسيول العراق.. بحيرة حمرين تنتعش والطيور المهاجرة تعود إليها
  • رسالة إلى العالم الآخر