رايتس ووتش: فظائع ضد المدنيين في ميانمار وبوادر تطهير عرقي
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
قالت هيومن رايتس ووتش إن جيش ميانمار وجيش أراكان المعارض ارتكبا عمليات قتل خارج نطاق القضاء في ولاية راخين (أراكان) غرب ميانمار في الأشهر الأخيرة.
وبحسب المنظمة فإن جيش ميانمار وجماعات الروهينغا المسلحة المتحالفة معه، بالإضافة إلى جيش أراكان، ارتكبوا في أبريل/نيسان ومايو/أيار 2024، "فظائع" ضد المدنيين.
وأضافت أن القتال تصاعد على مدى الأسبوع الماضي، مع ورود تقارير عن عمليات قتل وانتهاكات أخرى ضد سكان الروهينغا، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.
ودعت المنظمة جميع أطراف الصراع إلى وقف الهجمات غير القانونية، والتوقف عن استخدام خطاب الكراهية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى المحتاجين.
وقالت إيلين بيرسون، مديرة قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش: "يتحمل المدنيون من الروهينغا والراخين وطأة الفظائع التي يرتكبها جيش ميانمار وجيش أراكان المعارض"، مضيفة أن كلا الجانبين "يستخدمان خطاب الكراهية والهجمات على المدنيين والحرق العمد لطرد الناس من منازلهم وقراهم، وهذا يثير شبح التطهير العرقي".
وخاض جيش أراكان، وهو جماعة مسلحة عرقية من ولاية راخين، فترات من القتال العنيف مع الجيش في ميانمار للسيطرة على ولاية راخين منذ أواخر عام 2018.
وتصاعدت الأعمال العدائية بين قوات المجلس العسكري وجيش أراكان منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهذا أنهى وقف إطلاق النار غير الرسمي الذي دام عاما. ومع توسع جيش أراكان بسرعة في سيطرته عبر ولاية راخين، رد الجيش بهجمات عشوائية باستخدام طائرات الهليكوبتر الحربية والمدفعية والهجمات البرية.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني إلى يوليو/تموز، نفذت قوات المجلس العسكري أكثر من 1100 غارة جوية في جميع أنحاء البلاد، أكثر من خمسها في ولاية راخين، وفقا لمشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات ولایة راخین جیش أراکان
إقرأ أيضاً:
«هيومن رايتس»: الجيش السوداني استخدم قنابل غير موجهة وقتل مدنيين بنيالا
هيومن رايتس ووتش أكدت أن الهجمات العشوائية للجيش والتي تشكل جرائم حرب مفترضة قتلت وأصابت أعدادا كبيرة من المدنيين في نيالا.
التغيير: وكالات
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن القوات المسلحة السودانية استخدمت قنابل غير موجهة أُلقيت جوا لشن هجمات على أحياء سكنية وتجارية في نيالا بجنوب دارفور أوائل فبراير 2025.
وأضافت في تقرير اليوم الأربعاء، أن هذه الهجمات العشوائية، التي تشكل جرائم حرب مفترضة، قتلت وأصابت أعدادا كبيرة من المدنيين.
وشنّ الجيش السوداني هجمات متكررة على نيالا، عاصمة جنوب دارفور، منذ سيطرة خصمه “قوات الدعم السريع” على المدينة أواخر أكتوبر 2023.
المدينة، التي كان يقطنها أكثر من 800 ألف نسمة قبل النزاع الحالي، هي الأكبر في دارفور وإحدى أكبر مدن السودان.
تقاير موثوقةوقال جان باتيست غالوبان، باحث أول في قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش: “قصف الجيش السوداني أحياء سكنية وتجارية مكتظة بالسكان في نيالا باستخدام قنابل غير دقيقة. قتلت هذه الهجمات عشرات الرجال والنساء والأطفال، ودمرت العائلات، وزرعت الخوف والنزوح”.
تلقت هيومن رايتس ووتش تقارير موثوقة عن غارات جوية عديدة بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025، وأجرى باحثون تحقيقات مفصّلة في خمس غارات جوية شُنت في 3 فبراير، أوقعت بشكل خاص إصابات قتلى بين المدنيين.
أجرى الباحثون مقابلات مع 11 شخصا ضحايا وشهود، وثلاثة أشخاص من الطواقم الطبية التي عالجت الضحايا، وحللوا صورا فوتوغرافية وفيديوهات من وسائل التواصل الاجتماعي، منها ما يُظهر بقايا ذخائر من ثلاث غارات.
قال شهود إن غارات 3 فبراير أصابت مناطق سكنية وتجارية مزدحمة في حيَيْ الجمهورية والسينما بوسط المدينة في تتابع سريع، بالإضافة إلى شارع الكونغو، وهو طريق رئيسي في المدينة.
أفادت منظمة “أطباء بلا حدود” أن 32 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات بحسب المزاعم.
قال شهود إن غارة جوية أصابت متجرا للبقالة قرب “مستشفى مكة للعيون” في شارع يعج بالناس والمركبات، ما أوقع عددا كبيرا من القتلى.
قال رجل وصل إلى مكان الحادث بعد وقت قصير: “دُمر المكان بالكامل وتضرر جراء الغارة الجوية. قُتل كثيرون. من بين القتلى سيدة مسنة… وركاب سيارة تويوتا، وبعض المارة”. أضاف أن أكثر من 35 شخصا قُتلوا هناك.
وأفاد “مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة” الذي يجمع بيانات عن النزاعات حول العالم أنه بين 2 و4 فبراير قُتل ما بين 51 و74 مدنيا وأُصيب العشرات.
أفادت أطباء بلا حدود عن مقتل 25 شخصا على الأقل في غارات جوية في 4 فبراير، وإصابة 21 آخرين في غارة جوية على مصنع لزيت الفول السوداني نُقلوا إلى “مستشفى نيالا التعليمي” الذي تديره المنظمة.
راجعت هيومن رايتس ووتش صورا لبقايا ذخيرة لتحديد الأسلحة المستخدمة في ثلاث غارات في 3 فبراير، وتمكنت من ذلك في اثنتين.
خلصت هيومن رايتس ووتش إلى أنه تم استخدام قنبلة من طراز “أوفاب-250” (OFAB-250) في الغارة التي وقعت أمام “مستشفى مكة للعيون”، وهي قنبلة غير موجهة شديدة الانفجار ومتشظية.
قنابل غير موجهةوحسب التقرير، أنه في غارة أخرى، حددت هيومن رايتس ووتش استخدام قنبلة من طراز “فاب” (FAB) متعددة الأغراض وغير موجهة أُلقيت جوا أصابت طريقا يبعد حوالي 140 مترا شمال غرب المستشفى.
وصف خمسة شهود طائرة واحدة، لا يبدو أنها مقاتلة نفاثة، كانت تحلق في السماء وقت الغارات.
قال أحد الشهود: “رأيت الطائرة تحلق حول المدينة. كانت طائرة كبيرة، تشبه طائرة الشحن… قصفت في دورتها الثانية حول المدينة”.
قال عامل يومي نجا من غارة أودت بحياة أخته وابن أخيه في 3 فبراير: “كانت الطائرة تحلق على ارتفاع كبير جدا جدا. لم يكن الوقت الفاصل بين الغارتين طويلا، ربما دقيقة أو دقيقتين – قصفت الطائرة، ثم انعطفت، ثم قصفت ثانية بعد فاصل زمني قصير جدا”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن غارات 3 فبراير يُفترض أنها عشوائية وتنتهك القانون الإنساني الدولي. شن هجمات عشوائية عمدا أو بتهور يشكل جريمة حرب.
كانت غارات غرة فبراير جزءاً من موجة قصف جوي أوسع نطاقا شنّها الجيش على نيالا.
سجّل مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة 41 يوما من الغارات الجوية على مدى ثلاثة أشهر بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، شملت أياما شهدت غارات جوية متعددة.
وقد أصابت العديد من هذه الغارات الأحياء الشرقية من نيالا، التي تضمّ تمركزا كثيفا لمقاتلي قوات الدعم السريع في مواقع عديدة، بما في ذلك مطار نيالا ومحيطه، وهو مركز رئيسي لقوات الدعم السريع.
ألحقت الغارات الجوية على المناطق السكنية في وسط نيالا خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
قال العامل اليومي: “الغارات الجوية هي الأسوأ، لأنها تدمر كل شيء. في حالة الأعيرة النارية، يستطيع الناس تجنبها والاحتماء منها، لكن لا يمكننا الاحتماء من الغارات الجوية. إنها قوية جدا”.
إمكانية تلقي الضحايا الرعاية الطبية وتوافرها محدودان للغاية. قال أربعة شهود تمت مقابلتهم إنهم لم يتمكنوا من تلقي العلاج اللازم لإزالة شظايا الذخائر، إما لعدم قدرتهم على تحمل تكلفته أو لنقص الأطباء المؤهلين في نيالا.
إيقاف الهجمات العشوائيةقالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي للجيش السوداني إيقاف جميع الهجمات العشوائية فورا، بما فيها تلك التي تنطوي على استخدام قنابل غير موجهة تُلقى جوا على مناطق مأهولة بالسكان.
ينبغي للدول الأخرى أن تحذو حذو “الاتحاد الأوروبي” في فرض عقوبات على قيادة القوات الجوية السودانية جرّاء هذه الهجمات. وينبغي للسودان ضمان وصول المراقبين، بمن فيهم أولئك التابعون لـ ‘المحكمة الجنائية الدولية” و”بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان”، للتحقيق في انتهاكات جميع الأطراف المتحاربة. وينبغي للحكومات ضمان الدعم السياسي والمالي اللازم للتحقيقات الجارية.
قال غالوبان: “ما يزال المدنيون يتحملون وطأة حرب السودان المدمرة المستمرة منذ عامين رغم التعبيرات الدولية عن القلق. على الدول الأخرى اتخاذ إجراءات متضافرة لحماية المدنيين ومنع المزيد من الهجمات العشوائية من خلال التحقيق في أفعال المسؤولين من جميع الأطراف ومعاقبتهم”.
وثّقت هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى لعقود هجمات جوية عشوائية شنها الجيش السوداني على مناطق مأهولة بالسكان باستخدام قنابل غير موجهة أُلقيت من طائرات شحن تحلق على ارتفاعات كبيرة.
في الحرب الحالية، التي اندلعت في أبريل 2023، أدت غارات جوية عديدة شنتها القوات المسلحة السودانية على المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان إلى مقتل وإصابة عدد لا يُحصى من المدنيين.
تزامنت حملة الغارات الجوية المكثفة التي شنّها الجيش السوداني على نيالا مع تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع بدأت باستخدام مطار نيالا كقاعدة للطائرات المسيّرة، وأن طائرات شحن كبيرة كانت تهبط فيه.
استخدام قوات الدعم السريع المطار لأغراض عسكرية يجعله من الأعيان العسكرية وهدفا مشروعا.
أفادت وسائل إعلام محلية أن قوات الدعم السريع في نيالا نفذت حملات اعتقالات واسعة بحق أشخاص يُشتبه في تقديمهم إحداثيات الغارات الجوية للجيش السوداني في أوائل ديسمبر، ومرة أخرى في أواخر يناير.
الهجمات الموجهة ضد مقاتلي قوات الدعم السريع والأهداف العسكرية كالمطار متوافقة مع قوانين الحرب طالما أنها لا تُلحق بالمدنيين أضرارا عشوائية أو غير متناسبة.
وتحققت هيومن رايتس ووتش من فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي في 3 فبراير، وحددت موقعه الجغرافي، ويُظهر عمود كبيرا من الغبار والدخان من موقع الضربة.
كما تحققت هيومن رايتس ووتش من ستة صور فوتوغرافية التقطها أحد سكان نيالا، وحددت موقعها الجغرافي، تُظهر مبنيَيْن متضررَيْن عند زاوية الطريق. تُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 5 مارس أضرارا لحقت بالمبنيين.
الوسومالجيش السوداني السودان القانون الدولي جنوب دارفور حماية المدنيين قنابل غير موجهة قوات الدعم السريع نيالا هيومن رايتس ووتش