اجتمع عدد من أصدقاء الجامعة معًا بعد فراق طويل في منزل مدرّسهم القديم، وسرعان ما تحوّل الحديث فيما بينهم إلى شكوى وتذمّر من عملهم وحياتهم.
ثم نهضَ الأستاذ وعاد بعد عدّة دقائق حاملاً معه صينية فيها أكواب متعدّدة فيها قهوة. منها ما هو أنيق جميل من الكريستال أو الزجاج اللامع، وبعضها من البلاستيك أو الزجاج الشاحب رخيص الثمن.
ثم دعا الأستاذ طلابه إلى التفضّل وأخذ كوب من القهوة، بعد أن تناول كلّ واحد كوبه، أردف الأستاذ قائلاً: “هل لاحظتم أن الأكواب الرخيصة الباهتة هي فقط التي بقيت على الطاولة. فيما تمّ أخذ جميع الأكواب الكريستالية الباهظة؟”.
وفي الوقت الذي من المنطقي فيه أنّ يرغب كلّ واحد في الحصول على الأفضل لنفسه. غير أنّ هذا سبب كلّ المشكلات والتوترات في الحياة.
الكوب نفسه لن يُضيف أيّ قيمة للقهوة، ولن يغيّر مذاقها، ففي معظم الأحيان هو أغلى سعرًا فقط، ويُخفي المشروب الذي تتناوله.
صمت الأستاذ قليلاً، ثمّ واصل: “ما ترغبون فيه جميعًا هو القهوة وليس الكوب. لكنكم مع ذلك وبكل وعيٍ رحتم تبحثون عن أجمل الأكواب ومقارنتها بأكواب زملائكم. وكذلك الأمر مع وظائفكم، عائلاتكم وكلّ ممتلكاتكم الأخرى. ما تملكونه لا يؤثّر بأيّ شكل من الأشكال على جودة حياتكم”.
العبرة المستفادة من القصة:كثيرًا ما نفشل في الاستمتاع بقهوتنا، فقط لأننا نركّز على الكوب الذي يحتويها. بمعنى أن السعادة لا يعني بالضرورة أنّ كلّ شيء من حولك مثالي. وإنّما يعني أن تكون قادرًا على رؤية ما وراء كلّ العيوب والعثور على السكينة والراحة.
هذه السكينة تكمن في داخلك أنت، وليس في حجم منزلك أو نوع سيارتك أو طراز هاتفك أو أيّ شيء مادّي آخر في حياتك.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
جلستان تدريبيتان حول تطوير العمل الحزبي لمنتسبي الأحزاب
صراحة نيوز- عقدت الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، بالتعاون مع صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، جلستين تدريبيتين في مقر الجمعية للأسبوع السادس على التوالي، وذلك ضمن مشروع تدريب الحزبيين الذي تنفذه الجمعية بتمويل من الصندوق، في إطار جهودها الرامية إلى تطوير العمل الحزبي وتعزيز قدرات الكوادر الحزبية الأردنية.
تضمنت الجلسة الأولى، التي جاءت بعنوان: التفاعل مع فئات المجتمع.. الشباب، المرأة، النقابات.. نحو حزب تمثيلي وجامع، قدمها الدكتور الحارث الحلالمة، وركزت على سبل الانفتاح على مختلف شرائح المجتمع وبناء جسور الثقة، بما يضمن تمثيلاً أوسع وشمولية أكبر في العمل الحزبي.
أما الجلسة الثانية فحملت عنوان: تقنيات الحملات الانتخابية.. من التخطيط الاستراتيجي إلى التأثير الجماهيري، وقدمها الأستاذ عبد الله الزغيلات القرالة، مستعرضًا أبرز أساليب التخطيط الفعال للحملات الانتخابية، وأدوات التأثير في الرأي العام، واستراتيجيات الوصول إلى الناخبين من خلال الأحزاب السياسية.
تتواصل فعاليات المشروع على مدى أسبوعين قادمين، بواقع أربع جلسات تدريبية، بعد أن مضيء ثلثي المشروع، بحيث تغطي طيفًا واسعًا من الموضوعات المرتبطة بالعمل الحزبي في الأردن.
وأكد رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور خالد شنيكات، أن تنوع محاور الجلسات والمحاضرين المشاركين في التدريب يعكس حرص الجمعية على تقديم محتوى تدريبي متكامل، يلبي احتياجات المشاركين، ويعزز من قدراتهم على الانخراط الفاعل في الحياة الحزبية، بما يحقق الأهداف المرجوة من المشروع.