علماء يرجحون اكتشاف سبب صادم للتوحد.. ما هو؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
شمسان بوست / العربية.نت
توصل بحث جديد، تم خلاله تتبع نمو أكثر من 600 رضيع، إلى أن المستويات الأعلى من مادة بيسفينول أ الكيمياوية BPA في بول الأم الحامل تزيد بأكثر من 3 أضعاف احتمالات إصابة الصبي الصغير بأعراض التوحد بحلول سن الثانية، وفق ما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن دورية Nature Communications.
كما أن نتائج البحث كشفت الأسوأ من ذلك، وهو أن هؤلاء الأولاد كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بست مرات بحلول سن الحادية عشرة – مقارنة بأولئك الذين كانت مستويات BPA لدى أمهاتهم أقل أثناء الحمل.
مادة كيمياوية لتقوية البلاستيك
تم ربط مركب البيسفينول، وهو مادة كيمياوية تهدف إلى تقوية البلاستيك ومنع المعادن من الصدأ، من بين استخدامات أخرى، أيضاً بارتفاع مخاطر السمنة والربو والسكري وأمراض القلب على مدار أكثر من عقدين من التدقيق المتزايد على المركب.
كما تم وصفه أيضاً بأنه مادة كيمياوية “تؤثر على الجنس”، (أي نوع الجنين ذكر أو أنثى)، بسبب دورها الواضح في تحفيز الاضطرابات الهرمونية والجنسية لدى البشر والأسماك وأنواع أخرى.
روابط وأدلة مثبتة
نجحت الدراسة الجديدة في تحديد الرابط بين مادة البيسفينول وخطر الإصابة بالتوحد بوضوح إلى جانب التوصل لأدلة تكشف التفاعلات الكيمياوية المحددة التي تساهم في حالات التوحد.
وقالت عالمة الأوبئة وطبيبة الصحة العامة، آن لويز بونسونبي، في بيان عن دراسة فريقها البحثي، إن “عملنا مهم لأنه يوضح إحدى الآليات البيولوجية المحتملة المشاركة”.
كما أضافت أنه “مادة بيسفينول يمكن أن تعطل نمو دماغ الجنين الذكر الذي تتحكم الهرمونات فيه بعدة طرق، بما يشمل إسكات إنزيم رئيسي هو الأروماتاز، الذي يتحكم في الهرمونات العصبية وهو مهم بشكل خاص في نمو دماغ الجنين الذكر”.
التهاب في الدماغ
لاحظت الدراسة الجديدة أن الأروماتاز يساعد في تحويل بعض الهرمونات الجنسية الذكرية في الدماغ، والمعروفة باسم الأندروجينات العصبية، إلى هرمونات الإستروجين العصبية.
حيث تساعد هذه الإستروجينات جميع الأشخاص، بغض النظر عن الجنس، على تنظيم الالتهاب في الدماغ، والحفاظ على مرونة المشابك التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل داخل الجهاز العصبي بأكمله، كما تساعد في إدارة الكوليسترول.
إن الدماغ هو العضو الأكثر ثراءً بالكوليسترول في جسم الإنسان، حيث يستخدم ما يقرب من 20% من مخزون الجسم بالكامل من هذه الجزيئات الدهنية للقيام بوظائفه الحيوية.
وأفاد الباحث المشارك في الدراسة والكيمياوي الحيوي، واه تشين بون، أنه تم التوصل إلى أن “مادة BPA تقمع إنزيم الأروماتاز وترتبط بالتغيرات التشريحية والعصبية والسلوكية”، فيما يعتبر “جزءًا من لغز التوحد”.
علاج محتمل
اتبع بحث فريق الباحثين نهجين بحثيين منفصلين للوصول إلى النتائج، أولهما فحص بيانات، تم جمعها منذ عام 2010 من قبل جامعتين أستراليتين كانتا تتبعان مجموعة من مقاييس الصحة لأكثر من 1000 طفل مشارك وأولياء أمورهم، حيث خضع 676 رضيعاً لاختبارات كافية حول أعراض التوحد في سن مبكرة حتى يتمكن الفريق من استخلاص استنتاجات إحصائية.
كما أجرى الباحثون تجارب على فئران المختبر في محاولة لفهم كيف يقوض BPA نشاط الأروماتاز الحاسم وما هي العلاجات التي قد تساعد في مكافحته.
وخلال تلك الاختبارات، جرب الفريق إضافة نوع من الأحماض الدهنية يسمى 10-هيدروكسي-2-ديسينويك 10HDA، والذي اكتشفوا أنه يمكن أن يساعد في تخفيف التأثير السلبي الذي يلعبه BPA على نظام الأروماتاز في الدماغ النامي.
فيما خيتم بون قائلًا إن “الأمر يستحق المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى علاج محتمل للبشر”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)
تحت شعار: “مولاي مصطفى العلوي: العالِمُ المغربيُّ المُربّي والفقيهُ المُؤثِّر والفاعل في القضايا الوطنية والدولية”، يحتضن مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمكناس يوم السبت 31 ماي 2025، ندوة علمية وطنية احتفاءً بالعالِم المغربي البارز مولاي مصطفى بن أحمد العلوي، أحد أعلام القرن العشرين، وثاني مدير لدار الحديث الحسنية، وأول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال.
الندوة تنظمها كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، بتنسيق مع عائلة المحتفى به، تعرف مشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف ربوع المملكة.
مسيرة علمية ووطنية حافلة
ولد مولاي مصطفى العلوي سنة 1912 بدويرة الزريب قرب مدينة الرشيدية، وسط أسرة علمية عريقة. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتلقى تعليمه الأولي والشرعي في كتاتيب ومنتديات فقهاء القرويين. تابع دراسته في فاس، وكان من أوائل المغاربة الذين انخرطوا في مسار التعليم النظامي الحديث.
شغل مناصب علمية وإدارية سامية، منها:
• مدير دار الحديث الحسنية (1966–1976).
• نائب رئيس رابطة علماء المغرب.
• عضو المجلس الأعلى العلمي.
• مدير ديوان وزير الأوقاف.
• أول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال (1985).
• أستاذ التفسير والحديث وعضو في برامج إذاعية علمية.
وترك العلّامة بصمات مؤثرة في مجال التأصيل الفقهي، والتربية الإسلامية، والدفاع عن القضايا الوطنية، ومناهضة الاستعمار، بالإضافة إلى دوره في التأطير العلمي والتكويني داخل المغرب وخارجه.
أعماله العلمية
من أبرز آثاره:
• تفسير غير مكتمل للقرآن الكريم (مخطوط).
• مساهمته في تحقيق “التمهيد” لابن عبد البر.
• مقالات علمية منشورة في مجلات ودوريات.
• مشاركات فعّالة في المؤتمرات الإسلامية الدولية.
تكريم يليق برجل من رجالات المغرب
ستشهد الندوة جلسات علمية تتناول محاور متعددة من سيرة العلامة، من بينها:
• إسهاماته في تجديد الفكر الديني بالمغرب.
• دوره في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.
• مواقفه من القضايا الوطنية والتحررية.
• جهوده في ربط العلاقات العلمية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.
كما سيتم عرض شهادات حية ومداخلات من زملائه وطلابه وعائلته، تُبرز أبعاد شخصيته المتزنة، وتُحيي ذكرى أحد أبرز علماء المغرب في العصر الحديث
كلمات دلالية مولاي مصطفى بن أحمد العلوي