معهد الجزيرة للإعلام يطلق مشروع دعم المبادرات المستقلة سند
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أعلن معهد الجزيرة للإعلام إطلاق مشروع دعم المبادرات المستقلة "سند"، ضمن نشاطات الإعلام من أجل التنمية، الذي يستهدف الأفراد والمؤسسات الريادية في الإعلام من أجل دعم مبادراتهم وأفكارهم لتنفيذ مشاريع إعلامية واعدة، تحمل على عاتقها دعم قضايا التنمية ورؤى التغيير الإيجابي في المجتمعات.
وقال مدير إدارة المبادرات الإعلامية في المعهد منتصر مرعي: "يسعى مشروع "سند" إلى منح دفعة انطلاق للأفراد والمؤسسات الذين يواجهون تحديات أمام عدم قدرتهم على الوصول إلى تمويل لأفكارهم الإعلامية التي يمكنها أن تفيد مجتمعاتهم وتنميتها، ويتيح هذا المشروع الفرصة أمام الشباب لاستنباط الحلول الإعلامية المناسبة وفقا للواقع الذي يعيشونه والحلول التي يرونها مناسبة لذلك".
وأضاف مرعي: "يأتي هذا المشروع كجزء من إيمان شبكة الجزيرة الإعلامية بدور الإعلام في تعزيز عملية التطوير في المجتمعات في المنطقة العربية، وإمكانية إحداث تغييرات داخل نقاط مجتمعية لا يصلها الإعلام التقليدي عبر توفير المعلومات للمجتمعات من خلال أبنائه ممن يفهمون احتياجاته بشكل أعمق".
ويهدف المشروع إلى دعم المبادرات التي تُعنى بمجالات تطوير الإعلام الرقمي من المشاريع والمبادرات التي تسعى لتعزيز وتحسين بيئة الإعلام الرقمي في مناطق جغرافية معينة، وتعنى بتطوير آليات وأدوات السرد الرقمي للقصص الصحفية، وتساعد الصحفيين على استخدام التطبيقات الرقمية في الصحافة بشكل أفضل، إلى جانب مجالات التربية الإعلامية والمشاريع والمبادرات التي تسعى لنشر بيئة التحقق من الأخبار، والتعامل بطريقة نقدية مع المحتوى الإعلامي، وتحد من انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة على الإنترنت.
كما يهتم المشروع بدعم مشاريع الصحافة المتخصصة والمجتمعية الساعية إلى خلق صحافة تُعنى بمجتمع معيّن وصغير لا يمتلك وسائل إعلام خاصة به، ولا يمتلك تغطية إعلامية كافية لقضاياه بمختلف تفرّعاتها، إضافة إلى المشاريع الساعية إلى نشر وتعزيز مفهوم صحافة المواطن، ورفع كفاءة المواطنين الصحفيين، كما يركز على دعم المشاريع والمبادرات الإعلامية في مجالات أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ويستمر استقبال طلبات التقدم للمنحة حتى 7 سبتمبر/ أيلول المقبل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة للباحث محمد الشعراوي عن أزمة التغطية الإعلامية في مناطق النزاعات بإفريقيا
سلطت دراسة أعدها الباحث محمد الشعراوي، رئيس برنامج الاستراتيجيات والتخطيط بمركز مسارات للدراسات الاستراتيجية ونشرت بمجلة "قراءات إفريقية"، الضوء على أزمة التغطية الإعلامية لمناطق النزاع في القارة الإفريقية، وتحديدا في ظل الصراعات الممتدة، مثل أزمة شرق الكونغو، مع تقديم حلول تقنية متقدمة أبرزها الذكاء الاصطناعي.
وأوضح الشعراوي أن القارة الإفريقية شهدت خلال السنوات الأخيرة صراعات دامية ونزاعات إنسانية حادة راح ضحيتها الآلاف، ورغم ذلك لم تحظى هذه الأزمات بتغطية إعلامية تتناسب مع خطورتها، ما أدى إلى انتشار مصطلح "الصراعات المنسية" لوصف ما يحدث داخل القارة.
وتناولت الدراسة أزمة شرق الكونغو كأحد النماذج لقصور الإعلام الإفريقي، مشيرةً إلى معاناة ملايين المدنيين وسط غياب التوثيق الإعلامي الكافي.
الباحث محمد الشعراوي يعدد أسباب القصوروأوضح الشعراوي أن التحديات الأمنية، والقيود الحكومية، ونقص الموارد، من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا القصور، إلى جانب صعوبة الوصول للمناطق المتأثرة وتضييق الخناق على الصحفيين المحليين.
وأكدت الدراسة أن تكلفة التغطية الإعلامية في مناطق النزاعات بإفريقيا تُعد من العوامل الرئيسية التي تعيق العمل الإعلامي، مشيرة إلى أن صعوبات النقل، واستئجار معدات متخصصة مثل طائرات الدرون وأجهزة البث الفضائي، تشكل عبئا ماليا لا تتحمله معظم المؤسسات الإعلامية.
كما سلطت الضوء على ظاهرة قطع الإنترنت التي تلجأ إليها بعض الحكومات الإفريقية، كأداة لحجب المعلومات والسيطرة على الرأي العام، ما يُعيق التوثيق الإعلامي الفعال، ويعزل مناطق النزاع عن أنظار العالم.
الإعلام وتأجيج الصراعاتتطرقت الدراسة إلى الوجه الآخر من الأزمة، وهو دور بعض وسائل الإعلام الإفريقية في تأجيج النزاعات من خلال نشر خطابات كراهية وتحريض، أو التلاعب بالمعلومات، كما حدث في رواندا 1994، أو تيجراي 2020، وأشارت إلى أن الاستقطاب الإعلامي ونقص المهنية قد يحول الإعلام من أداة للحوار إلى وقودٍ للأزمات.
وقدم الباحث محمد الشعراوي مجموعة من الحلول التقنية والذكية، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث تحولا في آلية التغطية الإعلامية للأزمات، سواء عبر استخدام الطائرات المسيرة لجمع الصور، أو من خلال تحليل البيانات للتنبؤ بمناطق التوتر، والتحقق من المعلومات لتقليل انتشار الشائعات، إلى جانب أدوات الاستجابة السريعة وتحليل صور الأقمار الصناعية.
اختتم محمد الشعراوي دراسته بالتأكيد على أن مستقبل الإعلام الإفريقي يتوقف على دعم حرية الصحافة، وتدريب الصحفيين، وتبني الحلول التقنية الحديثة، داعيا إلى ضرورة تعزيز ثقافة "صحافة السلام" بدلا من "إعلام الكراهية"، بما يسهم في دعم الاستقرار والتنمية في القارة.