سماء سلطنة عُمان تشهد ظاهرة زخة شهب البرشاويات
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
مسقط "العُمانية": تشهد سماء سلطنة عُمان ظاهرة تساقط زخات شهب البرشاويات، وتستمر حتى الـ 24 من أغسطس الجاري، وتعد زخات شهب البرشاويات من أشهر الزخات الشهابيّة الصيفيّة التي يمكن رصدها، وتبلغ ذروةَ تساقطها في مساء يوم السبت المقبل حتى الساعات الأولى من فجر يوم الأحد.
وقالت أشواق بنت ناصر السيابية عضوة اللجنة التنفيذية بالجمعية الفلكية العُمانية لوكالة الأنباء العُمانية: إن الزخات الشهابية تحدث عند مرور الأرض وهي في مدارها حول الشمس قرب مدار مذنب ما واختراقها حشدًا من النيازك التي تكون خلف ذلك المذنب، وبالنسبة لزخات شهب البرشاويات فإن الأرض تمر بالقرب من نيازك خلفها مذنب "سويفت تتل" فينتج عنه دخول حبيبات غبارية إلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق خلال دخولها فينتج عنها شريط ضوئي لامع بسرعة حوالي 72 كيلومترًا في الثانية على ارتفاع 70 إلى 100 كيلومتر تقريبًا.
وأضافت: ففي ذروتها يُمكنك رؤية ما بين 60 إلى 100 شهاب في الساعة من مكان مُظلم وبعيد عن التلوث الضوئي، وبالنسبة للموعد السنوي لزخات الشهب فيمكن التنبؤ به؛ إذ تدوم عادةً هذه الزخات لساعات وقد تدوم لأيام أو لأسابيع، كما هو الحال في زخات شهب البرشاويات أو المعروفة بالفرساويات حيث بدأت في منتصف يوليو الماضي وتستمر حتى أواخر شهر أغسطس الجاري.
ووضحت أن البرشاويات اشتهرت بإنتاج شهب شديدة اللمعان (الكرات النارية)، لا توجد زخة شهب تنتج مثلها كما يفعل المذنب "سويفت تتل"، وهو المسبب لهذه الزخة الشهابية الذي يدور حول الشمس مرة واحدة كل 130 سنة حيث يبلغ قطر نواته حوالي 26 كيلومترًا، ويتفتت بشكل طبيعي إلى أجزاء، حيث تشير دراسة استقصائية حديثة استمرت 5 سنوات أن عدد الكرات النارية من البرشاويات أكثر من أي زخة شهب أخرى.
وذكرت أن رصد الظاهرة يتطلب أن تكون من موقع مظلم بعيدًا عن مصادر التلوث الضوئي أو عائق ما كالأشجار الطويلة، وأن يتم النظر نحو الشمال الشرقي بالقرب من برج برشاوس (Perseus) أو المعروف ببرج حامل رأس الغول و هو المصدر الظاهري لهذه الشهب من بعد منتصف ليلة السبت إلى ما قبل ضوء فجر الأحد، معتبرةً أن ذلك فرصة لهواة التصوير الفلكي لالتقاط صور فلكية جميلة تزينها شُهب البرشاويات وبعض الأجرام السماوية التي تظهر في السماء خلال هذه الفترة مثل كوكب المُشتري العملاق و زُحل، موضحةً أن هذه الظاهرة تعد من الظواهر الفلكية التي يمكن مُشاهدتها بالعين المُجردة دون الحاجة لاستخدام أجهزة رصد خاصة وهي فرصة للتأمل و التفكر في جماليات الكون وروعته.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شهب البرشاویات
إقرأ أيضاً:
وحش نتفليكس.. كيف تحوّل القتلة الحقيقيون إلى ظاهرة جماهيرية؟
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "الوحش" (Monster) عن جيفري دامر عام 2022، تمضي نتفليكس في توسيع هذا المشروع بتحويله إلى سلسلة أنثولوجيا تصدر بمواسم جديدة كل عام، تُسلّط الضوء على أكثر القتلة الأميركيين رعبا وتعقيدا عبر التاريخ.
ورغم الإقبال الجماهيري، لا يزال الجدل قائما حول الحدود الأخلاقية لتقديم قصص القتلة الحقيقيين كمواد ترفيهية، خاصة لدى عائلات الضحايا التي ترى في هذه الأعمال نوعا من إعادة إحياء الألم وتمجيد الجناة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"وحش يسكن روحي".. كيف يصنع الإحباط صداقة وثيقة؟list 2 of 2حريق في ديكور مسلسل "الكينج" المصري وأبطال العمل يطمئنون الجمهورend of listومما يزيد الجدل اشتعالا، الطريقة التي يتحول بها بعض القتلة إلى شخصيات تحظى بجمهور من المعجبين، ومن بينهم مشاهير. فقد أثار مقطع متداول على منصات التواصل الاجتماعي من أحد لقاءات أريانا غراندي جدلا واسعا، بعدما قالت إن الشخصية التي تتمنى تناول العشاء معها هي جيفري دامر، وهو ما يعكس، وفق كثيرين، كيف تغيّر نظرة المجتمع للقتلة والمجرمين عندما تتحول قصصهم إلى أعمال درامية ناجحة.
بعد إصدار موسم "إد جين"، أعلنت نتفليكس رسميا عن القصة التي سيتناولها الموسم الرابع من سلسلة "الوحش"، والتي تتمحور حول إحدى أكثر الجرائم إثارة للجدل في التاريخ الأميركي: قضية ليزي بوردن (Lizzie Borden)، المرأة التي اتُّهمت بارتكاب جريمة قتل وحشية عام 1892 ولا تزال تثير التساؤلات حتى اليوم.
برزت ليزي بوردن كفتاة هادئة ومتدينة تنتمي إلى عائلة غنية ومحافظة، لكنها عاشت تحت سلطة أب قاس وعنيف، وفي المقابل عانت داخليا من حياة خانقة. وقد عُثر على والدها مقتولا بـ11 ضربة فأس، بينما تلقت زوجته 18 ضربة. وبرغم وجود ليزي في المنزل وقت الجريمة، فقد أنكرت تماما أي علاقة بها، وتمت تبرئتها لغياب الأدلة القاطعة والشهود، ما جعل القضية لغزا مفتوحا حتى الآن.
إعلانتجسد إيلا باتي دور ليزي بوردن في الموسم الجديد، فيما يعود تشارلي هونام -الذي شارك في بطولة الموسم الثالث- ليقدم شخصية والدها، وتنضم ريبيكا هول بدور زوجة الأب.
بدأت سلسلة "الوحش" رحلتها مع جيفري دامر في الموسم الأول، حيث استعرضت كيف تمكن من ارتكاب جرائم مروعة على مدى سنوات دون أن يتعرض للمحاسبة. ركّز الموسم على دوافعه وحالته النفسية منذ الطفولة، وكشف بوضوح إخفاق النظام والشرطة في حماية الضحايا، وذلك بأسلوب بصري قاتم وواقعي.
وفي الموسم الثاني، تناولت السلسلة قضية الأخوين لايل وإريك منينديز المتهمين بقتل والديهما، حيث غاصت في تعقيدات العلاقات العائلية والظروف النفسية القاسية داخل المنزل، لتُظهر للمشاهد كيف يمكن أن تتكوّن دوافع القتل داخل بيئة أسرية مضطربة.
أما الموسم الثالث، الصادر هذا العام، فذهب إلى قصة أكثر غرابة ووحشية عبر تناول حياة إد جين، القاتل الذي اتُّهم بالقتل ونبش القبور بعد وفاة والدته. ورغم قسوة المشاهد وصدمتها، والتي اعتبرها البعض مقززة، فإن الموسم قدّم منظورا مختلفا حول الجذور النفسية للاضطرابات والسلوك الإجرامي.
خلصت مشاهدة الموسم الثالث,مبهر جداً افضل من قصة لايل وايرك بكثييير، دموي جداً مشاهد جريئة مقززة اقدر اقول ان ايد جين (ايدي) كان ضحية 100% منبوذ مافي أحد قرر يساعده طفولة سيئة ونتيجة الام هو ايدي لقيت نفسي نهاية المسلسل حزين???? كنت اتسائل#Netflix lix
#MonsterTheEdGeinStory pic.twitter.com/OZVe0LXZs1
— Dr.MOHAMMED Bin AHMED⚜️ (@MAFQ__) October 7, 2025
هل نبحث عن فهم الظلام أم نستمتع به؟تحوّلت قصص القتلة إلى ظاهرة ثقافية بارزة ألهمت أفلاما ومسلسلات وروايات نفسية وحتى محتوى على السوشيال ميديا. ومع كل موسم جديد، تقدم سلسلة "الوحش" (Monster) زاوية مختلفة من عالم الشر: من القتلة المتسلسلين، إلى العنف الأسري، وصولا إلى الاضطرابات العقلية والإرهاب النفسي. فهي لا تكتفي بسرد الأحداث، بل تضع المشاهد في قلب الجريمة، ليعيش تفاصيلها بدل أن يراقبها من بعيد.
وتشير دراسة أوروبية حديثة إلى أن غالبية متابعي الجرائم الواقعية لا يفعلون ذلك بدافع الفضول أو تمجيد القاتل، بل رغبة في فهم الخلفيات النفسية والاجتماعية التي تدفع المجرمين لارتكاب أفعالهم. كما بينت الدراسة أن الكثيرين يلجؤون إلى هذا النوع من المحتوى كوسيلة لتنظيم مشاعرهم والتعامل مع مخاوفهم.
وبيولوجيا، يفسر بعض علماء النفس انجذاب الإنسان للقصص العنيفة بأنه امتداد لغريزة البقاء التي شكّلت أسلافنا الأوائل؛ إذ كان إدراك التهديدات المحتملة شرطا أساسيا للنجاة. ومن هنا تؤدي قصص الجريمة دورا شبيها بـ"نظام إنذار داخلي" يساعدنا على التعرف على المخاطر.
لكن هذا الافتتان بالظلام يحمل وجها آخر؛ فالاستهلاك المفرط لهذا النوع من المحتوى قد يحوّل الفضول إلى قلق، ويزيد من مشاعر الخوف والتوتر، ما يستدعي قدرا من الوعي النقدي عند مشاهدة هذه الأعمال حتى تبقى وسيلة للفهم، لا مصدرا للاضطراب النفسي.