يمن مونيتور:
2025-08-01@14:14:11 GMT

تحالف قوي لمواجهة إعادة تصميم الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

تحالف قوي لمواجهة إعادة تصميم الشرق الأوسط

لم تتمكن منظمة التعاون الإسلامي، ولا الجامعة العربية، ولا حتى التحالفات غير المعلنة بين الدول الإسلامية الأخرى من وقف الإبادة الجماعية في غزة، هذه هي الحقيقة، وعلينا أن تقبّلها مهما كان ذلك مؤلمًا.

علينا أن نقبل بحقيقةٍ مرّة، وهي أن بعض الدول لم تساهم في حلّ القضية الفلسطينية، بل ساهمت في جعلها أكثر تعقيدًا واستمرارية.

وهناك بعض الدول الإسلامية التي استهدفت حركة حماس، وأرادت ألا يكون لها أي دور في إدارة الشأن الفلسطيني، بل وحتى تمنّت زوالها.

والأسوأ من ذلك أن هذه الدول كانت أقرب إلى إسرائيل في هذا الصراع، حيث تقدم دعمًا لإسرائيل أمام الهجمات التي تتعرض لها، كما أنها تخفف عنها آثار أي ضرر اقتصادي، ورفضت جميع مقترحات الحصار والعزلة.

هذه الدول وقفت في الجانب الخطأ من التاريخ، ولن تُذكر بخير في السجلات التاريخية. لم تُظهر ولو جزءًا بسيطًا من ردود الفعل التي أظهرتها الدول الغربية، ولم ترفع أصواتها احتجاجًا، بل على العكس، منعت المظاهرات المؤيدة لفلسطين في بلادها.

يبدو أن هؤلاء لم يفهموا أن القضية ليست فقط قضية فلسطين أو غزة، بل هي أن إسرائيل تتحرك بجشع وتهور للسيطرة على المنطقة بأكملها. لقد هاجمت إسرائيل بالفعل خمس دول، وعندما يصل عدد هذه الدول إلى عشرٍ، سيكون الوقت قد فات.

في ظلّ هذه الظروف؛ لا يمكننا الحديث عن وحدة إسلامية، أو تحالف، أو تشكيل يهدف إلى حل مشكلة غزة. شخصيًّا، فقدت الأمل في منظمة التعاون الإسلامي منذ فترة طويلة.

يجب أن نؤسّس بنية تحالف جديد

في ظلّ هذه الظروف، نحن بحاجة إلى تشكيل تحالفات جديدة؛ ليس فقط فيما يخص القضية الفلسطينية، بل أيضًا لمواجهة إعادة تصميم الشرق الأوسط، أو بالأحرى احتلاله، من قبل الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمملكة المتحدة، وألمانيا والدول التابعة لها. هناك حاجة ماسّة إلى تحرك سياسي جديد لمواجهة هذه القوى.

كيف يمكن تحقيق ذلك؟ الصين فعلت ما لم تستطع أي دولة إسلامية القيام به حتى الآن، إذ جمعت 15 مجموعة فلسطينية وجعلتها تتصالح. إسبانيا اتخذت موقفًا لم تقم به أي دولة أوروبية أخرى؛ إذ أدانت إسرائيل بأعلى صوت وقدمت دعمًا واضحًا لفلسطين.

أيرلندا أظهرت ضميرًا وأخلاقًا وموقفًا سياسيًا لم يظهره أي سياسي في العالم الإسلامي، وقد أبدت أسفها وألمها لما يجري في فلسطين. النرويج، رغم كل التهديدات، اعترفت – بشجاعة – بدولة فلسطين.

أما روسيا، فقد سئمت من السياسات الأميركية التي تستنزفها، وهي الآن تبحث عن انطلاقة جديدة في الشرق الأوسط. ويمكننا إضافة دول أخرى من أميركا اللاتينية، وأفريقيا، وآسيا إلى هذا التحالف.

لكن الأهم هو أن تقوم روسيا والصين بإعطاء الضوء الأخضر لتشكيل مثل هذا التحالف.

ما المانع من تحالف إقليمي زمني؟

قد تواجه التحالفات التي سيتم تشكيلها تحديات مختلفة؛ حيث تحمل كل دولة مخاوف وهواجس خاصة بها. ومع ذلك، يمكن أن يكون التحالف الذي سيتم تحديده على أساس زمني وإقليمي مفيدًا في تخفيف هذه المخاطر والمخاوف.

فلنتخيل أن دولًا مثل تركيا، وإيران، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، التي تتمتع بقدرات أكبر في مجالات عديدة مثل عدد السكان، والقوة العسكرية، والاقتصاد؛ تتحد معًا، ثم نضيف دولًا مثل قطر التي تمتلك قدرات دبلوماسية وقوة اقتصادية، وأيضًا دولًا مثل اليمن، والصومال، والسودان التي تتمتع بمواقع جيوسياسية قيمة. عندما نجمع كل هذه الدول معًا، سنجد أننا أمام تحالف قوي جدًا ورادع وفعال.

قد تكون هذه الدول أكثر استعدادًا وحماسًا من بعض الدول الإسلامية الأخرى، على الأقلّ فيما يخصّ العقوبات والحصار والعزل. وهكذا، سيتضح بشكل أكبر أمام الرأي العام الدولي من يدعم ماذا، وما هو موقف كل دولة؟

لم تبقَ أي حلول أخرى

حتى بعد قصف مدرسة دلال المغربي في حي الشجاعية في غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة طفل وامرأة ومدني، لم يتجاوز رد فعل الدول الإسلامية حدود الإدانة. لقد تجاوز عدد القتلى 40 ألفًا، وعندما لجأ الناس إلى خان يونس المنكوبة، قصفها الاحتلال الإسرائيلي أيضًا، ولم يعد هناك مكان يلجأ إليه سكان غزة للبقاء على قيد الحياة.

ماذا بعد؟ ماذا يجب أن يحدث بعد الآن؟

الشعوب المسلمة تشعر بإحباط شديد من مواقف دولها العاجزة والتي لا تحلّ شيئًا، والشوارع تغلي من الأسفل، وتنتظر الفرصة لتنفجر كبركان.

لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن صمت هذه الدول أمام الاحتلال والتهجير والمجازر يزيد من جرأة وقوة إسرائيل وأميركا.

ما الضامن أن إسرائيل لن تقوم باحتلال لبنان أو سوريا أو مصر أو الأردن بعد ذلك؟ من سيمنعها؟ من سيقاومها؟

الجميع يتحدث عن خطر الصراع الإقليمي. ولكن من سيلجم إسرائيل؟ ألقِ نظرة على الخريطة، هل هناك دولة حول إسرائيل مستعدة لوقفها؟

لهذا السبب، لم يعد لدينا خيار سوى التفكير في هيكلية تحالف جديدة وتشكيل كيان جديد.

المقال للصحفي والكاتب التركي كمال أوزتورك نقلاً عن موقع شبكة الجزيرة الإخبارية

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: إسرائيل الشرق الأوسط تحالف غزة الدول الإسلامیة هذه الدول الدول ا

إقرأ أيضاً:

فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مقالا، للزميلة الأولى في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، قالت فيه: "إنه وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدا أن اتفاقا آخر بات وشيكا، هذه المرة في غزة".

وأضافت حسن، في المقال الذي ترجمته "عربي21": "مع ذلك، في أواخر الأسبوع الماضي، أوقفت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركتهما في المفاوضات، متهمتين حماس بنقص التنسيق وحسن النية".

وتابعت: "إن استمرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في احترام إسرائيل وانسحابه من المحادثات خطأ فادح. فما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن رغبة ترامب في قيادة سلام إقليمي أوسع يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ستُصبح من الماضي".

وأردفت: "مع ذلك، لم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم القومي المتطرف، أي مؤشرات على استعدادهم لإعطاء الأولوية لسلام دائم. حتى لو تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، فقد أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مستحيل حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل ونفي قادتها". 

وأوردت: "حتى في هذه الحالة، يريد أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية إلى أجل غير مسمى"، مضيفة: "في أيار/ مايو، قال نتنياهو عن سكان غزة: نحن ندمّر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لديهم مكان يعودون إليه. والنتيجة الحتمية الوحيدة هي رغبة سكان غزة في الهجرة خارج قطاع غزة".

واسترسلت: "لكن صيغة نتنياهو لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط غير مناسبة. لن تقبل أي حكومة عربية بالتهجير القسري للفلسطينيين. علاوة على ذلك، أوضحت الدول العربية بشكل متزايد أنها لم تعد مستعدة لتعميق علاقاتها أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية ذات سيادة".

"شكّل نتنياهو عقبة أمام أهداف ترامب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض. آنذاك، كان ترامب يأمل في أن يجعل من اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط إنجازه الأبرز. لكن بسماحه لنتنياهو بالمشاركة في صياغة خطته لعام 2020 للسلام الإقليمي الشامل، قضى ترامب على أي فرصة كانت لديه للنجاح" وفقا للمقال نفسه.


وأوضح: "إذا كان لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث أثر بالغ على الدول العربية الرئيسية، فهو أن الحاجة إلى السلام والأمن الإقليميين مُلحّة، وأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا ينفصل عن هذا الهدف. لقد أصبح غياب الحل بمثابة حبل مشنقة للأمن القومي يلفّ عنق كل دولة في الشرق الأوسط".

ومضى بالقول: "كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واضحا: فبعد ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لا يمكن لبلاده قبول سوى عملية تطبيع تُشبه تلك التي اقترحتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي اعتُمدت في قمة جامعة الدول العربية: يجب على إسرائيل أولا قبول دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعندها فقط ستُطبّع السعودية العلاقات".

وتابع: "ينبغي على ترامب أن يسعى إلى اتفاق يحظى بدعم مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي أوروبا. سيحتاج إلى العديد من الحكومات في تلك المناطق إلى جانبه للمساعدة في توفير مليارات الدولارات اللازمة لتمويل إعادة إعمار غزة".

واسترسل: "فقط عندما تخضع غزة والضفة الغربية لسلطة واحدة، يمكن أن تبدأ المهمة الهائلة المتمثلة في تعافي غزة وإعادة إعمارها. ولا يمكن إلا لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية أن تضمن الالتزام بشروط أي اتفاق سياسي مستقبلي مع إسرائيل".

وأبرز: "في نهاية المطاف، وللتوصل إلى سلام حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيحتاج ترامب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دوليا والتي تمتلك الأهلية القانونية لتوقيع اتفاق نيابة عن جميع الفلسطينيين. وبدعمه ضم حماس تحت مظلة المنظمة، سيخفف من احتمالية وجود مفسدين".

واستدرك: "كان ترامب مستعدا بشكل فريد للانفصال عن إسرائيل في العديد من القضايا - على سبيل المثال، من خلال عقد صفقات مع جماعة الحوثي في اليمن وفتح حوار دبلوماسي مع الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، على الرغم من تحالفه السابق مع تنظيم القاعدة". 


وبحسب المقال نفسه، "سيُضطر ترامب إلى الانفصال عن نتنياهو مجددا، بغض النظر عن تداعيات ذلك على مستقبله السياسي. عليه التراجع عن تصريحه السابق الداعم لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأن يُوجّه رسالة مباشرة للإسرائيليين مفادها أن أمنهم مرتبط بأمن الفلسطينيين وسائر المنطقة".

واختتم بالقول: "فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، أبدت إدارة ترامب مرونة بالفعل بخروجها عن تقليد واشنطن التقليدي بفتح قنوات اتصال مع حماس لضمان إطلاق سراح مواطن أمريكي محتجز في غزة. والآن، يتطلب وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول التوسط لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة. إذا مضى ترامب قدما، فقد يُحقق إنجازا يُستحق جائزة السلام - ولكن ليس إذا ماتت غزة جوعا".

مقالات مشابهة

  • بيان صادر عن طيران الشرق الأوسط.. هذا ما جاء فيه
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • إعلام إسرائيلي: إسرائيل أصبحت دولة جرباء وهي تعيش انحطاطا غير مسبوق
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • روسيا: من المستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية