الجزيرة:
2025-06-01@06:33:31 GMT

وباء الكوليرا يزيد من معاناة السودانيين

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

وباء الكوليرا يزيد من معاناة السودانيين

على سرير صغير بمستشفى في ولاية كسلا شرق السودان، ترقد عائشة محمد تتلقى المحاليل الطبية اللازمة بسبب إصابتها بأعراض مرض الكوليرا الذي أُعلن تفشيه في البلاد، الفترة الأخيرة.

في السودان حتى قبل اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، كانت تسجل إصابات بالكوليرا الناجم عن تلوث المياه أو الطعام، خصوصا خلال فترة الأمطار الموسمية.

غير ان استمرار الحرب منذ أكثر من 16 شهرا أدى إلى تدمر البنى التحتية والمرافق الطبية وإلى نقص المياه النظيفة، معرضا السودانيين البالغ عددهم 48 مليونا لاحتمال الإصابة بهذا المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج المناسب.

وتقول عائشة التي تتلقى الرعاية الطبية في ود الحليو بولاية كسلا، لوكالة الأنباء الفرنسية، بصوت واهن "جئت إلى هنا بالأمس. أعاني من إسهال حاد".

وكان وزير الصحة هيثم إبراهيم أعلن السبت تفشي وباء الكوليرا، بينما تهطل منذ أسابيع أمطار غزيرة على البلاد أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص وظهور عدد من الأمراض، مع زيادة حالات الإسهال خصوصا بين الأطفال.

وأشار إبراهيم إلى أن ولايتي كسلا والقضارف هما الأكثر تضررا من الوباء.

120 حالة إصابة بالكوليرا بدأت تصل المستشفى منذ 24 يوليو/تموز (الصحافة الفرنسية)

وأفادت الوزارة في وقت لاحق بتسجيل 556 إصابة أدت إلى 27 حالة وفاة خصوصا في كسلا.

وأرجع الوزير تفشي الكوليرا إلى "تردي البيئة وتلوث مياه الشرب".

عدد الإصابات والوفيات

يوم الجمعة، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغاريت هاريس -في تصريحات للصحافيين- إنه تم الإبلاغ عن 11 ألفا و327 حالة إصابة بالكوليرا في السودان من بينها 316 وفاة. وهذه الحالات سجلتها الصحة السودانية على مدى عام تقريبا منذ بدء الحرب في أبريل/نيسان 2023.

والكوليرا عدوى إسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج.

ومنذ أبريل/نيسان 2023، تدور في السودان حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف العشوائي لمناطق مأهولة بالسكان خلال نزاع خلف عشرات الآلاف من القتلى وأدى إلى تشريد أكثر من 10 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة.

كما اتهم الطرفان بنهب وعرقلة توزيع المساعدات الإنسانية، فضلا عن تدمير النظام الصحي الهش أصلا.

وقد توقفت الغالبية العظمى من العمليات الإنسانية في وقت تغرق البلاد في "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة" وفق الأمم المتحدة.

منذ أبريل/نيسان 2023 تدور بالسودان حرب بين الجيش والدعم السريع (الفرنسية)  مياه ملوثة

وتقع ود الحليو بين ولايتي كسلا والقضارف عند الحدود مع إريتريا وإثيوبيا، ويقدر عدد سكانها بنحو 350 ألف نسمة ويعمل معظمهم بالزراعة.

ويؤكد مسؤول الصحة آدم علي للوكالة الفرنسية أن حالات الإصابة بالكوليرا بدأت تصل المستشفى منذ 24 يوليو/تموز "وقد وصل عددها حتى الآن إلى 150 حالة".

وأوضح أن "69% من سكان المحلية يشربون مباشرة من النهر وهي مياه ملوثة" في إشارة إلى نهر ستيت الذي يمر بود الحليو وينبع من إثيوبيا.

وأمام مستشفى كسلا، يجلس المواطن حسن الجنيد البالغ 49 عاما مرافقا لشقيقته التي تم حجرها بعد إصابتها بالكوليرا.

ويقول للفرنسية "أصيبت شقيقتي بالكوليرا وأنا مرافقها الوحيد ولا أستطيع الدخول معها، فأظل هنا في انتظارها".

ويقول الجنيد "أخشى أن يصيبني المرض، عندها لن أجد من يجلب لنا الأدوية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

70 وفاة بالكوليرا في الخرطوم والدعم السريع تعتقل كوادر طبية

أعلنت وزارة الصحة في السودان وفاة 70 شخصا في الخرطوم جراء الكوليرا، في وقت تواصل عاصمة البلاد مكافحة التفشي المتسارع للوباء وسط انهيار الخدمات الأساسية.

وكانت الوزارة أعلنت تسجيل 942 حالة إصابة جديدة و25 وفاة في ولاية الخرطوم أمس الأربعاء، كما أعلنت عن تسجيل 1177 حالة إصابة و45 وفاة أمس الأول.

كما أعلنت عن وفاة 172 شخصا في البلاد خلال الأسبوع المنصرم جراء إصابتهم بوباء الكوليرا، وأوضحت أن 90% منهم قضوا في ولاية الخرطوم.

ومن جانبها قالت السلطات السودانية إن "نسبة الشفاء بين المصابين بالكوليرا بمراكز العزل بلغت 89%" محذرة من أن تدهور الظروف البيئية يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة.

ويأتي ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بعد أسابيع من ضربات بالطيران المسيّر نُسبت إلى قوات الدعم السريع، أدت إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء في أنحاء من العاصمة.

وفاقم تفشي الكوليرا الضغط على نظام الرعاية الصحية المنهك بعد عامين من الحرب التي ألحقت أضرارا جسيمة بالأحياء السكنية والبنية التحتية في الخرطوم وغيرها من الولايات التي طالها الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأودت الحرب -التي دخلت عامها الثالث- بحياة عشرات الآلاف مؤدية إلى نزوح 13 مليون شخص من مناطقهم إلى وجهات داخل وخارج البلاد.

إعلان

كما أجبرت الحرب نحو 90% من مستشفيات في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك -حسب نقابة الأطباء السودانيين- كما تعرضت منشآت صحية عديدة للقصف والنهب، وتم اقتحام العديد منها.

اعتقال كوادر طبية

وفي سياق متصل، اتهمت شبكة أطباء السودان -أمس- قوات الدعم السريع باعتقال 178 شخصا في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور بينهم كوادر طبية.

وقالت شبكة الأطباء -في بيان- إن الاعتقال جاء ضمن حملة "الدعم السريع" لتجنيد المدنيين قسرا، وأكدت أن هذه القوات حاولت إرغام المعتقلين على القتال في صفوفها، وخيرتهم بين القتال معها أو دفع فدية لإطلاق سراحهم.

وأعربت عن إدانتها لعمليات الاعتقال القسري والزج بالمدنيين في الصراع، والدفع بهم إلى صفوف القتال بطريقة تخالف كل القوانين الإنسانية والدولية.

وعبَّرت شبكة الأطباء عن أسفها لاقتياد كوادر طبية ضمن المعتقلين، وتخيير أسر أفرادها بين دفع الفدية أو الدفع بهم إلى جبهات القتال.

كما دعت المجتمعَ الدولي إلى الضغط على قوات الدعم السريع "لإيقاف هذه الممارسات التي تتنافى مع كل الأعراف الدولية".

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة بسنار يؤكد انحسار الكوليرا
  • صحة الخرطوم والدفاع المدني تبحثان مكافحة الكوليرا
  • وزير الصحة لـ«التغيير»: مشاهد مرضى الكوليرا على الأرض لن تتكرر
  • والي الخرطوم يتسلم دعم مجموعة زادنا العالمية لمكافحة وباء الكوليرا
  • وزير الصحة يشيد بمبادرة شركة زادنا العالمية للإستثمار لمكافحة الكوليرا
  • وزارة الصحة تستقبل 2.9 مليون جرعة من لقاح الكوليرا للتصدي للوباء في الخرطوم وشمال كردفان
  • السودان يكشف عن مدد عالمي ضخم لمجابهة الكوليرا
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم تعلن دعمها لجهود محاصرة الكوليرا
  • 70 وفاة بالكوليرا في الخرطوم والدعم السريع تعتقل كوادر طبية
  • الكوليرا تفتك بالسودانيين.. وفاة 70 شخصا وإصابة 2119 آخرين خلال يومين