ينتظر العالم منذ أكثر من 20 يوما الرد الإيراني على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، في طهران والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، إلا أنا كاتبا بريطانيا أشار إلى ما قد تجنيه طهران من استفادة جراء تأخير هذا الرد.

وقال الكاتب روجر بويز، في مقال عبر صحيفة "التايمز": إن "إيران تكسب الكثير من ممارسة الضغط على إسرائيل وأكثر من المواجهة العسكرية المباشرة.

. ليس عجيبا زيادة أسعار الذهب بمعدلات عالية، فالحرب التي المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وجماعة حماس في غزة قد تتحول قريبا إلى حريق إقليمي، مما قد يؤثر على  الممرات البحرية وسلاسل التوريد وقد يتسبب في انهيار الدول ونوع من الانهيار العالمي".

وأوضح أن "النتيجة هي أسواق متوترة وعدد غير عادي من صناع القرار السياسي يلغون عطلاتهم الصيفية والإكتفاء بتذكر آب/أغسطس الماضي"، مضيفا أن العالم لا يزال ينتظر ردا إيرانيا على اغتيال هنية في طهران والقيادي في حزب الله، فؤاد شكر.

وتسائل "هل ستضرب إيران موقعا للموساد، لأن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في طهران، كشفت عن مدى اختراق الموساد الحرس الثوري الإيراني؟ وهل ستعتبر إيران أن هذا رد متناسب؟ أم أن الرد من طهران سيأتي في إطار استعراض ضخم مشترك للقوة، في شكل هجوم صاروخي منسق تشنه إيران وحزب الله اللبناني وحلفاؤه الآخرون، بما يتجاوز الهجوم الذي شنته في نيسان/ أبريل؟ وشمل ذلك الهجوم على 170 مسيرة في اتجاه واحد و 30 صاروخ كروز و 120 صاروخا باليستيا".

وتصدت الولايات المتحدة ودول أخرى لهذا الوابل من النيران إلى جانب نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، وعليه، فأي رد مماثل يجب أن يكون أكبر وأكثر فعالية ويذهب أبعد مما تراه العين.

وقال الكاتب بويز إن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، يذهب ويعود إلى "إسرائيل" لمناقشة عملية دفاع جوي معقدة أخرى، في حال قررت إيران الذهاب إلى هذا النوع من التصعيد. وقد وصلت  حاملة طائرات أمريكية تحمل مقاتلات من طراز إف 35 سي إلى المنطقة وهناك غواصة صواريخ موجهة في طريقها إلى المنطقة، بينما ويستعد آخرون داخل "إسرائيل" لهجوم إلكتروني إيراني.

إلا أن الأمر البارز حاليا، هو أن "شيئا لم يحدث، فلا تصعيد ولا هجمات متعاقبة، ولم يعو الكلب في الليل، ولم تسمع مراكز التنصت الغربية المعتادة شيئا يشير إلى عمل كبير وشيك، وقد صعد حزب الله من إطلاق النار عبر الحدود من جنوب لبنان إلى إسرائيل، ولكن هذا لا يعدو كونه عملا عاديا، على الرغم من نزوح المدنيين على جانبي الحدود".

وأكد "فلا تزال معضلة حزب الله قائمة: كيف يضغط على إسرائيل دون إثارة حرب شاملة؟".

ويشير الكاتب إلى أن حرب 2006 الدامية تركت أثرها المخيف على جيل، فقد بدأ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بتخفيف نبرته "لا أقول أن هدف هذه المعركة هو محو إسرائيل، لكن الهدف هو منع إسرائيل من محو المقاومة الفلسطينية".

ويعلق الكاتب أن تصريحات نصر الله تنطوي على "تظاهر، فهو من جهة يريد إظهار التضامن مع القضية الفلسطينية، لأن هذا يضفي على كفاحه شرعية أكبر، ولكن دعمه لحماس كان أكثر هدوءا. فعندما هزت انتفاضة شعبية النظام السوري في عام 2011، طلب بشار الأسد المساعدة من  إيران،  وحصل عليها على شكل آلاف من مقاتلي حزب الله. ووعد نصر الله بأنه لن يسمح بسقوط سوريا في أيدي أمريكا أو إسرائيل أو الكفار".

ويذكر الكاتب أن "الهدف من الجماعات الوكيلة عن إيران هو أنها ليست حليفة دائما ولا صديقة، فحماس هي حركة سنية أما حزب الله فهو حركة شيعية ومرتبط بشكل قوي مع إيران. وترسانة نصر الله من صواريخ أرض ــ جو، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وصواريخ سكود وياخونت ــ هي التي تسمح لحزب الله بأن يتفاخر بقدرته على إطلاق 3000 صاروخ يوميا لمدة ثلاثة أسابيع ضد إسرائيل".

وأوضح أن "كل هذا يجعل من الحدود الشمالية لإسرائيل قضية حية ولكنها لا تشكل رادعا كبيرا لقادة إسرائيل؛ فقد تحسنت قدراتهم العسكرية منذ عام 2006، ويتمتع الإسرائيليون بالتفوق التقني في المعدات والقيادة والحرب الإلكترونية".

وذكر "يبدو أن رجال الاتصال في طهران الذين يربطون الحرس الثوري الإيراني بالجماعات الوكيلة عن إيران يحذرون ويطالبون برد مدروس. ويخشى نظام الرئيس المنتخب حديثا مسعود بزشكيان أن يؤدي تصعيد الصراع إلى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. كما ويظهر الخطر في  إمكانية عودة دونالد ترامب إلى  جنبا إلى جنب مع حكومة بنيامين نتنياهو غير المستقرة والتي تنتهج سياسة حافة الهاوية".

 ولفت إلى أن "الطائرات الإسرائيلية قامت بمناورة الأسبوع الماضي للتدرب على التزود بالوقود جزا، وهي مناورة أساسية لشن غارة على إيران. وربما كان  من صالح إيران التي تركز على الانتخابات الأمريكية،استغلال ما تراه موجة عالمية من التعاطف مع القضية الفلسطينية بدلا من للتحرك والرد.

فهي تفضل أن يبقى حزب الله قويا ويحمي خاصرتها بدلا من أن تمزقه الحرب مع إسرائيل.وهي  تريد أن يبقى حزب الله أداة تستطيع الإعتماد عليها للضغط على إسرائيل، وليس أداة لإشعال فتيل حرب واسعة النطاق".

 وفي الوقت نفسه، اعتبر الكاتب أن "عدم الرد على عمليات القتل المستهدفة يحمل مخاطر على طهران وسمعتها وليس بالجيش فقط. وإذا كانت لديها أي سلطة متبقية على وكلائها، فيجب عليها أن تمنعهم. ويجب على إيران الوعي بأن قوتها تكمن في ضبط النفس. ويقول بويز إن الثمن الذي قد يدفعه الغرب لقاء عدم شن الحرب سيكون باهظا، ويعني أن الطريق أمام إيران للحصول على ترسانة نووية محدودة  سيكون أسهل. وهو ما قد يؤدي في النهاية لتعميق الأزمة. وربما لن يملأ فراغ حماس في غزة مسؤولون ديمقراطيون بل جماعات متشددة أخرى أقرب إلى إيران. وبالمحصلة فلا يوجد شيء منظم في هذه الأزمة المتصاعدة. ونصيحتي لكم: تمسكوا بسبائكم الذهبية ولا تبيعوها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني هنية فؤاد شكر إسرائيل إيران إسرائيل هنية فؤاد شكر الرد الإيراني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی طهران حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد برد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور"

حذر المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني، الخميس، من رد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور" وسط حديث عن توجيه ضربة لإيران.

وقال نائيني: "إذا أقدم النظام الإسرائيلي المتهور على فعل أحمق وهاجم، فسيقابل برد مدمر وحاسم داخل حدوده الجغرافية الضيقة".

وأكد نائيني أن القوة العسكرية الإيرانية تطورت بشكل كبير ومذهل مقارنة بالماضي، مشيرا إلى أن استقرار المنطقة والعالم لن يتحقق إلا بإبادة إسرائيل.

من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية: "سنرد على أي تهديد بشكل متناسب وعلى مستواه. قدرات الجيش تتضاعف شهرًا بعد شهر. اليوم يتم إنتاج طائرات مسيّرة متنوعة داخل قواتنا المسلحة".

رسالة عراقجي

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن إسرائيل هجوما على منشآت نووية إيرانية.

وذكر عراقجي في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "تحذر إيران بشدة من أي مغامرة من جانب النظام الصهيوني، وسترد بقوة على أي تهديد أو عمل غير قانوني من هذا النظام".

وأضاف أن إيران ستعتبر واشنطن "مشاركة" في أي هجوم من هذا القبيل، وسيتعين على طهران اتخاذ "تدابير خاصة" لحماية المواقع والمواد النووية لديها في حال استمرار التهديدات، وسيتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحقا بتلك الخطوات.

ولم يحدد عراقجي أي تدابير، إلا أن مستشارا للمرشد الإيراني قال في أبريل إن طهران قد تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو تنقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه تقرير لشبكة (سي.إن.إن) بأن إسرائيل ربما تستعد لشن ضربات على إيران.

وتعقد طهران وواشنطن جولة خامسة من المحادثات النووية، الجمعة، في روما وسط خلافات حادة بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران، والذي تقول الولايات المتحدة إنه قد يفضي إلى تطوير قنابل نووية، فيما تنفي إيران أي نية لذلك.

ونقلت شبكة "سي.إن.إن"، الثلاثاء، عن مسؤولي مخابرات القول إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل اتخذت قرارا نهائيا بشأن اتخاذ إجراء عسكري، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستقرر في نهاية المطاف تنفيذ هجوم.

مقالات مشابهة

  • تقرير: اقتراح اتفاق مبدئي في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن والأخيرة تدرس تأجيل بعض العقوبات
  • رئيس الحرس الثوري: إيران في حرب واسعة النطاق
  • ما هي واجبات الحج.. وكيف يكون الإحرام من الميقات؟ علي جمعة يوضح
  • أخبار العالم | الاحتلال يعلن تأجيل خطة توزيع الغذاء في غزة.. وتحقيق يكشف استخدام إسرائيل للفلسطينيين كدروع بشرية.. وترامب يعتزم تخفيف العقوبات على إيران
  • واشنطن تدرس تعليق بعض العقوبات على إيران
  • الجيش الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات بناء على نتائج مفاوضات الملف النووي مع إيران
  • لماذا تشكك طهران في نوايا أمريكا بشأن المفاوضات النووية؟.. مصدران إيرانيان يجيبان لـCNN
  • إيران تتوعد برد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور"
  • واشنطن: ترامب ونتنياهو بحثا اتفاقا محتملا مع إيران
  • رسالة قوية .. إيران : لن نتردد في الرد بقوة على أي اعتداء