لماذا تريد إيران تجنب حرب واسعة وكيف قد تستفيد من تأجيل الرد؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
ينتظر العالم منذ أكثر من 20 يوما الرد الإيراني على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، في طهران والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، إلا أنا كاتبا بريطانيا أشار إلى ما قد تجنيه طهران من استفادة جراء تأخير هذا الرد.
وقال الكاتب روجر بويز، في مقال عبر صحيفة "التايمز": إن "إيران تكسب الكثير من ممارسة الضغط على إسرائيل وأكثر من المواجهة العسكرية المباشرة.
وأوضح أن "النتيجة هي أسواق متوترة وعدد غير عادي من صناع القرار السياسي يلغون عطلاتهم الصيفية والإكتفاء بتذكر آب/أغسطس الماضي"، مضيفا أن العالم لا يزال ينتظر ردا إيرانيا على اغتيال هنية في طهران والقيادي في حزب الله، فؤاد شكر.
وتسائل "هل ستضرب إيران موقعا للموساد، لأن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في طهران، كشفت عن مدى اختراق الموساد الحرس الثوري الإيراني؟ وهل ستعتبر إيران أن هذا رد متناسب؟ أم أن الرد من طهران سيأتي في إطار استعراض ضخم مشترك للقوة، في شكل هجوم صاروخي منسق تشنه إيران وحزب الله اللبناني وحلفاؤه الآخرون، بما يتجاوز الهجوم الذي شنته في نيسان/ أبريل؟ وشمل ذلك الهجوم على 170 مسيرة في اتجاه واحد و 30 صاروخ كروز و 120 صاروخا باليستيا".
وتصدت الولايات المتحدة ودول أخرى لهذا الوابل من النيران إلى جانب نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، وعليه، فأي رد مماثل يجب أن يكون أكبر وأكثر فعالية ويذهب أبعد مما تراه العين.
وقال الكاتب بويز إن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، يذهب ويعود إلى "إسرائيل" لمناقشة عملية دفاع جوي معقدة أخرى، في حال قررت إيران الذهاب إلى هذا النوع من التصعيد. وقد وصلت حاملة طائرات أمريكية تحمل مقاتلات من طراز إف 35 سي إلى المنطقة وهناك غواصة صواريخ موجهة في طريقها إلى المنطقة، بينما ويستعد آخرون داخل "إسرائيل" لهجوم إلكتروني إيراني.
إلا أن الأمر البارز حاليا، هو أن "شيئا لم يحدث، فلا تصعيد ولا هجمات متعاقبة، ولم يعو الكلب في الليل، ولم تسمع مراكز التنصت الغربية المعتادة شيئا يشير إلى عمل كبير وشيك، وقد صعد حزب الله من إطلاق النار عبر الحدود من جنوب لبنان إلى إسرائيل، ولكن هذا لا يعدو كونه عملا عاديا، على الرغم من نزوح المدنيين على جانبي الحدود".
وأكد "فلا تزال معضلة حزب الله قائمة: كيف يضغط على إسرائيل دون إثارة حرب شاملة؟".
ويشير الكاتب إلى أن حرب 2006 الدامية تركت أثرها المخيف على جيل، فقد بدأ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بتخفيف نبرته "لا أقول أن هدف هذه المعركة هو محو إسرائيل، لكن الهدف هو منع إسرائيل من محو المقاومة الفلسطينية".
ويعلق الكاتب أن تصريحات نصر الله تنطوي على "تظاهر، فهو من جهة يريد إظهار التضامن مع القضية الفلسطينية، لأن هذا يضفي على كفاحه شرعية أكبر، ولكن دعمه لحماس كان أكثر هدوءا. فعندما هزت انتفاضة شعبية النظام السوري في عام 2011، طلب بشار الأسد المساعدة من إيران، وحصل عليها على شكل آلاف من مقاتلي حزب الله. ووعد نصر الله بأنه لن يسمح بسقوط سوريا في أيدي أمريكا أو إسرائيل أو الكفار".
ويذكر الكاتب أن "الهدف من الجماعات الوكيلة عن إيران هو أنها ليست حليفة دائما ولا صديقة، فحماس هي حركة سنية أما حزب الله فهو حركة شيعية ومرتبط بشكل قوي مع إيران. وترسانة نصر الله من صواريخ أرض ــ جو، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وصواريخ سكود وياخونت ــ هي التي تسمح لحزب الله بأن يتفاخر بقدرته على إطلاق 3000 صاروخ يوميا لمدة ثلاثة أسابيع ضد إسرائيل".
وأوضح أن "كل هذا يجعل من الحدود الشمالية لإسرائيل قضية حية ولكنها لا تشكل رادعا كبيرا لقادة إسرائيل؛ فقد تحسنت قدراتهم العسكرية منذ عام 2006، ويتمتع الإسرائيليون بالتفوق التقني في المعدات والقيادة والحرب الإلكترونية".
وذكر "يبدو أن رجال الاتصال في طهران الذين يربطون الحرس الثوري الإيراني بالجماعات الوكيلة عن إيران يحذرون ويطالبون برد مدروس. ويخشى نظام الرئيس المنتخب حديثا مسعود بزشكيان أن يؤدي تصعيد الصراع إلى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. كما ويظهر الخطر في إمكانية عودة دونالد ترامب إلى جنبا إلى جنب مع حكومة بنيامين نتنياهو غير المستقرة والتي تنتهج سياسة حافة الهاوية".
ولفت إلى أن "الطائرات الإسرائيلية قامت بمناورة الأسبوع الماضي للتدرب على التزود بالوقود جزا، وهي مناورة أساسية لشن غارة على إيران. وربما كان من صالح إيران التي تركز على الانتخابات الأمريكية،استغلال ما تراه موجة عالمية من التعاطف مع القضية الفلسطينية بدلا من للتحرك والرد.
فهي تفضل أن يبقى حزب الله قويا ويحمي خاصرتها بدلا من أن تمزقه الحرب مع إسرائيل.وهي تريد أن يبقى حزب الله أداة تستطيع الإعتماد عليها للضغط على إسرائيل، وليس أداة لإشعال فتيل حرب واسعة النطاق".
وفي الوقت نفسه، اعتبر الكاتب أن "عدم الرد على عمليات القتل المستهدفة يحمل مخاطر على طهران وسمعتها وليس بالجيش فقط. وإذا كانت لديها أي سلطة متبقية على وكلائها، فيجب عليها أن تمنعهم. ويجب على إيران الوعي بأن قوتها تكمن في ضبط النفس. ويقول بويز إن الثمن الذي قد يدفعه الغرب لقاء عدم شن الحرب سيكون باهظا، ويعني أن الطريق أمام إيران للحصول على ترسانة نووية محدودة سيكون أسهل. وهو ما قد يؤدي في النهاية لتعميق الأزمة. وربما لن يملأ فراغ حماس في غزة مسؤولون ديمقراطيون بل جماعات متشددة أخرى أقرب إلى إيران. وبالمحصلة فلا يوجد شيء منظم في هذه الأزمة المتصاعدة. ونصيحتي لكم: تمسكوا بسبائكم الذهبية ولا تبيعوها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني هنية فؤاد شكر إسرائيل إيران إسرائيل هنية فؤاد شكر الرد الإيراني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی طهران حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
إيران تنتظر زيارة مفتشي الوكالة الذرية وتتمسك بالتخصيب
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي -اليوم الاثنين- إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستجري زيارة إلى إيران في غضون أسبوعين.
وأكد بقائي مجددا موقف إيران المتمثل في استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، لكنه قال إنه لا توجد حاليا أي خطط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن.
وقال بقائي اليوم إنه ينبغي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، نظرا لأنها عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف بقائي أنه سيتم تقديم دليل إرشادي بشأن مستقبل تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناء على مشروع قانون أقره البرلمان في الآونة الأخيرة يفرض قيودا على هذا التعاون.
ونص مشروع القانون، الذي صار قانونا، على أن أي تفتيش مستقبلي للمواقع النووية الإيرانية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.
وتأتي تصريحات بقائي بعد أيام قليلة من تصريح المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي بأن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات الفنية.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضرورة السماح لها باستئناف عمليات التفتيش بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية الشهر الماضي التي استهدفت تدمير البرنامج النووي لإيران، وحرمانها من القدرة على صنع سلاح نووي.
وتشعر الوكالة بقلق بالغ إزاء مصير مخزونات إيرانية تبلغ نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، ولطالما نفت طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها سلمي بحت.
وفي 19 يونيو/حزيران الماضي، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "شريك" في الحرب الإسرائيلية عليها.
ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حينئذ على مقابلة أجراها غروسي، قال فيها إنه ليس هناك أدلة تشير إلى بذل إيران جهدا ممنهجا لتطوير سلاح نووي.
إعلانوقال بقائي إن رد الوكالة جاء متأخرا جدا، موجها حديثه إلى غروسي، وأضاف أن قرار الوكالة التي أعلنت أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية استُخدم ذريعةً لهجوم إسرائيل على إيران.
وأضاف المتحدث الإيراني أن الوكالة "خانت" نظام منع الانتشار النووي و"أصبحت شريكا في الحرب العدوانية الظالمة" على بلاده.
وعقدت إيران والولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات بوساطة وضيافة سلطنة عُمان، ولكن المحادثات تم تعليقها نتيجة حرب الشهر الماضي التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل.
وواجهت هذه المحادثات نقاط خلاف رئيسية، مثل طلب واشنطن من طهران وقف تخصيب اليورانيوم محليا.