المؤتمرات العلمية الوهمية.. طريق بعض الباحثين للترقي السريع
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
يستقبل البريد الإلكتروني للدكتور ماهر القاضي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الأميركية، رسائل شبه يومية تدعوه للتسجيل في مؤتمرات بمجال التخصص، لكنه أصبح من الخبرة بحيث يستطيع تجنب الوهمي منها.
والمؤتمر الوهمي، والذي يحلو للبعض تسميته بـ"المؤتمر الاستغلالي"، لا تنظمه الجمعيات العلمية، بل تنظمه شركات مدرة للدخل، لذلك فإن غرضها استغلالي، وليس تعليميا، حيث تسعى للاستفادة ماليا من احتياجات الباحثين لتقديم عروض في المؤتمرات ونشر الأوراق البحثية.
ويقول القاضي للجزيرة نت: "تجنب مثل هذه المؤتمرات، إن لم يكن الباحث هو من يذهب إليها متعمدا، بحثا عن وسيلة سريعة للنشر البحثي، سهل للغاية، ويعتمد في البداية على التحقق من الجهة المنظمة للمؤتمر".
ولا توجد أي شكوك حول مؤتمرات تنظمها جمعيات علمية رصينة مثل الجمعية الكيميائية الأميركية، لكن تلك التي يتم تنظيمها من خلال شركات مجهولة الهوية، يجب أن يتشكك الباحث في جديتها، لا سيما إذ كانت صياغة عنوان المؤتمر غير احترافية.
ويضيف القاضي في تصريحه: "باستثناء مؤتمر دولي عن البطاريات في أميركا، له تاريخ من الرصانة والنزاهة العلمية، فإن أي صياغة لعنوان مؤتمر تبدأ بـ"مؤتمر دولي عن.."، يثير لدي شكوك في جديته ونزاهته العلمية، ودائما ما تكون شكوكي في محلها".
وبالنسبة لباحث يقيم في الولايات المتحدة الأميركية، فإن فرص الوقوع في فخ المؤتمرات الوهمية، صعبة للغاية، غير أنه ليس مستبعدا، لكن الأمر يبدو أكثر سهولة للشركات المنظمة لمثل هذه المؤتمرات الوهمية في استقطاب باحثين من أفريقيا وأميركا اللاتينية وبعض الدول الآسيوية، كما يذهب القاضي.
ويقول: "في الغرب وأميركا لن يتحمل الباحث تكلفة التسجيل في مؤتمر يدرك أن الأبحاث المنشورة به لن تدخل في التصنيفات العلمية المعتبرة مثل تصنيف "كلاريفت أنلاتكس"، لكن يمكن لباحث "غير مجتهد" من دول العالم الثالث، أن يقبل التسجيل في المؤتمر سعيا للحصول على نقطتين في التقييم الذي يتم إجراؤه من أجل الترقية العلمية".
ومثل المجلات الوهمية التي تتيح للباحثين سهولة الوصول إلى النشر مقابل رسوم، مع تجاهل ضوابط مثل المراجعة الدقيقة من قبل الأقران أو التحقق من الانتحال، فإن المؤتمرات الوهمية تفعل نفس الشيء بالنسبة للأوراق البحثية التي يتم عرضها.
وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك زيادة في ظهور هذه المؤتمرات الوهمية، ولم يعد من الآمن بالنسبة للباحثين الجادين، افتراض أن المؤتمر حقيقي بدون إجراء بحث جيد في خلفية منظميه ورعاته.
وتحدثت بيا لورين، باحثة ما بعد الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية بجامعة الحدود في تشيلي، في تقرير نشره موقع "نيتشر"، عن وقوعها في فخ هذه المؤتمرات تحت ضغط اشتراطات الحصول على منحة علمية.
وبحلول الوقت الذي وصلت فيه لورين إلى المملكة المتحدة قادمة من تشيلي في مارس/آذار 2024، كانت قد حضرت مؤتمرات في أميركا اللاتينية وأوروبا، وكان حضور مؤتمر دولي آخر شرطا للحصول على منحتها.
ولفت انتباه لورين مؤتمر يحمل عنوان "المؤتمر الدولي الـ25 لأمراض الكلى والمسالك البولية والفشل الكلوي"، وذلك لأن موقع المؤتمر على الإنترنت أدرج عدة "متحدثين مشهورين".
وتقول: "لكن عند وصولي إلى مكان المؤتمر، وهو فندق من 4 نجوم بالقرب من مطار هيثرو في لندن، لم أجد أي لافتات للمؤتمر، وطرقت بابا يحمل لافتة تقول "اجتماع بولسوس"، وهو اسم لم تتعرف عليه لورين، ليخبرني شاب داخل الغرفة، كان يتحدث وهو مرتبك، أن مؤتمر أمراض الكلى يُعقد في القاعة بالتزامن مع أحداث طبية أخرى".
وفي الداخل كانت هناك 3 صفوف من المكاتب، التي شغلها 21 شخصا على مدار اليوم، وكانت أول محاضرتين حضوريتين حول أمراض العيون، أما المحاضرات التالية فتناولت سمية الأدوية وطب الأسنان والمضادات الحيوية، ومع مرور اليوم، أصبحت لورين والحاضرون الآخرون في حيرة متزايدة، حيث جاء أحدهم من جامايكا لحضور مؤتمر حول التوليد، ولكن لم يتم تقديم أي محاضرة حول التوليد، وشارك آخرون من دول مثل أوكرانيا وإيران.
ورغم أن المؤتمر كان من المقرر أن يستمر حتى الساعة 5:30 مساء، إلا أنه انتهى فجأة في الساعة 12:30 ظهرا، وسط حالة من الارتباك العام، وغادر الأشخاص الذين كانوا من المفترض أن يقدموا عروضا ملصقية بدون أن يفتحوا ملصقاتهم، بما في ذلك باحثة كانت قد جلبت ملصقها في رحلتين جويتين.
وأدركت لورين، حينها أنها سافرت إلى لندن بدون سبب حقيقي، وقيل لها إن اليوم الثاني من المؤتمر سيُعقد عبر الإنترنت، وستلقي كلمتها (بالإضافة إلى المحاضرات الأخرى حول أمراض الكلى) افتراضيا، لذا، ألقت كلمتها أمام عدد قليل من الأشخاص عبر زوم من منزل صديقة لها خارج لندن، حيث كانت تقيم.
ومثل الحدث الحضوري، كان البرنامج الإلكتروني فوضويا، حيث اختفى مضيف الاجتماع لفترات، وباستثناء محاضرة لورين، لم تكن هناك أي محاضرة تتعلق بأمراض الكلى.
خطأ ساذجوالخطأ الساذج الذي وقعت فيه لورين، كما ترى الدكتور نجوى البدري، الرئيس المؤسس لبرنامج العلوم الطبية الحيوية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل بمصر، هو عدم التحقق في تاريخ الجهة المنظمة للمؤتمر، وإن كانت هناك دورات سابقة منه أو لا.
وتقول البدري للجزيرة نت: "يبدو أن الشركات التي تقوم بتنظيم المؤتمرات الوهمية، أصبحت تدرك أن عنوان "المؤتمر الدولي الأول في…"، غير جاذب ومثير للشك، فبدأت تحتال بالقول: "المؤتمر الدولي الـ25 في…"، وهنا يتعين على أي باحث جاد يبحث عن المشاركة في مؤتمر حقيقي، البحث عما حدث في الماضي، إن كانت هناك أصلا دورات سابقة، وأغلب الظن أنه لن يجد، إذا قام ببحث حقيقي، وإن وجد، فستكون هناك من المبررات الكافية ما تجعله يحجم عن المشاركة".
ولا ينطبق هذا الكلام على الجمعيات العلمية المرموقة في مجال التخصص، والتي يكون لها مؤتمر دوري محدد سلفا ومعروف للباحثين في مجال التخصص، كما لا ينطبق أيضا على جهات محترمة تقدم دعوة للباحث، مع تحمل جزء كبير من تكلفة السفر والإقامة أو تحملها كاملة.
وتقول: "الشركات التي تنظم مؤتمرات وهمية، تسعى للربح، لذلك لن تقدم على تحمل تكاليف سفر الباحث، لذلك فإن تحمل تكاليف السفر هي أحد العناصر التي تثبت حسن نية الجهة الداعية عند قيام الباحث بالتحقق، لكن ذلك لا يعني تجاهل مراجعة تاريخ الجهة الداعية".
وإذا كانت لورين قد وقعت في خطأ الاستدراج للمؤتمر الوهمي عن غير قصد، فإن بعض الباحثين يذهب متعمدا لهذه المؤتمرات، كما تقول البدري.
وتجيد الشركات المنظمة للمؤتمرات الوهمية استخدام عناصر الجذب للباحثين، الذين قد يشعرون بالإطراء لدعوتهم أو يجذبهم موقع ساحر، حيث تقام المؤتمرات المشكوك فيها غالبا في أماكن سياحية أو قد يحضرون ببساطة لإضافة سطر إلى نشاطهم البحثي خلال العام من أجل الترقي العلمي.
وترى البدري أن السبب الأخير هو المشكلة الأكبر بالنسبة لبعض الباحثين، الذين لا تكون جودة عملهم بالقدر الكافي الذي يسمح بتقديمه في مؤتمرات شرعية، فيتوجه إلى المؤتمر المزيف.
وتعترف دراسة أجراها جيمس مكروستي، الباحث في إدارة الأعمال بجامعة دايتو بونكا في طوكيو باليابان، بوجود هذه الفئة من الباحثين الذين يشاركون عن قصد في مؤتمرات وهمية.
ويقول مكروستي في التقرير الذي نشرته "نيتشر": "عندما بدأت أبحاثي في هذا الموضوع، افترضت أن معظم الأكاديميين يحضرون المؤتمرات الوهمية التي تنظمها الشركات بدون معرفة، لكن مع الأسف، بعد مواجهة الكثير من الأكاديميين الذين يدعمون هذه الشركات طواعية، يجب أن أستنتج أن معظمهم، ولكن بالتأكيد ليس جميعهم، إما يعرفون أن المؤتمر ليس له قيمة أو يريدون أن يتظاهروا لأنفسهم بأنهم لا يعرفون.
وفي استطلاع نُشر عام 2022، أجرته شبكة الشراكة بين الأكاديميات، التي تضم أكثر من 140 أكاديمية علمية، وشمل أكثر من 1800 باحث في 112 دولة، لم يكن 6% منهم يعرفون ما إذا كانوا قد شاركوا في مؤتمر وهمي، وأفاد 3% أنهم شاركوا في مؤتمر وهمي بدون قصد، و1% شاركوا رغم معرفتهم بأن المؤتمر كان وهميا.
لكن مكروستي يحذر من أن هذا ليس مجرد طريقة غير ضارة لملء السيرة الذاتية، فبشكل عام، يمكن أن تقلل المؤتمرات التي تفتقر إلى الرقابة على الجودة من مصداقية العلم المقدم والمنشور في تلك الفعاليات، وقد يكون لها أيضا تأثير سلبي طويل الأمد، لا سيما على الباحثين في المجال الطبي، حيث تعتبر مواكبة التطورات أمرا بالغ الأهمية لضمان علاج المرضى بشكل متسق.
ومن واقع تشخيص المشكلة فنحن أمام اتجاهين، أحدهما يمثل الباحثين الذين يتم خداعهم ويقعون بدون قصد في فخ المؤتمرات الوهمية، والآخر يتعلق بمن يشاركون بها عن عمد.
وأي كانت الحال، فإنه يجب العمل على ملاحقة الشركات المنظمة لهذه المؤتمرات قضائيا، كما حدث في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأميركية، لأنها تقوض مصداقية العلم، كما يطالب الدكتور أحمد عمر مصلح، مدرس الهندسة الميكانيكية بجامعة بنها، وعضو مجلس بحوث تكنولوجيا الصناعة بأكاديمية البحث العلمي المصرية.
ورفعت لجنة التجارة الفدرالية الأميركية في 2016 دعاوى قضائية ضد عدة شركات، مدعية أنها كذبت على الباحثين بشأن مؤتمراتها ومنشوراتها، وفي عام 2019، وجدت محكمة اتحادية أن ادعاءات الشركات بأن تقديمات الأبحاث خضعت لعملية مراجعة الأقران الصارمة ولجان تحرير تتألف من أكاديميين محترمين كانت كاذبة، وأمرت بدفع أكثر من 50 مليون دولار لتسوية الدعاوى.
ويقول مصلح للجزيرة نت: "الهدف من هذه الدعاوى في تقديري هو أن يعرف المجتمع الأكاديمي هذه الشركات حتى يتجنبها، لكن ذلك لن يقضي على المشكلة، لأنه ستظهر شركات أخرى لم تصل أوراقها للقضاء بعد، لذلك فإن الأسلوب المكمل للطريق القضائي، هو إجراءات يقوم بها الباحث، وقرارات تتخذها الجهات الأكاديمية".
ويوضح مصلح أنه شخصيا لم يقع في الفخ، بسبب إجراءات يقوم بها تعلمها أثناء دراسته للدكتوراه في روسيا، حيث لم تكن الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا التي درس بها، وجامعة موسكو الحكومية التي عمل بها كباحث ما بعد الدكتوراه، تقبل مشاركة أي باحث في مؤتمر، إلا إذا كان لهذا المؤتمر موقع إلكتروني، ويتم مراجعة "النطاق" الخاص بالموقع للتأكد من أنه حقيقي، كما يجب أن يكون المؤتمر تابعا لجامعة أو جمعية علمية مرموقة أو دار نشر عالمية.
ولمن لا يملك الخبرة الكافية التي تساعده على اتخاذ قرار ينقذه من الفخ، ينصح مصلح بالتوجه إلى موقع "Think Check Attend "، الذي يهدف إلى مساعدة الباحثين في الحكم على شرعية المؤتمرات والمؤهلات الأكاديمية للمؤتمرات لتحديد ما إذا كانت شرعية وتستحق المتابعة أم أنها وهمية.
وفي حال كان الباحث هو من يسعى لهذه المؤتمرات لاستكمال شروط ترقية علمية، فإن الحل في رأي مصلح، هو تعديل في قواعد الترقيات من قبل الجهات الأكاديمية، بحيث تتضمن شروطا للمؤتمرات التي يمكن اعتمادها في ملف الترقيات.
ويرى مصلح أن التطبيق الصارم لهذه الحلول سواء من قبل الباحث أو المؤسسة، يمكن أن يساعد على تنقية المناخ الأكاديمي من المؤتمرات المزيفة، وإعادة الاعتبار للمؤتمرات الأكاديمية كطرق مهمة لاكتساب الخبرة، والتعرف على الأبحاث المتطورة، وعقد الصفقات البحثية مع الآخرين.
ويختم مصلح بالتأكيد على أنه "يجب ألا تثنينا المؤتمرات الوهمية عن المشاركة في المؤتمرات بشكل عام، ولكن من الضروري بشكل متزايد أن نجري بحثنا قبل إرسال رسوم التسجيل، حتى لا نكون مساهمين في تقويض ثقة الجمهور في العلم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه المؤتمرات أن المؤتمر کانت هناک فی مؤتمر إذا کان
إقرأ أيضاً:
«نماء» تستضيف النسخة الرابعة من مؤتمر عمان للكهرباء والطاقة
أعلنت شركة نماء لتوزيع الكهرباء في مؤتمرها الصحفي اليوم عن استضافتها الرسمية للنسخة الرابعة من مؤتمر عمان للكهرباء والطاقة IEEE Oman Power Talks) 2025) ، والذي سيُعقد في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر المقبل في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة المعنية بقطاع الكهرباء والطاقة.
ويُعد المؤتمر أحد أبرز الفعاليات المتخصصة في المنطقة، ويُنظم بالتعاون مع رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات العمانية IEEE Oman وبدعم من هيئة تنظيم الخدمات العام (APSR)، ليجمع نخبة من الخبراء الدوليين، وصناع القرار، وممثلي الجهات التنظيمية، والمبتكرين، والمهنيين من مختلف دول العالم.
دعم رؤية عمان 2040
ويتمحور مؤتمر هذا العام حول موضوع "تسريع التحول في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان"؛ وذلك في إطار الجهود الوطنية المستمرة لدعم استراتيجيات الطاقة المستدامة، وتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040. ويناقش المؤتمر فرص تطوير مزيج الطاقة، وتعزيز كفاءة الشبكات، واستخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في القطاع.
وينعقد المؤتمر في وقت تشهد فيه سلطنة عُمان تحولاً متسارعاً نحو الطاقة المتجددة والاستدامة من خلال أهداف طموحة تشمل رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030، والاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وخفض الانبعاثات الكربونية، ومع توقعات بزيادة الطلب على الطاقة من 350 إلى ما بين 800 و1100 تيرا واط/ساعة بحلول عام 2050. يشكل المؤتمر منصة مهمة؛ لمناقشة هذه التوجهات، وتبادل الخبرات حول أفضل السبل لتحقيقها.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 2000 مشارك، وما يزيد على 100 متحدث من أكثر من 30 دولة. كما يتضمن برنامجًا متنوعًا من الجلسات الحوارية وورش العمل بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 30 شركة ومؤسسة متخصصة في المعرض المصاحب الذي سيتيح لهذه للمؤسسات استعراض أحدث الحلول والتقنيات في مجال الكهرباء والطاقة.
تقارب الأفكار والابتكار
وقال المهندس علاء موسى الرئيس التنفيذي لشركة نماء لتوزيع الكهرباء: نفخر باستضافة مؤتمر IEEE Oman Power Talks 2025 والمساهمة في الحوار حول مستقبل الطاقة في منطقتنا. ويأتي هذا الحدث في إطار التزامنا بدعم توجهات سلطنة عُمان نحو تطوير قطاع الطاقة، وتمكين الابتكار كعنصر أساسي لتحقيق الاستدامة. كما تعكس استضافتنا لهذا المؤتمر حرصنا على الإسهام في قيادة التحول في القطاع، وإيماننا بأهمية التعاون الإقليمي والدولي؛ لتسريع التقدم، وتعزيز تبنّي التقنيات الحديثة.
وتعكس الشراكة بين شركة نماء لتوزيع الكهرباء ورابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE Oman) التزاماً مشتركاً بدعم الابتكار في قطاع الطاقة وتطوير الممارسات التقنية المستدامة. ويعتمد هذا التعاون على خبرات شركة نماء في إدارة شبكات الطاقة، وفهمها للتحديات، والفرص المحلية، بالإضافة إلى شبكةOman IEEE العالمية من الخبراء والباحثين والمتخصصين في المجال.
استدامة وتحول رقمي
من جانبه أوضح الدكتور أحمد بن زايد الشقصي مدير عام الاستراتيجية والاستدامة بشركة نماء لتوزيع الكهرباء أن استضافة الشركة لمؤتمر عُمان للطاقة في نسخته الرابعة تأتي تأكيدًا على التزامها بدورها الوطني في دعم تطوير قطاع الطاقة.
وأكد أن المؤتمر يهدف إلى جمع نخبة من المختصين، والخبراء، وصنّاع القرار من داخل السلطنة وخارجها؛ لمناقشة مستقبل قطاع الطاقة، وتبادل المعارف، واستعراض التجارب الناجحة في مجالات حيوية من أبرزها الطاقة المتجددة، ومزيج الطاقة، وتطوير شبكات التوزيع، وكفاءة الطاقة، والتحول الرقمي.
وأضاف الشقصي أن تنظيم المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه القطاع تحولات متسارعة، ما يستدعي تعزيز التعاون بين الجهات المعنية معربًا عن تطلعه لأن يشكل المؤتمر منصة فعالة للحوار، وبناء شراكات تسهم في دعم أهداف رؤية عُمان 2040 في مجالي الطاقة والاستدامة.
وأكد الدكتور أحمد بن سعيد المعشري رئيس رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات "IEEE Oman" أن المؤتمر يُعد منصة مهمة؛ لمناقشة التحول في قطاع الطاقة، ويتماشى مع الأهداف الرامية إلى تسخير التكنولوجيا لخدمة المجتمعات. كما أشار إلى أن التزام سلطنة عُمان بالتحول في مجال الطاقة يفتح آفاقًا واعدة للنقاش والتطوير.
وأضاف المعشري أن دور الرابطة يتمثل في استقطاب الخبرات الدولية للمشاركة في المؤتمر، وتهيئة بيئة محفزة لتبادل التجارب والمعارف في القطاع مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي؛ لمواجهة التحديات المقبلة، ومؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب جهودًا مشتركة؛ لبناء منظومة قوية لأمن الطاقة تستجيب للمتغيرات المتسارعة.
وسيتضمن المؤتمر مسارات تقنية متعددة تغطي اللوائح والسياسات، وتقنيات الشبكات الذكية، والحفاظ على الطاقة وكفاءتها، وتكامل الطاقة المتجددة، وإدارة الأصول، وحلول تخزين الطاقة، وتحسين نظام التوزيع، مع التركيز على تسريع أهداف التحول في الطاقة في السلطنة. وقد صُممت هذه الجلسات؛ لتسهيل نقل المعرفة بين الخبراء الدوليين والمتخصصين الإقليميين، ما يخلق فرصًا للتعاون في حل المشكلات والابتكار.