أحد القادة الفلسطينيين.. أبرز المعلومات عن فاروق القدومي
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
أُعلن في العاصمة الأردنية، أمس الخميس، وفاة القيادي الفلسطيني الكبير فاروق القدومي، المعروف باسم "أبو اللطف"، عن عمر يناهز الـ93 عامًا، وقالت عائلته إن أبو اللطف، وهو أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، توفى بعد رحلة طويلة مع المرض.
وتأتي وفاة القدومي بعد أقل من شهرين على وفاة زوجته نبيلة النمر "أم اللطف".
ونعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، القيادي الكبير فاروق القدومي، وقال "أنعى أخًا وصديقًا ورفيق درب في النضال، والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي تفقد بغيابه واحدًا من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها".
كذلك نعت حركة فتح القدومي، أحد القادة التاريخيين المؤسسين للحركة والثورة الفلسطينية المعاصرة.
من هو فاروق القدومي؟وُلد القدومي (أبو اللطف) عام 1931 في نابلس بالضفة الغربية، ثم هاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا عام 1948، قبل أن يعود مجدداً إلى نابلس، درس الابتدائية والثانوية في مدينة يافا، وفي عام 1954 التحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إذ أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.
وتقلد القدومي عدة وظائف إدارية وسياسية في عدد من الدول العربية، فبعد تخرجه من الجامعة الأمريكية، عمل في مجلس الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط بالمملكة العربية السعودية، ثم في وزارة الصحة الكويتية.
وفي بداية حياته السياسية، انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي.
أثناء دراسته بمصر، التقى ياسر عرفات (أبو عمار)، وصلاح خلف (أبو إياد)، وعملوا معًا على تأسيس حركة فتح في نهاية الخمسينات، بمشاركة خليل الوزير (أبو جهاد)، ومحمود عباس (أبو مازن).
وفي عام 1969، رشحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أصبح رئيسا لدائرتها السياسية في عام 1973.
اقرأ أيضاًمصر تعزى فلسطين في وفاة المناضل الوطني فاروق القدومي
مندوب فلسطين لـ مجلس الأمن الدولي: متى ستتحركون؟
المقاومة الفلسطينية تفجّر عين نفق في قوة للاحتلال
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القدس حزب الله فاروق المقاومة الفلسطينية المقاومة وفاة فاروق فاروق القدومي وفاة فاروق القدومي القدومي فاروق القدومي ابو اللطف وفاة القدومي وفاة فاروق الفلسطيني القادة الفلسطينيين أبو اللطف لطف فاروق القدومی
إقرأ أيضاً:
حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا
إبراهيم بن سالم الهادي
بينما تنهض أمم الأرض من بين ركامها، وتنسج مُستقبلها بخيوط العمل والمعرفة والابتكار، تبقى مجتمعاتنا العربية منشغلة بتحليل تقلبات السياسة، وتتبّع تحركات الساسة، والتكهّن بما سيقوله الرئيس أو الوزير الفلاني، أو ما إذا كان الاجتماع الرباعي سينتهي ببيان مُشترك أم بخيبة أمل جديدة.
الخسارة الفادحة أن هذا الانشغال المحموم بتفاصيل لا تُغني ولا تنفع، جاء على حساب القضية الأهم.. صناعة الإنسان، فكم من الطاقات الفكرية والعملية أُهدرت في جدالات عابثة، بينما الحقيقة المُؤلمة تئن بصمتٍ في زوايا الوجدان، مفارقة مُرّة أن تطمح أمة للنهضة، في حين يستهلك أفرادها أوقاتهم في تحليل سياسات الآخرين، دون استثمار وقتهم في عملٍ ينفعهم، يتجادلون في مجموعات الواتساب حتى الشجار، غير مدركين أن الحقائق بعيدة عن عقلية المقاهي.
فماذا بعد؟
علينا أن نحوّل شغفنا السياسي إلى وعي منتج، لا إلى جدال لا ينتهي، أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، ونوجّه طاقاتنا نحو التعليم، والتفكير النقدي، والمبادرات المجتمعية، لدينا في عُمان ثروات طبيعية هائلة، ليست فقط نفطًا وغازًا؛ بل فرص كامنة في الجبال، والسواحل، والصحاري، نحن لا نحتاج إلى اكتشاف قارات جديدة، بل اكتشاف الإنسان العُماني من جديد، وتمكينه من تحويل هذه الكنوز إلى فرص.
تخيّل لو تمَّ تأسيس مراكز وطنية لتعليم الشباب مهارات متقدمة مرتبطة بهذه الثروات، ففي ظفار يمكن إنشاء معاهد بحثية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، كاللبان والنباتات النادرة، تصدّر منتجاتها للأسواق العالمية لا كمواد خام، بل كعلاجات ومواد تجميل تحمل علامة "صُنع في عُمان". أما في صحار والدقم؛ فيمكن تأسيس مدارس تقنية تُعنى بتحويل المعادن والصخور إلى صناعات ذكية مثل مكونات الطاقة الشمسية، وبطاريات الليثيوم، ومواد البناء الخضراء، وفي الباطنة والشرقية يمكن تنفيذ مشاريع زراعية تعليمية تُدرّب الطلبة على الزراعة الذكية المائية والعمودية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتصدير. وعلى سواحلنا يمكن إنشاء أكاديميات لعلوم البحار والصيد المستدام، تُعِدّ شبابنا لصناعة سفن حديثة، واستخراج منتجات بحرية عالية الجودة تُعبّأ محليًا لكن هذه المشاريع تتطلب تبنيًا وطنيًا حقيقيًا، عبر وزارة الاقتصاد، أو لجنة وطنية مشتركة من الجهات ذات العلاقة، تضمن تنسيق الجهود وتوجيه الموارد نحو تحقيق هذه الرؤى، بعيدًا عن التشتت والمبادرات الفردية غير المستدامة.
هذه ليست أحلامًا؛ بل رؤى قابلة للتحقيق إذا ربطنا التعليم بسوق العمل، وزرعنا في الإنسان العُماني طموح أن "يكون هو المشروع"، لا مجرد باحث عن وظيفة، فالمشاريع العملية لا تُنتج وظائف فقط، بل ترفع من مستوى المعيشة، وتقلل الاعتماد على الخارج، وتضع الدولة على طريق التقدّم، بدلًا من انتظار "القرار المصيري" عبر وسائل الإعلام؛ فنهضة الأمم لا تبدأ من نشرة أخبار نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في تحليلها؛ بل كيف نعمل ونبني أنفسنا من حيث نحن الآن.
رابط مختصر