مصطفى النحاس أمام محكمة التاريخ المصرى
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
ثائر وطنى استمد قوته من الشعب عاش فقيراً ومات فقيراًحكم ثمانى سنوات فقط وأسس الجامعة العربية وحقق استقلال القضاءإلغاء الامتيازات الأجنبية وتفعيل القوانين العمالية ومجانية التعليم أبرز الإنجازاتنقلاً عن كتاب «أمام العرش» للكاتب الكبير نجيب محفوظ الصادر 1983.
انعقدت المحكمة بهيئتها المقدسة فى قاعة العدل.
وقال أوزوريس:
كتب على البشرية منذ القدم، أن تصحبهم حياتهم فى الدنيا عند عبورهم عتبة الموت، وتتبعهم، كالظل، حاملة أفعالهم ونواياهم، وتتجسد كلها فوق أجسامهم العارية.
وقد تقرر أن تكون هذه الساعة هى ساعة الحساب، لمن حكموا مصر أو كان لهم دور فى تاريخها.
فانعقدت هذه المحكمة لتقوم بسباحة طويلة عبر الزمن، منذ بدأ تاريخ مصر القديم، وتقدم عبر تلك السباحة، نماذج من الحكام والأفراد، وتصدر حكمها فيهم، بعد أن تحسب لهم ما قاموا، وتحسب ما قاموا بهم.
نادى حورس الاسم: مصطفى النحاس.
فدخل أمام المحكمة رجل قوى الجسم والوجه، مائل للطول، تقدم فى سيره حتى مثل أمام العرش، ودعاه أوزوريس للكلام، فقال:
ولدت فى سمنود فى أسرة من أبناء الشعب الفقراء، وبفضل اجتهادى أتممت تعليمى، ولتفوقى عُينت فى القضاء فعُرفت بالعدل والنزاهة، وكنت من أنصار الحزب الوطنى الذى زاملت رئيسه طالبا بالمدرسة الخديوية، وعند تأليف الوفد برئاسة سعد زغلول اختارنى عضوا فيه، ونُفيت معه إلى سيشل عام ١٩٢١، واشتركت فى وزارته الشعبية الثورية.
وعقب وفاته انتُخبت رئيسا للوفد، وحملت عبء الجهاد فى سبيل الاستقلال والحياة الديمقراطية ربع قرن من الزمان، وقد توليت الوزارة سبع مرات وأُقلت منها ست مرات لخلافات مع الإنجليز أو الملك، وفى ١٩٣٦ وتحت ضغط التهديد بحرب عالمية قبلت الائتلاف مع الأحزاب وعقدنا معاهدة مع الإنجليز اعترفت باستقلال مصر ووعدت بالجلاء بعد عشرين عاما.
وقامت الحرب العالمية فى فترة حكم استبدادى ملكى، واتُّهم الملك بالاتصال بأعداء الإنجليز فنشبت أزمة سياسية خطيرة وفكر الإنجليز فى خلع الملك، وتقدمت لإنقاذ البلاد والعرش وألفت وزارة فى ظروف عسيرة، ولما انتهت الحرب بانتصار الإنجليز شرعت فى المطالبة بالجلاء الفورى ولكن الملك أقالنى.
ورجع الملك إلى استبداده وسارت الأمور من سيئ إلى أسوأ حتى اضطر إلى الموافقة على استفتاء الشعب عام ١٩٥٠ فرجعت إلى الوزارة، وفاوضت الإنجليز من أجل الجلاء، ولما لم أجد منهم استجابة ألغيت المعاهدة وأعلنت الجلاء فتآمر علىّ أعدائى فى الداخل والخارج واستطاع الملك أن يتخلص منى. وقامت ثورة يوليو واضطررت إلى اعتزال السياسة حتى وافانى الأجل.
قال أوزوريس: يهم الحاضرين أن يعرفوا بعض الإنجازات التى قدمتها أثناء توليكم الوزارة.
قال مصطفى النحاس: بالرغم من أن الشعب لم يحكم إلا ثمانية أعوام، نظير تسعة عشر عاما استبد فيها الملك وأحزاب الأقلية بالسلطة، وبالرغم مما تعرضت له من اضطهاد وعسف ومحاولات متكررة لاغتيال حياتى، فقد وفقنى الله لتحقيق خدمات غير قليلة. منها على سبيل المثال: إلغاء الامتيازات الأجنبية، إلغاء صندوق الدين، تأسيس جامعة الدول العربية، استقلال القضاء، استقلال الجامعة، قانون التوظيف، منع الأجانب من تملك الأراضى الزراعية، التعويض عن إصابات العمل والتأمين الإجبارى ضدها، الاعتراف بنقابات العمال، فرض استعمال اللغة العربية فى الشركات الأجنبية، الضمان الاجتماعى، ديوان المحاسبة، مجانية التعليم الابتدائى والثانوى والمتوسط.
وقال أبنوم: مرحبا بالثائر الشعبى فى حياة شعبنا. وقد استمد قوته من إيمانه بشعبه، وإلهه، واتسمت حياته بالكفاح الطويل والنزاهة، وعاش فقيرا ومات فقيرا.
وقال الملك إخناتون: تقبل حبى أيها الزعيم. إنك مثلى تفانيت فى الإيمان بالله الواحد والإخلاص للمبادئ الطاهرة، ومثلى أيضاً فى حب البسطاء والشعب والاختلاط بهم، ومثلى فيما حظيت به من نشوة النصر، وما ابتليت به من الجحود والهزيمة. ولك أبشر فالنصر فى النهاية لنا.
وهنا قالت إيزيس: وهذا ابن أصيل من أبنائى البررة.
فقال أوزوريس: أهبك حق الجلوس مع الخالدين حتى نهاية المحاكمة، ثم تمضى إلى محاكمتك مشفوعاً بأكرم تزكية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قاعة العدل تاريخ مصر القديم أوزوريس
إقرأ أيضاً:
«حزب صوت الشعب» يدعو لاعتصام شعبي مفتوح أمام مقر البعثة الأممية
دعا حزب “صوت الشعب”، عبر بيان رسمي أصدره رئيس مكتب العلاقات الدولية والناطق باسم الحزب المهندس عبدالسلام فؤاد القريتلي، جماهير الشعب الليبي وكافة الأحزاب والنقابات والمكونات الاجتماعية الوطنية، إلى اعتصام شعبي سلمي مفتوح أمام مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ابتداءً من يوم الجمعة 23 مايو 2025، وذلك احتجاجًا على ما وصفه بـ”العبث السياسي والتدخل الخارجي في شؤون البلاد”.
وأكد البيان الذي تلقت “عين ليبيا” نسخة منه، أن “الوضع لم يعد يحتمل الصمت”، منتقدًا ما اعتبره انحرافًا في أداء البعثة الأممية، التي “تحولت من وسيط لحل الأزمة إلى جزء منها”، وداعيًا إلى تصحيح مسارها فورًا والكف عن المساس بالسيادة الوطنية.
وتضمن البيان مجموعة من المطالب، من بينها:
1. تصحيح مسار البعثة الأممية في ليبيا.
2. إسقاط كافة الأجسام السياسية الحالية واعتبارها فاقدة للشرعية.
3. تشكيل حكومة مؤقتة مصغرة لمدة لا تتجاوز 12 شهرًا.
4. صياغة الدستور وطرحه للاستفتاء خلال 6 أشهر.
5. إجراء انتخابات تشريعية وتنفيذية بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة.
6. نزع سلاح الجماعات المسلحة وإعادة دمج عناصرها في مؤسسات الدولة أو الحياة المدنية.
ووصف البيان هذه المرحلة بأنها “لحظة فاصلة”، داعيًا الليبيين إلى التحرك دفاعًا عن كرامتهم ومستقبل أبنائهم، قائلاً: “إما أن ننتزع الوطن من خاطفيه، أو نبقى أسرى للفوضى والارتهان الأجنبي”.
وأكد الحزب التزامه بالنضال السلمي، وختم بيانه بشعار: “عاشت ليبيا حرة مستقلة”.