استئناف الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا في سوريا.. وموسكو تدعم مسار التطبيع
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، استئناف تسيير الدوريات البرية المشتركة مع روسيا شمال سوريا بعد تعليقها منذ تشرين الأول /أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنه من المقرر استمرار نشاط هذه الدوريات خلال الفترة القادمة "لإظهار التعاون التركي-الروسي".
وقالت الدفاع التركية في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، إنه "تم استئناف نشاط الدوريات البرية المشتركة بين تركيا وروسيا في شرق منطقة عملية نبع السلام في 22 آب /أغسطس 2024، بمشاركة 4 مركبات عسكرية و24 فردا".
وأوضحت أن هذه أول مرة يجري فيها تسيير دوريات برية مشتركة مع القوات الروسية شمالي سوريا منذ تعليقها في الخامس من تشرين الأول /أكتوبر 2023 لأسباب أمنية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدورية جابت أمس الخميس في محافظة الحسكة وقرب مدينة القامشلي، موضحة أن الدورية ضمت 8 آليات عسكرية و40 جنديا من الجانبين.
ويأتي استئناف الدوريات البرية المشتركة بين تركيا وروسيا في أعقاب توترات حادة شهدتها مناطق شمال شرقي سوريا خلال الآونة الأخيرة إثر اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعتبرها أنقرة امتدادا لتنظيم "العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا، وبين مقاتلين مما يعرف بـ"جيش العشائر" وقوات النظام السوري المدعومة بمليشيات موالية لإيران.
يشار إلى أن أول دورية مشتركة جرت في مطلع شهر تشرين الثاني /نوفمبر من عام 2019، بناء على اتفاق بين روسيا وتركيا يقضي بتسيير دوريات مشتركة بعمق 10 كم من الحدود السورية التركية.
ومنذ ذلك التاريخ، ذكرت وزارة الدفاع التركية، أنه جرى تنفيذ 344 نشاطا للدوريات البرية المشتركة حتى تاريخ 5 تشرين الأول /أكتوبر من عام 2023، وهو التاريخ الذي جرى فيه توقف هذه الدوريات "بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة"، قبل استئنافها أمس الخميس.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا شنت ثلاث عمليات عسكرية في سوريا منذ عام 2016، وتنتشر القوات التركية في مناطق متفرقة من شمال سوريا لمنع تدفق اللاجئين ومكافحة نشاط وحدات الحماية التركية التي تراها تركيا امتدادا لتنظيم "العمال الكردستاني".
روسيا تدعم عملية التطبيع بين أنقرة والنظام
في سياق منفصل، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن دعم بلادها للجهود الدبلوماسية المتواصلة لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري.
وقالت المسؤولة الروسية، في تصريحات صحفية، إن روسيا "تؤيد تطبيع العلاقات بين الجانبين وملتزمة بهذه العملية"، معتبرة أن "التطبيع بين أنقرة ودمشق مهم جدا لدفع التسوية السورية الشاملة وتعزيز الأمن الإقليمي".
وشددت زاخاروفا، على أنه "تم وضع أساس جيد جداً للحوار" في عملية تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري.
واعتبرت المسؤولة الروسية أن سياسات منع التطبيع مع نظام بشار الأسد "سياسة خاطئة"، حسب تعبيره.
وتابعت: "من الواضح أن النظام السوري سيعود في نهاية المطاف للتعاون مع الدول المجاورة وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الذين رفضوها قبل عشر سنوات".
وتأتي تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، بالتزامن مع تواصل مساعي أنقرة الرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري بعد أكثر من 12 عاما من القطيعة.
وتعد مسألة انسحاب القوات التركية من شمال سوريا إحدى أبرز العقبات أمام مسار التقارب، حيث يتشبث الأسد لفترة بضرورة سحب أنقرة لقواتها من الأراضي السورية للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
في المقابل، تطالب أنقرة من أجل سحب قواتها من الأراضي السورية باعتماد دستور جديد في سوريا، وإجراء انتخابات حرة، وتأمين الحدود.
يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين؛ على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية روسيا سوريا تركيا سوريا تركيا روسيا سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البریة المشترکة النظام السوری العلاقات بین بین ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تركيا في قلب الدفاع الأوروبي: الاتحاد الأوروبي يفتح الباب رسميًا أمام أنقرة
دخل الصندوق الدفاعي الأوروبي الجديد المعروف باسم الإجراء الأوروبي للأمن (SAFE) حيز التنفيذ، ليشمل تركيا أيضًا، رغم محاولات اليونان لإقصائها. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تُظهر انفتاح العديد من دول الاتحاد الأوروبي على التعاون الدفاعي مع أنقرة، على غرار شراكة “بيرقدار – ليوناردو”.
وبحسب محللين، فإن شمول تركيا ضمن آلية التمويل الدفاعي الأوروبية الجديدة “SAFE” رغم اعتراضات اليونان، يعكس رغبة عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون مع تركيا في مجال الدفاع، مثل التعاون الحالي بين شركة Baykar التركية وLeonardo الإيطالية.
ضغوط أمريكية دفعت أوروبا للبحث عن استقلال دفاعي
لطالما عجز الاتحاد الأوروبي عن التحرك بشكل مستقل عن حلف الناتو والولايات المتحدة في مجالي الدفاع والأمن، لكن الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دفعت الاتحاد للبحث عن استقلالية دفاعية.
وفي هذا السياق، كشفت المفوضية الأوروبية في 19 مارس عن “الكتاب الأبيض” الذي يتضمن استراتيجية جديدة لرفع الإنفاق العسكري وتعزيز الإنتاج المحلي وتخصيص موارد للمشاريع الدفاعية المشتركة حتى عام 2030.
ولتنفيذ هذه الأهداف، أعدت المفوضية حزمة تمويل باسم SAFE بقيمة 150 مليار يورو.
تركيا من بين الدول المؤهلة للاستفادة من SAFE
نصت المادة 17 من الحزمة على إمكانية مشاركة الدول المرشحة لعضوية الاتحاد، مثل تركيا، في البرنامج، مما جعل مشاركتها محل نقاش أوروبي واسع.
وقد أُقر الصندوق رسميًا في 27 مايو من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي بأغلبية مؤهلة، ودخل حيّز التنفيذ في اليوم التالي.
بموجب هذه الآلية، يمكن لدول الاتحاد، وأيضًا أوكرانيا، النرويج، ليختنشتاين، وآيسلندا، استخدام قروض تصل إلى 150 مليار يورو للمشتريات الدفاعية المشتركة، ويمكنها أيضًا شراء منتجات صناعات دفاعية من بعضها البعض.
كما يمكن للدول المرشحة مثل تركيا، وللدول التي لديها اتفاقيات مع الاتحاد مثل المملكة المتحدة، الانضمام لهذه المشتريات، بشرط أن يكون 65% من مكونات المنتجات الدفاعية من داخل أوروبا، بينما يمكن أن يأتي 35% المتبقي من دول مثل تركيا وبريطانيا.
اقرأ أيضازلزال يضرب أنطاليا التركية
الأحد 01 يونيو 2025اليونان تعارض بشدة.. وألمانيا تدعم تركيا
منذ الإعلان عن الخطة في مارس، قامت اليونان بحملات ضغط مكثفة لإقصاء تركيا من البرنامج، الأمر الذي أثار جدلًا في كواليس بروكسل.