الثورة نت:
2025-12-08@14:28:10 GMT

أهمية الإدارة المستدامة للموارد المائية

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

 

 

الماء مرتكز الاحتياجات البشرية واهم محاور التطور والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكن التحديات المعقدة القائمة المتمثلة في التغيرات المناخية والتي من علاماتها انتشار الجفاف والأعاصير والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة وتلوث البحار والأنهار وكلها تؤثر على إعادة توزيع المياه في جميع أنحاء الأرض بما فيها تلك الأماكن التي تكون فيها المياه والأمطار قليلة في مقابل الطلب المتزايد على المياه للاستهلاك والاستخدام ومحدودية سقوف مخزون المياه الجوفية غير المتجددة التي تشهد استنزافا متسارعا سواء كان توزيعها عبر إمدادات المياه للمنازل والمصانع والمزارع وغيرها أو عبر السحب من الآبار المنتشرة على مساحات واسعة ونقلها وبيعها بالصهاريج فضلا عن الهدر في نظم الري وارتفاع معدل التسرب ومخاطر الاستنزاف والتلوث، وبالتالي هنا يصبح الأمر مختلفاً كونها مؤشرات سلبية ومن أسباب ارتفاع التكلفة للحصول على المياه مما يجعل من مبدأ إدارة الموارد المائية المستدامة أمرا حتمياً، لأن الاستدامة والكفاء هي المسؤولية في الحفاظ على نوعية الحياة البيئية وتنمية مواردها الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية بطريقة متوازنة, لهذا لا تخرج مرتكزات الاستدامة عن البيئة والاقتصاد والمجتمع، فكلها مرتكزات متداخلة وأساسيات متناغمة مع بعضها يدعم كل مرتكز منها الآخر باعتبارها حجر الزاوية خصوصا حال ارتفاع مستوى المخاطر للدولة التي تعاني من شحة المياه اكثر من غيرها وبدون إدارة الموارد المائية ستكون معظم البلدان عرضة لضغوطات غير مسبوقة كنقص حاد في كميات المياه اذا استمرت الممارسات الحالية
واذا عدنا إلى جغرافية اليمن وطبيعتها وفي ضوء شحة المياه الطبيعية وتزايد عدد السكان ومتطلبات مياه الشرب والصرف الصحي والزراعة والصناعة والخدمات وغيرها…وكبر دورها التنموي والاقتصادي كونها عنصراً أساسيا وثروة وطنية نادرة وبالتالي من الأهمية بمكان معرفة كمية المياه التي من المؤكد الوصول اليها حقا في أي وقت، وإجراء تقييم شامل لجاهزية البنية التحتية، وكفاءة الخزن الاستراتيجي وموثوقيته والسعي نحو حلول وأساليب للمعالجة لتعويض الزيادة في الاستهلاك ولا يأتي هذا إلا بوضع رؤية لملامح مستقبلية وترتيبات نظامية وإبراز أدوار الجهات المعنية للمياه وتفعيل مسؤوليتها في الإشراف التطويري على أداء قطاع المياه ومتابعة مشاريعه والدعم الاستراتيجي لمنظومة المياه وعلى أصول المصادر الطبيعية والخزن الاستراتيجي و على كل المصادر الطبيعية ودعم كل الجهود عبر تطوير السياسات والتخطيط المائي الشامل والمتكامل لأنشطة إدارة المياه ومتابعتها والرقابة عليها وتطوير أساليبها وأدواتها ودعم كل الجهود لتعزيز الأمن المائي والبحث والابتكار وطرح البرامج والمبادرات والاستفادة من التجارب الاستراتيجية للدول الأخرى بما يسهم في بناء القدرات
وللحفاظ على منظومة المياه المتاحة والمتوفرة مع متطلبات البنية التحتية لسلسة إمدادات المياه يتطلب تطبيق التوجهات والتشريعات والضوابط والاشتراطات اللازمة لما تصدره من تراخيص وتوحيد المعايير الفنية والهندسية ذات الصلة بأنشطة الموارد المائية والتحقق من مؤامتها مع معايير وسياسات المحتوى المحلي والبحث عن فرص للانتقال إلى مراحل جديدة تواكب متطلبات النمو السكاني وتعظيم دورها التنموي والاقتصادي بعيدا عن التأجيل لضمان حصول أفراد المجتمع على الإمدادات اللازمة من خدمات المياه بكميات كافيه وأسعار عادلة وفي نفس الوقت يوفر ويحفظ المخزون بأساليب حديثة وأنظمة تتجنب ما ينتج من الاستنزاف
والهدر غير المقبول والحرص على حماية تلك الموارد في معادلة المياه الاستراتيجية وعدم المخاطرة في ترك الأحداث تأخذ مجراها دون فعل أو تدخل لحماية الثروة الحياتية خاصة أن بلادنا ليست ضمن الدول التي تحصل على مياهها من مصادر كالأنهار والبحيرات وغيرها الأمر الذي يستوجب البحث عن بدائل لإيجاد حلول فعلية ويوفر ويحفظ المخزون بأساليب حديثة وأنظمة متطورة في وضبط سلاسل إمدادات المياه وتحقيق الأمن المائي كأولوية قصوى وهناك خيارات تقليدية معمول بها في كثير من دول العالم أولهما: من خلال الدور التشغيلي بتوفير مرافق متقدمة لمعالجة مياه الصرف الصحي بعد المعالجة بتقنيات آمنة وإمكانيات على اعلى مستوى لاستخدامها في الصناعة والخدمات وغيرها والأخر: المياه الجوفية والاستغلال والاستفادة المثلى من مياه الأمطار والسيول وبناء السدود بأقصى الدرجات والمصادر البديلة مثل تحلية مياه البحر التي تعد من المشاريع الاستراتيجية العملاقة ذات التكاليف العالية وتحتاج إلى دراسات عميقة كما يأتي دور على عاتق كل مواطن ودرجة تعاونه وتفهمه للوضع المائي عبر التوعية والتثقيف والتدريب للأسرة في كيفية المحافظة على المياه ,والتي بدورها تقوم بترسيخ مثل هذه القيم في أذهان النشء ليصبح جزءاً من التربية والسلوك في طرق وأساليب الترشيد في الاستهلاك، وهو مطلب بالغ الأهمية لأن الماء أساس كل شيء في الحياة
باحث في وزارة المالية

.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مياه الشرقية تنفذ 1645 نشاطًا توعويًا داخل المدارس لنشر ثقافة ترشيد المياه

نفذت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة الشرقية، سلسلة واسعة من الأنشطة والبرامج التوعوية داخل مدارس المحافظة، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على البيئة. 

 

وجاءت هذه الجهود في إطار بروتوكول التعاون بين الشركة ومديرية التربية والتعليم، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الاستخدام الأمثل للمياه بين مختلف الفئات العمرية داخل المؤسسات التعليمية.

 

وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أهمية تكثيف الندوات التوعوية والفعاليات التثقيفية التي تركز على ترشيد استهلاك المياه باعتبارها موردًا أساسيًا للحياة لا غنى عنه، مشيدًا بدور شركة مياه الشرب والصرف الصحي في تعزيز الوعي البيئي لدى طلاب المدارس والمعلمين، وإبراز كيفية الحفاظ على شبكات الصرف الصحي ومنع الممارسات التي تؤدي إلى تلوث البيئة أو الإضرار بصحة المواطنين.

 

وأوضح اللواء المهندس محمد عثمان رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، أن إدارة التوعية والمشاركة المجتمعية بالشركة نفّذت خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين ما إجماليه 1645 نشاطًا توعويًا داخل 490 مدرسة موزعة على مختلف الإدارات التعليمية بالمحافظة. 

 

وشملت الأنشطة مجموعة متنوعة من الفعاليات التي استهدفت الطلاب والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس، وذلك على النحو التالي: تنفيذ 480 ندوة توعوية للطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية، إضافة إلى لقاءات تثقيفية موجهة للمعلمين والمعلمات داخل المدارس.

 

تنظيم 360 ورشة سباكة لتدريب الطلاب عمليًا على مبادئ السباكة الخفيفة وكيفية إصلاح الأعطال البسيطة التي قد تتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه، وإقامة 300 ورشة رسم وتلوين مخصصة لطلاب المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، وتهدف إلى غرس السلوكيات الإيجابية في ترشيد المياه عبر الأنشطة الفنية.

 

وتنفيذ 380 نشاطًا وألعابًا تفاعلية متنوعة، منها لعبة السلم والثعبان المائي، والمتحري الصغير، والبازل، إلى جانب عروض مسرح العرائس التي تحاكي السلوكيات الصحيحة في استخدام المياه، وتقديم 100 نشاط توعوي ضمن طابور الصباح المدرسي بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الطلاب في بيئة بسيطة وسهلة التأثير، وتنظيم 25 جولة ميدانية لطلاب المدارس إلى محطات مياه الشرب للتعرف على مراحل تنقية المياه وطرق التشغيل، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال سباكة داخل دورات المياه المدرسية وتركيب قطع موفرة للمساهمة في تقليل الاستهلاك.

 

وأضاف رئيس الشركة، أن هذه الأنشطة لم تقتصر فقط على التوعية النظرية، بل تضمنت جوانب عملية تهدف إلى إشراك الطلاب بشكل مباشر في الحفاظ على مصادر المياه، وتعزيز قدرتهم على تطبيق السلوكيات الصحيحة داخل منازلهم ومدارسهم. 

 

كما أشار إلى أن محافظة الشرقية تشهد طفرة ملحوظة في تنفيذ مشروعات مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي، وخاصة ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات الأساسية المقدمة لهم.

 

وتواصل شركة مياه الشرب والصرف الصحي جهودها لنشر الوعي المجتمعي بمختلف القرى والمدن، مع خطة مستمرة للوصول إلى أكبر عدد من الطلاب والمعلمين خلال الفترة المقبلة بما يضمن تعزيز ثقافة الترشيد والحفاظ على الموارد الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • انطلاق البرنامج التدريبي "القيادة الإدارية المتقدمة" لمديري العموم ومديري كليات جامعة الفيوم
  • الموارد المائية تحذر من الأمطار الرعدية وتجمع المياه
  • عُمان تواجه تحديات مائية متصاعدة .. واستراتيجية وطنية شاملة لتعزيز الأمن المائي واستدامة الموارد خلال العقود المقبلة
  • منتدى الإدارة المحلية يبحث ترسيخ اللامركزية ودعم التنمية المستدامة
  • الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
  • مياه الشرقية تنفذ 1645 نشاطًا توعويًا داخل المدارس لنشر ثقافة ترشيد المياه
  • «الموارد المائية» تنهي أعمال المرحلة الثالثة من دراسة مشاكل الصرف في زليتن
  • الموارد المائية ترفع جاهزية الأودية والسدود في طرابلس لمواجهة السيول
  • «البيئة» تؤكد أهمية الحد من الرعي الجائر لحماية الغطاء النباتي وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية بالمملكة
  • «الموارد المائية» تحذر السكان من الاقتراب لمناطق تجمع المياه