الثورة نت:
2025-05-28@09:55:05 GMT

أهمية الإدارة المستدامة للموارد المائية

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

 

 

الماء مرتكز الاحتياجات البشرية واهم محاور التطور والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكن التحديات المعقدة القائمة المتمثلة في التغيرات المناخية والتي من علاماتها انتشار الجفاف والأعاصير والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة وتلوث البحار والأنهار وكلها تؤثر على إعادة توزيع المياه في جميع أنحاء الأرض بما فيها تلك الأماكن التي تكون فيها المياه والأمطار قليلة في مقابل الطلب المتزايد على المياه للاستهلاك والاستخدام ومحدودية سقوف مخزون المياه الجوفية غير المتجددة التي تشهد استنزافا متسارعا سواء كان توزيعها عبر إمدادات المياه للمنازل والمصانع والمزارع وغيرها أو عبر السحب من الآبار المنتشرة على مساحات واسعة ونقلها وبيعها بالصهاريج فضلا عن الهدر في نظم الري وارتفاع معدل التسرب ومخاطر الاستنزاف والتلوث، وبالتالي هنا يصبح الأمر مختلفاً كونها مؤشرات سلبية ومن أسباب ارتفاع التكلفة للحصول على المياه مما يجعل من مبدأ إدارة الموارد المائية المستدامة أمرا حتمياً، لأن الاستدامة والكفاء هي المسؤولية في الحفاظ على نوعية الحياة البيئية وتنمية مواردها الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية بطريقة متوازنة, لهذا لا تخرج مرتكزات الاستدامة عن البيئة والاقتصاد والمجتمع، فكلها مرتكزات متداخلة وأساسيات متناغمة مع بعضها يدعم كل مرتكز منها الآخر باعتبارها حجر الزاوية خصوصا حال ارتفاع مستوى المخاطر للدولة التي تعاني من شحة المياه اكثر من غيرها وبدون إدارة الموارد المائية ستكون معظم البلدان عرضة لضغوطات غير مسبوقة كنقص حاد في كميات المياه اذا استمرت الممارسات الحالية
واذا عدنا إلى جغرافية اليمن وطبيعتها وفي ضوء شحة المياه الطبيعية وتزايد عدد السكان ومتطلبات مياه الشرب والصرف الصحي والزراعة والصناعة والخدمات وغيرها…وكبر دورها التنموي والاقتصادي كونها عنصراً أساسيا وثروة وطنية نادرة وبالتالي من الأهمية بمكان معرفة كمية المياه التي من المؤكد الوصول اليها حقا في أي وقت، وإجراء تقييم شامل لجاهزية البنية التحتية، وكفاءة الخزن الاستراتيجي وموثوقيته والسعي نحو حلول وأساليب للمعالجة لتعويض الزيادة في الاستهلاك ولا يأتي هذا إلا بوضع رؤية لملامح مستقبلية وترتيبات نظامية وإبراز أدوار الجهات المعنية للمياه وتفعيل مسؤوليتها في الإشراف التطويري على أداء قطاع المياه ومتابعة مشاريعه والدعم الاستراتيجي لمنظومة المياه وعلى أصول المصادر الطبيعية والخزن الاستراتيجي و على كل المصادر الطبيعية ودعم كل الجهود عبر تطوير السياسات والتخطيط المائي الشامل والمتكامل لأنشطة إدارة المياه ومتابعتها والرقابة عليها وتطوير أساليبها وأدواتها ودعم كل الجهود لتعزيز الأمن المائي والبحث والابتكار وطرح البرامج والمبادرات والاستفادة من التجارب الاستراتيجية للدول الأخرى بما يسهم في بناء القدرات
وللحفاظ على منظومة المياه المتاحة والمتوفرة مع متطلبات البنية التحتية لسلسة إمدادات المياه يتطلب تطبيق التوجهات والتشريعات والضوابط والاشتراطات اللازمة لما تصدره من تراخيص وتوحيد المعايير الفنية والهندسية ذات الصلة بأنشطة الموارد المائية والتحقق من مؤامتها مع معايير وسياسات المحتوى المحلي والبحث عن فرص للانتقال إلى مراحل جديدة تواكب متطلبات النمو السكاني وتعظيم دورها التنموي والاقتصادي بعيدا عن التأجيل لضمان حصول أفراد المجتمع على الإمدادات اللازمة من خدمات المياه بكميات كافيه وأسعار عادلة وفي نفس الوقت يوفر ويحفظ المخزون بأساليب حديثة وأنظمة تتجنب ما ينتج من الاستنزاف
والهدر غير المقبول والحرص على حماية تلك الموارد في معادلة المياه الاستراتيجية وعدم المخاطرة في ترك الأحداث تأخذ مجراها دون فعل أو تدخل لحماية الثروة الحياتية خاصة أن بلادنا ليست ضمن الدول التي تحصل على مياهها من مصادر كالأنهار والبحيرات وغيرها الأمر الذي يستوجب البحث عن بدائل لإيجاد حلول فعلية ويوفر ويحفظ المخزون بأساليب حديثة وأنظمة متطورة في وضبط سلاسل إمدادات المياه وتحقيق الأمن المائي كأولوية قصوى وهناك خيارات تقليدية معمول بها في كثير من دول العالم أولهما: من خلال الدور التشغيلي بتوفير مرافق متقدمة لمعالجة مياه الصرف الصحي بعد المعالجة بتقنيات آمنة وإمكانيات على اعلى مستوى لاستخدامها في الصناعة والخدمات وغيرها والأخر: المياه الجوفية والاستغلال والاستفادة المثلى من مياه الأمطار والسيول وبناء السدود بأقصى الدرجات والمصادر البديلة مثل تحلية مياه البحر التي تعد من المشاريع الاستراتيجية العملاقة ذات التكاليف العالية وتحتاج إلى دراسات عميقة كما يأتي دور على عاتق كل مواطن ودرجة تعاونه وتفهمه للوضع المائي عبر التوعية والتثقيف والتدريب للأسرة في كيفية المحافظة على المياه ,والتي بدورها تقوم بترسيخ مثل هذه القيم في أذهان النشء ليصبح جزءاً من التربية والسلوك في طرق وأساليب الترشيد في الاستهلاك، وهو مطلب بالغ الأهمية لأن الماء أساس كل شيء في الحياة
باحث في وزارة المالية

.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ذياب: على دول المنبع التعاون مع العراق في تزويده بحصته العادلة من المياه

آخر تحديث: 27 ماي 2025 - 9:51 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد وزير الموارد المائية، عون ذياب، أمس الاثنين، أن المياه ليست مجرد مورد بل صلة تجمع بين الشعوب، فيما دعا جميع دول المنطقة والعالم لتعزيز التعاون البناء في إدارة الموارد المائية المشتركة.وقال ذياب في كلمة خلال ختام مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه ومؤتمر الري الدقيق إن ” أهمية هذين المؤتمرين لا تكمن فقط في التوصيات والمخرجات التي توصلنا إليها بل في الالتزام والسعي نحو إيجاد حلول عملية وفاعلة“.وأضاف، أن” المياه ليست مجرد مورد بل صلة تجمع بين الشعوب وتُذكّرنا بأن التعاون هو السبيل الوحيد لضمان مستقبلٍ آمن ومشرق”، موضحا أن”ما ناقشناه في هذا المؤتمر من أفكار وتوصيات هو بدايةٌ لطريق طويل يتطلب جهداً متواصلاً وإرادة حقيقية لتحويل هذه الرؤى إلى واقع ملموس“.وأكد أن “وزارة الموارد المائية بدعم الحكومة العراقية وقيادة رئيس الوزراء ملتزمة بمتابعة نتائج هذا المؤتمر، وترجمة توصياته إلى مشاريع وسياسات”، مشيرا الى ان” الوزارة ملتزمة بالمضي ايضاً بتنفيذ المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء وسوف نسعى لتحقيق ما تبنته من أهداف ومنطلقات“.ودعا ذياب” جميع دول المنطقة والعالم لتعزيز التعاون البناء في إدارة الموارد المائية المشتركة”.

مقالات مشابهة

  • وزير الموارد المائية يبحث مشروع إعادة تأهيل نظام الري في وادي النقرة
  • وزير الموارد المائية يبحث إعادة تأهيل نظام الري في وادي النقرة
  • والي الخرطوم: توقعات بانخفاض إصابات الإسهالات المائية بعد تشغيل محطات المياه وانطلاق حملة التطعيم
  • وزارة الزراعة:إيران وتركيا وراء شحة المياه وقلة الزراعة في العراق
  • ذياب: على دول المنبع التعاون مع العراق في تزويده بحصته العادلة من المياه
  • محافظ أسيوط يشهد ورشة عمل حول مشروع الإدارة المستدامة للثروة الحيوانية
  • الضابطة المائية تنفذ حملة لإزالة التعديات على شبكة المياه في منطقة البارك الشرقي بدمشق
  • وزير الموارد المائية: ملتزمون بمتابعة نتائج مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه
  • بوعوينة: الزراعة الذكية وإعادة استخدام المياه طريقنا للأمن المائي
  • مياه سوهاج تُوعي رواد القوافل الصحية بقضايا المياه وتنشر ثقافة الوعي المائي