الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
دعوة لتأسيس منظومة ذكية لإدارة الأخطار قبل أن تتحول الإهمالات الصغيرة إلى مآسٍ…
حادثة سقوط فتاة أمس في حفرة مملوءة بالمياه في أحد شوارع عمان لم تكن في جوهرها “حادثًا عابرًا”، بل عرضًا واقعيًا لترهل إداري مزمن، وغياب منظومة ذكية محوسبة تتتبع الأعمال الميدانية والحفريات ومواقع الخطر في الوقت الحقيقي.
الإشكالية ليست حفرة… الإشكالية غياب نظام إدارة مخاطر
حين تُترك حفرة بعد أعمال صيانة أو مشروع بنية تحتية دون حماية أو متابعة أو تحديث، فهذا ليس خطأ عامل أو موظف. هذا فشل نظامي مؤسسي — فشل في التوثيق، فشل في الرقابة، فشل في اتخاذ القرار، وفشل في إدارة الخطر.
في دول تُعامل سلامة المواطن كأولوية عليا — مثل دول الخليج المتقدمة إداريًا، ودول الاتحاد الأوروبي، وكندا، واليابان، والصين — لا يُعتمد على اجتهاد موظف، ولا على تفقد ميداني عابر، بل تُدار المدن عبر أنظمة ذكية ودقيقة وصارمة:
منصات رقمية تربط البلديات وشركات المياه والكهرباء والاتصالات والأشغال والمقاولين.
مصفوفات ذكاء اصطناعي ترصد أي عمل مفتوح وتقيّم درجة خطورته.
تنبيهات تلقائية تُرسل للمسؤولين عند وجود موقع غير محمي أو متأخر أو يشكل تهديدًا للمارة.
مؤشرات أداء يومية تصل للمسؤول الأعلى تُظهر عدد الحفريات النشطة ونسب التأمين والاستجابة.
في تلك الدول، الخطر يُدار قبل حدوثه، لا بعد وقوعه.
ما نحتاجه في الأردن ليس تعليمات جديدة… بل تحول في عقلية الإدارة
لا يجب أن تُختزل الحادثة في سؤال: “من ترك الحفرة؟”
بل يجب أن يتحول السؤال إلى:
أين المنظومة الذكية التي كان يجب أن تمنع وجود حفرة غير محمية أصلاً؟
كيف لم يظهر إشعار خطر على شاشة مسؤول البلدية؟
أين لوحة المتابعة التي تربط المقاول والمهندس والجهة المالكة للمشروع؟
كيف تُدار مدينة بملايين البشر دون نظام موحد لإدارة الأعمال الميدانية؟
غياب هذه المنظومة يعني أننا ما زلنا نعمل بعقلية الورقيات والاجتهادات الفردية، بينما العالم يتقدم بأنظمة تتبع لحظي وإدارة ذكية للأخطار.
مطلوب الآن: مصفوفة وطنية ذكية لإدارة أعمال الميدان…
حادثة الأمس يجب أن تكون نقطة التحول نحو إطلاق مصفوفة وطنية موحدة تشمل جميع الجهات ذات العلاقة، تعمل على:
1. تسجيل كل حفرية أو نشاط ميداني أو فعل لحظة إحداثه على خريطة رقمية وطنية.
2. تحديد درجة خطورته (عالي — متوسط — منخفض).
3. فرض إجراءات حماية إلزامية بحسب مستوى الخطر.
4. استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد أي موقع مهمل أو غير محمي.
5. إرسال تنبيهات فورية للمسؤولين في أكثر من مستوى.
6. فرض غرامات آلية على الجهات المتقاعسة.
7. إصدار لوحة قيادة يومية تصل للوزارة والمحافظة ورئيس البلدية.
بهذا فقط ننتقل من إدارة رد الفعل إلى إدارة الخطر قبل وقوعه.
ختامًا: حادثة الأمس رسالة وعلى الدولة أن تستمع
ليست المشكلة حفرة، بل مشكلة نظام إداري غير ذكي وغير مترابط وغير متابع.
غياب التكنولوجيا في الإدارة لم يعد خيارًا، بل خطرًا مباشرًا على حياة الناس،،، وعليه… فالحل ليس معاقبة موظف وننهي القضية، بل بناء منظومة تمنع الخطأ من جذوره.
وحتى نرى مصفوفة ذكية موحدة في الأردن لإدارة أعمال الميدان، ستبقى هذه الحوادث تتكرر.
ونحن سنبقى نكتب ذلك حتى تنتقل مؤسساتنا من ثقافة “الرد على الكارثة” إلى ثقافة منع الكارثة قبل أن تبدأ.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام یجب أن فشل فی
إقرأ أيضاً:
مياه القناة: صيانة منظومة الكلور في محطات بورسعيد والإسماعيلية والسويس لرفع كفاءتها
أعلن اللواء ا ح مهندس أحمد محمدرمضان، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظات القناة، علي صيانة ورفع كفاءة منظومة الكلور في جميع المحطات، بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد، وتحميل وتشغيل الخطوط عليه بأعلى كفاءة، بالإضافة إلى المتابعة المستعمرة على تلك المحطات وعمل تقارير عن أداء عملها، وذلك لإطالة عمرها الافتراضى والاستدامة فى العمل.
صيانة شاملةوقال اللواء أحمد رمضان، إنه تم تركيب منظومة الكلور الجديدة وأعمال الصيانة تتم تحت إشراف الدكتور محمد عبد الحميد، والدكتور محمد حسين، والفنى إبراهيم حسن، حيث تم الانتهاء من صيانة منظومة الكلور بمحطات المنايف والبورسعيدية والطيران والعالي، وتم التجربة والتشغيل عليها وتم ضبط الجرعات وأخذ عينات بواسطة لجنة الكلور، كما تم صيانة المنظومة بمحطة أبوسلطان الساحل، وتم صيانة منظومة الكلور ايضا بمحطة الكرنك وتم ضبط الجرعات وأخذ العينات، وذلك من أجل تقديم خدمات أفضل ومتميزة للمواطنين.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحي بمحافظات القناة، أن إدارة منظومة الكلور قطاع المعامل تعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع إدارة السلامة والصحة المهنية، على مدار لـ 24 ساعة، وذلك للتعامل الفوري والسريع مع أي تسريب للكلور قد يحدث في المحطات، كما تعمل الإدارة على تدريب العاملين بالمحطات للتعامل بالطريقة الصحيحة مع منظومة الكلور، وتتم صيانة منظومة الكلور في تواجد العاملين بكل محطة لرفع كفاءتهم العملية في التعامل مع مكونات منظومة الكلور الحديثة.
وأضاف اللواء أحمد رمضان، أنه يتم أخذ عينات عشوائية من مياه الشرب بصفه دورية وبشكل منتظم، من المنازل، ودور العبادة، والمقاهي، والشبكات من مختلف المناطق، في محافظات القناة الثلاث" بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس"، لعمل التحليل المطلوبة لها، وذلك للتأكد من مدى صلاحيتها، وضمان جودتها الصحية والمذاقية الشكلية من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.
وأوضح اللواء أحمدرمضان، علي تنظيم برامج تدريبية للتعارف على أعمال منظومة الكلور وكيفية مكافحة التسريب والتي شملت محاور التدريب على أعمال التشغيل والصيانة لمنظومات الكلور ومنظومات برج التعادل وغرف الإعدام والتعرف على أجهزة الإنذار والتدريب عليها وكشف التسريب وكيفية مكافحته، كما شملت العملية التدريبية زيارات ميدانية لعدد من محطات، وذلك لتحقيق أعلى استفادة فى تحديث نظم العمل وتقييم الأداء بها.