هل أنت حقا فاقد لحاسة الشم؟ إليك وسيلة جديدة لمعرفة ذلك
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تمكّن علماء لأول مرة باستخدام تقنية تصوير جديدة من قياس فقدان حاسة الشم، المعروف باسم "أنوسميا"، دون ألم وبشكل دقيق، ويستهدف هذا المسبار العصب الشمي، مما يوفر إمكانيات لإلغاء الحاجة إلى الخزعات المستخدمة لتشخيص بعض حالات فقدان الشم والمساهمة في تطوير تدخلات علاجية.
هل فقدان حاسة الشم أمر شائع؟تشير الأبحاث إلى أن حوالي 13.
وقال الدكتور دورين أدلباي، الأستاذ المساعد في قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في جامعة جنوب كارولينا الطبية في تشارلستون، كارولينا الجنوبية، "بالرغم من الأهمية الأساسية لحاسة الشم في جودة الحياة، والانتشار الكبير لفقدان الشم، لا توجد حاليا طرق موضوعية ومستقلة عن المستخدم لتقييم حاسة الشم، سواء سريريا أو في الحيوانات أو البشر في الأبحاث". وأضاف "سعينا إلى استكشاف طريقة جديدة لتشخيص فقدان الشم باستخدام عامل تصوير فلوري خاص، يُسمى Tsp1a-IR800P".
تمتلك بعض المواد الكيميائية القدرة على إصدار ضوء مرئي بعد امتصاص الإشعاع الذي لا يكون مرئيا في العادة، مثل الأشعة فوق البنفسجية، وتُعرَف هذه العملية بالفلورة.
قنوات الصوديوم المعتمدة على الجهد هي نوع من البروتينات الغشائية الدقيقة التي تنتشر على نطاق واسع على أغشية الخلايا القابلة للإثارة مثل الخلايا العصبية، وهي مسؤولة بشكل أساسي عن نقل الصوديوم عبر الغشاء. وقناة الصوديوم المعتمدة على الجهد هي القناة الأيونية الأكثر أهمية للخلايا العصبية لتوليد الإثارة، وتنفيذ الوظائف الفسيولوجية الطبيعية، حتى الآن، وقد تم التعرّف بنجاح على 10 أنواع فرعية من قناة الصوديوم المعتمدة على الجهد في الثدييات، واكتشاف 10 قنوات منها حتى الآن، وقد سُميت بأرقام متسلسلة من 1.1 وحتى 1.9، بالإضافة إلى القناة رقم 10.
يستهدف عامل التصوير الفلوري المستخدم في الدراسة قنوات الصوديوم المعتمدة على الجهد الكهربائي 1.7(Nav1.7)، التي تلعب دورا حاسما في عملية الشم من خلال مساعدة نقل الإشارة إلى البصلة الشمية، لتحديد تعبير قناة الصوديوم المعتمدة على الجهد الكهربائي 1.7، قام الباحثون بحقن الفئران بالمادة الفلورية وتصويرها، وأجريت التجربة على فئران ذات حاسة شم طبيعية، وأخرى تم تحفيز فقدان الشم لديها كيميائيا، وتمت أيضا دراسات تصوير إضافية على أنسجة الظهارة الشمية من القرود غير البشرية، وتم تصوير الظهارة الشمية للهامستر المصاب بفيروس كورونا المستجد، وجثث البشر الذين تم تشخيصهم سابقا بالفيروس وتوفوا بسببه.
إن فقدت الشم فلن تضيء المادةأظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة الطب النووي 3 يوليو/تموز الماضي، أن قناة الصوديوم المعتمدة على الجهد الكهربائي 1.7 يتم التعبير عنها بكثافة في الأشخاص الذين لديهم حاسة شم طبيعية، في حين الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم كان تعبير قناة الصوديوم المعتمدة على الجهد الكهربائي 1.7 منخفضا بشكل كبير، كما ظهر من خلال الإشارة الفلورية، كما لُوحظ أن انخفاض شدة الإشارة يتناسب مع درجة التلف، مما يعني أن الإشارات الفلورية المنخفضة قد تشير إلى فقدان الشم، والإشارات العالية قد تشير إلى استجابة للعلاج واستعادة حاسة الشم.
وأشار معدو الدراسة، وفقا لموقع يوريك أليرت، إلى أن هذا العامل الفلوري يمكن استخدامه في عيادة الطبيب باستخدام منظار لتشخيص اضطرابات الشم، ويمكن أيضا تطبيقه فورا في الدراسات ما قبل السريرية على نماذج الحيوانات (حيث لا توجد أدوات موضوعية وغير جراحية) لتقييم فعالية التدخلات الدوائية التي تعيد حاسة الشم، وبالتالي المساعدة في تطوير علاجات جديدة.
وأضاف الدكتور ناغا فارا كيشور بيلارسيتي، الأستاذ في قسم الأشعة بمركز ميموريال سلون كيتيرينج للسرطان في نيويورك، "يمكن أن يؤدي الكشف المبكر عن اضطرابات الشم إلى تدخلات مبكرة قد تعالج المرض أو تقلل تقدمه، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى". وأشار إلى أن "هذا الابتكار قد يؤدي إلى تطوير عوامل تصوير مماثلة لاضطرابات حسية وعصبية أخرى، مما يوسع نطاق التصوير الجزيئي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فقدان الشم حاسة الشم
إقرأ أيضاً:
فقدان نحو 2 مليون حمار في مصر
ظاهرة غريبة سلطت عليها الأضواء وسائل إعلام مصرية وناشطون حقوقيون، مرتبطة بتراجع أعداد الحمير “جذريا” في البلاد، بنحو 2 مليون حمار.
الظاهرة أثارت قلقا في أسواق الاستهلاك، خاصة بعد تحذير نقيب الفلاحين في مصر، حسين أبو صدام، من أن لحوم الحمير تسرب إلى الأسواق المصرية وجلودها يتم تصديرها للخارج. فبين التحذيرات والتكهنات والقلق، أين ذهبت الحمير المصرية؟
خلال تسعينات القرن الماضي، سجل في مصر تواجد أكثر من ثلاثة ملايين حمار، لكن في 2025، تناقصت أعداد تلك الحيوانات اللطيفة إلى أقل من مليون.
تكهنات كثيرة سادت حول الموضوع، فبين تحذير نقيب الفلاحين حسين أبو صدام من قيام تجار بتسريب لحوم الحمير للأسواق المصرية، وبين من يعزو الظاهرة إلى الاعتماد المتزايد على وسائل الزراعة الحديثة مقابل الحمير، أين تكمن الحقيقة.
نقيب الفلاحين صعد من لهجته تجاه من وصفهم “ضعاف النفوس”، لإقدامهم على ذبح الحمير من أجل تصدير جلودها، وقال “الصين بدأت تتهافت على جلود الحمير، يأخذون منها مواد يصنعون منها عقاقير غالية الثمن، ولكن العالم كله الآن ينادي بالاهتمام بالحمار، وهناك مزارع في أوروبا للحمير يأخذون منها اللبن والجبن بأسعار مرتفعة والصابون”.
وحذر أبو صدام من تسريب لحوم الحمير للاستهلاك في لأسواق المصرية، قائلا “ممكن اللحوم دي تتسرب إلى المطاعم، ومسكنا أكثر من قضية الأيام الماضية من مباحث التموين، لازم يكون فيه رقابة على ذبح الحمار، بحيث لا يتسرب لحمه إلى الأكل، لأن أكله عندنا حتى حرام”.
يذكر أن الريف المصري شهد تحولات جذرية خلال العقود الماضية، أدت إلى استغناء الفلاحين المصريين تدريجيا عن الحمير، التي كانت تستخدم للحراثة والنقل وغيرها، لصالح وسائل الزراعة الأكثر تقدما.
كما أن الحمير، بوصفها كائنات حية، بحاجة للعناية المستمرة والطعام والاهتمام الطبي البيطري، وهذه كلها أمور مكلفة على الفلاحين المصريين، الذين يبدو أنهم بدأوا بالاعتماد على الآلات كبديل.
لكن هل يفسر ذلك التناقص الهائل بأعداد تلك الحيوانات؟
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب