ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن الضربة الاستباقية التي نفذتها إسرائيل ضد "حزب الله" هي رسالة إلى إيران، وخطوة مهمة في تشكيل المفهوم الأمني الإسرائيلي المُحدث.

وقالت "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "الضربة الاستباقية ضد حزب الله إشارة إلى إيران"، أن الهجمات واسعة النطاق التي نفذتها إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم، أدت إلى تخفيف تأثير العملية الانتقامية التي خطط لها حزب الله للانتقام من مقتل القيادي فؤاد شكر، موضحة أن إسرائيل دمرت جميع منصات الإطلاق الذي كان حزب الله ينوي شن هجومه المفاجئ على إسرائيل منها، والذي توعد  به  الأمين العام حسن نصر الله، في خطابه يوم 31 يوليو (تموز) الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر في ضربة استباقية منصات الإطلاق.

رواية إسرائيلية.. تفاصيل الهجوم الاستباقي على "حزب اللهhttps://t.co/tHQLcPfggX pic.twitter.com/udS92sh1Pl

— 24.ae (@20fourMedia) August 25, 2024
مناقشات حزب الله وإيران

وقالت إن هناك مناقشات تدور بين إيران وحزب الله منذ اغتيال شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حول كيفية الرد على إسرائيل، ولكن حزب الله لم يعد ينتظر إيران، وكان ينوي تنفيذ عملية انتقامية بشكل مستقل.
وتناولت الصحيفة بيان حزب الله الذي هدد المدنيين في إسرائيل بطريقة العين بالعين، من خلال الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، وذلك بحال تسبب الجيش الإسرائيلي في إلحاق أضرار بالمدنيين في لبنان، كما ألمح مجدداً إلى أنه غير مهتم بتوسيع الحرب ضد إسرائيل إلى حرب شاملة.


قيود الداخل اللبناني

وفقاً للصحيفة، فإن أحد القيود المهمة في هذا السياق، هو الرأي العام في لبنان الذي يعارض توسيع الحرب، مشيرة إلى أنه يمكن رؤية ذلك في استطلاع رأي نُشر مؤخراً في وسائل الإعلام اللبنانية حول هذا الموضوع، وفي الوقت نفسه، نقلت عن المُحلل السياسي روعيه كياس، أن حسن نصرالله يواجه صعوبة في التعافي من الأضرار الجسيمة التي لحقت بتنظيمه بعد اغتيال شكر، ويواجه صعوبة في تسمية بديل له.

"فاتح 110".. لماذا تخشى إسرائيل صاروخ حزب الله؟https://t.co/cITZ3u4tM9 pic.twitter.com/ohizVENIOw

— 24.ae (@20fourMedia) August 23, 2024
مفهوم أمني جديد

وأشارت إلى أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية، تشكل خطوة مهمة في تشكيل المفهوم الأمني الإسرائيلي المُحدث، وتوضح أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة نية إيران ووكلائها للتقدم بخطوة مهمة ضدها، مستطردة: "لكن في ضوء تركيز الحكومة على غزة وإطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل ليست حرة في التحرك على نطاق واسع لإزالة تهديد حزب الله، الأمر الذي يتطلب حملة برية في لبنان".


إشارة لإيران

واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة: "مع ذلك، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يجد الصيغة التي سيسعى من خلالها إلى إخراج حزب الله من المعادلة، وكبح جماح نصر الله وخلية كبار القادة ذوي الخبرة، ويبدو أن الإيرانيين في طهران يراقبون الأنشطة الإسرائيلية ويفهمون التلميحات".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل حزب الله لبنان حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

نجا من هجوم سابق.. من الصحفي حسن إصليح الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟

غزة- في الهجومين اللذين تعرض لهما الصحفي حسن إصليح، كان زميله تامر قشطة حاضرا وشاهدا. ففي المرة الأولى التي وقعت في السابع من أبريل/ نيسان الماضي، حمله على ظهره من تحت ألسنة النار وركض به إلى المستشفى ونجا إصليح يومها رغم بتر إصبعين من يده اليمنى وإصابته بحروق.

لكن في المرة الثانية، فجر اليوم الثلاثاء، لم يكن بوسع قشطة أن يفعل شيئا، فالصواريخ كانت أسرع من خطواته، حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية قسم الحروق في مستشفى ناصر بخان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث كان إصليح يتلقى العلاج من إصابته السابقة.

عندما وصل قشطة مع عدد من زملائه، كان صديقه قد فارق الحياة، وجسده مغطى بالركام. ويروي للجزيرة نت تفاصيل ما جرى "كنت نائما في خيمة الصحفيين أمام بوابة مستشفى ناصر، فجرا، سمعت انفجارا هائلا يهز المكان، رأيت ألسنة اللهب تتصاعد من الطابق الثالث من قسم الحروق تحديدا حيث يتلقى حسن العلاج".

محبة الناس

ركض تامر مع زملائه وهناك وجد الدمار والدخان والنيران، ويضيف "بحثنا عن حسن، كان الركام يغطي رأسه وصدره، حاولنا أن نوقظه، لكن دون جدوى". حمله زملاؤه إلى قسم الطوارئ بالطابق الأرضي، وهناك أعلن الطبيب أنه قد استُشهد، وحينها بدؤوا يصرخون وسط حالة من الهستيريا.

إعلان

لم يكن حسن إصليح صحفيا عاديا، كان شاهدا بصريا على مآسي غزة منذ أكثر من 15 عاما، عرفته الشوارع والمخيمات والمستشفيات، كما عرفه الناس البسطاء قبل المسؤولين. ويقول قشطة عنه "زاملته منذ 2009، كان خدوما شجاعا وصادقا، لا يمكن أن يصدر عنه خبر مزيف، فلا بد أولا أن يتأكد من صحته قبل نشره".

وارتبط إصليح بعلاقة خاصة مع الناس، كان بمثابة صوتهم وعدستهم، بحسب قشطة، الذي يضيف "كنا نمشي معه فنحسده -على سبيل المزاح- على محبة الناس له، ونسأله: لماذا الناس لا تلتفت إلينا مثلما يفعلون معك؟ ورغم شهرته التي زادت في السنوات الأخيرة، لم يتغير وبقي الإنسان البسيط والقريب الذي يساعد زملاءه بكل ما يستطيع".

ويكمل قشطة "حتى في خيمته التي كان يعمل وينام فيها، كان الناس يأتون إليه لطلب المساعدة، وكان دائما يجبر بخاطرهم، سواء كانت مساعدات طبية أو مالية أو نشر مناشدة عبر منصاته الإلكترونية".

منذ أكثر من 10 سنوات، تعرف الصحفي ربيع أبو نقيرة على زميله حسن، فكوّنا علاقة مهنية وإنسانية توطدت مع الوقت. ويتحدث أبو نقيرة عن الشهيد بعبارات تختصر تجربة طويلة من العمل المشترك، قائلا إنه كان "هادئ الطباع وحاضرا دوما بخدمة الآخرين".

ويضيف للجزيرة نت "كان حسن دائم التعاون، خاصة مع زملائه الصحفيين، يبادر لتقديم المساعدة سواء بالمعلومة أو بنقل أحدهم بسيارته، أو حتى بتقديم دعمه دون مقابل".

كان ينقلُ لنا الخبر فصارَ الخبرَ
وكان يرسلُ لنا الصورة فصارَ الصورة
حسن إصليح الشُّجاع كثيراً، والإنسان جداً، والحنون بشكل مفرط!
رحمك الله يا حسن، وجعل روحك في عليين،
أما صورة صلاتنا في المسجد الأقصى محرراً فآتية لا محالة
لا نعرف من سيصلي، ولا من سيُصوّر
ولكن الصورة آتية! pic.twitter.com/PPUr2zdW1l

— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) May 13, 2025

متواضع وقريب

ويروي الصحفي أبو نقيرة أن الناس كانوا يلجؤون إلى حسن كمنصة للشكوى وطلب النجدة، ليس فقط لأنه كان مشهورا ويتابعه مئات الآلاف على شبكات التواصل، بل لأنه كان متواضعا وقريبا منهم. وفي خيمته الصحفية أمام مستشفى ناصر، شاهد الناس يتقاطرون عليه حاملين همومهم وآلامهم، وكان إصليح يصغي، ويصيغ مناشداتهم وينشرها على الفور.

إعلان

ويضيف "لم يتكبر يوما على أحد، يرد على هاتفه دوما، ويستمع للجميع، ويمد يده لمن يحتاج، ويكتب عن من لا يملك صوتا". ويشير أبو نقيرة إلى أن حسن كان من أوائل الصحفيين الفلسطينيين الذين احترفوا العمل عبر شبكات التواصل وكان له السبق في نشر الرواية الفلسطينية، وأصبح من أهم المراجع الموثوقة.

ويضيف "رغم ما تعرضت له حساباته من حذف وتقييد وحظر، لم يتوقف، وكان يعتبر أن رسالته الصحفية مقاومة في حد ذاتها، وأن عليه أن يوصل صوت الناس مهما كانت الكلفة". وأردف "منذ أكثر من 15 عاما، كان موجودا في كل الميادين: عند المزارعين في حقولهم، على معبر رفح مع العالقين، في الأحياء المدمرة، في بيوت الشهداء، وبين صفوف النازحين، ودائما كان أول الواصلين، وأسرع من ينقل الصورة، وأدق من يروي".

ويختم أبو نقيرة حديثه بالقول "لقد خسرته الصحافة الفلسطينية والناس والحقيقة".

"كان يمدّ يده لزملائه الجدد، يعلّمهم ويوجههم ويسير بجانبهم حتى يشتد عودهم في الميدان"، هذا ما يقوله الصحفي بسام زُعرب الذي تعرّف على حسن قبل أكثر من 15 عاما في مكتب إحدى الفضائيات، حيث بدأت صداقتهما.

خير دليل ورفيق

ويقول زعرب للجزيرة نت "رغم شهرته كان حسن يسارع لمساندة زملائه، ويجيب عن أسئلتهم، يشاركهم تجاربه، ويوجههم إلى الطريق الصحيح". ويتذكر تلك السنوات قائلا "كان لا يراك إلا ويبتسم، تشعر بقربه من الناس في كل الأوقات، كل صحفي جديد كان يجد فيه خير دليل ورفيق".

ولمس عن قرب حب الناس للشهيد إصليح، وبساطته التي لا تنفصل عن شخصيته، حيث ظل متواضعا رغم شهرته المتصاعدة، وعلاقاته الواسعة، وعدد متابعيه الكُثر.

عاجل | حمـ.ـاس: قوات العدو ارتكبت جريمة اغتيال جبانة بحق الصحفي حسن إصليح باستهدافه أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى pic.twitter.com/NriEpn1Toa

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 13, 2025

من حسن إصليح؟

بدأ حسن مسيرته الإعلامية أواخر عام 2009، وعمل مصورا صحفيا ميدانيا يلاحق تفاصيل العدوان والانتهاكات والدمار.

إعلان

ومع انتشار ما بات يعرف بـ" الإعلام الجديد"، وشبكات التواصل الاجتماعي، طوّر إصليح أدواته، حتى صار من أشهر الناشطين في قطاع غزة، ويتابعه مئات الآلاف وخاصة عبر قناته على "تليغرام"، التي وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 750 ألف متابع، كما عمل مراسلا لعدد من وكالات الأنباء والفضائيات.

وعرفه الناس أيضا بسرعته الفائقة في الوصول إلى مكان الحدث، ونشر المعلومات الموثوقة، مستعينا بشبكة واسعة من العلاقات.

وتحوّلت منصاته خلال الحرب الإسرائيلية إلى مصدر أساسي للأخبار العاجلة، ليس فقط للمواطنين، بل حتى للصحفيين والمؤسسات الإعلامية الدولية. وحتى في أيامه الأخيرة، وبعد إصابته في محاولة الاغتيال الأولى، لم يتوقف عن العمل، وظل مستمرا في نشر الأخبار على منصاته الإلكترونية.

مقالات مشابهة

  • البخيتي: صاروخ “بن غوريون” رسالة مزدوجة.. وعملياتنا مستمرة مهما حاول ترامب
  • 600 صاروخ بانتظارهم.. إيران تهدد باستهداف إسرائيل والجيش الأمريكي بالمنطقة
  • هل تتكرر في إيران؟.. شبح المفاعل النووي العراقي يلاحق إسرائيل والعالم
  • نجا من هجوم سابق.. من الصحفي حسن إصليح الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟
  • إيران توجه رسالة إلى دول الخليج قبل انطلاق القمة الخليجية الأمريكية
  • رسالة إسرائيلية للوسطاء.. الاتفاق أو توسيع الحرب بعد زيارة ترامب
  • من هو الأسير الإسرائيلي ـ الأمريكي عيدان الكسندر الذي أفرجت عنه حماس اليوم؟
  • إيران تبرئ إسرائيل: انفجار ميناء رجائي نتيجة تسيّب بشري
  • حماس: قررنا اليوم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز الذي يحمل الجنسية الأمريكية
  • ‏موقع "والا" الإسرائيلي: استعدادات إسرائيلية لشن هجمات على غزة بشكل لم يشهده القطاع منذ أشهر