د. هدى رؤوف تكتب: مصر.. تحرّك هادئ نحو المصالح والاستقرار الإقليمي
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تتشكل السياسة الخارجية لأى دولة كنتاج للخصائص القومية، والنظام القيمى لصانع القرار وإدراكه لطبيعة دور بلاده الإقليمى والدولى، وأخيراً البيئة الخارجية المحيطة بتلك الدولة وما تفرضه من قيود وما تقدمه من فرص، أى المحيط الإقليمى والدولى.
وفى ظل تغير البيئة الإقليمية المحيطة بمصر منذ أكثر من عقد، كيف تعاملت الدولة المصرية مع التحديات الخارجية التى تواجهها فى حين تواجهها تحديات داخلية، فى هذا المقال سنحاول الوقوف على مرتكزات السياسة الخارجية لمصر، وأهدافها، وكيف تعاملت مع المشهد الإقليمى الذى يزداد اضطراباً بمرور الوقت، ومن ثم تقييم تلك السياسة الخارجية وهل يمكن أن نقول إنها طحين بلا ضجيج؟
أولاً، تقوم مرتكزات سياسة مصر الخارجية منذ ثورة يونيو 2013، وفى ظل انهيار مؤسسات الدولة المركزية فى كثير من الدول حولنا لصالح الولاءات الطائفية والإثنية، على دعم مؤسسات الدولة المركزية، ودعم الجيوش العربية، وعدم نسج علاقات مع جماعات وميليشيات مسلحة، للحفاظ على سلامة ووحدة أراضى الدول، ورفض التدخل العسكرى لحل الأزمات، وإعلاء النهج التعاونى والمفاوضات متعددة الأطراف.
وتشكلت المرتكزات المصرية نتيجة لعدة عوامل، منها ما مرت به مصر من ظروف داخلية منذ عام 2011 كانت تدفعها إلى السير فى ذات مصير كثير من دول المنطقة الآن، بفعل قوى داخلية وأخرى إقليمية كانت راعية لتلك الأجندة، العامل الآخر هو النظام القيمى وكيفية إدراك صانع القرار المصرى لطبيعة البيئة الإقليمية المعقدة والمتناقضة والتى تطلبت براعة وقدرة على التكيف مع شرق أوسط مضطرب ومعقد تتشكل فيه التحالفات وتنفك بشكل متسارع ومتناقض أحياناً، وذلك دون صدام، وسط بيئة إقليمية صراعية وتنافسية ومتعددة الأقطاب، وبيئة دولية تنعكس تنافساتها على الإقليم.
ومن ثم كان لا بد من رسم وتنفيذ سياسة خارجية تستهدف تحقيق المصلحة الوطنية المصرية بأبعادها الاقتصادية والأمنية والسياسية، وليس بمعزل عن ارتباط الأمن القومى المصرى بالأمن القومى العربى.
أى تحقيق التنمية والتعافى الاقتصادى وحماية المصالح المصرية ومواجهة تهديدات الأمن القومى المصرى وحل صراعات الإقليم، والتحرك ببراعة دون إخلال أو صدام، وسط نظام دولى تتنافس أقطابه التى تندفع نحو التعددية القطبية.
تشكلت أهداف السياسة المصرية لأنه كان ينبغى على صانع القرار المصرى ومؤسسات الدولة وأجهزتها المعنية أن تتعامل مع قضايا إقليمية ودولية توجد فى الجوار المباشر لمصر، تتسم بالاستدامة وتعدد الأطراف المنخرطة بها إقليمياً ودولياً، فهناك الحرب المستمرة فى غزة، والانتقال السياسى المتعثر فى ليبيا، والحرب الأهلية فى السودان، والحرب الأهلية فى سوريا، والعراق غير المستقر، والتوترات فى البحر الأحمر.
إن ما نشهده الآن يستهدف إعادة هندسة المنطقة وفقاً؛ ليس للمصالح الغربية فقط كما فى الماضى، بل وفقاً لمصالح القوى الإقليمية المتعددة والمتنافسة، حيث تشهد المنطقة أزمات متشابكة تتداخل فيها مصالح اللاعبين الإقليميين والدوليين.
وفى ظل هذا المشهد المضطرب نجحت مصر فى التحرك ببراعة دون تصريحات عدائية أو خطاب سياسى يؤطر للسيطرة الإقليمية وتحقيق المصالح على حساب الآخرين، فعملت الدولة المصرية على اختيار معاركها التى من خلالها توجّه رسائلها المباشرة والتى تجلت بها قوة الردع المصرية، دون استعراضات عسكرية تمثيلية دعائية معروفة النتائج مسبقاً كتلك التى تشهدها المنطقة.
فى حرب غزة كان الرئيس عبدالفتاح السيسى أول من تحدث علناً وبصراحة عن مخطط التهجير، ورفضه، ولفت أنظار العالم له وحشد ضده دولياً، حتى أصبح القادة العرب والغرب والمسئولون الدوليون يتحدثون عن رفض التهجير القسرى للفلسطينيين فى الوقت الذى أرادت فيه إسرائيل ومعها أعداء الدولة المصرية من الإخوان الحشد المضاد للضغط على مصر لإدخال اللاجئين الذين كانت تدفع بهم النيران الإسرائيلية عمداً نحو جنوب قطاع غزة ومن ثم رفح، وهو مخطط كان يستهدف إفراغ غزة من سكانها ثم تصفية القضية الفلسطينية.
عملت مصر أيضاً على تنظيم مؤتمر القاهرة الدولى للسلام فى بداية الحرب، وقامت بالوساطة فى مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، إلى جانب مفاوضات الصلح بين فتح وحماس؛ والتى هى ملف أصيل لا يمكن أن يتم إنجازه دون الدور المصرى.
وكنتيجة للحرب الدائرة فى غزة نشبت التوترات فى البحر الأحمر التى أثرت على حركة الملاحة الدولية فى قناة السويس، مما ضاعف من التحدى الاقتصادى داخلياً، ويثير التساؤل: هل توترات البحر الأحمر والتى لم ترد واشنطن أن توقفها للآن بكل قدراتها العسكرية؛ هل كانت جزءًا من الضغط على مصر الرافضة للنهج الإسرائيلى فى غزة ورفض التهجير القسرى.
وفى الملف الليبى وضع رئيس الجمهورية الخطوط الحمراء حينما قال «خط سرت - الجفرة خط أحمر لأمننا القومى»، لكن قبل إعلانه الحاسم عن الخط الأحمر، استضافت القاهرة عدة جولات من المحادثات بين الجيش الوطنى الليبى وحكومة الوفاق الوطنى، للتفاوض على وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسى للحرب.
كما دعمت مصر جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا لاستئناف الحوار الوطنى بين الأطراف المتنافسة، ودعمت وقف إطلاق النار الموقّع فى جنيف، وأرسلت القاهرة وفداً رفيع المستوى إلى طرابلس لإجراء محادثات مع حكومة الوفاق الوطنى.
وفى السودان يعمل النهج المصرى على الحفاظ على كيان دولة السودان.
كما استمرت مصر محافظةً على ثوابتها فيما يتعلق بسياسة الأحلاف الأجنبية ورفضها التام لها، فمثلما رفضت حلف بغداد فى الخمسينات، رفضت مصر فى عهد إدارة دونالد ترامب تأسيس ما يسمى «الناتو العربى»، ورفض استخدام القوة العسكرية كحل لصراعات الإقليم.
إن النهج المصرى فى السياسة الخارجية قائم على التفاوض والتسويات السلمية والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية وإعلاء القانون الدولى والحل السلمى للأزمات.
كما عملت مصر على دعم العراق لإعادة إدماجه فى محيطه العربى، فتأسس الحلف الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، والذى يدخل ضمن دائرة الشام، فضلاً عن تأسيس منتدى المتوسط مع قبرص واليونان، والمشاركة فى التجمعات الاقتصادية الدولية مثل «بريكس».
وفى لبنان كانت زيارة وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى، ليكون الوزير العربى الوحيد الذى زار لبنان فى خضم الأزمة المشتعلة حالياً لخفض التصعيد، ولسعى مصر للتعاون مع أعضاء مجموعة الدول الخمس لإنهاء الفراغ الرئاسى فى لبنان بسرعة والمساعدة فى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة.
أيضاً كانت زياراته الأولى إلى جيبوتى والصومال لتدشين خط الطيران المباشر بين الدول الثلاث، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين مصر والصومال، لإرسال رسائل مهمة فيما يخص التزام مصر بالحفاظ على سلامة أراضى الصومال ورفض أى تدخل فى شئونه الداخلية واتخاذ الخطوات نحو إعادة فتح السفارة المصرية فى مقديشيو بعد تجديدها، ووجود بنك مصر فى الصومال.
إن مصر التى تواجه التحديات الاقتصادية عبر دبلوماسية اقتصادية وتنويع الشراكات مع القوى الدولية، بعيداً عن الشركاء التقليديين، هى ذاتها التى تواجه التحديات الإقليمية المتصارعة لحماية مصالحها الوطنية ودرء التهديدات والحفاظ على ثوابت الأمن القومى العربى ومنها القضية الفلسطينية.
تختار مصر متى ترسل رسائلها عالية بوضوح، ومتى تتحرك هادئة، لكن نحو مصالحها وثوابتها، وما بين إعلان الخطوط الحمراء عالية والتحرك بهدوء تتحقق أهداف سياسة مصر الخارجية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكمة الحسم إنفاذ المساعدات السیاسة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
الراعي: عندما تفقد السياسة روح الخدمة تتحوّل إلى صراع المصالح
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الأول، في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطران الياس نصار، الخوري نافذ صعيب،الوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا ،آمين الديوان الخوري خليل عرب والأب هادي ضو.
وحضر القداس النائب السابق جوزيف اسحق، رئيس الرابطة المارونية في أستراليا جون شديد ونائبه دجو يونان، مختار الديمان ريمون البزعوني، مسؤول مكتب "القوات اللبنانية" في الديمان المحامي ماريو صعب، رئيس نادي الديمان الكاتب والصحافي أنطوان فرنسيس، مسؤول كاريتاس الجبة الدكتور ايليا ايليا، وحشد من أهالي الديمان مقيمين مغتربين.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان"دعا يسوع رسله الإثني عشر، وأرسلهم، وأعطاهم سلطانًا" (متى 10: 1). قال فيها : "بدأ الربّ يسوع حياته العلنيّة بعمر ثلاثين سنة. فاختار رسله الإثني عشر بأسمائهم للدلالة على محبّته لكلّ واحد منهم، ومن هذه المحبّة ولدت المحبّة فيما بينهم. وأرسلهم ليعلنوا اقتراب ملكوت الله، وليشهدوا لمحبّة المسيح، ويبنوا حضارة المحبّة. وأعطاهم سلطانًا لطرد الأرواح النجسة، ولشفاء الشعب من كلّ مرض وعلّة. إنّ دعوة الرسل وخلفائهم الأساقفة، ومعاونيهم الكهنة، هي من المسيح الذي يختار ويرسل ويعطي سلطانًا".
وأردف: "يطيب لي أن أرحّب بكم جميعًا للإحتفال معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، وبنوع خاص بأهالي بلدة الديمان الأعزّاء، الذين نكنّ لهم كلّ محبّة وتقدير، كما نرحبّ بالآتين من مختلف المناطق. فنقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة على نيّتكم، ولشفاء مرضاكم، وراحة نفوس موتاكم، ولحفظ الإيمان في قلوبكم ونموّه. الرسل وخلفاؤهم الأساقفة ومعاونوهم الكهنة، مرسلون من المسيح لمتابعة رسالته، على ما قال: "كما أرسلني أبي، أرسلكم أنا أيضًا" (يو 20: 21). فباسم يسوع يقومون برسالته الخلاصيّة. وأكّد لهم: "من يقبلكم يقبلني" (متى 10: 40). كما أنّ يسوع قبل رسالته من الآب لا من تلقاء نفسه (راجع يو 5: 19 و 30)، هكذا المرسل لا يستطيع شيئًا من دون المسيح مرسله الذي يأخذ منه مهمّة رسالته والسلطان لإتمامها. هؤلاء الرسل يسمّيهم بولس الرسول: "خدّام العهد الجديد" (2 كور 3: 6)، "وسفراء المسيح للمصالحة" (2 كور 5: 20)، و "خدّام الله" (2 كور 3: 6)، وخدّام المسيح ووكلاء أسرار الله" ( 1 كور 4: 1).
وقال: "بعد قيامة الربّ يسوع من الموت، وحلول الروح القدس على الرسل يوم العنصرة، أصبح جوهر رسالتهم أن يكونوا شهودًا لقيامة الربّ يسوع، لأنّها مصدر قيامتنا من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، ولأنّها غاية تبشيرنا بالمسيح، إذ لولا القيامة لكان تبشيرنا باطلًا. لقد أرسلهم الربّ ليكرزوا "باقتراب ملكوت السماوات"، وهو ملكوت المحبّة والرحمة، الظاهر في "طرد الأرواح النجسة، والشفاء من كلّ مرض وعلّة". هذا هو إنجيل الملكوت أي دخول الله في حياة البشر، والعيش معهم في شركة الرحمة والحبّ. هذا الإنجيل هو إيّاه يسوع المسيح الإله الذي صار إنسانًا وسكن بيننا. "ملكوت السماء" هو الكنيسة، سرّ الشركة، المؤلّفة من العنصر الإلهيّ والعنصر البشريّ. إنّ رسالة الكنيسة "إعلان ملكوت المسيح"، وتجسيده في أفعال المحبّة والرحمة والعدالة والسلام".
وتابع: "ما أحوجنا اليوم في وطننا لبنان إلى العودة إلى روح هذا الإنجيل. أرسل الربّ تلاميذه لا ليبسطوا نفوذًا بل ليقدّموا خدمة، لا ليجمعوا حولهم الجموع بل ليذهبوا نحو المهمّشين والجرحى والمتألّمين. الوطن رسالة، واللبنانيّ مرسل في وطنه، لا ليعتزل بل ليشارك، لا ليحتمي في خصوصيّته، بل ليبني مع الآخرين مستقبلًا مشتركًا. ولكن كم من المسؤولين نسوا أنّ المسؤوليّة رسالة خدمة وتضحية لا صفقةٌ. إنّ ما يضعف وطننا اليوم ليس الفقر فقط، ولا الأزمة الإقتصاديّة، بل انعدام الإحساس بالرسالة. عندما تفقد السياسة روح الخدمة تتحوّل إلى صراع المصالح. وعندما ينكمش المواطن في قلقه، وييأس من قدرة التغيير، تتوقّف الرسالة. جميعنا مدعوّون اليوم إلى استعادة معنى "الإرسال" الوطنيّ: أن نخرج من منطق الراحة إلى مجال المبادرة. أن نلتقي الآخر، لا أن نحاربه. أن نخدم بعضنا بعضًا، لا أن نستغلّ بعضنا بعضًا. أن نعود إلى القيم التي بُني عليها لبنان أي المحبّة، الكرامة، العيش المشترك، الإنفتاح، الإبداع. لبنان لا يقوم إلّا إذا حمل أبناؤه مسؤوليّاتهم بروح رساليّة. لبنان يتطلّب أن نكون رسلًا في السياسة، في الإقتصاد، في التربية، في القضاء، في كلّ مجال يخدم الخير العام. أن يحمل كلّ صاحب سلطة رسالته كأمانة لا كإمتياز. أن يرى كلّ مواطن في وطنه رسالة يجب أن تصان، لا غنيمة تقتسم".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، ملتمسين من الله، بشفاعة سيّدة قنّوبين، أن يبعث فينا روح الرسالة، ويفتح عيوننا على حاجات إخوتنا، ويفتح آذاننا لسماع أنين الناس، ويفتح أيدينا للعطاء، وقلوبنا للمصالحة والبذل والمحبّة. له المجد والتسبيح والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".
وبعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الإلهية يتقدمهم النائب إسحق ورئيس الرابطة شديد ونائبه يونان اللذين وضعا غبطته في اجواء الزيارة التي يقومون بها لدعم الجيش اللبناني وابناء الشهداء وأكدا للبطريرك ضرورة انتخاب المغتربين في الدوائر اللبنانية الخمسة عشر ليكونوا ضمن المكون الأساسي السياسي في لبنان
ثم ألقى الخوري عرب كلمة باسم رعية الديمان طالبا بركة غبطته لابناء الرعية معربا عن عمق الروابط الروحية بين الأهالي وسيد الصرح سائلا الرب أن يعود غبطته بالصحة والسلامة، وقال: "يطيب لنا يا أبانا وراعينا صاحب الغبطة والنيافة أن تلتقي بكم في هذا الصرح الكبير، نحن أبناءك رعية مار يوحنا مارون - الديمان - علية قنوبين - كهنة ومؤمنين، محافظين على هذه العادة التي تحمل في طياتها دلالات كبيرة، وقد باتت تقليدا سنويًا نفتخر ولنسر به ، متمنين لغبطتكم اقامة سعيدة، وللجميع صيفا واعدا وهاننا في ربوع الوادي المقدس، يحمل معه كل الخير والسلام . فباسمي وباسم أخي العزيز وشريكي في الخدمة الرعوية الخوري نافذ صعيب، ولجنة الوقف، والمختار والنادي وسائر الفعاليات والعائلات الديمانية، ولا سيما القادمين منهم من بلدان الانتشار في اوستراليا، وكندا، والحاملين الديمان والوطن في قلوبهم على الدوام أعبر لكم، وغبطتكم الأب والرأس، وهذا ما تعنيه كلمة بطريرك، عن محبتنا لكنيستنا المارونية الأم، ولائتمائنا اليها، ولبطريركها وراعيها السابع والسبعين الذي أعطي له مجد لبنان. ورب قائل، والتاريخ يعلمنا، وهو خير شاهد، إنه عندما تكون البطريركية المارونية بخير، يكون وطنا وجميعنا بخير ؛ واليوم يفيض الخير وتفيض النعم بلقاء أبناء الرعية براعيهم ورأس كنيستهم، وهذا هو لسان حال أبناء الديمان الذين، وان تهللوا بقدومكم ورحبوا ، فإنَّما يُرحبون بسيد الدار، صاحب القلب الكبير الذي يضم الجميع ويتسع لكل أبنائه، وهم عازمون أن يؤكدوا مجددًا على عمق الروابط والعلاقات التاريخية والروحية التي تجمع الديمان بمقام السيد البطريرك، والبطريركية المارونية، وقد توطدت هذه العلاقة أكثر فأكثر تحت عنوان الشركة والمحبة، شعار خدمتكم البطريركية . اننا نلتمس في هذه المناسبة بركتكم الأبوية، مصغين الى توجيهاتكم الحكيمة من ينابيع الإنجيل المقدس، ونسأل الرب يسوع أن يعضدكم بيمينه القديرة، بشفاعة السيدة العذراء ، سيدة قلوبين التي آليتكم على - أنفسكم أن تصلوا مسبحتها مع الآلاف يوميًا، دون توقف، ومار مارون، ومار يوحنا مارون، لتبقوا العين الأبوية الساهرة على القطيع الصغير بمصابيح مضاءة، وعلى رعية الديمان رعيتكم، التي لها خصوصيتها التاريخية والجغرافية والروحية، والمنتمية إلى أبرشيتكم، أعني الأبرشية البطريركية. وهي رعية متجذرة في هذه الأرض المقدسة، تحافظ على إيمانها، وإيمان أجدادها، وتمتد بأغصانها الى بلدان الإنتشار، وتفتخر بأبنائها هناك يحققون نجاحات باهرة في شتى الميادين، ويشهدون لإيمانهم شهادة حية. ولسنين عديدة يا سيدنا ، نلتقي فيها بغبطتكم في هذا الصرح الكبير ، وان الرب لسميع مجيب".
مواضيع ذات صلة ماكرون: لا نريد لغرينلاند أن تتحوّل إلى ساحة صراع مع الولايات المتحدة Lebanon 24 ماكرون: لا نريد لغرينلاند أن تتحوّل إلى ساحة صراع مع الولايات المتحدة 06/07/2025 12:09:05 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24 ممثل الراعي بعيد المؤسس: لوضع خطة استراتيجية مستوحاة من روح القديس دي لاسال Lebanon 24 ممثل الراعي بعيد المؤسس: لوضع خطة استراتيجية مستوحاة من روح القديس دي لاسال
06/07/2025 12:09:05 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد عام ونصف على وفاة والدها.. فنانة شهيرة تفقد والدتها بعد صراع طويل مع المرض (صور) Lebanon 24 بعد عام ونصف على وفاة والدها.. فنانة شهيرة تفقد والدتها بعد صراع طويل مع المرض (صور)
06/07/2025 12:09:05 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الكرملين: المفاوضات مع أوكرانيا يجب أن تركز على إزالة الأسباب الجذرية للصراع وضمان مصالح روسيا Lebanon 24 الكرملين: المفاوضات مع أوكرانيا يجب أن تركز على إزالة الأسباب الجذرية للصراع وضمان مصالح روسيا
06/07/2025 12:09:05 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
مخاوف من ضربات إسرائيليّة جديدة... حقيقة أم مُبالغة؟
Lebanon 24 مخاوف من ضربات إسرائيليّة جديدة... حقيقة أم مُبالغة؟
05:00 | 2025-07-06 06/07/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس الهيئة التنفيذية في "أمل": نرفض ربط الإعمار بالتزامات تتعارض مع الثوابت الوطنية
Lebanon 24 رئيس الهيئة التنفيذية في "أمل": نرفض ربط الإعمار بالتزامات تتعارض مع الثوابت الوطنية
04:56 | 2025-07-06 06/07/2025 04:56:00 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيف سارق محترف في الضاحية الجنوبية.. هذه صورته
Lebanon 24 توقيف سارق محترف في الضاحية الجنوبية.. هذه صورته
04:50 | 2025-07-06 06/07/2025 04:50:22 Lebanon 24 Lebanon 24 عبدالله: نثني على خطوة وزير الصحة تغطية كلفة زرع الكلى للأطفال
Lebanon 24 عبدالله: نثني على خطوة وزير الصحة تغطية كلفة زرع الكلى للأطفال
04:44 | 2025-07-06 06/07/2025 04:44:15 Lebanon 24 Lebanon 24 لجنة كفرحزير البيئية: لن نسمح باستمرار الجرائم البيئية بحق أهل الكورة
Lebanon 24 لجنة كفرحزير البيئية: لن نسمح باستمرار الجرائم البيئية بحق أهل الكورة
04:40 | 2025-07-06 06/07/2025 04:40:49 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين!
Lebanon 24 مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين!
00:09 | 2025-07-06 06/07/2025 12:09:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟
Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟
10:30 | 2025-07-05 05/07/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وثيقة تكشف.. "بطاريات مفخخة" تدخل لبنان وتحذير عاجل!
Lebanon 24 وثيقة تكشف.. "بطاريات مفخخة" تدخل لبنان وتحذير عاجل!
05:09 | 2025-07-05 05/07/2025 05:09:03 Lebanon 24 Lebanon 24 الرحلة الأولى من مرفأ جونية في 23 تموز وحجز التذاكر بدءًا من الأسبوع المقبل
Lebanon 24 الرحلة الأولى من مرفأ جونية في 23 تموز وحجز التذاكر بدءًا من الأسبوع المقبل
23:21 | 2025-07-05 05/07/2025 11:21:58 Lebanon 24 Lebanon 24 من سوريا.. قرار جديد بشأن لبنان (صور)
Lebanon 24 من سوريا.. قرار جديد بشأن لبنان (صور)
15:11 | 2025-07-05 05/07/2025 03:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
05:00 | 2025-07-06 مخاوف من ضربات إسرائيليّة جديدة... حقيقة أم مُبالغة؟ 04:56 | 2025-07-06 رئيس الهيئة التنفيذية في "أمل": نرفض ربط الإعمار بالتزامات تتعارض مع الثوابت الوطنية 04:50 | 2025-07-06 توقيف سارق محترف في الضاحية الجنوبية.. هذه صورته 04:44 | 2025-07-06 عبدالله: نثني على خطوة وزير الصحة تغطية كلفة زرع الكلى للأطفال 04:40 | 2025-07-06 لجنة كفرحزير البيئية: لن نسمح باستمرار الجرائم البيئية بحق أهل الكورة 04:33 | 2025-07-06 توقف معمل جون عن انتاج الطاقة.. ما السبب؟ فيديو فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو)
Lebanon 24 فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو)
04:00 | 2025-07-04 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو)
Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو)
10:11 | 2025-07-03 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو)
Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو)
03:28 | 2025-07-03 06/07/2025 12:09:05 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24