التعافي بالكتب مقابل أدوية الطب النفسي
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
ورثت عن والدتي كل الصفات الحميدة والقلق، لذلك أبدو هادئةً من الخارج لكني من الداخل أحترق، لم أسمح له أن يتغلب عليه لذلك اتحكم به بكل طريقة إكتشفتها وعرفت أنها تساعدني للتغلب عليه، حتى ظننت أني سيطرت وأصبحت المتحكمة بنفسي، لكن رياح الحياة لم تكن بهواً شراع سفينتي، حين قيلت لي كلمة أشعرتني بالذنب، حينها بدأ تنخر فكرة أني سبب في ذلك برأسي وقلبي، وجاء دور القلق الذي وجد ضالته مني، -ولأني أهرب من مواجهة كل ما يزعجني، واسترسل بالتفكير والأفكار، تذكرت راسكولنيكوف بطل رواية “الجريمة والعقاب” لدوستويفسكي، الذي يمثل القلق برمّته، ثم احتلت بطلة قصة “نعاس” لهاروكي موراكامي مكانها في رأسي، حتى صرت أبحث عن الكتب والروايات التي تحدثت عن الجانب النفسي للفرد والسايكولوجي للإنسان.
فرغم أهمية الذهاب للطبيب النفسي في حال الحاجة إليه، -رغم أني لا أؤمن بذلك-، إلا أن الأطباء النفسيون ظهروا كشخصيات في مجموعة واسعة من الروايات، من روايات الجريمة المثيرة إلى الخيال الأدبي. وفي حين أن بعض الصور إيجابية، فإن صورًا أخرى تُظهر الأطباء النفسيين على أنهم غير أكفاء أو أشرار، كرواية “صمت الحملان” لتوماس هاريس، الذي ظهر فيها الدكتور ليكتر رجلاً مهذباً وواسع الاطلاع لكنه مع ذلك، قاتل متسلسل وآكل لحوم البشر، في المقابل تتحدث رواية “الجرس الزجاجي” لسيلفيا بلاث، التي تحكي عن معاناة البطلة إستر جرينوود الرائعة، ومعاناتها مع عدد من الأطباء النفسيين الذين لم تجد منهم عونًا فيما وصفوا لها العلاج بالصدمات، وادخالها لمصحة نفسية بعد محاولة انتحار خطيرة، لكن مع ذلك كان الدكتور نولان الطبيب الحنون والعطوف، الذي ساعدها على التعافي، وهذا ماحدث معي تمامًا حين مررت بتجربة لم يفهمها طبيب نفسي كنت أشرح له ما أشعر به حتى وصلت للطبيبة “أمجاد باوزير” التي من جلسة واحدة فقط جعلتني أتغير واتخذ قراري فيما كنت أمر به.
ومع كل ذلك فإن هناك أطباء نفسيون قاموا بتأليف الكتب بناء على جانبهم الإنساني الذي ساعد في إخراجها بصورة ساعدت على كل من قرأها على الشعور بالرضا، فكتاب “الإنسان والبحث عن المعنى” لفيكتور فرانكل والذي أُصنَّفه أفضل ما قرأت خلال الأعوام الماضية، وأوصي به كثيرًا، حتى في مقالاتي، فإنه جاء عن طريق طبيب عاش ما يعانيه المرضى خصوصاً أنه كان في فترة الحرب، بالإضافة إلى كتاب “الرجل الذي حسب زوجته قبعة” بقلم أوليفر ساكس عالم الأعصاب الذي وصف فيه التاريخ المرضي لبعض حالات مرضاه، وخصوصًا حالة أحد مرضاه.
وفي كل الحالات، دائمًا تنجح الكتب في مساعدتنا على كل مايشعرنا بالسوء، أو نحتاج فيها للتغلب على أمر، لأننا نجد فيها ما نبحث عنه، حتى لو كان طبيبًا نفسيًا يتحدث إلينا من خلال الورق.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مركز الراهدة يضبط كمية أدوية ومنشطات وسجائر محملة على ظهور الحمير
وأوضح مدير المركز محمد رشاد الجبري أن الكمية المضبوطة شملت عدد 150 فيالة أدوية و997 شريط منشطات، وعشرة كراتين سجائر، كانت مهربة على ظهور الحمير في خط تهريب عبدان.
وأشاد بتعاون وحدة مكافحة التهريب والأجهزة العسكرية مع الضابطة الجمركية بالمركز في مكافحة التهريب، خصوصًا مع تنوع أساليب التهريب.
بدوره أشار نائب مدير المركز لشؤون الضابطة الجمركية فهد المؤذن، إلى أن مركز الراهدة الجمركي يقع ضمن منطقة جغرافية ذات تضاريس قاسية تتخللها طرق تهريب مختلفة ومتنوعة وخطوط تهريب نشطة.
وأكدا أن المركز لن يتهاون في تأدية مهامه في ضبط مختلف السلع المهربة والممنوعة.