استبيان: الهجرة رغبة الشباب العربي ولو دون وثائق
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تعدّ الهجرة ظاهرة شائعة ومعقدة، وممارسة يومية في النطاق العالمي، وقضية كبرى مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عقود.
ولهذه الظاهرة دوافع وأسباب عديدة، منها الهروب من مناطق الخطر إلى مواطن الأمن، أو الانتقال من شظف العيش إلى رغد الحياة، أو الفرار من كتمان الصوت إلى حرية التعبير، فضلا عن الهجرة سعيا في طلب العلم أو الجنسية أو فرصة العمل أو غيرها من الأسباب التي تدفع المرء لترك منازل الأهل ومرابع الصبا.
وكشفت استطلاع أجراه الباروميتر العربي في دورته الثامنة على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة بين 2023 و2024، ونشر يوم 20 أغسطس/آب الجاري، عن ارتفاع كبير في نسب الراغبين في مغادرة بلدانهم سعيا وراء ظروف حياة أفضل في أماكن أخرى.
وتباين معدل الرغبة في الهجرة بناء على ظروف كل دولة وإمكانية الهجرة منها.
فقد أظهر الاستبيان رغبة كبيرة لدى التونسيين في مغادرة بلادهم، إذ بلغت نسبة من يفكرون منهم بالهجرة 46% من المستطلعة آراؤهم، يليهم الأردن بنسبة 42%، ثم لبنان 38%. بينما كان الكويتيون أقل من يفكر بالهجرة من المستطلعة آراؤهم بنسبة 10%.
ورصد الاستبيان أن الشباب -خاصة الحاصلين على التعليم الجامعي- هم الأكثر إقبالا على الهجرة، وهو ما يبدو نتيجة طبيعية إذ هم في مرحلة التكوين والبحث عن فرص في الحياة. ففي المغرب مثلا، فكر 55% من الشباب (18-29 عاما) بالهجرة، بينما لم يفكر فيها إلا 24% ممن هم فوق الثلاثين من العمر.
وعن الطموحات والآمال المبنية على الهجرة، أظهر الاستفتاء أن الأفضل تعليما كانوا أكثر تفاؤلا بأن الهجرة سوف تمنحهم فرص عمل وحياة أفضل، لذلك كانت نسبتهم أكثر، مقارنة بالحاصلين على التعليم الثانوي فقط أو ما دونه.
وبالرغم من أن دخل الأسرة ليس من العوامل الأساسية في الهجرة عند المستطلعة آراؤهم، فإن الآراء حول اقتصاد البلاد لعبت دورا أساسيا في التفكير بها. لذلك نرى أن غالب الراضين عن اقتصاد بلادهم لا يفكرون بهجرتها.
وليس غريبا أن تتصدر الدوافع الاقتصادية عند الراغبين في الهجرة في أغلب الدول التي شملها الاستطلاع، خاصة في الأردن وتونس (نحو 9 من كل 10)، حيث ذكرت الأغلبية الكاسحة من المستطلعة آراؤهم أن من أهم الأسباب التي تدفعهم إلى ترك بلادهم الأسباب الاقتصادية، وكذلك كانت الحال في لبنان وموريتانيا، حيث يذكر نحو 7 من كل 10 أشخاص فيها الدافع نفسه.
بلدان المهجر المفضلةويختلف الراغبون بالهجرة في الوجهة المنشودة بوجه عام، لكن أميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) تصدرت القائمة، فكانت الخيار المفضل لأكثر الراغبين في الهجرة، تليها دول غرب أوروبا والخليج.
ففي موريتانيا مثلا، يفضل نحو 85% الهجرة إلى الولايات المتحدة أو كندا، وهو ما يفضله أيضا 47% من الكويتيين، و59% من الأردنيين، و49% من المغربيين، و53% من اللبنانيين، 26% من الفلسطينيين، و23% من التونسيين.
وجاء اختلاف التفضيلات بسبب عوامل منها اللغة والثقافة، كما أن الناس يميلون إلى اختيار وجهة هجرة توجد فيها تجمعات وجاليات كبيرة من أقرانهم.
نظامية الهجرةولم يرَ كثير من المستطلعة آراؤهم مشكلة في الحصول على الأوراق والإجراءات اللازمة للهجرة، فقد أعربت نسبة كبيرة من الراغبين في الهجرة عن الاستعداد للسفر حتى لو كان ذلك من دون أوراق رسمية.
ويجدر بالذكر هنا أن نسبة الراغبين في الهجرة من موريتانيا من دون الأوراق القانونية تضاعفت مقارنة باستطلاع الباروميتر العربي عام 2022، وتشير هذه الزيادة إلى المعاناة التي يشهدها الموريتانيون في بلدهم، والصعوبات التي يصادفونها عند استخراج الأوراق اللازمة للهجرة القانونية.
ويبدو أن للوعي ومستوى التعليم أثرا في التفكير بالهجرة غير النظامية، إذ كشف الباروميتر أن الحاصلين على التعليم الثانوي أو ما دونه أقل يميلون إلى التفكير في الهجرة دون توفر الأوراق الرسمية، أكثر من أقرانهم الحاصلين على الشهادة الجامعية.
وعند سؤالهم عن أسباب اختيار الهجرة غير النظامية رغم المخاطر المحتملة فيها، كانت حجتهم هي عدم توفر النفقات اللازمة للهجرة بأوراق نظامية. وكان المغرب على رأس قائمة بلدان من يرون أنهم غير قادرين على تأمين مصاريف الهجرة النظامية، تليه موريتانيا ثم تونس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات صحافة البيانات من المستطلعة آراؤهم الراغبین فی الهجرة
إقرأ أيضاً:
أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. عملاقة الطاقة التي تقود 5 دول نحو المستقبل
في إطار التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الطاقة في الوطن العربي، تبرز أكبر 10 محطات كهرباء في المنطقة كأيقونات بارزة تعكس الطموحات التنموية المتسارعة والجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية الطاقية. تتميز هذه المحطات بقدرات إنتاجية هائلة تلبي الطلب المتزايد على الكهرباء، وتعكس توجه الدول العربية للاعتماد على مصادر متنوعة تشمل الغاز الطبيعي، النفط، الطاقة النووية، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة لتحلية المياه المرتبطة بمحطات الإنتاج.
وبحسب منصة “الطاقة”، شهد العقدان الماضيان زيادة كبيرة في المشروعات الضخمة لإنتاج الكهرباء في العالم العربي، سواء من خلال محطات تعمل بالطاقة التقليدية أو محطات تعتمد على مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يعكس رؤية الدول العربية لتوسيع مصادر الطاقة ورفع كفاءتها، كما تمثل هذه المحطات مؤشراً واضحاً على حجم الاستثمارات الضخمة الموجهة لتأمين إمدادات مستدامة من الطاقة والمياه، بما يدعم أهداف التحول الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.
وبحسب المنصة، من بين أبرز هذه المحطات، تأتي محطة جبل علي في دبي، التي تعد أكبر محطة لإنتاج الكهرباء بالغاز الطبيعي في موقع واحد بقدرة إنتاجية تصل إلى 9.547 غيغاواط، إلى جانب كونها أكبر منشأة لتحلية المياه في العالم بطاقة 490 مليون غالون يومياً، ودخلت موسوعة غينيس كأكبر منشأة غازية لإنتاج الكهرباء في موقع واحد، كما تحتل محطة الزور الجنوبية في الكويت مكانة هامة بإنتاجية تصل إلى 5,870 ميغاواط للكهرباء و148 مليون غالون من المياه يومياً.
ووفق المنصة، أما محطة براكة للطاقة النووية في أبوظبي، فهي الأولى من نوعها في العالم العربي بطاقة إنتاجية 5.6 غيغاواط تغطي نحو 25% من احتياجات الإمارات، مع مساهمة كبيرة في تقليل الانبعاثات الكربونية بما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة سنوياً. وفي السعودية، تمثل محطة الشعيبة للكهرباء مشروعاً عملاقاً بطاقة 5,600 ميغاواط وتحلية المياه، ضمن إستراتيجية لمواجهة ندرة المياه.
وبحسب المصة، تبرز محطات الصبية في الكويت، ومحطات العاصمة الإدارية الجديدة والبرلس وبني سويف في مصر، ومحطة بسماية الغازية في العراق، كلها بمستويات إنتاجية كبيرة وتقنيات متطورة، تدعم أمن الطاقة والتنمية المستدامة، كما يشكل مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في الإمارات أكبر مجمع للطاقة الشمسية عالمياً بقدرة 5 غيغاواط ويهدف لخفض الانبعاثات الكربونية.
وتعكس هذه المحطات الكبرى في الوطن العربي الابتكار والإصرار في مواجهة التحديات البيئية والتنموية، وتسهم بشكل محوري في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة، وبفضل هذه الإنجازات، تقترب الدول العربية من تحقيق رؤاها الطموحة في مجال الطاقة، وتعزيز موقعها الريادي على الخريطة العالمية للطاقة.