دور المرأة في بناء الوعي: ضرورة مجتمعية
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
لاشك أن للمرأة المصرية دورا متناميا في ظل التحديات التي تحيط بالمجتمع، خاصة ما يتعلق منها بالأجيال القادمة ومدى قدرتها على التواصل والتفاعل بشكل إيجابي، وهو الأمر الذي يدعو للبحث عن آليات هذا الدور ووسائل تفعيله في ضوء الرؤية الحضارية التي يتم طرحها من قبل القيادة السياسية المصرية.
وفي ظل التوجهات الجديدة التي أولتها الدولة المصرية لبلورة دور فاعل للمرأة المصرية في كافة مناحي الحياة، فقد برزت مسألة البحث عن تفعيل مسألة الوعى، وكيفية إسهام المرأة المصرية في هذا الجانب من خلال استراتيجيات تنموية تفاعلية تبدأ بالدور الطبيعي للمرأة داخل نطاق الأسرة والتي تعد المؤسسة الأولى للتنشئة الإجتماعية، حيث يتلقى المرء خلالها الركائز الأساسية للتعليم والتثقيف، وكذلك أنماط الحياة المختلفة، وهو الدور الذي يتيح للطفل والنشء أن يتلقى دروسه المجتمعية الأولى عبر الأم وهو ما يؤكد أهمية دور المرأة في بناء الوعي داخل منظومة الأسر المصرية.
وتماشيا مع تنامي دور المرأة وفي ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر خاصة في بيئة التكنولوجيا الرقمية والتي جعلت الأجيال الناشئة أسيرة لتلك التطبيقات التقنية، برزت الحاجة ماسة إلى مضاعفة جهد المرأة في استيعاب تلك التطورات التقنية من جانب، والبحث عن آليات جديدة للتعاطي مع آثارها السلبية سواء على المرأة نفسها، أو على الأجيال الجديدة، خاصة أن تلك الآثار السلبية قد تؤدي لمشكلات مجتمعية خطيرة إذا ما ربطنا تلك التقنيات بالجانب الإجرامي، ورغبة الأجيال الجديدة في إثبات قدراتهم التكنولوجية من خلال الشائعات الإلكترونية، وجرائم السب والقذف والتشهير عبر الشبكات الإجتماعية، إلى جانب بعض الجرائم التي ترتبط بمسألة الوعى مثل تجنيد الأطفال في منظمات غير أخلاقية أو محاولة اقناعهم بأفكار قد تخالف طبيعة القيم المجتمعية الخاصة بالبيئة المصرية والعربية، وكلها أمور تشير إلى مسألة البحث عن صيغ جديدة لمزيد من التوعية للأجيال الناشئة من جانب المرأة المصرية.
وبالإنتقال الى الأدوار المختلفة للمرأة المصرية عبر كافة مجالات العمل، نجد أن دخول المرأة في كافة القطاعات الحيوية للدولة إنما يتطلب مزيدا من العمل نحو منح المرأة خبرات تنفيذية في كافة تلك المجالات، إلى جانب البحث عن المسائل الخاصة بالتمكين الثقافي للمرأة وهو أمر لا يقل أهمية حيث يتطلب الأمر تدشين ثقافة تتعلق بدور المرأة وأهميته في بناء المجتمع ككل.
جملة القول: إن المرأة المصرية قد خطت خطوات واسعة إلى الأمام في ظل قيادة سياسية دافعة لتمكين المرأة، مع أهمية بلورة دورها الفاعل في بناء منظومة الوعي والذي يبدأ كما أشرنا من الأسرة الصغيرة وصولا لعموم الدولة، لتكون للمرأة دور فاعل وايجابي في ظل تغيرات ثقافية ومجتمعية أثرت على الأجيال الناشئة وهو الأمر الذي يؤكد إيجابية الدور التربوي والتثقيفي والتعليمي والمجتمعي للمرأة المصرية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات المرأة المصرية القيادة السياسية المصرية دور المرأة في بناء الوعي للمرأة المصریة دور المرأة المرأة فی فی بناء
إقرأ أيضاً:
المستشارة أمل عمار تشارك في احتفالية أجندة بيكين +30 وتؤكد التزام مصر بتمكين المرأة
شاركت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة مساء اليوم في احتفالية "أجندة بيكين +30: تكريم القيادات النسائية المصرية الملهمة" ، والتى نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، و ذلك بحضور الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي و الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي و الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية و السفيرة ميرفت تلاوي وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية السابقة، والدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة و الدكتورة غادة والي وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيسة المجلس القومي للمرأة والدكتورة سوزان القليني و الدكتورة أماني عصفور والسيدة نيفين جامع عضوات المجلس القومي للمرأة، و الأستاذة مروة علم الدين ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة و الأستاذة إيلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة، كذلك حضور عدد من الوزيرات السابقات والقاضيات والسفراء وممثلي الأمم المتحدة والشخصيات النسائية البارزة، وقيادات المجلس.
وفي كلمتها الافتتاحية أعربت المستشارة أمل عمار على سعادتها بالمشاركة في هذا المحفل الهام ، الذي يجمع نخبة من القيادات النسائية والرموز الوطنية والدولية، احتفاءً بإرث استمر ثلاثة عقود منذ إطلاق إعلان ومنهاج عمل بيكين؛ تلك الوثيقة التي شكّلت علامة فارقة في مسار إدماج المرأة عالميًا، وأسست لمرحلة جديدة من الوعي والالتزام الدولي تجاه حقوق النساء وتمكينهن.
وأضافت المستشارة أمل عمار أن بيكين قد قدمت رؤية شاملة ارتكزت على أعمدة راسخة: التمكين السياسي، والمشاركة الاقتصادية، ومناهضة العنف، وضمان الحقوق، والارتقاء بالتعليم والصحة.
ولم تكن هذه المحاور مجرد بنود نظرية، بل كانت — وما زالت — إطارًا عمليًا تبنتْه الدول لتعزيز مشاركة المرأة وجعلها شريكًا كاملًا في التنمية.
وأضافت أنه في أكتوبر الماضي، شاركنا في الاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على هذه الوثيقة التاريخية.
وقد كان ذلك الاحتفال فرصة لإعادة قراءة الإنجازات، وتقييم التحديات، وتحديد مسار السنوات المقبلة بوضوح ومسؤولية.
وقد اتفقت جميع الدول المشاركة على حقيقة أساسية: أن تمكين المرأة ليس خيارًا تنمويًا، بل ضرورة وطنية لضمان التقدم والاستقرار والازدهار.
وفي هذا السياق، تؤكد مصر من القاهرة التزامها الكامل بمضامين إعلان بيكين، ليس بوصفها توصيات دولية، بل باعتبارها جزءًا من رؤية الدولة المصرية للتنمية الشاملة.
وقد حرصت الدولة، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على إرساء منظومة قوية تكفل للمرأة مقومات المشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية توجت بإطلاق سيادته للاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ٢٠٣٠.
و أشارت المستشارة أمل عمار أنه يتم الاحتفاء هذا العام بمرور خمسة وعشرين عامًا على تأسيس المجلس القومي للمرأة، الذي يمثل الآلية الوطنية المعنية بالنهوض بأوضاع المرأة وتمكينها.
وقد تتابعت على رئاسته قيادات وطنية مخلصة، كان لكل منهن بصمته التي اثرت في تعزيز حقوق المرأة و تمكينها في مراحل فارقة في تاريخ الوطن — فكل الاحترام والتقدير — للسفيرة ميرفت تلاوي، والدكتورة مايا مرسي، والحاضرة في وجداننا الدكتورة فرخندة حسن رحمها الله ، وهي جهود امتدت علي مدار ٢٥ عاما حققت خطوات وطنية هامة... من مشاركة واسعة للمرأة في مواقع القيادة في كافة الوزارات، حضور قوي في السلك القضائي، تمثيل متزايد في المجالس المنتخبة، وتوسع ملحوظ في مجال ريادة الأعمال والمشاركة الاقتصادية..لتعيش المرأة المصرية عصرها الذهبي في الجمهورية الجديدة.
وأكدت المستشارة أمل عمار أن اجتماع اليوم ليس احتفالًا بالماضي فحسب، بل هو تأكيد لعزمٍ مشترك على مواصلة العمل خلال المرحلة المقبلة، بروح أكثر قوة وبتعاون أوثق بين الحكومة والمؤسسات الوطنية والدولية و المجتمع المدني و القطاع الخاص.
كما أشارت المستشارة أمل عمار إلى أن الاستثمار في قدرات المرأة هو استثمار مباشر في قوة المجتمع والدولة، وأن تمكينها على المستويات كافة يمثل محورًا رئيسيًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت مؤكدة أن فعالية اليوم تحمل رسالة واضحة لكل فتاة وامرأة: إن مصر تفتح أبواب المستقبل بثقة، وترحب بطاقاتكن وقدراتكن، وتمنحكن المساحة التي تستحقونها لصناعة أثر حقيقي في المجتمع.
وفي ختام كلمتها توجهت رئيسة المجلس بخالص الشكر لهيئة الامم المتحدة للمرأة لهذا التنظيم و الشراكة الناجحة كما تقدمت بجزيل الشكر لكافة الحاضرين — قياداتٍ، و خبراء و شركاء للتنمية ونساء مصر المضيئات في التاريخ المصري- على دعمهم لهذه المسيرة، وعلى حضورهم الذي يثري هذا الحدث ويعكس إيمانهم بقضية تمكين المرأة.
وخلال الفعالية تم تكريم المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة لجهودها البارزة والمؤثرة في دعم النساء في مصر.
كما تم تكريم عدد من القيادات النسائية المصرية الملهمة.
هذا وأقيم على هامش الفعاليات معرضا لمرور ٣٠ عاما على اتفاقية بكين في مصر يصور جهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والجهات الشريكة لدعم النساء في كل مكان في مصر.