صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-28@16:43:43 GMT

كارثة خور أربعات وفرص الحلول

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

كارثة خور أربعات وفرص الحلول

كارثة خور أربعات وفرص الحلول

* د. الفاتح يس

شهدت ولاية البحر الأحمر أمطاراً وسيول؛ أدت إلى امتلاء كامل لسد أربعات، الواقع على بُعد 20 كلم شمال مدينة بورتسودان، والذي يُغذي المدينة بمياه الشرب.

وعلى حسب ما ورد من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أدى ذلك إلى إغراق بعض المناطق المحيطة بالسد مما دفع بعض السكان للهروب نحو الجبال للنجاة.

هنالك أنباء غير مؤكدة تفيد بانهيار السد. لا بأس من المرور سريعاً على الأسباب الفنية التي تؤدي إلى انهيار السدود.

سد أربعات تم إنشاؤه بداية هذه الألفية لتخزين مياه الأمطار والسيول، وليس لغرض التوليد الكهربائي؛ وشئ طبيعي بأن تحتوي مياهه على الإطماء التي تنجرف مع السيول العالية؛ هذه الإطماء تترسب في داخل السد وتتراكم في حالة عدم فتح البوابات، وفي حالة عدم النظافة الميكانيكية والصيانة الدورية بعد موسم كل خريف.

أيضاً تحتاج الردمية التي حول السد إلى ردم وترميم وسد الشقوق والفراغات وتغطيتها بعد نهاية كل موسم خريف.

النشاط الاجتماعي لسكان المنطقة حول السد له دور كبير في المحافظة أو التأثير السلبي على السد، فحفر آبار التعدين لها دور سلبي إلى حد ما يؤثر على تربة والردميات التي حول السد.

التصميم الهندسي الذي يراعي طبيعة وتربة وتضاريس منطقة السد وما حولها له دور أيضاً في حماية السد والمحافظة عليه أو العكس.

ولاية البحر الأحمر وولاية نهر النيل والولاية الشمالية شهدت أمطار غزيرة هذا العام أدت إلى سيول؛ وهذا يحتم عمل بعض التغيرات في البنية التحتية لهذه الولايات، ومن هذا المبدأ (تحويل النقمة إلى نعمة)؛ يمكن الاستفادة من هذه المياه خاصةً في ولاية البحر الأحمر بعمل صيانة وتوسعة في سد أربعات لتخزين كميات أكبر من المياه؛ بجانب التأكد من كافة إجراءات السلامة في مجاري وممرات وجسم وحول السد والقرى التي حوله؛ ليِستفاد من هذه المياه في الشرب والاستخدام الآدمي، وبديهي أي سد تخزين للمياه؛ يحتاج إلى محطة لمعالجة هذه المياه عبر أحواض الترسيب والفلاتر والتعقيم بالكلور أو غيره.

بالتأكيد قيام مشروع حصاد المياه لتخزين ومعالجة لمياه خور أربعات مشروع كبير؛ صعب على ولاية البحر الأحمر لوحدها، ويحتاج إلى شغل اتحادي وإلى تمويل وإلى شركات فنية مختصة ذات سمعة مهنية عريقة طيبة.

منظمة جايكا اليابانية صمّمت ونفذت مشروع محطة مياه كوستي؛ يمكن الاستفادة من هذه التجربة بعد دراستها وتقييمها، لقيام مشروع تخزين ومعالجة مياه خور أربعات في ولاية البحر الأحمر.

المشروع برمته يحتاج تمويل ولا بأس من التمويل بنظام الـ(بوت) BOT) Building Operating Transforming) بحيث يؤول المشروع إلى الحكومة السودانية تدريجياً بعد فترة زمنية على حسب العقد المبرم، وكل هذا يحتاج إلى استقرار وإرادة سياسية قوية.

* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة

alfatihyassen@gmail.com

الوسومأربعات البحر الأحمر السودان الشمالية الفاتح يس بورتسودان مشروع حصاد المياه منظمة جايكا اليابانية مياه كوستي ولاية نهر النيل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أربعات البحر الأحمر السودان الشمالية الفاتح يس بورتسودان مشروع حصاد المياه ولاية نهر النيل ولایة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

خطر عالمي يهدد الشعاب المرجانية في البحر الأحمر والخليج العربي

حذّر علماء من أن الشعاب المرجانية في العالم قد تذهب إلى "منطقة مجهولة" مع أسوأ حدث تبييض عالمي تم تسجيله والذي ضرب حتى الآن أكثر من 80٪ من الشعاب المرجانية على الكوكب.

وتُعرف الشعاب المرجانية باسم الغابات المطيرة البحرية، إذ تعدّ من أكثر النظم البيئية تنوعا بيولوجيا وقيمة على وجه الأرض، ويقدر أن 25% من الكائنات البحرية، بما في ذلك أكثر من 4000 نوع من الأسماك، تعتمد على الشعاب المرجانية في مرحلة ما من دورة حياتها.

كما تتمتع الشعاب المرجانية بقيمة بيئية واقتصادية وثقافية هائلة لمئات الملايين من البشر حول العالم، وتوفّر خدمات بيئية قيّمة، تشمل التغذية والأمن الاقتصادي والحماية من الكوارث الطبيعية.

وفي حديثه للجزيرة نت يوضح الدكتور محمد السرحان أستاذ الشعاب المرجانية المساعد في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز، طبيعة المرجان وآلية تبييضه، فالمرجان كائن بحري لا فقاري يعيش في علاقة مع نوع من الطحالب المجهرية يُعرف بالطحالب التكافلية، والتي تعيش داخل أنسجته.

تقوم هذه الطحالب بعملية البناء الضوئي وتزوّد المرجان بالمواد الناتجة، إضافة إلى منحه ألوانه الزاهية، وفي المقابل، يوفّر المرجان لهذه الطحالب الحماية وبعض العناصر الغذائية الأساسية كالكربون والنيتروجين.

إعلان

ورغم بساطة هذه العلاقة في ظاهرها، فإنها في الواقع شديدة التعقيد، ولا تزال قيد الدراسة العلمية، وتُعد هذه العلاقة الحساسة سبباً في تعرض المرجان للإجهاد عند تغير الظروف البيئية، مثل ارتفاع درجات الحرارة، والذي يؤدي إلى اضطراب العمليات الأيضية وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض، بل وقد يتسبب في ظاهرة تبييض المرجان، وتعني طرد الطحالب التكافلية نتيجة الإجهاد الحراري، وبالتالي يفقد المرجان ألوانه الزاهية ويتحول إلى اللون الأبيض.

تُعرف الشعاب المرجانية باسم الغابات المطيرة البحرية (رويترز) أسوأ حدث تبييض عالمي للمرجان

أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن برنامج مراقبة الشعاب المرجانية التابع للحكومة الأمريكية أن الشعاب المرجانية في 82 دولة ومنطقة على الأقل تعرضت لقدر كافٍ من الحرارة لتحويل الشعاب المرجانية إلى اللون الأبيض منذ بدء الحدث العالمي في يناير/كانون الثاني 2023.

وتبلغ نسبة الشعاب المرجانية المعرضة لدرجات الحرارة التي تصل إلى حد التبييض 84% في هذا الحدث الرابع الجاري، مقارنة بـ 68% خلال الحدث الثالث، الذي استمر من عام 2014 إلى عام 2017، و37% في عام 2010 و21% في الحدث الأول في عام 1998.

ويوضح السرحان للجزيرة نت، أسباب تزايد حدوث ظاهرة تبييض المرجان، وهي أحدى الظواهر الطبيعية التي كانت تحدث على فترات زمنية متباعدة ولكن مع زيادة معدلات الاحتباس الحراري بسبب التغير المناخي بدأت هذه الظاهرة بالازدياد والحدوث بشكل متكرر على فترات زمنية قصيرة نسبيا، الأمر الذي يجعل من الصعوبة على الشعاب إعادة تجديد نفسها واستعادة توازنها البيئي بين كل حدث وآخر.

وبحسب السرحان، يؤدي ذلك إلى تدهور حالتها وفقدان التنوع البيولوجي المرتبط بها، ومع تكرار ظاهرة الابيضاض، تصبح الشعاب أكثر هشاشة وأقل قدرة على مقاومة الأمراض أو التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى انهيار النظام البيئي المرجاني بالكامل.

كما أن تحمّض المحيطات، الناتج عن ارتفاع درجة حرارة المحيط وزيادة معدلات التبخر فيه، يفقد المرجان القدرة على تكوين الهياكل الكلسية (كربونات الكالسيوم) والذي يشكل أيضا تحديا جديا أمام الشعاب المرجانية، بحسب الباحث.

إعلان هل شعابنا المرجانية في خطر؟

تتميز البيئة البحرية في البحار العربية بدرجات حرارتها وملوحتها الشديدة، مما يؤدي إلى تكيفات فريدة من نوعها للشعاب المرجانية مع البيئة القاسية.

يُعدّ الخليج العربي وبحر العرب موطنا لـ 34 و103 نوعا من المرجان على التوالي، موزعة على 16 عائلة، ويستضيف البحر الأحمر وخليج العقبة أكثر من 265 نوعا من الشعاب المرجانية، والتي تشكل في الغالب شعابا مرجانية هامشية توفر الغذاء والمأوى لمئات الأنواع من الفقاريات واللافقاريات، بما في ذلك الأنواع المتوطنة والمهددة بالانقراض والتي تتطلب جهودا متزايدة للحفاظ عليها في المنطقة.

وتعزى ندرة الشعاب المرجانية في الخليج العربي مقارنة بـالشعاب المرجانية في البحر الأحمر بشكل رئيسي إلى اختلاف درجات حرارة المياه، وارتفاع ملوحتها، وتركّز المناطق السكنية والصناعية على طول ساحل الخليج، والصيد الجائر.

ويعدّ البحر الأحمر بحرا شبه مغلق، إذ يتصل بالبحر الأبيض المتوسط ​​وبحر العرب عبر ممرين ضيقين، هما قناة السويس ومضيق باب المندب على التوالي، ويشتهر بشعابه المرجانية الخلابة، التي تجعله مكانا فريدا لدراسة النظم البيئية المرجانية.

وتتمتع الشعاب المرجانية في المنطقة الشمالية من البحر الأحمر على خليجي السويس والعقبة بمقاومة استثنائية لموجات الحر، بالمقارنة مع الشعاب المرجانية في المناطق الوسطى والجنوبية منه، والتي شهدت تاريخيا حالات ابيضاض جماعي عند تعرضها للإجهاد الحراري.

ويمكن أن تصل حدود التحمل الحراري للشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر بشكل استثنائي إلى مستويات قياسية تزيد عن 5 درجات مئوية فوق أقصى درجاتها الصيفية، وهي درجات قاتلة للشعاب المرجانية في أماكن أخرى، ولم تُعثر على هذه الشعاب المرجانية المقاومة للحرارة في أي مكان آخر على الكوكب، مما يجعلها المستودع العالمي الوحيد لهذا النوع من الحياة البحرية.

إعلان

لكن مع ازدياد معدلات الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة سطح الماء يحذر السرحان في حديثه للجزيرة نت من عدم قدرة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر والخليج العربي -في مرحلة ما- على متابعة التكيف مع هذه التغيرات والتي بدأت تتأثر بالفعل بحدث التبييض العالمي.

مقالات مشابهة

  • محافظ البحر الأحمر يتابع ميدانياً أعمال تطوير محطة تحلية المياه
  • شرطة ولاية البحر الاحمر وباسناد من القوات المشتركة تنفذ حملة منعية وكشفية للجريمة باختصاص محلية بورتسودان
  • “أمالا” تُطلق “قصة ازدهار”.. فصل جديد في عالم الاستشفاء الفاخر
  • حقيقة سقوط طائرة تقل حجاجًا موريتانيين قبالة البحر الأحمر
  • نقيب الأطباء: فسخ عقود الإيجار القديم للعيادات كارثة.. والمهني غير السكني
  • سقوط طائرة تقل حجاجًا.. الموريتانية للطيران توضح
  • كي لا تتكرر مأساة راين وزياد.. إحذروا من ان تتحوّل أوقاتكم على البحر إلى كارثة
  • التقديم لـ”سوق مشاريع الأفلام” حتى 20 يونيو المقبل
  • يمن القول والفعل
  • خطر عالمي يهدد الشعاب المرجانية في البحر الأحمر والخليج العربي