سرايا - عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مساء الخميس، ناقش فيها ظهور فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة، في حين دان عدد من المندوبين بالمجلس إطلاق الرصاص على موظفي الإغاثة الأمميين، وطالبوا بتسريع حملات التطعيم ضد شلل الأطفال لتفادي كارثة إنسانية جديدة.

وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، في إحاطتها أمام الجلسة، إن الوضع في غزة يائس للغاية، مضيفة أن المدنيين جوعى وعطشى ومرضى وبلا مأوى، وإنه "تم دفعهم إلى ما هو أبعد من حدود التحمل، وما هو أبعد مما يمكن لأي إنسان تحمله".



وأفادت مسويا بأن "ما شهدناه على مدى الأشهر الـ11 الماضية -وما زلنا نشهده- يثير التساؤلات حول التزام العالم بالنظام القانوني الدولي الذي صُمم لمنع هذه المآسي. وهو يفرض علينا أن نسأل: ما الذي حل بحسنا الأساسي بالإنسانية؟".

من جهته، قال المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية مايك رايان إن تفشي شلل الأطفال في غزة "تذكير صارخ بمدى سرعة ظهور الأمراض المعدية في المناطق التي تتعرض فيها الأنظمة الصحية للخطر".

وأضاف، في إحاطته أمام المجلس عبر الفيديو، أن عديدا من الأمراض الأخرى تتنشر، "بينما تظل قدراتنا الجماعية على منعها واكتشافها والاستجابة لها معوقة".

الإخلاء يتسبب في فوضى

وبدوره، اعتبر مندوب بريطانيا في المجلس جيمس كاريوكي في كلمته أمام المجلس، أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية والافتقار للأماكن الآمنة تتسبب في فوضى بالقطاع.

وقال كاريوكي إن عودة الإصابات بشلل الأطفال إلى قطاع غزة مأساة يمكن تلافيها، وعبّر عن ترحيبه باستجابة إسرائيل لهدن لتأمين حملة التطعيم، ولكنه شدد على ضرورة تنفيذها على الأرض.

أما روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة فاعتبر أن عودة شلل الأطفال لغزة يمثل تهديدا كبيرا للمدنيين والأطفال في القطاع، وتعهد بدعم بلاده الكامل لحملة التلقيح ضد المرض، وقال: "نحث إسرائيل على التوقف عن إصدار أوامر الإخلاء في أثناء حملة التطعيم. إن حياة الأطفال تعتمد على نجاحها".

وأعرب عن القلق بشأن التقارير عن استهداف عاملين في الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة أن تقر إسرائيل بأخطائها وتضمن عدم تكرار إطلاق قواتها للنار على موظفي الأمم المتحدة.

كما شدد على ضرورة وقف "الهجمات الكلامية" على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى في غزة. وقال إن اجتماع مجلس الأمن اليوم يشدد على أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.

وبدورها، طالبت ممثلة سويسرا بمجلس الأمن بتنفيذ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة بشكل كامل، واعتبرت أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور يوما بعد آخر.

وعبّرت عن قلقها من زيادة أوامر الإخلاء، ودعت لاحترام عمل الطواقم الإنسانية في قطاع غزة لضمان وصول المساعدات، مشددة على ضرورة أن يكون مجلس الأمن مستعدا للتحرك إذا تمت عرقلة تنفيذ حملة التطعيم في غزة. ودعت إسرائيل لاحترام التزاماتها وفقا للقانون الدولي واحترام حياة الأفراد.

من جهته، اتهم ممثل الصين بمجلس الأمن جينغ شوانغ إسرائيل بتقييد عمل فرق الأمم المتحدة في قطاع غزة، ودان العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وطالب بعدم السماح بتكرار مأساة غزة في الضفة الغربية.

وأشار شوانغ إلى أن إسرائيل تستمر في انتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وتزيد من المستوطنات وتكثف من عمليات التفتيش والاعتقال والاجتياح.

وأوضح أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فقد أكثر من 600 فلسطيني أرواحهم في الضفة، وأمس بدأت إسرائيل عمليات عسكرية واسعة النطاق استهدفت جنين وطوباس وطولكرم ومناطق أخرى في الضفة الغربية، مما أدى إلى وفيات وإصابات، منددا بقوة بهذه العمليات.

ولفت إلى أن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية تحدثوا عن أن النهج في الضفة الغربية سيكون مثل النهج المتبع في غزة، معبرا عن صدمته عند سماع هذا وقلقه من هذه البيانات المتطرفة من الجانب الإسرائيلي.

أما نسيم قواوي نائب مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، فقال إن الوضع الكارثي في الأرض الفلسطينية المحتلة لا يمكن التعامل معه بفعالية إلا من خلال وقف إطلاق النار. وجدد المطالبة "بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، ومحاسبة المحتل الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته الممنهجة والصارخة للقانون الدولي الإنساني".

كلمة غوتيريش

وقبل ذلك اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تتحدى متطلبات القانون الإنساني الدولي.

وشدد غوتيريش على أن العمليات الإسرائيلية بغزة أضرت بمقار تابعة للمنظمة الأممية وأخرى تتبع لمنظمات إنسانية، وأشار إلى أن فرق الأمم المتحدة في غزة تعرضت الأسبوع الماضي لإطلاق النار وخسر مكاتبها ومستودعاتها. وأضاف أن العاملين ببرنامج الأغذية العالمي تعرضوا لإطلاق نار قبل يومين ونجوا بأعجوبة.

وفي ما يتعلق بعمليات إسرائيل العسكرية في الضفة الغربية، دعا غوتيريش إلى وقفها فورا، حسبما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك أمس الخميس.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الشديد من التطورات الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك إطلاق إسرائيل أول أمس الأربعاء عمليات عسكرية واسعة النطاق في جنين وقلقيلية وطوباس، والتي شملت تنفيذ غارات جوية وأسفرت عن سقوط ضحايا وتدمير في البنية التحتية المدنية.

وقال دوجاريك إن الأمين العام "يدين بشدة فقدان الأرواح، بما في ذلك الأطفال".

وقال غوتيريش إن هذه التطورات الخطيرة تؤجج الوضع المتفجر أصلا في الضفة الغربية، وتزيد من إضعاف السلطة الفلسطينية، ودعا إلى وقف فوري لهذه العمليات، حسبما أشار المتحدث


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة شلل الأطفال فی الأمم المتحدة أوامر الإخلاء حملة التطعیم الأمین العام إطلاق النار فی قطاع غزة مجلس الأمن على ضرورة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة

تتواصل وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسميًا عن إقامة 22 موقعًا استيطانيًا جديدًا، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، رغم اعتبار المجتمع الدولي تلك المستوطنات "غير قانونية" بموجب القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية. اعلان

وبحسب التقارير، فإن بعض هذه المواقع كانت قائمة سابقًا دون اعتراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية، مثل مستوطنة "حافوت يائير"، التي سيبدأ سكانها الآن بالحصول على خدمات المياه والكهرباء والتمويل من الدولة، مما يمنحها وضعًا قانونيًا فعليًا في النظام الإداري الإسرائيلي.

تأتي هذه الخطوة في ظل تسارع ملحوظ في بناء المستوطنات منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية فوق أكثر من 140 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية، وتزايدت دعوات اليمين الإسرائيلي لتوسيع الوجود اليهودي في المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقات أوسلو.

Related بعد قرار الضم من قبل الكنيست الإسرائيلي.. غضب في الضفة الغربية: جزء من أهداف الحرب على الفلسطينيينفيديو- مستوطنون يضرمون النار قرب كنيسة تاريخية في بلدة الطيبة بالضفة الغربية المحتلةمستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية الطيبة بالضفة الغربية ويشعلون النار في مركبات الفلسطينيين رؤية أيديولوجية متمسكة بـ"حق العودة" التاريخي

سارة زيبربيرغ، مستوطنة شابة وأم لثلاثة أطفال، انتقلت قبل خمس سنوات إلى واحدة من تلك المستوطنات، مقابل قرية فلسطينية يسمع منها صوت المؤذّن يدعو للصلاة. تقول: "لا يزعجني الأذان، أنا أصلي بطريقتي وهم يصلون بطريقتهم. أشعر أنني عدت إلى أرض أجدادي، فقد كانت هنا قرى يهودية قبل أن يستقر المسلمون في هذه المنطقة."

هذا الخطاب يعكس توجهات أيديولوجية لدى العديد من المستوطنين، الذين يرون في الأرض "حقاً تاريخياً لا يُنازع"، رغم التنديد العالمي المتكرر بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتباره عائقاً أمام السلام.

استيطان منظم.. ومواجهة مع السكان البدو

يُتهم مطورون عقاريون إسرائيليون بتنظيم حملات ترويجية لجذب العائلات اليهودية إلى المستوطنات، مع تعهدات بمنح كل عائلة "منزلاً خاصاً" ضمن مشروع قومي طويل الأمد.

المستوطن سيفي غِلدتسوار، أحد سكان مستوطنة "نوفاي برات"، قام بجولة قرب قرية بدوية ودخل خيمة أحد السكان العرب، حيث أراد إقناع صاحب الأرض بحقه التاريخي في المكان لكنه حاول طمأنة الصحفي الأجنبي الذي كان يرافقه بأن إسرائيل ستهتم بالقضية فقال: "الدولة ستقوم ببناء حي جديد لهم بعيدًا عن هنا... هناك!"

لكن تلك الخطط تواجه برفض من السكان البدو الأصليين، الذين يرون في هذه الإجراءات محاولة لاقتلاعهم من أرضهم. في مشهد نادر، جلس غلدتسوار داخل خيمة بدوية يتحاور مع البدوي إبراهيم أبو دحوك، الذي قال له: "أنت وأنا بشر، فكيف تقول إن الأرض لك؟ هذه الأرض لنا منذ أجيال، وأنت تبني المنازل وتُدخل الإسمنت والنوافذ، أما نحن فلا يُسمح لنا بشيء."

في الوقت الذي رفع فيه الأذان للصلاة، بُسطت سجادات الصلاة داخل الخيمة. وفيما اتجه أبو دحوك للقبلة نحو مكة، ارتأى المستوطن أن يصلي هو الآخر في خيمة البدوي، في مشهد يعكس التوتر الكامن تحت قشرة التعايش الهش.

الهدف: مليون مستوطن في الضفة الغربية

في تقريره من الضفة الغربية، قال فاليري لوروج، موفد القناة "فرانس تي في": "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 500 ألف إلى مليون، في إطار سياسة توسعية قد تجرّ إلى مزيد من التوتر مع المجتمع الدولي."

اعترافات دولية محدودة.. وتأثير ضعيف

ورغم إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، فإن هذه المبادرة لم تحدث بعد أي تغيير ملموس على الأرض، في ظل المعارضة الإسرائيلية الشرسة، واستمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة المحتلة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية
  • فيدان: نرفض مساعي إسرائيل لتهجير غزة وضم الضفة
  • مصطفى بكري: «الإخوان الإرهابية» أداة في يد إسرائيل والمخابرات الأجنبية
  • مصطفى بكري: الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية حملت إسرائيل مسئولية الأزمة الغذائية في غزة
  • تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال
  • أزمة مياه في الضفة الغربية: سكان سوسيا يتهمون مستوطنين بتخريب مصادر الإمداد
  • تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة
  • 15 دولة غربية تدعو للاعتراف الجماعي بفلسطين في الأمم المتحدة.. المبعوث الأمريكي يزور إسرائيل
  • حملة رقمية منظمة لغسل يد إسرائيل من تجويع غزة واتهام الأمم المتحدة