فنزويلا تندد بالقرصنة الأميركية لطائرة مادورو
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
سارعت فنزويلا إلى التنديد بمصادرة السلطات الأميركية طائرة يستخدمها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، معتبرة هذا الإجراء "عملية قرصنة"، بينما بررت واشنطن فعلتها كما سبق مع حالات أخرى.
وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية -في بيان لها أمس الاثنين- إن "الولايات المتحدة أقدمت مجددا على ممارسة إجرامية متكررة لا يمكن وصفها إلا بأنها عمل قرصنة، وذلك عبر مصادرتها بشكل غير قانوني طائرة يستخدمها رئيس الجمهورية".
وجاء البيان الفنزويلي بعيد إعلان الولايات المتحدة أنها صادرت هذه الطائرة في جمهورية الدومينيكان ونقلتها إلى فلوريدا، مبررة المصادرة بأن "شراء الطائرة تم من خلال شركة وهمية وأنها هرّبت خارج الولايات المتحدة، في انتهاك لقوانين العقوبات الأميركية ومراقبة الصادرات".
وقال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند في بيان له أمس "صادرت وزارة العدل طائرة اشتريت بشكل غير قانوني مقابل 13 مليون دولار من خلال شركة وهمية، وهرّبت خارج الولايات المتحدة ليستخدمها نيكولاس مادورو وأعوانه".
وحسب البيان، فإن الطائرة من طراز "داسو فالكون 900 إي إكس" ضُبطت في جمهورية الدومينيكان ونقلت إلى حجز المسؤولين الفدراليين في فلوريدا. وقال المدعي العام ميريك جارلاند -في بيان- إن الطائرة هرّبت من الولايات المتحدة ليستخدمها "مادورو وأصدقاؤه".
وأظهر موقع "فلايت ريدار 24" لتتبع الطائرات أن الطائرة أقلعت من سانتو دومنغو عاصمة جمهورية الدومينيكان متوجّهة إلى فورت لودرديل في ولاية فلوريدا صباح أمس. وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن مصادرة الطائرة "خطوة مهمة لضمان استمرار شعور مادورو بتبعات سوء إدارته لفنزويلا".
تبريرات وسوابقويقول المسؤولون الأميركيون إن شركاء الزعيم الفنزويلي استخدموا في أواخر عام 2022 وأوائل عام 2023 شركة وهمية مقرها منطقة البحر الكاريبي لإخفاء تورطهم في شراء الطائرة التي قُدرت قيمتها في ذلك الوقت بنحو 13 مليون دولار، من شركة في فلوريدا.
وفي أبريل/نيسان من عام 2023 تم تصدير الطائرة من الولايات المتحدة إلى فنزويلا، عبر منطقة البحر الكاريبي، "في معاملة تهدف إلى التحايل على أمر تنفيذي يحظر على الأشخاص الأميركيين إجراء معاملات تجارية مع ممثلي حكومة مادورو".
استخدمت الطائرة، المسجلة في جمهورية سان مارينو، على نطاق واسع من قبل مادورو للسفر إلى الخارج، بما في ذلك في رحلات في وقت سابق من العام الجاري إلى غيانا وكوبا.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي شاركت في مبادلة على مهبط طائرات في منطقة البحر الكاريبي للعديد من الأميركيين المسجونين في فنزويلا بحليف مقرب من مادورو، هو أليكس صعب المسجون في الولايات المتحدة بتهمة غسيل الأموال.
وكانت الطائرة مسجلة سابقًا في الولايات المتحدة ومملوكة لشركة "6 جي للطيران" ومقرها لوريدا بولاية فلوريدا، وهي شركة سمسرة تشتري وتبيع الطائرات المستعملة.
وتشير سجلات إدارة الطيران الفدرالية إلى أنها صُدِّرت إلى سانت فنسنت وجزر غرينادين وألغي تسجيلها في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2023.
ورفض جاري جوين مالك شركة "6 جي للطيران" التعليق، وقال عندما اتصلت به وكالة أسوشيتد برس "لقد تلقيت تعليمات من مكتب التحقيقات الفدرالي بعدم التحدث إلى أي شخص".
وفي مارس/آذار، طارت إلى جمهورية الدومينيكان، مع طائرة مسجلة في فنزويلا، لما يُعتقد أنه صيانة، ولم تغادر مرة أخرى أبدًا.
يأتي إجراء يوم الاثنين في أعقاب مصادرة الحكومة الأميركية في وقت سابق في الأرجنتين لطائرة شحن من طراز "بوينغ 747-300 " نقلت من إيران إلى شركة تابعة لشركات الطيران المملوكة للدولة في فنزويلا.
كما استولى المدعون الفدراليون على العديد من الطائرات الخاصة التابعة لكبار المسؤولين الحكوميين والمطلعين الذين فرضت عليهم عقوبات أو وُجّهت إليهم اتهامات في الولايات المتحدة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 55 طائرة مسجلة في فنزويلا، معظمها تابعة لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة PDVSA. كما عرضت مكافأة قدرها 15 مليون دولار لاعتقال مادورو لمواجهة تهم الاتجار بالمخدرات الفدرالية في نيويورك.
وقال أنتوني سالزبوري، العميل الخاص المسؤول عن تحقيقات الأمن الداخلي في ميامي، لوكالة أسوشيتد برس "هناك مجموعة شاملة من العمل، وجسم مستمر من العمل ينظر في الممارسات الفاسدة للحكومة الفنزويلية. من الواضح أننا لم ننته بعد".
ويأتي إعلان الاستيلاء بعد أكثر من شهر بقليل من إعلان السلطات الانتخابية الموالية للحزب الحاكم فوز مادورو في الانتخابات الرئاسية، دون إظهار أي نتائج مفصلة لدعم ادعائهم.
وأثار الافتقار إلى الشفافية إدانة دولية، وفي الوقت نفسه تمكنت المعارضة من الحصول على أكثر من 80% من أوراق فرز الأصوات التي أظهرت خسارة مادورو بهامش كبير أمام الدبلوماسي السابق إدموندو غونزاليس.
وأصدر قاض فنزويلي في وقت متأخر أمس مذكرة اعتقال بحق غونزاليس كجزء من تحقيق جنائي في نتائج الانتخابات المتنازع عليها في يوليو/تموز الماضي. وصدرت المذكرة بناء على طلب السلطات التي تتهم غونزاليس بارتكاب جرائم مختلفة، منها التآمر وتزوير الوثائق واغتصاب السلطات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
هل ترد إيران على الولايات المتحدة؟
أنقرة (زمان التركية) – وضعت الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى بالتزامن مع تهديدات إيران ووكلاؤها بالانتقام في أعقاب التوترات الأخيرة.
وصرح السفير الإيراني في جنيف والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، علي بحريني، لموقع يورونيوز في 19 يونيو/حزيران الجاري أن طهران ستهاجم الولايات المتحدة إذا “تجاوزت واشنطن الخطوط الحمراء”.
يتفق معظم الخبراء العسكريين على أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تهاجم إيران القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني بالفعل يوم الأحد أن أصل الطائرة الأمريكية “تم تحديده ويخضع للمراقبة” مفيدا أن القواعد الأمريكية في المنطقة “ليست مصدرا للقوة ولكنها نقطة ضعف متنامية”.
وأفاد الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن يوم السبت أنهم سيستهدفون السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في هجوم محتمل ضد إيران بالتعاون مع إسرائيل.
وأكد المتحدث العسكري باسم المجموعة، يحيى سريع، في بيان نشره المنفذ الإعلامي للجماعة أنه “إذا شاركت واشنطن في الهجوم على إيران فسيتم استهداف السفن والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر”.
لدى الولايات المتحدة عشرات الآلاف من القوات في الشرق الأوسط، بما في ذلك قواعد دائمة في دول الخليج العربي مثل الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وهي أقرب بكثير إلى إيران من إسرائيل وذلك عبر الخليج الفارسي.
الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
تحتوي هذه القواعد على أنظمة دفاع جوي متطورة ، لكن سيكون لديها وقت تحذير أقل بكثير في مواجهة موجات الصواريخ أو أسراب الطائرات المسلحة بدون طيار. ويعتمد هذا الأمر على عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي سيتم استخدامها في هجوم محتمل.
ولم تتمكن إسرائيل الواقعة على بعد بضع مئات من الكيلومترات من وقف كل النيران القادمة.
وفقا لمسؤولين أمريكيين ووكالة أسوشيتد برس (AP)، عادة ما يكون هناك حوالي 30 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط، غير أن العدد حاليا يُقدر بنحو 40 ألف جندي في المنطقة.
وارتفع هذا العدد إلى 43 ألفا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران واستمرار هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
بعد 13 يونيو/ حزيران الجاري وقت استهداف إسرائيل إيران لأول مرة لوقف برنامجها للتخصيب النووي، بدأت القوات الأمريكية في المنطقة في اتخاذ تدابير احترازية بما في ذلك المغادرة الطوعية للمعالين العسكريين من القواعد لتوقع الهجمات المحتملة وحماية أفرادها إذا ردت طهران على نطاق واسع.
وباتت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى مع تهديد إيران ووكلائها بالانتقام واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة بالفعل في السابق.
ولعل أحد الاختلافات مقارنة بالهجمات والتهديدات السابقة هو تراجع قدرات وكلاء إيران، حزب الله وحماس، منذ أن دمرتها إسرائيل بعد أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وتمتلك إيران أيضا صواريخ بما في ذلك المقذوفات، ولكن ليس لديها الكثير من القوة الجوية بسبب العقوبات الغربية.
وتكرر استهداف قاعدة الأسد الجوية الواقعة في غرب العراق وبها أكبر انتشار أمريكي في البلاد.
في عام 2020 بعد أن اغتالت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أطلقت إيران 16 صاروخا على القواعد الأمريكية في العراق. أصابت 11 منها أصابت قاعدة الأسد وسقط عشرات الجرحى.
واستمرت الهجمات ومؤخرا في أغسطس تعرضت القاعدة لضربات من الطائرات بدون طيار والصواريخ.
في يناير/ كانون الثاني من عام 2024، قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار على البرج 22 وهو موقع أمريكي صغير بالقرب من الحدود السورية في الأردن. وكانت غارة الطائرات بدون طيار أول هجوم مميت ضد القوات الأمريكية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم في الهجوم على المقاومة الإسلامية العراقية، وهي تحالف من الميليشيات المدعومة من إيران بما في ذلك كتائب حزب الله.
ينشط الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين بحوالي 8000 فرد. وتضم قطر قاعدة العديد الجوية، وهي المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية ويمكن أن تستوعب 10 آلاف جندي.
معسكر بويرينغ وعلي السالم والظفرة هي أيضا قواعد جوية مهمة في الكويت والإمارات العربية المتحدة.
وبدأت البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العراق وإسرائيل في إجلاء موظفيها. ويحذر المسؤولون من احتمالية استهداف السفارات بالإضافة إلى القواعد العسكرية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في تغريدة عبر منصة إكس نشر قوات إضافية لتعزيز الدفاع الإقليمي قائلا: “حماية القوات الأمريكية هي أولويتنا القصوى”.
Tags: البرنامج النووي الإيرانيالحرب الاسرائيلية الايرانيةالقوات الأمريكية في الشرق الأوسطالهجمات الأمريكية على إيرانالهجمات الإسرائيلية على إيران