الوحدة نيوز/متابعات:

كشفت إحصائية دولية حديثة، أنّ الأمطار الغزيرة والفيضانات في اليمن خلال الخمسة أشهر السابقة ألحقت أضراراً مباشرة بأكثر من 420 ألف شخص ودمّرت آلاف المنازل والملاجئ المؤقتة للنازحين والبنية التحتية.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر (IFRC)، في تقرير موجز عن كارثة الفيضانات في اليمن أصدره أمس الاثنين: “تأثرت حوالي 63,195 أسرة تتألف من حوالي 424,123 شخصاً مباشرةً بالأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة التي ضربت 19 محافظة يمنية، خلال الفترة بين إبريل/نيسان وأغسطس/آب 2024”.

وأضاف التقرير أن الأمطار الغزيرة التي اشتدت بسبب المناخ المعقد والمتغير، أدت إلى فيضانات واسعة النطاق في محافظات متعددة، وكانت حجة والحديدة ومأرب وتعز وصعدة والجوف وذمار من بين الأكثر تضرراً، فيما بلغ عدد الضحايا، حتى الآن، 725 شخصاً بين قتيل وجريح.

وأشار الاتحاد الدولي إلى أن الفيضانات في اليمن ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، حيث أدت إلى تدمير أكثر من 17,093 منزلاً للسكان ومأوى للنازحين و22 مدرسة؛ بينها 7 مدارس بالكامل، و15 أخرى بشكل جزئي في جميع المناطق المتضررة، كذلك تأثر أكثر من 74 مرفقاً صحياً، التي “تواجه حالياً نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، التي تعد ضرورية لإدارة زيادة حالات الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالفيضانات”.

وأوضح التقرير أن هذه الكارثة تسببت في تلويث إمدادات مياه الشرب، ما زاد من احتمالية تفشي الكوليرا والإسهال المائي الحاد، كذلك دمّرت الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، الأمر الذي أثّر بشدة في الأمن الغذائي في المناطق المنكوبة، كذلك فإن الألغام الأرضية التي جرفتها السيول والأضرار التي تعرضت لها الطرق أدت إلى “تعقيد الوصول وزيادة المخاطر لكل من المجتمعات المتضررة وعمال الإغاثة”.

وأكد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، أن الفيضانات غير المسبوقة هذا العام أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحرجة بالفعل، خصوصاً بين النازحين داخلياً، وزادت الاحتياجات العاجلة للمأوى والخدمات الصحية والأمن الغذائي، و”أثرت بشكل غير متناسب على النساء والأطفال، وخصوصاً في الأسر النازحة التي تعولها نساء، والتي تشكل أكثر من 20% من أولئك الذين يتلقون الإغاثة الطارئة”.

إلى ذلك، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، اليوم الثلاثاء، من فيضانات مفاجئة خلال الأيام القادمة في اليمن. وقالت في نشرة الإنذار المبكر للفترة من 1 إلى 10 سبتمبر الجاري: “مع اقتراب موسم الأمطار الصيفية في اليمن من نهايته، تنخفض وتيرة وشدة الهطول اليومية. ومع ذلك، لا تزال المناطق متأثرة بشدة بالأمطار الغزيرة الأخيرة. ولا تزال المرتفعات الوسطى، بتضاريسها الجبلية التي توجه المياه إلى الوديان والأراضي المنخفضة، تعاني من آثار الفيضانات المتبقية”.

وأوضحت “فاو” أن اليمن سيواجه أنماطًا مختلفة لهطول الأمطار في الأيام المقبلة، إذ من المتوقع أن تشهد بعض المناطق، المرتفعات الوسطى والجنوبية، أمطاراً غزيرة في إب وذمار والمحويت، بمعدل أكثر من 150 ملم من الأمطار التراكمية، مع زيادة ملحوظة في نسبة هطول الأمطار في أغسطس/آب يوم 9 سبتمبر/أيلول القادم بما يصل إلى 50 ملم خلال 3 ساعات، وفي شرق شبوة وأجزاء من حضرموت، من المتوقع هطول أمطار معتدلة على غير العادة تراوح بين 20 و40 ملم.

وأشارت إلى أنّ هذه الأمطار غير المتوقعة، بينما توفر أنماط الطقس موارد مائية أساسية، فإنها تشكل أيضًا مخاطر محتملة وقد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في المجتمعات المحلية وسبل العيش، وينبغي للمجتمعات في هذه المناطق الاستعداد للتأثيرات المحتملة في الأنشطة اليومية والزراعة والبنية التحتية.

وأضافت أن تجمعات المياه في المرتفعات الوسطى والجنوبية معرضة للخطر بشكل خاص، وتبرز (وادي سهام، وادي رماح، وادي زبيد، ووادي تبن) باعتبارها مناطق عالية المخاطر، وبصورة أقل وداي سردود.

وشددت على ضرورة استمرار اليقظة والاستعداد في المناطق المعرضة للفيضانات، حتى مع تراجع التهديد المباشر بهطول الأمطار الغزيرة.

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الأمطار الغزیرة فی الیمن أدت إلى أکثر من

إقرأ أيضاً:

كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)

سلط مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط الضوء على التقارب الروسي الحوثي في اليمن، في ظل الصراع والتجاذبات التي تشهدها اليمن والمنطقة على مدى العقد الأخير.

 

وقال المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الكرملين عزز مؤخرًا اتصالاته مع الحوثيين في اليمن، مما زاد الآمال في إمكانية استخدام نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. إلا أن موسكو، في الوقت الحالي، غير راغبة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.

 

وأضاف "في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. وتعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا، وتأمل على الأرجح أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الحوثيين لتحسين الوضع في البلد الذي مزقته الحرب".

 

وتطرق التقرير إلى الصراع في اليمن منذ عقد ممثلا بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بدعم السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله بدعم وتمويل إماراتي.

 

وحسب التقرير فإن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإغداق اليمن بالمساعدات الإنسانية، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، وهو ما اتفق عليه مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والسفير اليمني لدى موسكو، أحمد الوحيشي.

 

وأوضح أصبحت اليمن أيضًا من أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترت حوالي مليوني طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة هذا العام. إلا أن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل مشاركة موسكو المحتملة في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.

 

وتاعب "لسنوات عديدة لم يكن لروسيا أي اهتمام خاص بالنزاع، ولم تدعم طرفًا على حساب آخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على موقفهم المتساوي، حيث يعقدون اجتماعات منتظمة مع ممثلي كل من الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، بالإضافة إلى الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بأيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية المارة، يجذبون اهتمامًا خاصًا من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.

 

وأشار إلى أن مستشارين عسكريين يعملون من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) في صنعاء، ويتزايد عدد تقارير خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.

 

في خريف العام الماضي، تبيّن أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع الحوثيين (عبر وسيط إيراني) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حُكم عليه سابقًا بالسجن خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولكن أُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن عام 2022. حسب التقرير

 

وطبقا للتقرير فقد أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين، وذلك بالأساس لأنهم يصرفون انتباه الغرب وموارده عن دعم أوكرانيا. إضافةً إلى ذلك، تبدو فرصهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: فقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. بدورهم، يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن تكون موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.

 

في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في قضايا تهمها، مؤيدين ادعاءاتها بتزعمها زعيمة معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين ودفعهم للقتال في أوكرانيا، كما جاء في التقرير.

 

ورغم نفيها رسميًا تقديم أي دعم عسكري للحوثيين، يؤكد التقرير أن روسيا، إلى جانب إيران، من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. وتقول قيادة الحوثيين إنها تشترك مع روسيا في أهداف مشتركة في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

 

وأردف "هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى الزيارة الرئاسية إلى موسكو الأسبوع الماضي، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوحيشي أربع مرات هذا العام وحده. وتتوقع الحكومة اليمنية الرسمية بوضوح أن يتمكن الكرملين من المساعدة في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك كبح جماح أنشطة الحوثيين المتطرفة في الداخل.

 

"على أي حال، ليس هناك من يلجأ إليه سوى موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تُمكّنها الغارات الجوية الأمريكية من شن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل الأمد مع أنصار الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية مع إيران" طبقا للتقرير.

 

وختم مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق تقريره بالقول "الآمال المعقودة على دعم روسيا لحل الصراع في اليمن على الأرجح غير مبررة، فالحرب في أوكرانيا تستنزف موارد موسكو بشكل كبير، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه هذه الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلّوا حوالي 12% من التجارة الدولية، مما شتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يتبقَّ لروسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي غير مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي".

 

 


مقالات مشابهة

  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في نيجيريا إلى 200 قتيل
  • مصرع 34 شخصًا وتضرر أكثر من 56 ألفًا آخرين جراء فيضانات الهند
  • مقتل واصابة أكثر من 200 شخص جراء قصف واطلاق نار غربي رفح
  • دوي صفارات الإنذار وشلل يصب مطار اللد جراء صاروخ من اليمن
  • شهداء وجرحى جراء استمرار القصف الإسرائيلي على غزة
  • وزير الزراعة: لا خسائر كبيرة في المحاصيل جراء الأمطار الأخيرة وصندوق لتعويض المتضررين قريبًا
  • كندا تحترق.. آلاف السكان يفرّون من جحيم حرائق الغابات التي تلتهم البلاد
  • انفجارات ضخمة في غوش دان وتل ابيب جراء اطلاق صاروخ من اليمن
  • اليمن: مسام تنزع أكثر من 7 آلاف لغم وذخيرة وعبوة ناسفة خلال شهر مايو