الثورة نت:
2025-05-17@16:31:05 GMT

(النفاق الدولي) حين يصبح بديلا عن (القانون الدولي)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

يعيش العالم بكل دوله وفي مختلف قاراته وبكل شعوبه المتقدمة والمتخلفة، العظمى والصغرى، الفقيرة والغنية، كل هذا العالم يعيش مرحلة انحطاط حضاري وإنساني وتاريخي، انحطاط غير مسبوق تاريخيا ولم تشهد البشرية مثيلاً له حتى في العصور الوسطى أو في العصور (الهمجية)، وأبرز مظاهر الانحطاط الإنساني الراهن الذي تمارسه كل دول وشعوب العالم هو ظاهرة (النفاق) الجمعي الذي يمارسه الجميع وبوقاحة سافرة دون خجل من ذات أو من تاريخ أو من أمم وشعوب العالم، وتشهد بهذا (النفاق الاستثنائي) المريع هذه الحرب الهمجية التي تمارس ضد الشعب العربي في فلسطين، التي تعد حرب إبادة منظمة وممنهجة، عجز العالم عن إيقافها أو الحد من وحشيتها، حرب تخوضها كل أنظمة وحكومات العالم بكل مستوياتها ضد شعب أعزل محتل، ليس لديه إلا إرادته وبعض القدرات الذاتية المحدودة من الأسلحة والعتاد التي تصنع ذاتيا على يد أبناء المقاومة، الذين يواجهون العالم بكل ما لديه من قدرات وإمكانيات وأجهزة استخبارية وقدرات خاصة وأقمار صناعية وتجسسية، وكل هؤلاء ومنذ أكثر من احد عشر شهرا يخوضون حرب إبادة ضد الشعب العربي في فلسطين الصابر والصامد والمقاوم الأسطوري الذي يخوض معركة مصيرية من أجل نيل حريته وسيادته وكرامته واستعادة وطنه من عدو محتل جاثم على أرض وطنه منذ أكثر من ثمانين عاما، قدم خلالها القانون الدولي والمنظمات الدولية قرارات وتشريعات لم يلتزم بها العدو الذي لم يحترم كل القوانين والتشريعات وداس على كل المناشدات والاستجداءات التي يستجدي بها العالم بكل منظماته وهيئاته ومجلس أمنه الذي يردد على مسامعنا على مدى عقود من الزمن بأن مهمته حماية الأمن والاستقرار الدوليين.

.!

هذا العالم المجرد من المشاعر الإنسانية ومن أبسط الأخلاقيات الإنسانية التي يتميز بها بعض (الحيوانات) وتجرد منها البشر تجاه فلسطين وإنسانها.

هذا العالم الذي لم تهزه المشاعر تجاه ما يحدث في غزة وفي كل فلسطين، لم تحرك مشاعره وإنسانيته، ولم تصدمه جريمة إبادة أكثر من مائتي ألف عربي فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، ذهبوا بين شهيد وجريح وفقود، وحرموا خلال احد عشر شهرا من الطعام والمياه والأدوية وفرض حصار جائر على أكثر من مليوني ونصف فلسطيني، اخفقت معه كل المظاهرات والمسيرات والمناشدات والتوسلات الدولية للعدو المجرم الذي داس على كل العالم بقوانينه وتشريعاته وواصل جرائمه دون أن يتمكن هذا العالم من إيقاف هذه الجرائم ولم يعبر عن صدمته من هولها، لكنه فجأة صُدم وأنذهل وشعر بالحزن والأسى على مقتل (ستة صهاينة من الرهائن لدى المقاومة في غزة) الذين قتلوا بسلاح جيشهم المجرم، لكن رئيس الوزراء البريطاني اعتبر أن (المقاومة) هي من قتلتهم وحمَّلها المسؤولية بموتهم، وسرعان ما تقاطرت الإدانات المعبرة عن صدمة وذهول أنظمة العالم المنافق التي تتباكي على مصرع (الستة الصهاينة) ولكنها جميعا تجاهلت استشهاد وجرح الآلاف من أبناء فلسطين ورحيل أكثر من مائة طفل فلسطيني (جوعا) بسبب الحصار الهمجي الذي يعكس حقيقة الانحطاط الدولي السافر وغير المسبوق ..!

ماذا يعني هذا السلوك الدولي غير أننا نعيش في كنف عالم منافق ومنحط وسافر ومجرد من كل القيم والأخلاقيات والمشاعر الإنسانية..؟!

إن ما يجري بحق الشعب العربي في فلسطين يصعب وصفه بكل قواميس لغات العالم إنه شيء من إجرام دولي منظم وممنهج، إجرام عجزت البشرية عن إيقافه، ليس لأنها عاجزة عن إيقاف هذه الجرائم البشعة، بل لأنها توظف الدم العربي الفلسطيني لتحقيق مكاسب جيوسياسية رخيصة لا تساوي مجتمعة قطرة دم نزفت من جسم طفل فلسطيني، ولا تساوي آهات أم ثكلى شق صوتها السماوات السبع واهتزت من هوله طبقات الأرض السبع، لكن كل ذلك لم يحرك مشاعر أنظمة النفاق الدولية بما فيها الأنظمة العربية والإسلامية!

أحد عشر شهرا من القتل والتجويع والتدمير والخراب ومختلف طرق الغطرسة والتنمر والتنكر لحق شعب في الحياة والعيش بكرامة وحرية على تراب وطنه الذي تدنسه أقدام الاحتلال الهمجية.

شهور وأيام، في كل دقيقة منها يسقط العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، فيما العالم يرحل بمكر وخداع فترات الحرب الإجرامية بذريعة المفاوضات والصفقات والمبادرات، والوسطاء منهمكون في اللعبة للأسف غير مكترثين بأن كل دقيقة يسقط فيها من الشهداء المئات وتزهق فيها أرواح الطفل والشيخ والأب والأم والأخ والأخت من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى انهم فلسطينيون متمسكون بأرضهم ومقدساتهم، يحلمون بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة كبقية شعوب العالم، التي نعم تشكر على مواقفها الداعمة لحقوق هذا الشعب، وتشكر لخروجها للشوارع تنديداً بجرائم الصهاينة والأمريكان، غير أن خروجها لم يجد نفعاص، ولو خرجت كل شعوب العالم للشوارع، فإنها لن تغير من مواقف حكومة العدو المجرم المتطلع لإبادة الشعب العربي في فلسطين، والسبب أن كل حكومات وأنظمة العالم متواطئة مع العدو ولكل تواطؤ دوافعه وأسبابه وأهدافه..!

إن هذه الحرب بقدر ما هي حرب صهيونية بحثا عن هيبة مفقودة وردع ضائع وفرصة يستغلها الكيان لتصفية حقوق شعب بالترحيل أو بالقتل والتدمير ظناً منه أن هذه هي الفرصة المناسبة التي إن أحسن استغلالها سوف يحقق له أهدافه الأسطورية، فإنها أيضا حرب أمريكية بامتياز وحرب غربية وعربية وإسلامية، ولكل من هؤلاء مصلحة في هذه الحرب ويريدون تحقيق هذه المصالح على حساب الدم العربي الفلسطيني وعلى حساب حقه في الحياة والوجود والحرية والاستقلال والكرامة..

ومع ذلك فإن هذا العدوان الهمجي أخفق وفشل في تحقيق أهدافه والوصول إلى غايته، ويكفي أن العدو وخلفه العالم المنافق يعيش اليوم أزمة وجودية، أزمة صنعها العدو وكان يريد السيطرة على ما تبقى من أرض فلسطين، فارتدت عليه بصورة أزمة وجودية يعيشها مع مستوطنيه وكيانه والمزيد سيأتي في قادم الأيام.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشعب العربی فی فلسطین العالم بکل هذا العالم أکثر من

إقرأ أيضاً:

سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات

لم تعد دمية "لابوبو" حكرا على غرف الأطفال، بل أصبحت قطعة مميزة في إطلالات المشاهير وعالم الموضة. فهذه الدمية الصغيرة ذات الوجه الغريب، التي ظهرت لأول مرة عام 2015 ضمن سلسلة "الوحوش" من إبداع الفنان الهولندي من أصل هونغ كونغي كاسينغ لونغ، تحولت إلى ظاهرة ثقافية وتجارية تخطت الأعمار والحدود، وجذبت اهتمام الإعلام والمشاهير، وجامعي المقتنيات حول العالم.

من قصص الأطفال إلى صناديق الكبار

صُممت "لابوبو" بالأساس كشخصية في كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، لكن تصميمها الذي يمزج بين البراءة والغموض -بأذنين ناعمتين وأسنان حادة- فتح لها بابا نحو جمهور مختلف تماما. إذ لم يكن طريق الشهرة ممهدا عبر حملات تسويقية موجهة للأطفال، بل عبر ظهورها في أيدي نجوم كبار مثل ليسا من فرقة "بلاك بينك" (BLACKPINK) وريانا، اللتين شوهدتا مع دمى لابوبو تتدلى من حقائبهما الفاخرة، مما دفع ملايين المتابعين إلى اقتنائها.

"لابوبو هي طفلي"، قالتها ليسا في مقابلة مع (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية.

دمى لابوبو تتدلى من حقائب المشاهير الفاخرة (غيتي إيميجز) أرقام فلكية وسوق متفجر

تباع دمى لابوبو في شكل "صناديق عشوائية" (Blind Boxes)، حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة. تتراوح أسعارها في المتاجر الآسيوية ما بين 13 و16 دولارا، لكنها تُباع حاليا على مواقع مثل "ستوك إكس" (StockX) و"إي باي" (eBay) بأسعار تفوق التصور:

إعلان

بعض النماذج الشهيرة تُعرض بسعر 300 دولار، أما الإصدارات النادرة قد تصل إلى 1580 دولارا على موقع "بوب مارت" (Pop Mart).

بينما نموذج "سيكريت" (Secret) النادر جدا، الذي تبلغ احتمالية ظهوره 1.4% فقط، يُعرض في مزادات إلكترونية مقابل 1920 دولارا.

في حين تباع نسخة "بيغ انتو إنيرجي" (Big Into Energy) على متجر أمازون بسعر 167 دولارا للعلبة، أو 101 دولار للدمية الفردية.

وهذا ما يدفع كثيرين للوقوف في طوابير تمتد لساعات -بل أيام- على أمل الفوز بدمية نادرة أو حصرية.

دمى لابوبو تباع في شكل "صناديق عشوائية" حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة (شترستوك) صناعة تسويقية محكمة

اعتمدت شركة "بوب مارت" على إستراتيجية تسويقية ذكية قائمة على الإصدارات المحدودة والندرة، كما حدث مع دمى "بيني بيبيز" (Beanie Babies) في التسعينيات. كل دفعة جديدة تصدر بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يرفع الطلب بشكل كبير ويحوّل سوق المقتنيات إلى جزء أساسي من إستراتيجية الشركة.

لكن اللافت في ظاهرة لابوبو أنها ليست موجهة للأطفال، بل للبالغين. تتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وتناقشها مجلات الرجال مثل "جي كيو" (GQ) كإكسسوار فاخر في حقائب الرجال. على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وتحصد مقاطع فتح الصناديق ملايين المشاهدات، وتُستخدم وسوم مثل #Labubu لتوثيق مجموعات منسقة بعناية، وغالبا مزودة بأحذية بلاستيكية (تباع بـ22 دولارا) وملابس مصممة خصيصا.

لماذا لابوبو الآن؟

تفسّر الأكاديمية الأميركية غوزدي غونكو بيرك لصحيفة الغارديان الأميركية هذه الظواهر بقولها إن الصيحات لا تنشأ من فراغ، بل تعبّر عن قلق ثقافي، وتحولات تكنولوجية، ورغبات مشتركة يصعب التعبير عنها، لكن يسهل التعلق بها. في عالم يعج بعدم اليقين والاستهلاك المفرط، توفر دمية واحدة ذات وجه وحش عزاء عاطفيا ومهربا إلى طفولة مفقودة. "ربما تمثل لابوبو وهم البساطة الذي نحاول أن نتمسك به أمام تعقيدات حياة الكبار".

إعلان

مقالات مشابهة

  • من أعماق الأناضول إلى صروح العالم.. الحجر الذي أذهل ترامب!
  • قمة بغداد.. فلسطين في صدارة الاهتمام العربي والتوافق على دعم غزة
  • ميل إلى المؤلفات السياسية في الدورة الـ66 لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب
  • أساتذة قانون وحقوق إنسان: صمتنا عن فلسطين يُفقدنا مصداقيتنا كمدافعين عن العدالة
  • برلماني سابق: القانون الذي ينص على إنهاء العلاقة الإيجارية بعد 5 سنوات يخالف الدستور
  • أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. عملاقة الطاقة التي تقود 5 دول نحو المستقبل
  • سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • حركة فتح: موقف مصر الرسمي والشعبي كان وما زال داعمًا لـ فلسطين
  • ميلوني تحث نتنياهو على احترام القانون الدولي في غزة