قالت الصحفية شايندي رايس، في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن العلاقة المعقدة والمتقلبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمر حالياً بمرحلة من التقارب الملحوظ، وذلك قبيل الزيارة المرتقبة للأخير إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل.

وأشارت إلى أن هذا التحسن في العلاقة يأتي بعد إشادة ترامب بنتنياهو لدوره في قيادة هجوم استمر 12 يوماً ضد منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، شاركت فيه الولايات المتحدة عبر غارات جوية خارقة للتحصينات، في ما يُعد تحركاً غير مسبوق منذ عقود في السياسة الأمريكية تجاه إيران.



وقالت الصحفية إن ترامب استخدم منصته "تروث سوشيال" للإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، يستمر 60 يوماً، مؤكداً أن الاحتلال وافق على "الشروط اللازمة" للتهدئة، داعياً حماس إلى القبول بالعرض. 

وكتب ترامب: "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، لأن الأمور لن تتحسن - بل ستزداد سوءاً".

تدخل في القضائي الإسرائيلي
أبرزت رايس أن ترامب لم يكتف بالدعم العسكري والسياسي، بل تدخل أيضاً في الشأن القضائي الداخلي لإسرائيل، داعياً إلى إسقاط التهم الموجهة ضد نتنياهو، الذي يواجه قضايا فساد واحتيال وخيانة أمانة. 

وقد شبّه ترامب محاكمة نتنياهو بقضاياه القضائية الخاصة، قائلاً: "لقد مررنا أنا وبيبي بجحيم معاً... إنه الأقوى في حبه للأرض المقدسة. أي شخص آخر كان سينهار".

وأوضحت أن ترامب وصف القضية ضد نتنياهو بأنها "مطاردة سياسية"، على غرار ما يراه في معاركه القضائية داخل الولايات المتحدة، حيث أدين العام الماضي بتزوير سجلات تجارية، كما أدين بالاعتداء الجنسي في قضية مدنية.


قصف إيران.. نقطة تحول
وتقول رايس إن قرار ترامب بالمشاركة في الضربة العسكرية على إيران، ثم تقديمه الدعم السياسي الصريح لنتنياهو، يعكس انجذابه لزعماء "ينتصرون في الحروب"، وهو ما مثل نقطة تحول في العلاقة المضطربة أحياناً بين الطرفين.

ونقلت عن المؤرخ الإسرائيلي الأمريكي غيل تروي قوله: "ترامب سياسي بدائي وجريء، فإذا تعاطف معك فأنت في وضع أفضل... والانتصار في الحرب على إيران خلق زخماً جديداً في العلاقة".

وترى رايس أن نمط العلاقة ذاته بدأ يظهر أيضاً في تقارب ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد أن كان قد وبخه في المكتب البيضاوي مطلع هذا العام، إذ أبدى إعجابه بالضربات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على القواعد الجوية الروسية.

وأشارت إلى أن ترامب قال هذا الأسبوع إنه سيكون "صارماً جداً" مع نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في غزة، وأضاف: "هو أيضاً يريد إنهائها"، ما يشير إلى نوايا للضغط نحو تسوية سياسية.

وتستعرض رايس أبرز محطات العلاقة المتقلبة بين الزعيمين، وتقول إن أسوأ لحظاتها كانت في عام 2021، حين هنأ نتنياهو الرئيس جو بايدن بفوزه في الانتخابات، وهو ما اعتبره ترامب "خيانة"، قائلاً حينها: "عليه اللعنة". 

ووصفت الصحيفة رد نتنياهو حينها بـ"الصمت الذكي"، إذ تجنب الرد أو الدخول في مواجهة علنية.
ونقلت رايس عن السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن، مايكل أورين، قوله إن نتنياهو كان "ذكياً اجتماعياً" في تعامله مع ترامب، مضيفاً: "خضع له عندما تطلب الأمر، وأقنعه بقرارات لم يكن ليأخذها وحده".

نتنياهو و"الدولة العميقة"
وبحسب التقرير، يصور نتنياهو محاكمته بتهم الفساد على أنها "مؤامرة من الدولة العميقة" لإزاحته من الحكم، ويقدم نفسه على أنه ضحية لاستهداف سياسي، مستنداً في ذلك إلى دعم ترامب.

وكانت إحدى أبرز أدوات نتنياهو السياسية داخلياً، وفق رايس، هي الترويج لعلاقته الخاصة بترامب، لدرجة أنه استخدم صور مصافحته معه على لوحات إعلانية ضخمة في حملته الانتخابية عام 2019، تحت شعار: "نتنياهو، يمتاز بمستوى خاص به".

وتقول رايس إن أحد أدنى مستويات العلاقة بين الطرفين كان في نيسان/ أبريل الماضي، حين أعلن ترامب من البيت الأبيض، وبحضور نتنياهو الذي بدا مستاء، عن نية الولايات المتحدة بدء مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن ملفها النووي.

لكن أورين يرى أن نتنياهو تعامل بذكاء مع تلك الإهانة، وقال: "لم يفعل كما فعل زيلينسكي، بل امتص الضربة وواصل التعامل مع ترامب بمرونة".


ترامب غير موقفه خلال المعركة
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب، في بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران، أبلغ نتنياهو أن على إسرائيل أن تتصرف منفردة دون تدخل أمريكي. 

لكن مع بدء الضربات، بدأ يُعبر عن إعجابه بها، وأوحى للصحفيين بأن دور الولايات المتحدة كان أكبر مما أُعلن.

إلا أن هذا الانجذاب سرعان ما تحول إلى تململ، عندما بدا وقف إطلاق النار هشاً، وقال ترامب لاحقاً بنبرة غاضبة إن "إيران وإسرائيل لا تعرفان ما تفعلانه بحق الجحيم".

وتختم رايس تقريرها بنقل توصيف أورين للعلاقة بين ترامب ونتنياهو، قائلاً إنها "علاقة متأرجحة، أقرب إلى قطار ملاهي مليء بالمنعطفات". 

فرغم الخلافات، تبقى المصلحة السياسية المتبادلة بين الطرفين هي ما يدفع العلاقة للعودة إلى التقارب من جديد، خصوصاً في ظل التطورات الإقليمية التي تستوجب تحالفات سياسية وعسكرية متينة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب نتنياهو إيرانية محاكمة إيران نتنياهو محاكمة ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق الهدنة مع لبنان.. فجر منزلا في الجنوب

عاشت بلدة كفركلا الحدودية بجنوب لبنان، الخميس، على إيقاع تسلّل قوّة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتفجير منزل، وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله".

وأوضحت وكالة الأنباء اللبنانية، أنّ "مجموعة من جنود العدو تسلّلت فجرا، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدّى إلى تدميره".

ذكرت الوكالة أنّ "قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت فجر اليوم بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقعها في تلة حمامص، باتجاه أطراف مدينة الخيام".

توغلت قوة إسرائيلية فجر اليوم في بلدة #كفركلا وفجرت منزل pic.twitter.com/omDqR2tHow — Unews Media (@unewsagency2) July 3, 2025
في السياق نفسه، كان الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، قد أعرب عن رفضه أي تدخل إسرائيلي في النقاش داخل لبنان بخصوص ما يرتبط بـ"موضوع السلاح"، مشددا على أنّ: "الحزب لن يسلم سلاحه للعدو الإسرائيلي".

إلى ذلك، جاء موقف قاسم، الأربعاء، عقب ساعات فقط من تصريح مسؤول لبناني لوكالة "الأناضول"، مفضّلا عدم نشر اسمه، بأن المقترح الذي قدّمه المبعوث الأمريكي، توم باراك، إلى بيروت في حزيران/ يونيو الماضي، يتمحور حول 3 عناوين أولها "سحب السلاح وحصره في يد الدولة اللبنانية".


وفي كلمة ضمن مراسم إحياء ليالي شهر محرم بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال قاسم: "عندنا قضايا موجودة في الداخل اللبناني لها علاقة بنقاش موضوع السلاح أو غيره".

وتابع: "هذه قضايا داخلية نعالجها معا ونتفق عليها معا، لا علاقة لإسرائيل أن تتدخل باتفاقنا، ولا علاقة لها بأن تشرف على اتفاقنا، ولا علاقة لها بأن تراقب مفردات اتفاقنا في الداخل اللبناني".

واسترسل قاسم بالقول: "هناك اتفاق (لحزب الله) معها (إسرائيل) عبر الدولة اللبنانية بشكل غير مباشر، فلتلتزم إسرائيل باتفاقها الذي عقدته مع الدولة اللبنانية"، مردفا "أما ما يتعلق بشؤوننا، نحن نعالجها، ولا علاقة للآخرين أن يتدخلوا فيها".

واستطرد: "بالتهديد والقوة يريدون أن يشرفوا علينا، ويريدون أن يقرّروا ما يريدون، لا ينفع معنا التهديد والقوة"، مبرزا: "نحن جماعة لا نقبل أن نُساق إلى المذلّة، ولا نقبل أن نُسلم أرضنا، ولا نقبل أن نُسلم سلاحنا للعدو الإسرائيلي، ولا نقبل بأن يهدّدنا أحد بأن نتنازل".


وزاد قاسم: "لأننا لن نتنازل عن حقّنا الذي كفلته الشرائع السماوية وقوانين العالم بأسرها"، فيما أكّد على أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكبت "أكثر من 3 آلاف و700 خرق" لاتفاق وقف إطلاق النار.

تجدر الإشارة إلى أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي، شنّت منذ ما يناهز العامين، عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.

وفي تاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024  انطلق  سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق الهدنة مع لبنان.. فجر منزلا في الجنوب
  • نعيم قاسم: لن نسلم السلاح للعدو الإسرائيلي
  • قانون الإيجار القديم ليس له علاقة ولا يقترب من عقود 1996.. ما القصة؟
  • في وجود نتنياهو.. لا تعتمدوا على دوام وقف إطلاق النار مع إيران
  • نتنياهو يطلب من ترامب ضمانات لضربة ضد إيران
  • ‏هيئة البث الإسرائيليّة: نتنياهو قد يطلب من ترامب ضمانات لشن هجوم على إيران في المستقبل
  • ترامب: زيارة نتنياهو إلى واشنطن احتفالًا بتدمير منشآت إيران النووية
  • جدل في الإعلام الإسرائيلي بشأن إعلان نتنياهو الانتصار على إيران
  • هل ستُغير محادثات نتنياهو وترامب مصير الحرب في غزة والموقف من إيران وسوريا؟