«عفوًا أيها القانون، الخواجة عبدالقادر، خايف من بكره ليه، مسألة مبدأ، 100 سنة سينما»، مقطوعات موسيقية غمرت قلوب عدد هائل من محبي الموسيقار الكبير عمر خيرت، الذي حفر حروف اسمه من الذهب في عالم الموسيقى العربية.

 

عمر خيرت ، صاحب الأنامل الذهبية، وأشهر الموسيقيين المصريين، عُرف بمقطوعاته الموسيقية التي أحبها الجمهور وكان جزءًا كبيرًا منها تترات مسلسلات نجح في تأليف الموسيقي التصويرية لها بطريقة مميزة خاصة به، إذ استطاع دمج الموسيقي الأوركسترالية الغربية بالأنغام الشرقية مستخدما آلات جديدة مثل "البيانو والأكسليفون وآلات النفخ كالكلارنيت والأبوا والساكس"، بجانب الآلات الشرقية المميزة كالأكورديون الشرقي والعود والقانون والكمان ومن أهم هذه الأعمال «قضية عم أحمد، البخيل وأنا، ضمير أبلة حكمت، غوايش، ليلة القبض علي فاطمة» .

عمر خيرت

نجح عمر خيرت، في الدمج بين الحقيقة والسراب، إذ قام بإعادة توزيع الأغاني التي لحنها محمد عبد الوهاب مثال: «أنت عمري، وإمتى الزمان يسمح» وأعطت موسيقاه مذاقًا مختلفا للأغاني، ما جعل موسيقار الأجيال يوجه له الحية والشكر معتبرها من أكبر الهدايا التي حصل عليها .

 

عمر خيرت حكاية «المتمرد» عمر خيرت 

عمر خيرت، مؤلف موسيقي، موزع، عازف بيانو مصري، ويُعدّ من أشهر الموسيقيين المصريين في الوقت الحاضر، مواليد 11 نوفمبر 1948 في حي السيدة زينب بالقاهرة.

 

نشأ «خيرت» وسط أسرة مثقفة ومحبة للفنون، فعمه هو أبو بكر خيرت مؤسس الكونسرفتوار المصري الذي أثرى المكتبة الموسيقية المصرية بأعمال سيمفونية رائعة، واكتملت ثمارها بعمر خيرت الذي سار على خطى شقيق الوالد، عشق الموسيقى والبيانو منذ الصغر، جعلته الموهبة أن يكتشف مناطق موسيقية جديدة في إحساس وذكريات وقوة الشخصية المصرية.

عمر خيرت

أما عن العمود الفقري للعائلة وهو الجد محمود عبد الرحيم خيرت الذي، اهتم بالفنون والشعر والأدب والموسيقى، ومن كثرة حبه للفن خصص صالون دائم يجمع رموز الفن والثقافة وقتها بالقاهرة، ومن بينهم: «فنان الشعب سيد درويش، محمود مختار والأديب المنفلوطي». 

 

وإذا جاء الحديث عن والده، فكان مهندساً معمارياً متخصصاً في فنون العِمارة الإسلامية وبناء المساجد، أما الجانب الموسيقي فهو عازفاً للبيانو وظل مواظباً عليه حتى لاقى أنفاسه الأخيرة .

 عمر خيرت .. درس الموسيقى على يد عازف إيطالي 

اشتعلت علاقة حب بين عمر خيرت والبيانو، إذ درس العزف بالكونسرفتوار على يد البروفيسور الأيطالي «كارو» إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية، وانتقل مرحلة التأليف الموسيقي في كلية ترينتي بلندن إلى أن اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.

 

عمر خيرتعمر خيرت علاقة عمر خيرت بفرقة ليى بُتي شا - Les petits chats 

انضم عمر خيرت في بداياته لفرقة «ليى بُتي شا - Les petits chats» وهي فرقة تعزف موسيقى الروك نشأت في مطلع ستينيات القرن الماضي، ومن أشهر أعضائها الفنان الراحل عزت أبو عوف وشقيقاته، كان عازفًت للدرامز ضمن الفريق، ومن أشهر مؤلفاته وقتها: «الخادمة، رابسودية عربية» .

 

ظهر عمر خيرت بوجه جديد للجمهور في عام 1983 عن اتجاهه لأول مرة للموسيقى التصويرية بـ فيلم «ليلة القبض على فاطمة» ومن بعدها كان ماركة مميزة في عدد كبير من موسيقى الأعمال التلفزيونية والسينمائية في منتصف  الثمانينات وبداية التسعينيات . 

 

 تعاون جمع عمر خيرت بنجوم الغناء

تعاون عمر خيرت مع كبار المطربين وتلحين أغانيهم سواء كانت أغاني منفردة أو في إطار أعمال سينمائية مثل: «محمد منير، علي الحجار، انغام، حنان ماضي، هاني شاكر، لطيفة».

 

مازال عمر خيرت يغرد منفردًا في عالم الموسيقى بل وأضاف بلمساته السحرية وأنامله الذهبية خلطة سرية لمعزوفات وأغاني تترات مسلسلات، ما جعلته لا يملك منافسًا طوال مسيرته الفنية .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عمر خيرت الموسيقار عمر خيرت موسيقى عمر خيرت مقطوعات عمر خيرت عمر خيرت موسيقى عمر خيرت حفلات مسألة مبدأ عالم الموسيقى العربية الموسيقار الكبير عمر خيرت أشهر موسيقى عمر خيرت ضمير أبلة حكمت أعمال عمر خيرت الفن بوابة الوفد الإلكترونية عمر خیرت

إقرأ أيضاً:

"حتى لا أتكشف عندما يقتلونني"!

 

د. مجدي العفيفي

(1)

يا لجلال هذه الكلمة، ويا لجلال تلك السيدة الفلسطينية في قلب غزة: "حتى لا أتكشف عندما يقتلونني".. جملةٌ بألف كتاب؛ بل بألف شهادة على معنى الإنسانية حين يُسحق الجسد وتبقى الروح مرفوعة الرأس.

هي ليست مقولة عابرة... ليست ردًّا عفويًّا من سيدة عادية؛ بل هي اختصار مكثّف لكل ما تعنيه الكرامة حين تحاصرها المجازر، والشرف حين تُطوّقه النار، والإيمان حين يُحاصر تحت القصف.

تلك السيدة الفلسطينية في غزة- في قلب حرب يومية؛ حيث الموت يتربّص من فوق السماء ومن تحت الأنقاض- حين سألوها لماذا ترتدي ملابسها كاملةً، وتتحجّب وهي داخل بيتها، في عزّ القصف والدمار؟ لم تجب بعقلية الخائف... ولا بمنطق المنهزم؛ بل أجابت بمنطق الأبدية: «حتى لا أتكشف عندما يقتلونني».

أي قلب هذا؟ أي عظمة في الروح؟ أي وعي بالوقوف أمام الله في لحظة موت محققة؟

(2)

لقد تجاوزت- بهذه الجملة- كل مقاييس التحليل السياسي والاجتماعي، وتجاوزت كل الفوارق الثقافية بين الشرق والغرب؛ فمن هي المرأة في هذا العالم، في القرن الحادي والعشرين، التي تفكّر بهذه الروح، تحت هذا الرعب؟

لا يهمها القتل، ولا الدم، ولا الأشلاء، ولا دويّ الانفجارات؛ بل تفكّر في سترها أمام ربها.

هذه ليست مجرد ثقافة دينية أو تقليد مجتمعي؛ بل هي القمة العليا لما يُسمّى الكرامة الأنثوية تحت القصف. هذه المرأة تمثل اليوم وجهًا آخر للبطولة.. الوجه الصامت، المهمّش، الذي لا يُروى في نشرات الأخبار، ولا يُذكر في تقارير الأمم المتحدة. لكنها تستحق أن تُكتب عنها أعظم المقالات.. أن تُوثّق كلمتها في الكتب الكبرى؛ لأنها- في كلمتها البسيطة- تلخّص فلسفة المقاومة بالروح، حتى لو سقط الجسد.

في غزّة، بين ركام البيوت، وأزيز الطائرات، وارتجاج القلوب.. هناك نساء يفكرن بهذه العقلية العظيمة. لا يسألن: هل سننجو؟ بل يسألن: كيف نلقى ربّنا بكرامة؟

(3)

«حتى لا أتكشف... عندما يقتلونني».. قالتها السيدة في بيتٍ مهدّم فوق رأسها... قالتها، وهي تُهيئ نفسها للموت... لا للحياة؛ أي امرأة في العالم تفكّر بهذا الوعي؟ أي قلب هذا، الذي يظلّ يراعي الحياء والستر، في عنفوان القصف، وتحت أنقاض المدينة؟ أي روحٌ هذه التي تتشبّث بكرامتها، وهي تعلم أن جسدها قد يُنتشل في لحظة بلا حياة، أمام أعين الغرباء؟

ليست هذه الجملة مجرد ردّ... إنها نشيد امرأة تواجه الموت بوقار... إنها فلسفة في لحظة الذروة: حين يسقط العالم، وتبقى الروح معلّقة بين الأرض والسماء.

في غزّة؛ حيث يهبط الموت من الطائرات، وينبعث من الأرض، هناك نساء ما زلن يُفكّرن بهذا الصفاء...

لا يسألن: «من سينقذنا؟»؛ بل يسألن: «كيف نُحافظ على كرامتنا أمام الله... حتى في ساعة القتل؟»

(4)

أي عظَمة إنسانية هذه؟ وأي شموخ يُضاهي هذا؟

لقد صارت هذه السيدة، بكلمتها، رمزًا صافيًا للمرأة الفلسطينية الصامدة: التي لم يكسرها الحصار، ولا القتل، ولا الوحشية. التي لا زالت تُمسك بخيط الحياء... حين تَسقُط كلّ خيوط الأمان.

هي ليست مجرّد امرأة في بيتها... هي تمثال الروح في زمن المجازر... هي صرخة إنسانية تقول: حتى إن قُتِلنا... سنُقابِل الموت بكرامة.

أمام هذا النُبل، تنحني الأقلام، وأمام هذا الوعي- الذي يعلو فوق الغرائز- ينبغي أن تُكتب المجلدات.

هذه السيدة الفلسطينية الغزية... التي لا نعرف اسمها.. هي اليوم أيقونة الإنسان في وجه الموت.. هي صورة المرأة حين ترتدي الكبرياء بدل الثوب.. هي قصيدة من دم... تُغنّي للستر في زمن الوحشية.

(5)

في تاريخ فلسطين، سيُذكَر كثيرون.. لكن هذه الكلمة- هذه الجملة - ستبقى شاهدًا ناصعًا على أن المرأة الفلسطينية، في أحلك لحظات القتل، لم تفقد إنسانيتها، ولا حياءها، ولا إيمانها.

هذا شموخ يُضاهي وقوف الأشجار تحت العاصفة... بل يُضاهي بقاء الحجر أمام آلة الحرب.

هي فلسفة الإنسان الفلسطيني: أن يُحاصَر، أن يُجَوَّع، أن يُقصَف، أن يُغتال.. لكن أن يظل مرفوع الجبهة.. مستور الجسد.. صافي النية.

(6)

أيتها السيدة الفلسطينية الغزِّيَّة المجهولة الاسم.. أيتها العظيمة تحت القصف.. نحن نكتب عنكِ... لأنكِ كتبتِ تاريخًا من ذهب في لحظة موت.

نكتب عنكِ... لأن كلمتكِ تلك ينبغي أن تظلّ شاهدة على هذا العصر الوحشي، الذي نسي معنى الكرامة في زمن السلاح. ليس هناك في العالم امرأة تفكّر بهذه الروح، تحت هذا القصف، إلّا في فلسطين.. إلّا في غزّة.. وهذا وحده كافٍ لنُعَظِّمها... أن نرفع لها القلم، حين تُسقِط السماءُ القنابل.

(7)

سلام عليك ايتها السيدة الفلسطينية الغزِّيَّة.. التي ستظلّ تُعلِّم العالم معنى الكبرياء.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محمد عبد الله: الموسيقى علم والنقد لا يُمارَس دون دراسة وتأهيل
  • دعوى قضائية ضد نقيب المهن الموسيقية لهذا السبب
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • تسريبات جديدة لآبل.. تنقل شعارها وشاشة أكبر في iPhone 17
  • أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة تطلق مشروع «الشارع الموسيقي»
  • المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية
  • كمين من لهب.. “بوما” تنقل رسائل غزة
  • "حتى لا أتكشف عندما يقتلونني"!
  • بيونسيه تتجاوز لحظات حرجة خلال حفلها في هيوستن ضمن جولتها الموسيقية Cowboy Carter
  • فرقة موسيقية تطلق هتافات ضد إسرائيل.. والشرطة البريطانية تحقق