ألقى السيد أحمد أبـو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي

على المستوى الوزاري الدورة العادية (114).

وقال أبو الغيط: "يسعدني في البداية أن أتوجه إليكم سيادة الرئيس بخالص التهنئة على تولي دولتكم رئاسة الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، متمنيًا لكم كل النجاح والتوفيق.

.. كما أتوجه بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية وإلى معالي السيد يوسف الشمالي – وزير الصناعة والتجارة والتموين، على رئاسة الدورة السابقة للمجلس والإدارة الحكيمة لأعمالها.

السيد الرئيس".

وأضاف: “نقترب اليوم من مرور عام على بداية الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على فلسطين...هذا الاعتداء لم يكن الأول من نوعه لكنه بالتأكيد الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخًا من القانون والأخلاق والإنسانية... لقد تابعنا جميعًا بشاعاته وجرائمه... كما نرصد بقلق شديد محاولات إسرائيل المستمرة في توسيع دائرة الصراع إلى دول الجوار تحت ذرائع وحجج صارت أبعادها الداخلية والحسابات السياسية الشخصية التي تحركها مكشوفة للجميع... وليس خافيًا ما يترتب على ذلك من مخاطر حقيقية باندلاع حرب إقليمية ستكون بلا شك ذات عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع... وستكون وطأتها شديدة على الشعوب الساعية إلى التنمية والتقدم، إذ ستعيد هذه المنطقة سنوات إلى الوراء”.

وتابع: لقد كانت الفترة الماضية كانت عصيبة على الشعب الفلسطيني... الذي عاش هذه المأساة وتعايش على قدر ما يستطيع مع أثقالها... وتحمل ظروفًا قاسية تتجاوز بكثير طاقة تحمل البشر... صابرًا محتسبًا، كريمًا مرفوع الرأس... لا يتزعزع إيمانه قيد أنملة بعدالة القضية التي يقف مدافعًا عنها في مواجهة قنابل العدو ومسيراته وصواريخه... وحدث هذا كله في ظل عجزٍ دولي عن إيقاف المعتدي... بل ومنحه في بعض الأحيان – مظلة أمان للمضي قدمًا في ممارسة الفظائع بغير عقاب أو حساب.

ونفتتح اليوم أعمال الدورة الرابعة عشرة بعد المائة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي تناقش عددًا من الموضوعات الهامة، وفي مُقدمتها الموضوع الخاص بـ "دعم الاقتصاد الفلسطيني"... وهو موضوع يُعرض بشكل دوري على هذا المجلس الموقر في دورة سبتمبر من كل عام، منذ نحو الثلاثين عامًا، ولكنه يكتسب اليوم أهمية خاصة وأولوية واضحة.

­إن تقرير هذا العام يبرز بالأرقام، الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبّدها الشعب الفلسطيني، جرّاء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي... وذلك في ظل ما يُلحقه هذا العدوان من تدمير شامل ومتعمد لكافة وسائل الحياة بجميع قطاعاتها في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتؤكد تلك الأرقام والإحصائيات أن حجم القنابل والمتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة قد تجاوز عشرات الآلاف من الأطنان، وهو ما يفوق بمراحل قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على مدينتي هيروشيما ونجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.

وتدركون جميعا أن هذه الجرائم قد خلّفت خسائر بشرية ومادية باهظة لن يكون التعافي منها أمرًا سهلًا... ولن يحدث – للأسف – في وقت قصير.

لقد تباهى الاحتلال، ومنذ بداية عدوانه الغاشم، بقصفه لغزة بآلاف القنابل يوميًا... منها المئات التي لم تنفجر ومُعرّضة للانفجار في أية لحظة... وهو ما يُضيف كارثة أخرى إلى مُجمل المآسي التي لحقت بالقطاع منذ ما يقرب من العام... وهناك جيل كامل من الأطفال فقد حياته الدراسية الطبيعية... ناهينا عن الوضع الصحي المروع... والذي يشهد عودة لأمراض اختفت من ربع قرن.  

وأؤكد هنا أن هذه الجريمة التي تنفذها إسرائيل بلا هوادة، قد استهدفت أجيالًا كاملة من الشعب الفلسطيني، وليس فقط الجيل الحالي... ولن تتقادم هذه الجرائم وستبقى المشاهد القاسية للقتل والتعذيب والتشريد والتجويع، ماثلة أمام العيون ولن تُمحى من الذاكرة الفلسطينية والعربية والإنسانية.

السيد الرئيس، لم تكن السنوات الماضية الأفضل عالميًا من زاوية مؤشرات التنمية الإنسانية... لأول مرة تتراجع أعداد من يخرجون من دائرة الفقر... مشاكل العولمة لم تعد خافية، من تفاوت هائل داخل البلد الواحد وبين البلدان وبعضها البعض... إلى هشاشة شبكات التوريد، إلى التراجع البيئي والتغير المناخي الذي يضع علامة استفهام كبرى على مفهوم النمو المستدام... وليست منطقتنا العربية ببعيدة عن هذه المشكلات، بل هي تتحمل أيضًا عبء الصراعات المستفحلة والأوضاع غير المستقرة التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كمقصد للاستثمار.

وأشير هنا، بأسف كبير، إلى دول تعطلت مسيرتها التنموية – كما الحال في السودان واليمن وليبيا – بسبب الصراع الداخلي.

    إن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في منطقتنا يتطلب نقلة نوعية في تعاملنا مع بؤر الأزمات وانعدام الاستقرار كأولوية ملحة... كما تقتضي التحديات العالمية منا نظرة جديدة لجهود التكامل الاقتصادي... الاتجاه اليوم – في كافة مناطق العالم – يذهب لمزيد من تعريز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري على مستوى الأقاليم الجغرافية... بعد أن ظهرت مشكلات العولمة، وخطورة الاعتماد عليها على نحو استراتيجي.

 إن جهود التكامل الاقتصادي العربي تحتاج لتسريع وتكثيف يكون على مستوى التحديات القائمة.. كما نحتاج كذلك إلى تفعيل الآليات العربية القائمة في مختلف المجالات للاستفادة منها، بما في ذلك تطوير أداء المنظمات العربية المتخصصة، وهو الموضوع المعروض ضمن جدول أعمال اجتماع اليوم، بمبادرةٍ منكم سيادة الرئيس.

 قبل أن أختم كلمتي، أتمنى لكم سيادة الرئيس التوفيق في رئاسة الدورة الحالية للمجلس، وأتمنى لاجتماعكم هذا النجاح والتوفيق.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: للمجلس الاقتصادی

إقرأ أيضاً:

الحرية المصرى: كلمة الرئيس السيسي جسدت رؤية شاملة لحماية الأمن القومي

أعرب حزب الحرية المصرى برئاسة الدكتور ممدوح محمد محمود، عن تقديره العميق للكلمة الجامعة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، مؤكدا أنها حملت رسائل وطنية واستراتيجية بالغة الأهمية، تعكس إدراكا عميقا لطبيعة المرحلة الراهنة وما تشهده من تحديات داخلية وإقليمية ودولية.

برلماني: تهنئة الرئيس للمنتخب تعكس دعم القيادة السياسية للرياضة المصريةبرلماني: كلمة الرئيس بأكاديمية الشرطة حملت تطمينات للشعب المصري بأن مصر قوية وآمنةالبرلمان الإسباني يوافق على حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيلبرلماني: كلمة الرئيس السيسي تجسد وعي الدولة وتوازنها بين قوة الداخل ومسؤولية الدور الإقليمي

وأكد الدكتور ممدوح محمود   أن تهنئة الرئيس لخريجي الأكاديمية وقياداتها جاءت تجسيدا لتقديره الكبير لرجال الشرطة ودورهم في صون أمن الوطن واستقراره، مشيرا إلى أن إشادته بحالة الأمن والاستقرار فى البلاد تمثل تأكيدا على نجاح الدولة المصرية في ترسيخ ركائز الأمن الشامل، واستكمال مسيرة البناء والتنمية رغم التحديات الاقتصادية العالمية.

وأشاد رئيس الحزب بما أعلنه الرئيس السيسى بشأن المفاوضات الجارية فى مدينة شرم الشيخ لإنهاء حرب غزة، والتى تضم وفودا من مصر والولايات المتحدة وقطر، معتبرا أن استمرار الجهود المصرية منذ عام 2023 يعكس الدور التاريخى والمسئولية الأخلاقية والسياسية التى تتحملها مصر تجاه أشقائها الفلسطينيين، ودعمها الدائم لحقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة.

كما أشاد الدكتور ممدوح محمود بإعراب الرئيس السيسى عن تقديره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإرادته الجادة لإنهاء الحرب، ودعوته لحضور توقيع اتفاق السلام حال التوصل إليه فى مصر، مؤكدا أن ذلك يعيد إلى الأذهان الدور المحورى للقاهرة كركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد رئيس حزب الحرية المصرى على أن رسالة الرئيس إلى الشعب المصرى جاءت بمثابة تجديد للعهد بين القيادة والشعب، وترسيخ لمبدأ الثقة المتبادلة بينهما، حين أكد الرئيس أن الرهان كان وما زال على وعي المصريين ووحدتهم، مشددا على أن حزب الحرية المصرى يجدد دعمه الكامل للقيادة السياسية، ويؤمن بأن مصر قادرة على المضى قدما بثبات نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا طالما ظل أبناؤها متحدين خلف رايتها.

طباعة شارك حزب الحرية المصري حزب الحرية ممدوح محمد محمود الرئيس عبد الفتاح السيسى

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: نقدّر الجهود المخلصة التي بذلها الرئيس السيسي وأمير قطر لوقف هذا العدوان
  • مدبولي يحضر الجلسة الافتتاحية للقمة الرابعة والعشرين لـالكوميسا
  • رئيس الوزراء يحضر الجلسة الافتتاحية للقمة الرابعة والعشربن لـ الكوميسا
  • خبير استراتيجي: كلمة الرئيس السيسي تؤكد إيجابية مفاوضات شرم الشيخ
  • الحرية المصرى: كلمة الرئيس السيسي جسدت رؤية شاملة لحماية الأمن القومي
  • المؤتمر: كلمة الرئيس أكدت أن المصريين هم خط الدفاع الأول عن الدولة
  • المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة تؤكد ثقة القيادة في وعي المصريين
  • سامي نصر الله: كلمة الرئيس في ذكرى أكتوبر تجسد عبورًا جديدًا نحو التنمية
  • وزير الصحة يخاطب الاجتماع الوزاري رفيع المستوى عبر منصة المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية
  • منتدى دندرة الاقتصادي يستضيف كلمة مؤثرة للأنبا عمانوئيل حول التعليم والتنمية