«التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مصر».. ندوة علمية بجامعة أسيوط
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
نظَّمت جامعة أسيوط، اليوم الأحد، ندوة علمية بعنوان "التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مصر.. نحو دور فعّال للجامعات"، وبالتعاون بين مركز دعم المجتمع المدني ووحدة البرامج المهنية بكلية التجارة، برعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، أكد الدكتور أحمد المنشاوي أهمية تنظيم مثل هذه الندوات العلمية التي تُجسّد الدور المجتمعي والتنموي الذي تضطلع به الجامعة، مشيرًا إلى أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي يمثل أحد المحاور الرئيسية في بناء الإنسان، والذي توليه الدولة اهتمامًا بالغًا في ظل الجمهورية الجديدة.
وأوضح رئيس الجامعة أن الشراكة بين الجامعات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني أصبحت ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، مثمنًا مشاركة الدكتورة نيفين القباج وما تمثله من نموذج مشرف للقيادة الاجتماعية والتنموية، مُؤكدًا أن جامعة أسيوط ترحب دائمًا بكل قامة علمية ووطنية تسهم في إثراء الحوار الأكاديمي وتناول القضايا التنموية ذات الأولوية.
وانطلقت فعاليات الندوة بإشراف الدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور الدكتور علاء عبد الحفيظ، عميد كلية التجارة، والدكتورة نسمة حشمت، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عبد الله فيصل علام، مدير مركز دعم المجتمع المدني ومنسق الندوة.
وفي كلمته خلال الندوة، أوضح الدكتور محمود عبد العليم أن تنظيم هذه الفعالية يأتي في إطار حرص الجامعة على فتح قنوات تواصل حقيقية مع المجتمع الخارجي، مشيرًا إلى أن التمكين لا يُبنى فقط عبر السياسات، وإنما من خلال تغيير الثقافة، وتكامل الأدوار، وتمكين الشباب علميًا ومهاريًا للمشاركة في بناء المستقبل. وأضاف أن الجامعات يجب أن تكون قاطرة للتغيير المجتمعي، تدعم الابتكار الاجتماعي، وتنتج المعرفة القابلة للتطبيق.
ومن جانبه، أشار الدكتور علاء عبد الحفيظ إلى حرص كلية التجارة على مواكبة تطورات سوق العمل محليًا ودوليًا، لافتًا إلى أن الكلية تمتلك مجموعة متميزة من البرامج المهنية المتنوعة في مختلف التخصصات، والتي تهدف إلى تأهيل الخريجين لسوق العمل داخل مصر وخارجها، بما يُعزز من فرص التمكين الاقتصادي المستدام ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي كلمتها خلال الندوة، أعربت الدكتورة نيفين القباج عن سعادتها بالتواجد في رحاب جامعة أسيوط، مشيدة بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، ووصفت الجامعة بأنها منارة للعلم والمعرفة تمتد لأكثر من 70 عامًا، ولها ريادة بارزة في مجالات التعليم والعمل الاجتماعي وخدمة المجتمع المحلي. وأكدت أن مصر تُعد دولة رائدة في تكريس مفاهيم العمل العام والتطوع، كما حافظت على دورها التنموي حتى في فترات الأزمات.
وأكدت الدكتورة نيفين القباج على أهمية تعزيز الدور المجتمعي للجامعات من خلال مراكزها ووحداتها التنموية، وتنشئة الشباب على المشاركة الاجتماعية الفعّالة، مشيرة إلى أن الاستثمار في البشر أصبح ضرورة استراتيجية، وليس رفاهية، في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة كالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وأثنت على ريادة جامعة أسيوط في هذا الإطار.
وأضافت أن العمل التنموي في مصر ما زال يفتقر إلى الرؤية العلمية السليمة، وإلى تنسيق أفضل للموارد البشرية، والاستغلال الأمثل للإمكانات الاقتصادية، داعية إلى تعزيز البحوث التنموية والاجتماعية والتكنولوجية داخل الجامعات، ومشيدة باستمرار ونجاح البرامج المهنية للدراسات العليا بكلية التجارة بجامعة أسيوط.
ومن جانبها، أعربت الدكتورة نسمة حشمت عن سعادتها بتنظيم الندوة، مؤكدة أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي يمثل أحد محاور التنمية المستدامة، ولا يمكن فصله عن دور الجامعات في إعداد كوادر قادرة على الابتكار والإنتاج والمشاركة المجتمعية.
وأوضح الدكتور عبد الله فيصل أن الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى فتح حوار مؤسسي حول دور الجامعة في تعزيز العدالة الاجتماعية، مضيفًا أن الندوة ناقشت عددًا من المحاور المهمة، من بينها: التحديات مواجهة الفقر، والفئات المستهدفة في استراتيجيات التمكين، ومنها المرأة، والشباب، وذوو الإعاقة، وسكان المناطق الريفية. كما تناولت مقاربات التمكين في برامج الدولة المختلفة مثل "تكافل وكرامة"، و"حياة كريمة"، و"فرصة"، والعلاقة بين السياسات الحكومية والمبادرات الأهلية، والشراكة بين الطرفين.
واختُتمت الندوة بجلسة نقاشية مفتوحة شهدت طرح مجموعة من التساؤلات حول واقع التمكين في مصر، ودور الجامعة في تعزيزه، وأكدت أهمية بناء شراكات استراتيجية بين الجامعة والقطاع الخاص لتشجيع ريادة الأعمال بين الشباب وربط التعليم بسوق العمل.
وقد شهدت الندوة حضور كل من الدكتور محمد أحمد عدوي، وكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة أمل الدالي، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور صالح إسماعيل، مدير مركز التنمية المستدامة بالجامعة، والأستاذ محمد فراج، مدير مكتب مؤسسة مصر الخير بأسيوط، إلى جانب عدد من رؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب من مختلف الكليات. وقد أدارت الندوة الأستاذة ريهام الحفناوي، مدير عام مكتب نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وفي ختام الفعاليات، قام الدكتور محمود عبد العليم، بتكريم الدكتورة نيفين القباج، حيث سلّمها درع جامعة أسيوط تقديرًا لمسيرتها الوطنية الحافلة، ولإسهاماتها البارزة في مجال الحماية الاجتماعية، ولمشاركتها القيمة في الندوة.
وشاركت الدكتورة نيفين القباج في مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة إيمان عمر عبد السميع، المعيدة بقسم العلوم السياسية والإدارة العامة بكلية التجارة، بعنوان: "سياسات الحد من الفقر في مصر (2010-2020)"، حيث ضمّت لجنة الحكم والمناقشة كلًّا من الدكتور عبد السلام نوير، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم العلوم السياسية والإدارة العامة (رئيسًا ومشرفًا)، والدكتور محمد أحمد عدوي، أستاذ العلوم السياسية ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب (مشرفًا)، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة ( متاقشا عضوًا من الخارج)، والدكتور عبد الله فيصل، أستاذ العلوم السياسية المساعد (عضوًا من الداخل)، والدكتور سليمان سعيد حسن، أستاذ الاقتصاد المساعد ورئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة (مشرفًا).
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسيوط جامعة أسيوط ندوة كلية التجارة التمكين الاقتصادي والاجتماعي التمکین الاقتصادی والاجتماعی الدکتورة نیفین القباج التنمیة المستدامة العلوم السیاسیة رئیس الجامعة جامعة أسیوط الدکتور عبد رئیس ا إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب
نظمت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، في إطار اهتمام وزارة الثقافة بنشر الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، فعالية ثقافية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
أقيمت الندوة التثقيفية بقاعة الأمم المتحدة بدار الكتب تحت عنوان "الإنسان أولًا.. نحو عالم أكثر عدلًا وإنصافًا"، بقاعة علي مبارك
بدأت الندوة فعالياتها بالسلام الجمهوري، ثم قامت الأستاذة حنان نور مدير قاعة الأمم المتحدة بالترحيب بالحضور، مؤكدة دور دار الكتب في نشر الوعي الإنساني، وتعزيز القيم التي تكرس مبدأ كرامة الإنسان وتعايشه مع الآخر، كما عرضت فيديو توضيحي عن الاحتفالية أعده فريق قاعة الأمم المتحدة احتفالًا باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وجدير بالذكر تخلل فقرات الندوة مشاركات الأطفال الموهوبين، حيث قدموا فقرات شعرية عكست جمال الرسالة الإنسانية للندوة، وهم: أدهم الجمال، وعبد الله محمد، فريدة محمود عطية، يوسف محمود عطية، نورين وياسين، وقد لاقت مشاركاتهم ترحيبًا كبيرًا من الحضور.
استهل الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة والتنمية البشرية – جامعة حلوان، الندوة بكلمة أوضح فيها أن حقوق الإنسان ليست مفهومًا قانونيًا جامدًا، وإنما هي منظومة قيمية تبدأ من داخل الإنسان وتمتد إلى المجتمع كله.
وتحدث عن أهمية تنمية الوعي الذاتي، ودور المؤسسات التعليمية والثقافية في تشكيل سلوك الفرد ليكون قادرًا على ممارسة حقوقه باحترام ومسؤولية، وأكد أن المجتمعات لا تتقدم إلا حين يعي الإنسان دوره وحقوقه وواجباته، لافتًا إلى أن التنمية البشرية الحقيقية تقوم على احترام الإنسان لذاته أولًا، ثم احترامه للآخر المختلف في الدين أو الثقافة أو الاتجاه.
ثم تحدث الأستاذ وحيد الأسيوطي، رئيس مؤسسة مصر العربية لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة أو التنازل، لأنها حقوق أصيلة يولد بها الإنسان.
وأشار إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – منذ صدوره في 10 ديسمبر 1948 – وضع إطارًا موحدًا لتلك الحقوق عبر العالم، وأن الدولة المصرية قطعت شوطًا مهمًا في مجالات الحماية الاجتماعية، وتمكين الفئات الأولى بالرعاية، وتعزيز الحريات المدنية.
كما شدد على ضرورة نشر ثقافة احترام الآخر، وأن بناء مجتمع يحترم حقوق الإنسان يبدأ من الأسرة، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
قدم اللواء دكتور محمد فخر الدين – مدير عام مركز التنمية البشرية، مداخلة تفاعلية ثرية مع الجمهور، تناول فيها العلاقة بين القيم الدينية وحقوق الإنسان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ لمعاذ بن جبل حول "حق الله على العباد وحق العباد على الله"، موضحًا أن الإسلام وضع أساسًا راسخًا لحقوق الإنسان وكرامة النفس البشرية.
وانتقل للحوار المباشر مع الجمهور من خلال أسئلة حياتية واقعية حول حرية الاختيار، وحقوق الأبناء، والحدود الفاصلة بين التقاليد الاجتماعية والمواثيق الدولية، مؤكدًا أن الوعي هو أساس ممارسة الحقوق دون صدام أو تطرف.
اختُتمت الندوة بكلمة للدكتور مينا رمزي، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، الذي أكد أن حقوق الإنسان هي حقوق أساسية غير قابلة للتنازل، وأشار إلى ضرورة النظر إلى قضايا حقوق الإنسان نظرة شاملة غير مجتزأة، مؤكدًا أن تقييم أي قضية من زاوية واحدة يؤدي إلى صورة ناقصة، تمامًا كمن يرى وجهًا من جانب واحد دون رؤية تكوينه الكامل.
واستعرض ما قامت به الدولة المصرية من جهود ملموسة، خاصة في مجال الصحة، مشيرًا إلى مشروع التأمين الصحي الشامل، وجهود القضاء على الفيروسات والأمراض المزمنة التي كانت تؤرق المجتمع لسنوات طويلة، مثل القضاء على فيروس سي نهائيا، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن الأورام، والاهتمام بصحة المرأة، والفحوصات الدورية للأطفال في المدارس.
وتحدث باستفاضة عن جهود الدولة المصرية في تعزيز الحق في الصحة، مستعرضًا تجربة شخصية لإنسان مسن استطاع إجراء جراحة دقيقة لتغيير مفصل بعلاج على نفقة الدولة، دون أي تكلفة مالية، معتبرًا ذلك نقلة نوعية في الخدمات الصحية.
وفي ختام كلمته، تناول الدكتور مينا رمزي البعد الإنساني العميق لحقوق الإنسان، موضحًا أن احترام الآخر يبدأ من الحب الإنساني، أيًا كان دينه أو لونه أو جنسه.
وسرد قصة الحكيم الذي قال: أنا لا أخاف الله… لأني أحبه، والحب يطرد الخوف خارجًا"، مبينًا أن هذه الرسالة تمثل جوهر الإنسانية، وأن الحب حين يسود بين البشر تنتهي الصراعات ويزدهر السلام، وختم كلمته متمنيًا أن يكون هذا اليوم العالمي فرصة لتعزيز الرحمة والتقارب والتفاهم بين البشر في كل مكان.
واختتمت الندوة بتوجيه الشكر لجميع المتحدثين والحضور، مؤكدة استمرار دار الكتب في أداء رسالتها التنويرية في دعم قيم العدالة وحقوق الإنسان وبناء وعي مجتمعي مستنير.