نظَّمت جامعة أسيوط، اليوم الأحد، ندوة علمية بعنوان "التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مصر.. نحو دور فعّال للجامعات"، وبالتعاون بين مركز دعم المجتمع المدني ووحدة البرامج المهنية بكلية التجارة، برعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي.

وفي تصريح له بهذه المناسبة، أكد الدكتور أحمد المنشاوي أهمية تنظيم مثل هذه الندوات العلمية التي تُجسّد الدور المجتمعي والتنموي الذي تضطلع به الجامعة، مشيرًا إلى أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي يمثل أحد المحاور الرئيسية في بناء الإنسان، والذي توليه الدولة اهتمامًا بالغًا في ظل الجمهورية الجديدة.

وأوضح رئيس الجامعة أن الشراكة بين الجامعات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني أصبحت ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، مثمنًا مشاركة الدكتورة نيفين القباج وما تمثله من نموذج مشرف للقيادة الاجتماعية والتنموية، مُؤكدًا أن جامعة أسيوط ترحب دائمًا بكل قامة علمية ووطنية تسهم في إثراء الحوار الأكاديمي وتناول القضايا التنموية ذات الأولوية.

وانطلقت فعاليات الندوة بإشراف الدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور الدكتور علاء عبد الحفيظ، عميد كلية التجارة، والدكتورة نسمة حشمت، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عبد الله فيصل علام، مدير مركز دعم المجتمع المدني ومنسق الندوة.

وفي كلمته خلال الندوة، أوضح الدكتور محمود عبد العليم أن تنظيم هذه الفعالية يأتي في إطار حرص الجامعة على فتح قنوات تواصل حقيقية مع المجتمع الخارجي، مشيرًا إلى أن التمكين لا يُبنى فقط عبر السياسات، وإنما من خلال تغيير الثقافة، وتكامل الأدوار، وتمكين الشباب علميًا ومهاريًا للمشاركة في بناء المستقبل. وأضاف أن الجامعات يجب أن تكون قاطرة للتغيير المجتمعي، تدعم الابتكار الاجتماعي، وتنتج المعرفة القابلة للتطبيق.

ومن جانبه، أشار الدكتور علاء عبد الحفيظ إلى حرص كلية التجارة على مواكبة تطورات سوق العمل محليًا ودوليًا، لافتًا إلى أن الكلية تمتلك مجموعة متميزة من البرامج المهنية المتنوعة في مختلف التخصصات، والتي تهدف إلى تأهيل الخريجين لسوق العمل داخل مصر وخارجها، بما يُعزز من فرص التمكين الاقتصادي المستدام ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي كلمتها خلال الندوة، أعربت الدكتورة نيفين القباج عن سعادتها بالتواجد في رحاب جامعة أسيوط، مشيدة بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، ووصفت الجامعة بأنها منارة للعلم والمعرفة تمتد لأكثر من 70 عامًا، ولها ريادة بارزة في مجالات التعليم والعمل الاجتماعي وخدمة المجتمع المحلي. وأكدت أن مصر تُعد دولة رائدة في تكريس مفاهيم العمل العام والتطوع، كما حافظت على دورها التنموي حتى في فترات الأزمات.

وأكدت الدكتورة نيفين القباج على أهمية تعزيز الدور المجتمعي للجامعات من خلال مراكزها ووحداتها التنموية، وتنشئة الشباب على المشاركة الاجتماعية الفعّالة، مشيرة إلى أن الاستثمار في البشر أصبح ضرورة استراتيجية، وليس رفاهية، في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة كالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وأثنت على ريادة جامعة أسيوط في هذا الإطار.

وأضافت أن العمل التنموي في مصر ما زال يفتقر إلى الرؤية العلمية السليمة، وإلى تنسيق أفضل للموارد البشرية، والاستغلال الأمثل للإمكانات الاقتصادية، داعية إلى تعزيز البحوث التنموية والاجتماعية والتكنولوجية داخل الجامعات، ومشيدة باستمرار ونجاح البرامج المهنية للدراسات العليا بكلية التجارة بجامعة أسيوط.

ومن جانبها، أعربت الدكتورة نسمة حشمت عن سعادتها بتنظيم الندوة، مؤكدة أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي يمثل أحد محاور التنمية المستدامة، ولا يمكن فصله عن دور الجامعات في إعداد كوادر قادرة على الابتكار والإنتاج والمشاركة المجتمعية.

وأوضح الدكتور عبد الله فيصل أن الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى فتح حوار مؤسسي حول دور الجامعة في تعزيز العدالة الاجتماعية، مضيفًا أن الندوة ناقشت عددًا من المحاور المهمة، من بينها: التحديات مواجهة الفقر، والفئات المستهدفة في استراتيجيات التمكين، ومنها المرأة، والشباب، وذوو الإعاقة، وسكان المناطق الريفية. كما تناولت مقاربات التمكين في برامج الدولة المختلفة مثل "تكافل وكرامة"، و"حياة كريمة"، و"فرصة"، والعلاقة بين السياسات الحكومية والمبادرات الأهلية، والشراكة بين الطرفين.

واختُتمت الندوة بجلسة نقاشية مفتوحة شهدت طرح مجموعة من التساؤلات حول واقع التمكين في مصر، ودور الجامعة في تعزيزه، وأكدت أهمية بناء شراكات استراتيجية بين الجامعة والقطاع الخاص لتشجيع ريادة الأعمال بين الشباب وربط التعليم بسوق العمل.

وقد شهدت الندوة حضور كل من الدكتور محمد أحمد عدوي، وكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة أمل الدالي، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور صالح إسماعيل، مدير مركز التنمية المستدامة بالجامعة، والأستاذ محمد فراج، مدير مكتب مؤسسة مصر الخير بأسيوط، إلى جانب عدد من رؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب من مختلف الكليات. وقد أدارت الندوة الأستاذة ريهام الحفناوي، مدير عام مكتب نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

وفي ختام الفعاليات، قام الدكتور محمود عبد العليم، بتكريم الدكتورة نيفين القباج، حيث سلّمها درع جامعة أسيوط تقديرًا لمسيرتها الوطنية الحافلة، ولإسهاماتها البارزة في مجال الحماية الاجتماعية، ولمشاركتها القيمة في الندوة.

وشاركت الدكتورة نيفين القباج في مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة إيمان عمر عبد السميع، المعيدة بقسم العلوم السياسية والإدارة العامة بكلية التجارة، بعنوان: "سياسات الحد من الفقر في مصر (2010-2020)"، حيث ضمّت لجنة الحكم والمناقشة كلًّا من الدكتور عبد السلام نوير، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم العلوم السياسية والإدارة العامة (رئيسًا ومشرفًا)، والدكتور محمد أحمد عدوي، أستاذ العلوم السياسية ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب (مشرفًا)، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة ( متاقشا عضوًا من الخارج)، والدكتور عبد الله فيصل، أستاذ العلوم السياسية المساعد (عضوًا من الداخل)، والدكتور سليمان سعيد حسن، أستاذ الاقتصاد المساعد ورئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة (مشرفًا).

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسيوط جامعة أسيوط ندوة كلية التجارة التمكين الاقتصادي والاجتماعي التمکین الاقتصادی والاجتماعی الدکتورة نیفین القباج التنمیة المستدامة العلوم السیاسیة رئیس الجامعة جامعة أسیوط الدکتور عبد رئیس ا إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

الإمارات تؤكد التزامها الراسخ بالعمل الإنساني القائم على المبادئ خلال الجزء الإنساني من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة

 

جددت دولة الإمارات تأكيد التزامها الراسخ بالعمل الإنساني القائم على المبادئ، وذلك خلال الجزء الإنساني من الدورة لعام 2025 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، والذي عُقد في قصر الأمم بجنيف.
وشدد سعادة السفير جمال جامع المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، على أهمية التمسك بالمبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في الحياد وعدم التحيز والاستقلالية.
ودعا إلى ضرورة التحول الجذري في النظام الإنساني من الاستجابة التفاعلية إلى العمل الاستباقي، مشددًا على الحاجة إلى “زيادة الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر والتمويل الاستباقي، لا سيما في مواجهة الأزمات المرتبطة بتغير المناخ”.
كما أكد سعادته على الأهمية البالغة لحماية المدنيين في مناطق النزاع وضمان الوصول الإنساني غير المقيّد، مشيرًا بشكل خاص إلى الوضع في غزة. وقال: “ندين بشدة الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل، ونجدد التأكيد على ضرورة دعم الجهود اللازمة للمساعي المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وضمان تدفق المساعدات فوراً وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع ومستدام عبر كافة الطرق الممكنة”.
وشارك سعادته كذلك في جلسة رفيعة المستوى بعنوان: “إعادة تصوّر النظام الإنساني: نماذج مبتكرة لإنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، وتعزيز صمود وسبل عيش الشعوب”، والتي شارك فيها ممثلون عن عدد من المنظمات الدولية الرئيسية، بما في ذلك السيد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، برنامج الأغذية العالمي (WFP)، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، منظمة “نساء من أجل التغيير – جنوب السودان”، والمجلس الدولي للوكالات التطوعية (ICVA).
وفي مداخلته، أكد سعادة السفير المشرخ على أهمية الابتكار في العمل الإنساني. وقال: “لم يعد الابتكار خيارًا، بل أصبح ضرورة”، داعيًا إلى تطوير آليات تقديم المساعدات الإنسانية بما يتماشى مع احتياجات المجتمعات المتضررة. كما شدد على ضرورة وجود “شجاعة سياسية” لدفع عملية الإصلاح وضمان مواءمة النظام الإنساني لمتطلبات الواقع المتغير.
وقد جمع الجزء الإنساني لعام 2025 من المجلس الاقتصادي والاجتماعي قادة عالميين وخبراء إنسانيين ودبلوماسيين لمناقشة التحديات والفرص المتغيرة التي تواجه النظام الإنساني الدولي.
وتركزت النقاشات على محاور رئيسية شملت الابتكار، وبناء القدرة على الصمود، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف في ظل الأزمات العالمية المتصاعدة مثل النزاعات المسلحة وتغير المناخ والنزوح القسري.
وجاءت مشاركة دولة الإمارات الفاعلة لتؤكد التزامها المتواصل بدعم نهج إنساني مبتكر وتعاوني وقائم على المبادئ في مواجهة أبرز الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم.وام


مقالات مشابهة

  • بحضور وزيرة التضامن السابقة "التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مصر" فى ندوة بجامعة أسيوط
  • "بحضور المحافظ "إنطلاق فعاليات ملتقى التوظيف والتدريب الأول بجامعة أسيوط الجديدة
  • ندوة ثقافية في مديرية بدبدة بذكرى الهجرة النبوية
  • انطلاق فعاليات ملتقى التوظيف والتدريب الأول بجامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية غدًا
  • البحوث الإسلامية يعقد ندوة دِينيَّة احتفاءً بذكرى الهجرة النبوية.. غدًا
  • "بحضور وزيرة التضامن السابقة" التمكين الاقتصادي والاجتماعي فى ندوة بجامعة أسيوط غدا
  • أمانة الحماية الاجتماعية بـالجبهة الوطنية: خطة شاملة بأفكار لتعزيز التمكين الاقتصادي
  • "الثانويات الدماغية 360 "في ندوة بجامعة أسيوط الثلاثاء المقبل
  • الإمارات تؤكد التزامها الراسخ بالعمل الإنساني القائم على المبادئ خلال الجزء الإنساني من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة