مع انطلاق الإجازة الصيفية التي تستمر لمدة شهرين، أكد عدد من المختصين في الإرشاد الأسري والتربوي أن الإجازة فرصة ثمينة لا ينبغي أن تذهب سدى.
وأجمع الخبراء على ضرورة استثمار هذه الفترة بشكل متوازن يعود بالنفع على الأبناء، من خلال تنظيم أوقاتهم بين الراحة الضرورية واكتساب المهارات وممارسة الهوايات، مؤكدين على الدور المحوري للوالدين كشركاء فاعلين في هذا التخطيط.

فرصة للتطوير لا للفراغوفي هذا السياق، أوضح رائد صالح النعيم، مدير مركز ”أسرية“ للإرشاد الأسري، أن الإجازة ليست مرادفًا للفراغ، بل هي فرصة ذهبية للراحة الإيجابية وتطوير الذات واكتشاف المهارات الكامنة لدى الأبناء.
أخبار متعلقة بـ 10 معايير.. مشروع جديد يمكّن ذوي الإعاقة من التدريب والاندماج المهنيحساب المواطن يوضح.. هل تؤثر القروض على دعم المستفيدين؟رائد النعيموأشار إلى أهمية إعداد جدول مرن يوازن بين الترفيه والتعلم، مقترحًا تخصيص أوقات محددة للقراءة وممارسة الرياضة والهوايات، بالإضافة إلى الأنشطة الاجتماعية التي تعزز الصحة النفسية والجسدية، مثل الأعمال التطوعية والزيارات العائلية، كبديل واقعي وفعّال عن الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية.
التوازن بين المتعة والفائدةمن جانبها، شددت المستشارة الأسرية مروة بنت عبدالباقي البدنه على أن المعادلة الناجحة تكمن في تنظيم وقت الأبناء بما يجمع بين الراحة والمتعة والفائدة.
وأكدت أن ممارسة الأبناء لهواياتهم المحببة، سواء كانت قراءة أو تعلم مهارات جديدة كاللغات أو الرياضات المختلفة، لا تساهم فقط في قضاء وقت ممتع، بل تعزز بشكل مباشر ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.
ونوهت إلى الأثر الكبير لتعزيز صلة الرحم وتوثيق الروابط الأسرية في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الأبناء ومنحهم شعورًا عميقًا بالأمان.استثمار في المهارات الحياتية
بدوره، أكد الخبير التربوي الدكتور عبدالله الحسين أن الاستثمار الأمثل للإجازة يكمن في إكساب الأبناء مهارات حياتية يحتاجونها في واقعهم اليومي.
د. عبدالله الحسينتسميةوأوضح أن إلحاقهم ببرامج تدريبية متخصصة في مهارات التواصل، والتخطيط، وتحمل المسؤولية، يمثل استثمارًا حقيقيًا في بناء شخصياتهم.
وأضاف أن التواجد الأسري المشترك، عبر اللقاءات والنزهات البرية والبحرية، يوسع مدارك الأبناء ويعزز صحتهم النفسية، داعيًا إلى إشراكهم في تعلم مهارات بدنية كالسباحة وركوب الخيل لتعزيز قدراتهم المستقبلية.تصحيح المفاهيم وتأكيد الدور الأسريد. عبداللطيف المذنمن جهته، تناول المستشار الأسري والتربوي الدكتور عبداللطيف المذن بعض المفاهيم المغلوطة حول الإجازة، موضحًا أنها ليست دليلًا على الكسل أو مضيعة للوقت، بل هي ضرورة إنسانية لتجديد الطاقة وتحسين التركيز والأداء لاحقًا.
وأشار إلى أن المربي الواعي يستطيع تحويل أيام الإجازة إلى موسم للحصاد المعرفي والمهاري، شريطة وجود قناعة تامة بأهمية استغلالها.
وشدد الدكتور المذن على أن من أفضل المتع لدى الأبناء هي مشاركة آبائهم وأمهاتهم في تحقيق برنامج مشترك، مؤكدًا أن هذا الجو الأسري المفعم بالمحبة هو أهم مكتسبات الإجازة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات الأحساء محمد العويس محمد العويس الإجازة الصيفية الطلاب في الإجازة الصيفية

إقرأ أيضاً:

قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه

تعصف بالعالم تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة تهدد بخلخلة بنية المجتمعات وتفكيك روابطها وقيمها التقليدية، وتشكل خطرا حقيقيا على استقرارها وازدهارها.

في مقابل ذلك.. يترسخ الترابط الأسري في سلطنة عُمان ليشكل أيقونة فريدة للهوية ودعامة قوية للأمن والاستقرار تحفظ تماسك المجتمع.

والجدير بالنظر أن هذا الترابط الأسري الفريد في المجتمع العماني تأسس عبر التاريخ كبنية ثقافية واجتماعية، تنبع من حضارة عميقة الجذور، أنتجت قيما أصيلة تحكم علاقات الأفراد وتنظم مصالحهم قوامها الشعور بالانتماء والولاء للأرض العمانية، وسياجها الألفة والتضامن، ما يجعل الأسرة أساسًا صلبًا لمجتمع قوي يتفاعل مع تحديات العصر دون أن يفقد اتزانه الحضاري وبوصلته القيمية.

ولعل من أهم سمات البيئة الأسرية في عُمان أنها تقوم على روابط متينة تتجاوز الأطر العاطفة الشكلية لتصل إلى عمق الشعور بالمسؤولية المشتركة والانتماء المخلص لقيم المواطنة ومكتسبات الوطن، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا العام، حيث أظهرت أن 88% من العمانيين يشعرون بوجود ترابط أسري قوي.

هذه النسبة المرتفعة تعكس انسجام الواقع الاجتماعي وترابط مصالح الأفراد وطموحاتهم في البناء والمشاركة المجتمعية في التنمية. كما تعكس بذات القدر صلابة القيم التي يمتاز بها المجتمع العُماني وتحكم سلوك أفراده وتفاعلاته مع المجتمعات الأخرى ويستمد منها قدرته على التمسك بهويته في مواجهة تيارات العولمة والتفكك الذي بات ظاهرة مقلقة في كثير من دول العالم.

ولا شك أن الأسرة تؤدي الدور الأكبر للمحافظة على هذا التماسك الذي ينعم به المجتمع العُماني.. فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على قيم المحبة والتضامن والاحترام، وتعمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية، على ترسيخها. وتوظيف هذه المنظومة لتكوين بيئة حاضنة تعزز الثقة والأمان، وتدفع الأفراد إلى بناء علاقات اجتماعية منسجمة ومستقرة.

ورغم التداعيات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل والمنصات الرقمية على واقع الأسرة، أثبت العمانيون قدرتهم على التكيف مع معطيات العصر، دون أن تنال من سمتهم وأخلاقهم وترابطهم الأسري.. يعضد ذلك المبادرات الداعية إلى استثمار الجوانب المضيئة لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها كأداة لتعزيز الروابط وبناء العلاقات وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الوعي والنضج، المدعوم بثقافة أصيلة تذكي قيمة التكاتف والتكافل والوئام.

إن الحفاظ على هذا التماسك المجتمعي يتطلب وعيًا مستمرًا من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، بضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والانتماء، وتفعيل أدوار المدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون منصات فعالة لبناء المبادرات المجتمعية وتعميق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وبقدر ما نتمسك بترابطنا الأسري، نحمي مجتمعنا من شتات الأفكار الضالة ونمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر أمنا وأملا وتطلعا.

مقالات مشابهة

  • نشرة المرأة والمنوعات| كل ما تريد معرفته عن ثقل الساقين.. نصائح هاني الناظر لمواجهة حرارة الطقس.. حظك اليوم وتوقعات الأبراج الثلاثاء 1 يوليو 2025
  • فعاليات بحرية بكورنيش جدة تستهوي زوار المحافظة مع بدء الإجازة الصيفية
  • متى تنتهي امتحانات الثانوية العامة 2025 في مصر؟.. اعرف موعد الإجازة الصيفية
  • المراكز الصيفية بين رغبة الأهل وموافقة الأبناء .. مقاربة تربوية
  • مشاركة 3200 طالب في الملتقيات الصيفية بالظاهرة
  • قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه
  • مسؤولة بـ«موهبة»: برنامج «الإثرائي الأكاديمي» يتضمن أنشطة لتطوير مهارات الطلبة الموهوبين
  • انطلاق برنامج تدريبي لتنمية المهارات الشخصية لمديري الإدارات بجامعة حلوان
  • أجواء شديدة الحرارة.. «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس اليوم وتوجه نصائح للمواطنين