حذرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) من أن اليمن يواجه أزمة غذائية غير مسبوقة تهدد حياة ملايين السكان، وسط تدهور اقتصادي متسارع، وتصاعد في وتيرة النزاع، وتقلص حاد في المساعدات الإنسانية.

 

وقالت المبادرة في تقرير حديث لها إن أكثر من 18 مليون شخص – أي نحو 52% من السكان في المناطق التي شملها التحليل – سيواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم أكثر من 5.

5 ملايين في حالة طوارئ غذائية، فيما يُتوقع أن يدخل نحو 41 ألف شخص في حالة كارثة غذائية تهدد حياتهم بشكل مباشر بسبب الجوع الحاد وانعدام مصادر الدخل.

 

وحسب التقرير الذي يغطي الفترة من مايو 2025 إلى فبراير 2026، فإن الحالة الكارثية المتوقعة في أربع مديريات خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وهي عبس وكُشر في محافظة حجة، الزهرة في محافظة الحديدة، والعشة في محافظة عمران.

 

وتوقع التقرير أن تشهد مديريات أخرى مثل الظاهر في صعدة وسُوير في عمران تدهورًا مماثلًا في حال تصاعدت حدة النزاع أو استمرت القيود على حركة السكان والمساعدات الإنسانية.

 

وأرجع التقرير أسباب الأزمة إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها الانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى تدهور قيمة الريال اليمني إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 2400 ريال مقابل الدولار الواحد في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، ما تسبب بارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية وفقدان القدرة الشرائية لدى المواطنين.

 

وقال إن التراجع الحاد في حجم المساعدات الغذائية، حيث انخفض عدد المستفيدين من المساعدات في مناطق سلطات صنعاء من قرابة 2.9 مليون شخص إلى أقل من 50 ألفًا بحلول مايو 2025، فيما تواجه مناطق الحكومة تحديات مماثلة مع توقف الدعم الدولي وتراجع مخزونات الغذاء.

 

وأشار إلى أن التغيرات المناخية لعبت دورًا كبيرًا في تفاقم الأزمة، إذ تسببت الأمطار غير المنتظمة في فشل موسم الزراعة، بينما يلوح في الأفق خطر الفيضانات خلال يوليو وأغسطس، ما ينذر بمزيد من الأضرار على المحاصيل والبنية التحتية الريفية.

 

وتوقع أن يتواصل تدهور الوضع الغذائي إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة تشمل استئنافًا واسع النطاق للمساعدات، دعم استقرار الاقتصاد الوطني، وتخفيف حدة النزاع المسلح.

 

وتشمل الفئات الأكثر تضررًا من الأزمة النازحين داخليًا، حسب التقرير المهمشين، العمال بأجر يومي، موظفي الدولة غير المدفوعي الأجر، والصيادين الذين تضرروا بشكل خاص من الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر.

 

ودعا التقرير إلى تحرك دولي فوري لتفادي المجاعة، من خلال ضخ تمويل إنساني عاجل، واستعادة القدرة على تقديم المساعدات الغذائية في المناطق المنكوبة، والعمل على تخفيف القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية، إلى جانب دعم جهود السلام والاستقرار السياسي، بما في ذلك استئناف تصدير النفط والغاز، ووقف التدهور الحاد في سعر العملة.

 

وأكد أن الملايين يقفون اليوم على حافة المجاعة، وأن أي تأخير في الاستجابة سيُترجم إلى فقدان أرواح لا يمكن تعويضها.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مجاعة الأمم المتحدة الأزمة اليمنية تدهور ا

إقرأ أيضاً:

البرش: القطاع الصحي في غزة يواجه أزمة حادة بعد استهداف 38 مستشفى والكوادر الطبية

غزة - صفا

حذر الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، من تدهور حاد في القطاع الصحي نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات والكوادر الطبية منذ بداية الحرب.

وأوضح البرش أن جميع المستشفيات الـ 38 في القطاع تعرضت للاستهداف المباشر، مشيرًا إلى أن 16 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي بعد إعادة تأهيلها، بينما خرجت 22 مستشفى عن الخدمة بالكامل. وأضاف أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات تراجعت من 6000 سرير قبل الحرب إلى 2000 سرير فقط حاليًا.

وأشار إلى أزمة حادة في الإمدادات الطبية، حيث نفدت 50٪ من الأدوية بالكامل، و65٪ من المستلزمات الطبية غير متوفرة، فيما أسفر الاستهداف المتعمد للكوادر الطبية عن استشهاد 1671 عاملًا صحيًا واعتقال 362 آخرين.

ونوّه البرش إلى أن مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس كان أول المستشفيات المستهدفة في 17 أكتوبر 2023، وتعرض لأضرار جسيمة أدت إلى توقفه عن العمل تمامًا في مايو 2025، ما أفقد القطاع خدمات حيوية مثل جراحة الأعصاب ورعاية القلب وعلاج السرطان، التي لا تتوفر في أي مكان آخر في غزة.

وأكد أن هذه الخسائر تعكس حجم الأزمة الإنسانية والصحية في القطاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لدعم المستشفيات وتأمين الحماية للكوادر الطبية.

مقالات مشابهة

  • أزمة سياسية غير مسبوقة في فرنسا.. مخاض عسير لتشكيل حكومة
  • تقرير أمريكي: فيضانات وصراع وتجمد المساعدات يعمقون الجوع في اليمن
  • البرش: القطاع الصحي في غزة يواجه أزمة حادة بعد استهداف 38 مستشفى والكوادر الطبية
  • بعد استقالة ليكورنو.. هل ينجو ماكرون من أعمق أزمة سياسية تهدد فرنسا؟
  • «الأغذية العالمي»: خفض المساعدات يهدد الملايين بالجوع في الصومال
  • أزمة تأشيرات المنتخب الإيراني تهدد مشاركته في قرعة مونديال 2026
  • التجنيس.. أزمة هوية تهدد الرياضة المصرية وناقد رياضي: الوزارة تكتفي بالشعارات والابطال يرفعون اعلام الغير
  • بصل يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة نتيجة النقص الحاد في الإمدادات الأساسية
  • الأغذية العالمي: خفض المساعدات يهدد الملايين بالجوع في الصومال
  • «الأونروا» لـ«الاتحاد»: تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة