سودانايل:
2025-06-03@17:22:26 GMT

أي المصائب لم نواجه لؤمها

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

بلدي بلاد الحضارة العريقة التي يرجع تاريخها لسبع آلاف من السنين , حاضرة معالمها و آثارها التي تمددت علي ارضها الطيبة الواسعة , متعددة التضاريس متنوعة البيئات عاشت عبر العصور تروي عن مجد تليد و تأريخ حافل بالعزة و المهابة و السؤدد . بلدي جميل ذو طبيعة أخاذة متنوعه من سهول منبسطة و جبال متناثرة و أودية جاريه و سحب غائمة ماطره و جداول رقراقه و شمس متوهجه و قمر و زروع و اشجار وطيور و أنعام بلد تمازجت فيها الدماء و تعددت فيها السحنات واختلفت فيها الألسن و تلون فيها الخيال .

و شعب بلادي متحضر , كريم , عفيف , أمين , حفيظ , نبيه , مقدام , متصالح متعاون متكاتف سخي مضياف .

غير أنه مكلوم و مأزوم و عرضة للأحداث الجسام و مسرحا للكوارث الكبيرة . فقد شهد في تاريخه الطويل الممتد كافة صنوف المصائب و كل أنواعها اللئيمة . شهد المجاعات المرة القاسية و تجرع مرارات العدم والفقر و الجوع , و خاض وحل الفيضانات و السيول المدمرة التي أحدثت الغرق و التشرد الخراب , و طالت سهوله و غاباته الحرائق الكبيرة التي التهمت زرعه و هلكت ضرعه و مر بتجربة الأمراض المعدية التي فتكت بالبسطاء و أودت بحياة العجزة والصغار و هاهو الآن كما في كل مرحلة من تأريخه , يشهد حربا لعينة مجنونة تمددت مساحتها و توسعت رقعتها و تعاظم أثرها و تطاير شررها و كأني بها تقول أنني جديرة ايضا بأن أبقي ملمحا ضمن تأريخ هذا البلد المأزوم .

و ها نحن الآن نعيش مرحلة الحرب , أم الكوارث , و أقسي و أمر المصائب , فقد طغي صوت السلاح و أسكت صوت الحكمة وحجي العقل و استقبلت البلاد أزمة أخري تضاف الي أزماتها , فظلل الخوف سماها وانداح الرعب في أرجائها و انتثر البؤس علي أشجارها, فبعدت الشقة بين ابنائها ,فانتشر الموت يحصد الجميع بلا تمييز و كثر النزوح والتشرد و الهروب الي الملاجئ الحزينة فتشتت الأسر و تفرقت بهم السبل . أن أصعب مراحل حياة الانسان هي الحياة التي تفرض عليه بالقوة و القهر و يعيش فيها المرء كسير الخاطر مهيض الجناح , غير قادر علي امتلاك قراراه أو اختيار ما يناسبه من حياة .

لقد عاش الفرد السوداني جراء هذه الحرب مغلوبا علي أمره, يتجرع مرارات القهر ويحيا رعب الحرب و الموت الجماعي أو الانكسار و الخضوع و التعرض للزلة و المهانة . لقد تعرض عدد من ابناء هذه البلاد لكل صنوف العذاب و المذلة وحتي إن نجا من الموت بالرصاص مات جوعا أو مرضا أو طريدا تحت وهج الشمس الحارقة .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خالد سلك.. من لم يمت بطلقة مات بمرض معدلات الموت لكل الأسباب تتزايد كل يوم

قال القيادي في تحالف صمود خالد عمر يوسف، إن وكالة “رويترز” أصدرت تقريراً حمل تقديراً لحجم الخراب في السودان، يقارب 700 مليار دولار، وهو ما يُمثل أضعافاً مضاعفة لحجم إنتاجية البلاد في سنواتها الجيدة.
وأضاف “خالد”، في منشور على “فيسبوك”، أن هذا الرقم يقول ببساطة إن “ما قد تهدم سيصعب بناؤه لسنوات ليست القليلة”، مشيراً إلى أن “الخسارة الأكبر هي الإنسان، فمعدلات الموت لكل الأسباب تتزايد كل يوم”.

العربية_السودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مكالمة تكشف حجم المعاناة.. العراق لتركيا: نواجه التحدي الأصعب
  • المصائب تتوالى على نيمار بعد تعافيه
  • خالد سلك.. من لم يمت بطلقة مات بمرض معدلات الموت لكل الأسباب تتزايد كل يوم
  • ما هو وقت الأضحية في الإسلام؟.. اعرف آراء الفقهاء فيها
  • مستشار رئيس فلسطين: شعار حماس هو الموت لكل سكان غزة لأجل استمرار حكمنا
  • الموت يغيب الإعلامي محمود عبيد الحسني
  • الحرب تدمر مركز أبحاث المايستوما بالسودان: كارثة صحية تتهدد حياة الفقراء
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • وزير الاقتصاد والصناعة لـ سانا: نطمح لبناء سوريا على أسس متينة والفرص الاستثمارية فيها متاحة للجميع
  • أخطاء التي يقع فيها الحجاج.. تصرفات شائعة احذر منها