المغيرة التجاني علي
[email protected]
بلدي بلاد الحضارة العريقة التي يرجع تاريخها لسبع آلاف من السنين , حاضرة معالمها و آثارها التي تمددت علي ارضها الطيبة الواسعة , متعددة التضاريس متنوعة البيئات عاشت عبر العصور تروي عن مجد تليد و تأريخ حافل بالعزة و المهابة و السؤدد . بلدي جميل ذو طبيعة أخاذة متنوعه من سهول منبسطة و جبال متناثرة و أودية جاريه و سحب غائمة ماطره و جداول رقراقه و شمس متوهجه و قمر و زروع و اشجار وطيور و أنعام بلد تمازجت فيها الدماء و تعددت فيها السحنات واختلفت فيها الألسن و تلون فيها الخيال .
غير أنه مكلوم و مأزوم و عرضة للأحداث الجسام و مسرحا للكوارث الكبيرة . فقد شهد في تاريخه الطويل الممتد كافة صنوف المصائب و كل أنواعها اللئيمة . شهد المجاعات المرة القاسية و تجرع مرارات العدم والفقر و الجوع , و خاض وحل الفيضانات و السيول المدمرة التي أحدثت الغرق و التشرد الخراب , و طالت سهوله و غاباته الحرائق الكبيرة التي التهمت زرعه و هلكت ضرعه و مر بتجربة الأمراض المعدية التي فتكت بالبسطاء و أودت بحياة العجزة والصغار و هاهو الآن كما في كل مرحلة من تأريخه , يشهد حربا لعينة مجنونة تمددت مساحتها و توسعت رقعتها و تعاظم أثرها و تطاير شررها و كأني بها تقول أنني جديرة ايضا بأن أبقي ملمحا ضمن تأريخ هذا البلد المأزوم .
و ها نحن الآن نعيش مرحلة الحرب , أم الكوارث , و أقسي و أمر المصائب , فقد طغي صوت السلاح و أسكت صوت الحكمة وحجي العقل و استقبلت البلاد أزمة أخري تضاف الي أزماتها , فظلل الخوف سماها وانداح الرعب في أرجائها و انتثر البؤس علي أشجارها, فبعدت الشقة بين ابنائها ,فانتشر الموت يحصد الجميع بلا تمييز و كثر النزوح والتشرد و الهروب الي الملاجئ الحزينة فتشتت الأسر و تفرقت بهم السبل . أن أصعب مراحل حياة الانسان هي الحياة التي تفرض عليه بالقوة و القهر و يعيش فيها المرء كسير الخاطر مهيض الجناح , غير قادر علي امتلاك قراراه أو اختيار ما يناسبه من حياة .
لقد عاش الفرد السوداني جراء هذه الحرب مغلوبا علي أمره, يتجرع مرارات القهر ويحيا رعب الحرب و الموت الجماعي أو الانكسار و الخضوع و التعرض للزلة و المهانة . لقد تعرض عدد من ابناء هذه البلاد لكل صنوف العذاب و المذلة وحتي إن نجا من الموت بالرصاص مات جوعا أو مرضا أو طريدا تحت وهج الشمس الحارقة .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«يويفا» يرفع إثارة دوري الأبطال بالآلية الجديدة لتوزيع المقاعد
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةيواصل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في موسم 2025/2026، العمل بنفس نظام دوري أبطال أوروبا الذي أُطلق العام الماضي، عبر مرحلة دوري واحدة بمشاركة 36 فريقاً، لتحل محل مرحلة المجموعات التقليدية، ويخوض كل نادٍ 8 مباريات ضد 8 منافسين مختلفين، 4 منها على أرضه و4 خارجها. وتسحب الفرق من أوعية تصنيف، ويواجه كل فريق فريقين من كل وعاء - أحدهما على أرضه والآخر خارجها - ما يضمن تنوعاً وتنافسية أكبر منذ البداية. ويُعدّ تحديد المراكز في مرحلة الدوري أمراً بالغ الأهمية، حيث تتأهل الفرق الثمانية الأولى مباشرة إلى دور الستة عشر، بينما يجب على الفرق المصنفة من التاسع إلى الرابع والعشرين خوض جولة فاصلة من مباراتين لحجز مكانها، وتُقصى الفرق التي تحتل المركز الخامس والعشرين أو أقل من دور المجموعات مباشرة، دون أن تنتقل إلى الدوري الأوروبي. وتستمر في أدوار خروج المغلوب، أفضلية الفريق الأعلى تصنيفاً في مرحلة الدوري باللعب مباراة الإياب على أرضه دائماً، إضافة إلى ذلك، إذا أقصى فريق منافساً أعلى تصنيفاً، فإنه يرث صدارة تصنيف ذلك الفريق لبقية البطولة، وعلى سبيل المثال، إذا فاز الفريق السابع على الأول في دور الستة عشر، فسيتمتع بأفضلية اللعب على أرضه في ربع النهائي ونصف النهائي. وعن آلية توزيع المقاعد الأربعة الجديدة، أضاف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع توسيع عدد الفرق إلى 36، أربعة مقاعد تأهيلية إضافية، موزعة على النحو التالي: «مقعد واحد للنادي الذي يحتل المركز الثالث في الدولة المصنفة خامسة قارياً، ومقعد واحد للنادي المتوج بدوري بلاده من خلال رفع عدد الأندية المتأهلة عبر «مسار الأبطال» من 4 إلى 5، ومقعدان أخيران للاتحادات التي تحقق أنديتها أفضل نتائج جماعية في الموسم السابق. (مجموع عدد النقاط الحاصلة عليها مقسومة على عدد الأندية المشاركة)»، ويهدف هذا النظام إلى إنتاج مباريات أكثر إثارة، وإنشاء مرحلة دوري أكثر تنافساً وإثارة، كما يمنح الفرق فرصاً أكبر للتقدم، مع رفع مستوى المنافسة منذ اليوم الأول.