أطفالي ينامون على الماء والملح.. المجاعة تلاحق أهل غزة كل صباح
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
في أحد مطابخ الحساء المكتظة وسط مدينة غزة، تتنقل هبة الغماري، وهي أم لـ3 أطفال، بين الأواني الفارغة في محاولة يومية لتأمين وجبة تسد رمق صغارها، وسط أزمة غذاء خانقة تُخيّم على القطاع.
وتصحو الأم باكرا وتتوجه قبل شروق الشمس إلى مراكز توزيع الطعام الشعبي، لكنها كثيرا ما تعود دون خبز، أو بطعام لا يكفي عائلتها ليوم كامل.
وتقول إنها أصيبت بحروق أثناء الزحام على أبواب أحد المطابخ، بعدما سُكب الحساء الساخن على يدها خلال تدافع المحتاجين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الشرطة الألمانية تستخدم العنف وتعتقل متضامنين مع غزةlist 2 of 2مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساعدات بغزةend of listوعبّرت الغماري عن شعورها بالعجز عندما يُطالبها طفلها الصغير صباحا بقطعة خبز، بينما لا تملك شيئا لتقدمه. وأكدت أن العائلة غالبا ما تكتفي بالماء والملح قبل النوم.
وتقطن العائلة داخل مبنى مهجور، دون أدنى مقومات النظافة أو العلاج. وتقول الأم إن جسدها امتلأ بلدغات البراغيث، وإن طفلها يعاني من التهاب في ساقه، لكنها تضطر لتجاهل احتياجاتها الصحية من أجل تأمين الطعام.
وتقول الغماري إن المعونات الجوية التي تلقيها الطائرات لا تصل إلى مستحقيها، مشيرة إلى أن عائلتها لم تحصل على شيء من تلك المساعدات.
ووجّهت نداء عاجلا إلى الدول العربية والمجتمع الدولي، طالبة توزيع الطعام والشراب بعدالة وإنصاف، وإنهاء ما وصفته بـ"الكابوس" الذي تعيشه غزة منذ شهور.
وتضيف: "نحن لا نريد سوى أن تُفتح المعابر وتنتهي الحرب، فلم يعد لدينا طاقة للوقوف في طوابير المطابخ للحصول على وجبة لا تكاد تكفي أطفالنا".
إعلانوفي ظل تصاعد الضغط الدولي، أعلنت إسرائيل عن وقف إنساني يومي في 3 مناطق داخل غزة، إلى جانب ممرات جديدة لإيصال المساعدات، بعد أن أثارت صور الأطفال الجائعين موجة استنكار عالمية.
وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الوضع في غزة يتطلب تدفقا ثابتا وطويل الأمد للمساعدات الغذائية، محذّرة من أن المعابر الحالية والممرات المؤقتة لا تلبّي الحاجة المتفاقمة.
وتسببت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في مقتل أكثر 60 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من المدنيين، بينما تواصل إسرائيل قصفها وتضييقها على المناطق السكنية، مما فاقم من أزمة النزوح والجوع وانهيار البنية التحتية للقطاع بالكامل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات التجويع في غزة
إقرأ أيضاً:
الجوع يهدد نحو 22 مليون مواطن.. السودان يواجه مجاعة متزايدة!
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات السودانية المتضررة من المجاعة، اعتبارًا من الشهر المقبل، نتيجة نقص التمويل المتواصل، في خطوة تهدد ملايين المدنيين بالجوع الشديد.
وأوضح روس سميث، مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج، خلال اتصال عبر الفيديو من روما، أن الحصص ستُخفض بنسبة 70% للمجتمعات التي تواجه المجاعة، و50% لتلك المعرضة لاحتمال المجاعة، مشيرًا إلى أن الوضع المالي للبرنامج سيصل إلى مرحلة حرجة للغاية بحلول أبريل المقبل.
وقال سميث: “عائلات تعاني من المجاعة منذ أشهر، وواجهت فظائع جماعية، وتعيش الآن في أماكن مكتظة، ولا تتلقى سوى دعم محدود للغاية”، مؤكدًا أن نقص الخدمات الصحية وعيش النازحين في ملاجئ هشة مصنوعة من القش يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
ويشهد إقليم دارفور مستويات متصاعدة من المجاعة وسوء التغذية، ويتوقع أن تتفاقم الأزمة مع حلول فبراير 2026، مع نفاد المخزونات الغذائية واستمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي اندلع عام 2023 وأدخل السودان في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.
وأظهر أحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي أن نحو 21.2 مليون شخص، أي 45% من سكان السودان، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ما يجعل الأزمة الغذائية واحدة من أكبر التحديات الإنسانية المعاصرة.
وأدى النزاع إلى نزوح مئات الآلاف، حيث فر أكثر من 100 ألف شخص من الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر الماضي، ووصل نحو 15 ألفًا منهم إلى بلدة طويلة المجاورة، بينما يقيم فيها حاليا نحو 650 ألف نازح، بعد قدومهم من مخيم “زمزم” في أبريل الماضي خلال جولات القتال السابقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تفرض فيه المملكة المتحدة عقوبات على قيادات من قوات الدعم السريع في السودان، في محاولة للضغط على الأطراف المتحاربة للحد من العنف وحماية المدنيين، بينما تبقى الاحتياجات الإنسانية هائلة والفجوة بين الموارد المتاحة والاحتياجات الإنسانية ضخمة.