الكيمياء الصناعية تطرح حلا لمعالجة المياه الملوثة بمواد ضارة
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أقدم مهندسو قسم الكيمياء في جامعة كولومبيا البريطانية على تطوير نظام معالجة مبتكر يعمل على إزالة المواد البيرفلورية والبوليفلورية من المياه، والمعروفة كذلك باسم "المواد الكيميائية الأبدية"، ذلك لأنها صعبة الزوال أو التحلل بالشكل الطبيعي ويبقى أثرها طويل الأمد، وتعد هذه الخطوة مهمة في معالجة أحد أهم الملوثات في البيئة.
وتدخل مركبات المواد البيرفلورية والبوليفلورية في نطاق واسع من الصناعات، لا سيما في السلع المستهلكة بكثرة مثل الملابس المقاومة للماء، نظرا لخاصية المقاومة الاستثنائية فيها.
ورغم تعدد استخداماتها وفوائدها، فإن هذه المواد الكيميائية أصبحت ملوثة للبيئة ومسببة عدة مشاكل على مستوى المياه السطحية والجوفية في جميع أنحاء العالم، ومن التبعات الخطيرة المؤثرة على صحة الإنسان مباشرة الإصابة بالسرطان وتلف الكبد.
ويسلط الدكتور والباحث الرئيس يوهان فوستر، في البيان الصحفي الصادر عن الجامعة، الضوء على أبرز التحديات قائلا إن مركبات هذه المواد الكيميائية يصعب تحللها سواء كانت موجودة في البيئة أو حتى في جسم الإنسان، ويهدف هذا العمل إلى تطوير نظام جديد قادر على رصد وإزالة وتدمير هذه المواد الضارة الموجودة في مختلف نقاط تجمع المياه.
ويعتمد النظام المبتكر على ما يُعرف بالعامل الحفّاز، وهو مادة كيميائية تضاف بكميات قليلة للتفاعل الكيميائي بهدف تسريع التفاعل من دون أن تتغير خواص المواد الكيميائية بشكل دائم في المحلول.
وعلى خلاف بقية الطرق الأخرى اليوم، التي تعتمد إما على عملية تعقب المواد الكيميائية الأبدية أو على إزالتها فحسب، فإن نظام جامعة كولومبيا البريطانية المبتكر يضم كلتا الخاصيتين، ويشير الدكتور فوستر إلى أن نظامهم المبتكر سريع نسبيا وقادر على معالجة كميات كبيرة من الماء.
وبطبيعة الحال، فإن مرشّحات معالجة المياه تتطلب مستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية للعمل، إلا أن هذا النظام المبتكر قادر على إنجاز المهام في ظروف قياسية ومستويات منخفضة من الأشعة فوق البنفسجية، إذ أظهرت نتائج الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر" أن النظام كان قادرا على إزالة مادة "حمض البيرفلوروكتانويك" (نوع من المواد الكيميائية الأبدية) بنسبة 85% في بيئة منخفضة الإضاءة.
ويوضح الدكتور المشارك في الدراسة رافائيل موريرا أن هذه الخاصية تمنح النظام المبتكر ميزة فريدة للعمل في الأماكن التي تنعدم فيها أشعة الضوء، ويشير إلى مدى تعدد التطبيقات المحتملة من معالجة مياه البلديات إلى عمليات التصفية الصناعية الخاصة.
فضلا عن كونه حلا منخفض التكلفة قادرا على التصدي لمشكلة تلوث المياه حول العالم، يعقّب فوستر قائلا إن النظام المبتكر قادر على القضاء على ما يصل من 90% من المواد الكيميائية الضارة في الماء في غضون 3 ساعات فقط، وهو أسرع بكثير من بقية الحلول المشابهة في الأسواق، على حد وصفه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المواد الکیمیائیة
إقرأ أيضاً:
جهود مكثفة لمعالجة التلوث الزيتي بشواطئ صلالة
صلالة - بخيت الشحري
تواصل الجهات المختصة بمحافظة ظفار جهودها على مدار الساعة لإزالة آثار التلوث الزيتي الذي امتد على طول الساحل من خور صلالة إلى فندق هيلتون في شاطئ عوقد، والمنطقة الغربية من شاطئ ريسوت، فيما أكد مسؤولون عدم رصد أي تسربات جديدة في المناطق المتضررة.
وتُشارك فرق فنية متخصصة من المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار بالتنسيق مع بلدية ظفار وعدد من الجهات المعنيّة، إذ تعمل على إزالة الملوثات باستخدام الآليات المعتمدة ضمن خطة الاستجابة الوطنية، وبالتعاون مع ميناء صلالة وشركات متخصصة في حماية البيئة. كما شملت الاستجابة إجراء فحوصات ميدانية للشواطئ المجاورة للتأكد من خلوّها من أي تلوث، واتخاذ إجراءات احترازية تضمنت إغلاق بعض المداخل المؤدية إلى الشواطئ المتضررة بالتعاون مع بلدية ظفار وشرطة عُمان السُّلطانية؛ حفاظًا على السلامة العامة وضمان انسيابية عمليات التنظيف.
وأكد المهندس زهران بن أحمد آل عبدالسلام، مدير عام المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار بالندب، أن الاستجابة العاجلة مكّنت الفرق من احتواء التلوث والحد من انتشاره، موضحًا أن عمليات التنظيف المكثفة التي استمرت لعدة أيام لاستعادة نقاء الشواطئ.
وأضاف أن الجهود المبذولة لا تقتصر على إزالة التلوث الظاهري، بل تشمل حماية النظم البيئية البحرية والساحلية، نظرًا لما تمثله من أهمية بيئية واقتصادية، مشيرًا إلى تنفيذ مسوحات دقيقة لتحديد بؤر التلوث ووضع خطة استجابة شاملة ركزت على المناطق الأكثر تأثرًا باستخدام وسائل يدوية وآلية مناسبة. واختتم المهندس زهران آل عبدالسلام بالإشادة بالدور الفاعل لجميع الجهات المشاركة في أعمال الاستجابة، وتشمل مكتب محافظ ظفار، وبلدية ظفار، وشرطة عُمان السُّلطانية، والقطاعات العسكرية وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، مؤكدًا أن هذا التنسيق أسهم في إنجاح جهود معالجة التلوث البيئي.
من جانبه، أوضح ممدوح بن سالم المرهون، مدير مركز الطوارئ البيئية، أنه تم تفعيل الخطة الوطنية لمكافحة التلوث الزيتي (المستوى الثاني) فور رصد الحادثة، مما أسهم في تسريع وتيرة الاستجابة وحشد الموارد اللازمة وتنسيق الجهود بكفاءة، مبينًا أن التواصل جارٍ مع المنظمات الدولية والإقليمية المختصة لتحديد مصدر التلوث واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن. كما أكد حاتم بن سالم المهري، مدير دائرة صون الطبيعة بالندب، أن العمليات الميدانية مستمرة لضمان إزالة أي آثار متبقية، لافتًا إلى أن فرق الرصد تواصل أعمال المتابعة والتقييم لضمان استعادة البيئة الساحلية بشكل كامل والوقاية من أية مخاطر مستقبلية.