حزب الأمة القومي، قال إن السودان يواجه مجموعة من التحديات المعقدة، تتطلب العمل على تعزيز الوحدة الوطنية كأولوية.

الخرطوم: التغيير

حذر حزب الأمة القومي، من أن انعدام الوحدة الوطنية في الظرف الذي يمر به السودان، يؤدي إلى زيادة الانقسام والاضطرابات وتوسع العنف وظهور جماعات متطرفة تعيق تحقيق السلام وتصدر العنف لدول الجوار والإقليم.

ودخلت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف ابريل العام الماضي شهرها السابع عشر، وتزايدت كلفتها البشرية والمادية فيما يستمر التصعيد دون بارقة أمل في حل سلمي.

اضطرابات غير مسبوقة

وقال رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر في رسالته الاسبوعية بعنوان (أهمية الوحدة الوطنية في وقف الحرب) اليوم الخميس، إن الوطن يمر باضطرابات اجتماعية غير مسبوقة تتطلب تضافر الجميع لإحياء وتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية كركيزة أساسية في الخطاب المشجع لوقف الحرب.

وأضاف: “الوحدة الوطنية ضرورية لضمان التعايش السلمي وإحباط مخططات استمرار الحرب”.

واعتبر أن غياب هوية وطنية موحدة يمهد الطريق لصراعات قائمة على الهوية، والتي يمكن أن تتصاعد إلى مواجهات عسكرية أهلية شاملة، وأزمات إنسانية مطولة.

وأكد أن حزبه سيسعى وبالتعاون مع شركائه لخلق بيئة يشعر فيها السودانيون بالانتماء والولاء لوطنهم، متجاوزين الاختلافات العرقية والدينية والثقافية مما يعزز التعاطف، التعاضد والمسؤولية الجماعية  بيت ابناء وبنات الوطن.

وقال برمة: “عندما تتعرض الوحدة الوطنية لازمة، تتصاعد مخاطر الحروبات، وتقود للتفكك على أسس عرقية مدمرة”.

تجنب النزاعات

وأشار إلى أن الواقع الهش بعد حرب أبريل 2023م سمح لمختلف الفصائل باستغلال الاختلافات بين المجموعات، مما أدى إلى عنف وحشي على الوطن والمواطن وتجييش على أساس القبيلة مزق النسيج الاجتماعي الذي بذل فيه  السودانيون المهج والأرواح.

وأضاف: “هذا الواقع لا مخرج منه إلا من خلال توطيد دعائم الوحدة الوطنية التي تعتبر وسيلة ناجعة لايقاف الحرب”.

وأشار إلى ضرورة الوحدة الوطنية في تجنب النزاعات الأهلية المحتملة وتقليل مخاطر الحرب على وحدة السودان، من خلال تعزيز التماسك الاجتماعي، وتمكين الحكم المدني الفعال، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية الرشيدة.

وتابع: “تعمل الوحدة الوطنية كحصن ضد المجموعات غير الراشدة التي تدق طبول الحرب وتدعم استمرارها الذى سيقود الوطن للتفتيت والتمزيق”.

وزاد برمة: “إن وطننا الحبيب يواجه مجموعة من التحديات المعقدة، ولذلك يجب أن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية كأولوية لكل الوطنين الساعين لتحقيق السلام الدائم بالوطن الحبيب”.

واختتم: “الاهتمام بالوحدة يعزز القوة الوطنية، ويعمل كحصن متين  في إيقاف  الحرب، ونحن فى هذه المعركة نهتدي بقول رسولنا الكريم (أفشوا السلام بينكم)”.

الوسومالجيش الحرب الخرطوم الدعم السريع السلام السودان العنف جماعات متطرفة حرب ابريل 2023م حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحرب الخرطوم الدعم السريع السلام السودان العنف جماعات متطرفة حرب ابريل 2023م حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر حزب الأمة القومی الوحدة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان

في زمنٍ تتداخل فيه رياح الحرب مع رياح المرض، يتحول السودان إلى ساحةٍ مفتوحة لأزمات مزدوجة تنهش جسد الوطن المتهالك. فبينما تتصاعد المعارك في المدن الكبرى، وتُقصف المستشفيات وتُستهدف الأحياء المدنية، يتفشى وباء الكوليرا كضيف ثقيل في وطن لا يقوى على استضافة الأوبئة. 

وفي ظل البنية الصحية المنهارة والدمار الذي طال المرافق الطبية، يجد الأطباء أنفسهم في سباق يائس مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فكيف تسير خارطة انتشار الكوليرا؟ وما أبرز التحديات التي تواجه جهود احتوائه في قلب المعارك؟ هذا التقرير يرصد التفاصيل الدقيقة للوضع الميداني والصحي في السودان، في لحظة مفصلية من تاريخه الحديث.

التصعيد العسكري في كردفان وتداعياته الإنسانية

تشهد ولاية شمال كردفان، وتحديدًا مدينة الأبيض، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت معارك ضارية في محاور مختلفة من إقليم كردفان الكبرى، الذي يضم ولايتي شمال وجنوب كردفان. ووفقًا لمصادر عسكرية ميدانية، فإن قوات الدعم السريع تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من المدن الاستراتيجية، بعد أن كانت تحت سيطرة الجيش السوداني.

وتُعد مدينة الخوي من أبرز المناطق المتنازع عليها، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كمفترق طرق حيوي. غير أن أخطر تطور ميداني وقع في مدينة الأبيض، حيث قصفت قوات الدعم السريع مستشفيين رئيسيين هما مستشفى الضمان والسلاح الطبي، ما أدى إلى دمار واسع وخسائر بشرية، من بينهم كوادر طبية وعاملون في القطاع الصحي.

كما استخدمت قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة لاستهداف منشآت مدنية، من بينها محطة الكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة. وأعلنت إدارة مستشفى الضمان تعليق العمل وإغلاق أبواب المستشفى لمدة أسبوعين بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به جراء القصف، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني والصحي.

انتشار وباء الكوليرا وسط انهيار المنظومة الصحية

في موازاة التصعيد العسكري، يواجه السودان كارثة صحية متفاقمة بسبب تفشي وباء الكوليرا، الذي استشرى في عدة ولايات بشكل يهدد بكارثة إنسانية وصحية كبرى. وبحسب اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، فقد تم تسجيل أكثر من 1540 حالة وفاة خلال ثلاثة أيام فقط في ولاية الخرطوم وأم درمان، في رقم صادم يعكس عمق الأزمة.

وأكد المتحدث باسم اللجنة، الدكتور سيد محمد عبد الله، أن هناك مخاوف جدية من انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل، خاصة في ظل توقف العمل في نحو 45% من المنشآت الصحية، وتدمير أو تعطل 80% من المستشفيات بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

كما سُجلت 91 حالة إصابة بالكوليرا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، من بينها 10 وفيات مؤكدة، بينما تم نقل 26 حالة إلى مراكز العزل الصحي. وتشير البيانات المتوفرة حتى الآن إلى انتشار المرض في ما لا يقل عن 7 ولايات سودانية، وسط غياب كامل للبنية التحتية الصحية، ونقص شديد في الأدوية والمحاليل الوريدية ومستلزمات العزل.

ويعاني الأطفال بشكل خاص من هذا التفشي، في ظل عدم توفر حملات تطعيم، وتردي خدمات الإصحاح البيئي، وعدم انتظام إمدادات المياه النظيفة.

تحديات الاستجابة المحلية والمناشدات الدولية

تُعد الكوليرا مرضًا يمكن السيطرة عليه نسبيًا في حال توفر نظام صحي فعّال ومياه نظيفة، غير أن الحالة في السودان تختلف تمامًا. فمع غياب السلطة المركزية القادرة على تنسيق الجهود، وتهدم المؤسسات الصحية، وانتشار النزوح الجماعي داخل المدن وخارجها، تبدو محاولات السيطرة على الوباء غير كافية.

وقد ناشدت نقابة أطباء السودان وناشطون في المجال الإنساني المجتمع الدولي للتدخل العاجل، وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، لتوفير الإمدادات الطبية اللازمة، وتنسيق حملات تطهير المياه، وتوزيع محاليل الإماهة الفموية ومضادات العدوى.

ويُعد توفر مراكز العزل المناسبة وتدريب الكوادر الصحية من أبرز الأولويات، إلى جانب دعم المناطق المتضررة بمولدات كهرباء ووسائل نقل إسعافي، خاصة بعد استهداف محطات الكهرباء والمرافق الحيوية.

وفي خضم صراع دموي طاحن بين قوات متنازعة، ينبثق وباء الكوليرا كعدو خفي لا يقل فتكًا عن الرصاص، متسللًا إلى أزقة المدن وبيوت النازحين ومراكز الإيواء. وبين القصف والعطش، وبين الجوع والمرض، يختنق المواطن السوداني بحلقات متشابكة من المعاناة. إنّ ما يحدث اليوم في السودان ليس مجرد أزمة صحية أو صراع مسلح، بل مأساة وطنية شاملة تستوجب استجابة دولية عاجلة، قبل أن تتحول البلاد إلى مقبرة جماعية للصحة والحياة معًا.

طباعة شارك السودان انتشار الكوليرا الكوليرا

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية الروسي يحذر من اندلاع مواجهة عسكرية بمنطقة بحر البلطيق
  • الاتحاد الوطني الأردني يهنئ الملك وولي العهد والشعب الأردني بالمناسبات الوطنية الخالدة
  • حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان
  • المدرب العالمي بيب جوارديولا: معاناة السودان وفلسطين تستحق الاهتمام
  • كاتس يحذر الحوثي: ستواجهون حصارا شاملا إن لم تتوقف الهجمات
  • احتجاجات حميدتي بصوت خالد عمر!
  • هل ينجز كامل إدريس شيئاً بكتابيه؟
  • التناقضات والمعايير المقلوبة في اعتذار مبارك الفاضل
  • عادل الباز يكتب: سياسة امريكا.. ثلاثية وقدها رباعي.!!
  • بسبب الحرب.. انهيار أدوات مواجهة الكوارث البيئة في السودان