بحال فوزه.. ترامب يعتزم تعيين ماسك مدققا لأداء الحكومة الفدرالية
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
كشف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، الخميس، عن خطة لتعيين الملياردير، إيلون ماسك، على رأس لجنة معنية بالكفاءة الحكومية للحد من الهدر في الإنفاق الذي يكلف "تريليونات" الدولارات.
وأفاد ترامب أمام شخصيات من دوائر المال والأعمال في نيويورك بأن ماسك الذي اقترح الفكرة، سيشرف على "مراجعة كاملة للحسابات المالية والأداء للحكومة الفدرالية بكاملها" في إدارته الثانية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
ويخوض ترامب معركة انتخابية تتقارب فيها النتائج إلى حد كبير، للفوز بولاية ثانية على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، التي تتولى حاليا منصب نائبة الرئيس وتمضي الأيام المقبلة في بنسلفانيا للاستعداد لمناظرة متلفزة حاسمة بين الخصمين، الثلاثاء المقبل.
وقال ترامب أمام "نادي نيويورك الاقتصادي" إن هذه اللجنة ستضع خطة تحرّك "للقضاء تماما على الاحتيال والمدفوعات غير السليمة في غضون ستة أشهر".
وأشار إلى أن الخطوة يمكن أن توفر "تريليونات الدولارات".
وقال في خطابه الذي انتقد فيه أيضا استثمار إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، في مكافحة تغير المناخ إنه "بدلا من مهاجمة صناعات المستقبل، سندعمها".
واتهم الرئيس السابق خصوصا منافسته الديمقراطية هاريس بالرغبة في تنفيذ "برنامج يساري متطرف" قال إنه يشكل "تهديدا أساسيا لازدهار كل أسرة أميركية".
وتابع ترامب "نحن في أزمة اقتصادية، أمة فاشلة، أمة في تدهور خطير".
وفي استعراضه خطة اقتصادية مختلفة تماما عن تلك التي عرضتها هاريس قبل انتخابات الخامس من نوفمبر، تعهد ترامب خفض الضرائب في خطوة تقدر "بلومبرغ" بأنها ستكلف أكثر من 10 تريليونات دولار على مدى عقد.
وشدد ترامب (78 عاما) على خطته لخفض الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية على الواردات وتسهيل الإجراءات الإدارية.
كذلك، تعهد بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة في العالم مشددا على أنه سيلغي قانون بايدن الأبرز بشأن تغير المناخ والضرائب والمعروف بـ"قانون خفض التضخم".
وتابع ترامب "يقول البعض إن هذه قومية اقتصادية. أنا أسميها الفطرة السليمة، أسميها أميركا أولا".
"نتائج متقاربة"من جانبه، قال ماسك على منصته "أكس"، "أتطلع إلى خدمة أميركا إذا سنحت لي الفرصة. لا حاجة لا لمقابل مادي ولا منصب ولا تقدير".
ولم تُكشف بعد الطريقة التي ستعمل من خلالها لجنة الكفاءة المطروحة.
ومن دون التعليق على جوهر الإصلاحات التي طرحها ترامب، توقع كارل توبياس، أستاذ القانون في جامعة ريتشموند في فرجينيا، أن يواجه تعيين ماسك "معارضة من الكونغرس والعديد من الجماعات والشخصيات الأخرى".
وقال توبياس لوكالة فرانس برس "ستكون هناك أيضا أنواع من تضارب المصالح، بخاصة الاقتصادية، بالنظر إلى القضايا التي تربط" ترامب وماسك.
وبينما أدلى ترامب بتصريحاته، وصلت هاريس إلى ولاية بنسلفانيا التي تؤدي دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية الأميركية حيث تفيد تقارير بأنها ستمضي خمسة أيام استعدادا لمناظرتها مع ترامب.
ولا يشمل جدول أعمالها أي تجمعات انتخابية مقررة هناك. وستقضي معظم وقتها وهي تضع استراتيجيات مع مستشاريها وتحضر محاور هجماتها بينما تلتقي ناخبين بشكل غير رسمي.
وعزز دخول هاريس على خط السباق قبل أسابيع حماسة الديمقراطيين الذين كانوا يشعرون باليأس حيال فرص فوز بايدن على ترامب. لكن الحزبين يستعدان اليوم لانتخابات ستكون نتائجها متقاربة جدا في الخامس من نوفمبر.
ويتوقع أن تكون بنسلفانيا وجورجيا وبضع ولايات أخرى متأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حاسمة. وتظهر استطلاعات رأي نتائج متقاربة جدا في معظم هذه الولايات.
وقالت هاريس أمام حشد، الأربعاء، في نيوهامبشر حيث كشفت عن مقترحات اقتصادية تشمل خفض معدل ضريبة أرباح رأس المال أكثر مما ورد في خطة بايدن في مسعى لجذب الناخبين المعتدلين، إن "نتائج هذا السباق ستكون متقاربة حتى النهاية".
وستكون المناظرة أول اجتماع على الإطلاق بين هاريس وترامب، إذ رفض الرئيس السابق حضور مراسم تنصيب بايدن بعدما أصر على أنه تم التلاعب بنتائج انتخابات 2020.
وتذكّر استعدادات هاريس في بنسلفانيا بالأسبوع الذي أمضاه بايدن في كامب ديفيد في ولاية ميريلاند وهو يحضر لمناظرته الكارثية مع ترامب في 27 يونيو والتي أنهت فعليا حملته الرئاسية.
وستعتمد نائبة الرئيس على المستشارة، كارين دان، التي قادت التحضيرات لمناظرة، باراك أوباما، في 2012، وهيلاري كلينتون، في 2016، إضافة إلى المستشارة البارزة، روهيني كوساوغلو.
"بغيضون"أما ترامب فقال من جهته إنه يستعد كما فعل عندما واجه بايدن، عبر المشاركة في نقاشات في إطار الحملة وعقد اجتماعات للبحث في السياسة مع مجموعة من المساعدين.
وخلال منتدى للقاء الناخبين نقلته شبكة "فوكس نيوز"، الأربعاء، في بنسلفانيا، اتهم الجمهوري "ايه بي سي" التي تستضيف المناظرة بالتحيز ووصف الشبكة وأحد أبرز مقدميها بأنهم "بغيضون" بينما زعم أن هاريس ستحصل على أسئلة المناظرة سلفا.
وقال "إنهم بغيضون جدا وأعتقد أن الكثير من الناس سيتابعونها لرؤية درجة قذارتهم ومدى عدم إنصافهم".
ونشرت "ايه بي سي نيوز" قواعدها للمناظرة، الأربعاء. وعلى غرار المواجهة بين بايدن وترامب، سيتم إغلاق الميكروفون الخاص بكل مرشح عندما يكون الدور للمرشح الآخر في الكلام.
وأفادت "ايه بي سي" في بيان بأنه لن يكون هناك جمهور في القاعة و"لن تتم مشاركة أي مواضيع أو أسئلة مع الحملات أو المرشحين مسبقا".
وسيتحدث ترامب، الخميس، عن بُعد أمام تجمع لـ"ائتلاف اليهود الجمهوريين" في لاس فيغاس.
وعادت مخاوف الملياردير الجمهوري القانونية إلى الواجهة، الخميس، إذ عقدت جلسة للمحكمة حضرها مدعون عامون ومحامو الدفاع للنظر في قضية ترامب المرتبطة باتهامه بالتآمر لتغيير نتيجة انتخابات 2020. وأصر ترامب على براءته.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ساهم بإعادة ترامب.. كتاب يكشف تستر الديمقراطيين على تدهور صحة بايدن
واشنطن- صدر قبل أيام كتاب "الخطيئة الأصلية: تدهور الرئيس بايدن والتستر عليه واختياره الكارثي للترشح مرة أخرى"، الذي يُفصل في كيفية تستر قيادات الحزب الديمقراطي، بالتواطؤ مع عائلة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، على تدهور حالته العقلية والصحية خلال العامين الأخيرين من فترة حكمه.
وفي 319 صفحة و18 فصلا، عرض الصحفيان الأميركيان المخضرمان جيك تابر (المذيع بشبكة سي إن إن) وأليكس طومسون (كبير مراسلي موقع أكسيوس بالعاصمة واشنطن) عن تفاصيل لم يكشف عنها من قبل بشأن هذا التستر، وكيف أسهم ذلك في إعادة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض.
ويستند الكتاب -الذي صدر عن دار نشر بينغوين- إلى أكثر من 200 مقابلة، معظمها مع ديمقراطيين قريبين من بايدن، وأُجريت جميعها تقريبا بعد انتهاء انتخابات 2024.
بداية التدهور
يستدعي الكتاب لحظات لم يتعرف فيها بايدن على أشخاص قريبين منه، مثل مساعده مايك دونيلون، أو الممثل الشهير جورج كلوني. ويجادل بأن هناك نسختين من الرئيس السابق، واحدة "تعمل" والأخرى "غير عاملة". وعملت الدائرة المقربة منه على حماية النسخة "غير الفعالة" من الظهور أمام الأميركيين، بمن فيهم عديد من مسؤولي البيت الأبيض.
إعلانويُرجع الكتاب بداية تدهور حالة بايدن، وفقده تسلسل أفكاره في محادثات مهمة، ونسيانه تواريخ مهمة، بما في ذلك وفاة ابنه الأكبر بو، إلى بدايات 2023 (أي العام الثالث في فترة حكمه)، ورغم تأكد الجميع من ذلك، فإن بايدن اتخذ أحد أكثر القرارات مصيرية في تاريخه السياسي بإعلانه خوض انتخابات 2024، وسط جهود يائسة لإخفاء مدى هذا التدهور الذي عانى منه.
وظهرت الطامة الكبرى لبايدن والديمقراطيين في مناظرته الرئاسية مع ترامب في 27 يونيو/حزيران 2024، التي كشفت للأميركيين وللعالم عن حجم الخداع وعمق التستر المحيط بترشح بايدن وعدم قدرته على أداء مهامه الخطيرة، وعلى رأسها كونه القائد الأعلى للقوت المسلحة الأميركية.
يأخذنا الكاتبان تابر وطومسون إلى النقاشات الخاصة المغلقة في دوائر الحزب الديمقراطي، ودهاليز منظومة الحكم الأميركية، ويكشفان عن حجم المشكلة وعدد الأشخاص الذين يعرفون عنها سواء من موظفي البيت الأبيض من أعلى المستويات إلى أدناها، أو من قادة الكونغرس إلى الوزراء، ومن حكام الولايات إلى المانحين ونجوم هوليود.
واعتبرا أن الحقيقة تُظهر أن قرار بايدن بإعادة الترشح -وإن بدا نرجسيا ومتهورا على نحو صادم- لم يكن له أي سوابق مماثلة تاريخية بما يستدعي كثيرا من المساءلة، والاستقصاء الذي قد يستمر لعقود.
ويشيران إلى مفارقة لاذعة ارتكبها قادة الديمقراطيين، فباسم هزيمة ما سموه تهديدا وجوديا للديمقراطية المتمثل في ترامب، أنكروا وجود مشكلات صحية وذهنية بدت واضحة للشعب الأميركي خلال السنوات الأخيرة، مما أدى للحكم على الديمقراطيين بالهزيمة.
ومثّل قرار بايدن بإعادة الترشح ما وصفها الكاتبان بـ"الخطيئة الأصلية" له، واعتبرا أن دعم هؤلاء القادة لذلك تمهيد غير محسوب لدفع ثمن باهظ يهدد بالفعل ديمقراطية أميركا، ألا وهو عودة ترامب التاريخية للسلطة.
إعلان مجموعة مغلقةويقول الكاتبان إن "ما رآه العالم في مناظرة بايدن الوحيدة (مع ترامب) لم يكن حالة شاذة، لم يكن شخصا غير مستعد أو مفرِطا في الاستعداد أو متعبا بعض الشيء. لقد كانت نتيجة طبيعية لرجل يبلغ من العمر 81 عاما تتضاءل قدراته لسنوات. إذ جعل بايدن وعائلته وفريقه مصلحتهم الذاتية وخوفهم من فترة ولاية أخرى لترامب تبرر محاولة وضع رجل مسن -مضطرب في بعض الأحيان- في المكتب البيضاوي لمدة 4 سنوات أخرى".
وذكرا أن بايدن كان محميا من مجموعة معزولة ومغلقة تحيط به طوال الوقت، وعلى رأسها زوجته جيل وابنه هانتر، ومساعدون قدامى أطلقا عليهم وصف "المكتب السياسي"، في إشارة إلى لجنة قيادة الأحزاب الشيوعية في الاتحاد السوفياتي.
وأضافا أن السيناتورة الديمقراطية السابقة من ولاية ميشيغان، ديبي ستابينو، سألت السيدة جيل بايدن سؤالا غير مباشر عقب المناظرة بأيام، قائلة: "لا نعرف إذا ما كان هذا شيئا يحدث لمرة واحدة، أو أن هناك شيئا آخر يحدث مع الرئيس. لكني أعرف أنك تعرفين"، ولم تجب السيدة الأولى عن السؤال، وعبّرت عن غضبها من مغزاه.
وتضمّن الكتاب إشارة للحظات اعتبرت فيها عائلة بايدن أنه يتمتع بما يلزم للقيام بمهامه والتقدم لإعادة الانتخاب. فبعد أدائه الجيد في "خطاب حالة الاتحاد" في مارس/آذار 2024، انزعج بعض مساعدي البيت الأبيض بشدة عندما خاطب بايدن فصلا من طلاب إحدى المدارس الثانوية لاحقا بكلمة عفوية غير مكتوبة، وصرخ أحد المساعدين قائلا: "ما الذي رأيناه للتو؟ لن ينجح ولا يستطيع فعل ذلك! هذا جنون".
وبعد أيام من صدور الكتاب، تضاعف الاهتمام به وبتركيزه على عُمر بايدن وصحته، وذلك بعدما قال مكتب بايدن -في بيان- إن الرئيس السابق تم تشخيصه بحالة متقدمة من سرطان البروستاتا الذي امتد ووصل إلى عظامه، وإنه وعائلته "يراجعون خيارات العلاج مع أطبائه".
إعلانأثار التشخيص سيلا من الدعم والأمنيات الطيبة لبايدن، بما في ذلك تغريدة ترامب على منصته "تروث سوشيال"، قائلا "أنا وميلانيا حزينان لسماع التشخيص الطبي الأخير لبايدن. نتقدم بأحر وأطيب أمنياتنا لجيل زوجته والعائلة، ونتمنى له الشفاء العاجل والناجع".
تشخيص بايدن بالإصابة بسرطان البروستاتا من النوع الخبيث pic.twitter.com/ItVDl2Ze6c
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 18, 2025
لقاء عاصفكذلك نشر موقع أكسيوس تسجيلا صوتيا من مقابلة بايدن مع المستشار الخاص روبرت هور بشأن تعامله مع الوثائق السرية، وهي التحقيقات التي اختار رئيس فريق التحقيق فيها عدم توجيه الاتهام إلى بايدن لإساءة التعامل مع المعلومات السرية جزئيا بسبب الطريقة التي ستنظر بها هيئة المحلفين إلى عمره، مما تسبب في غضب الديمقراطيين حينذاك، خاصة بعدما قال إن بايدن كان "رجلا مسنا وحسن النية وذا ذاكرة سيئة".
في الفترة التي سبقت قرار بايدن في يوليو/تموز 2024 بالانسحاب من السباق الرئاسي، أشار الكتاب إلى لقاء عاصف جمع بايدن وتشاك شومر زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ وزميل بايدن السابق لأكثر من 30 عاما، الذي سافر إلى ولاية ديلاوير لإجراء المحادثة الصعبة.
وكتب المؤلفان أن شومر أخبر بايدن أنه سيحصل على 5 أصوات فقط إذا كان هناك اقتراع سري للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وحذره من أنه "سيسجل في التاريخ الأميركي بوصفه واحدا من أسوأ الشخصيات". وردّ بايدن "هل تعتقد أن كامالا يمكن أن تفوز؟"، وأجاب شومر: "لا أدري. أنا فقط أعلم أنه لا يمكنك أن تفوز".
بعد إعلان مرض بايدن.. ترمب يبدي تعاطفه معه بعد سنوات من السخرية والانتقاد. pic.twitter.com/GVbXMJ6bB0
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 19, 2025
ودافع بايدن وزوجته عن أدائه رئيسا -في مقابلة مشتركة مع برنامج على شبكة "إيه بي سي" جرت قبل أيام- ورفضا ما اعتبراها ادعاءات بمعاناته من تدهور معرفي وذهني خلال عامه الأخير في منصبه. وقالت جيل إن "الأشخاص الذين كتبوا هذا الكتاب لم يكونوا في البيت الأبيض معنا، ولم يروا مدى صعوبة عمل جو كل يوم".
إعلانكما انتقد مكتب بايدن ما جاء في الكتاب، وصرح أحد مساعديه بأنه "ما زلنا ننتظر أي شيء يوضح أين كان على بايدن اتخاذ قرار رئاسي، أو أين تعرض الأمن القومي للتهديد، أو حيث كان غير قادر على القيام بعمله. بل تشير الأدلة إلى عكس ذلك؛ لقد كان رئيسا فعالا للغاية".
في النهاية، ذكّر الكاتبان القراء بما تعهد به بايدن عندما أطلق محاولته الناجحة لانتخابات عام 2020 بهدف معلن يتمثل في إنقاذ الأمة من ولاية رئاسية ثانية لترامب، ويصبح رئيسا لفترة واحدة انتقالية ليكون جسرا يمهد لجيل جديد من القادة الديمقراطيين. ولم يفِ بايدن بتعهده، بل عمل جسرا بين رئاستي ترامب الأولى والثانية.