جنين- "أهلنا الأعزاء لمن استطاع الوصول إلينا وفرنا بعض أنواع الخضر، يتم توزيعها مجانا، حمانا الله وإياكم وأزال عن جنين وأهلها كل شدة"، كان هذا منشورا وضعه محمود زيدات صاحب محل تجاري كبير (سوبرماركت) في جنين على صفحة المحل في فيسبوك، في محاولة منه لمساعدة الأهالي في الحصول على شيء من الخضر في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينة منذ 9 أيام.

يقول محمود عن المبادرة التي بدأها بشكل شخصي في محله الموجود في شارع الناصرة على المدخل الشمالي للمدينة "بعد ثالث يوم للاقتحام والذي كان الجمعة الماضية، كان سكان الحي يطلبون مني فتح المحل، لأنهم بحاجة للتزود بالمؤن والمواد الغذائية والماء، وبعد تأكدي من استقرار الوضع الأمني في محيط موقع المحل قررت أن أفتحه للناس".

مناشدات محلية

تتركز احتياجات الناس على الخضر، خاصة مع قطع التيار الكهربائي عن المنازل مما أدى لتلف عدد كبير من المؤونة والخضراوات.

يقول زيدات للجزيرة نت "تزامن الاقتحام مع نهاية الشهر، والناس يعتمدون على الرواتب الحكومية، هناك قلة الطعام في المنازل والمدينة بشكل عام والأسواق مغلقة، ومحلات الخضر وحتى الدكاكين الصغيرة لا يمكن أن تعمل أوقات الاقتحام".

تواصل زيدات مع المزارعين في قرية الجلمة الواقعة في الشمال والبعيدة نسبيا عن المواجهة والاشتباكات، ونسق معهم كيفية نقل سيارات محملة بالخضراوات بشكل يومي لمحله.

"وفرت الخضراوات بالمجان لكل من يستطيع الوصول إلى المحل"، يقول زيدات.

جزء من تبرعات وصلت إلى مدينة جنين من رام الله (مواقع التواصل ) انتشار للحملة

وألهمت مبادرة زيدات عدة محلات ودكاكين لتنطلق في تطبيق الفكرة ذاتها في عدد من أحياء مدينة جنين، معتبرين أن ما يجري يمثل ما اعتاد عليه أهل جنين من تضامن وتعاضد على مدى السنوات المختلفة.

ويذكر بعضهم بـ18 يوما التي عاشها أهالي مخيم جنين تحت اجتياح آليات ودبابات الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا طعام ولا شراب في أزقة المخيم، حينما كانت المساعدات تصل إلى أطراف المخيم، بطرق غير مباشرة.

ووسط مدينة جنين، وضع صاحب محمصة للقهوة والسكاكر صندوقا كبيرا مليئا بصناديق المياه المعدنية، وأعلن عبر صفحات التواصل الاجتماعي أن المياه مجانا لمن يريدها، كخدمة لأهالي المخيم والأحياء المحاصرة من المدينة.

ويقول للجزيرة نت "لا أعتبر أن هذا الأمر بحاجة للحديث عنه، هو أقل من عادي مقارنة بحجم الدمار والترهيب الذي يمارسه الاحتلال في البلد، ولا يمكن أن نقبل  أن يشعر الناس بالعطش في جنين".

في حين انتشرت في عدة دكاكين كميات يومية من الخبز الطازج والمتاح "لوجه الله تعالى" كما يقول أصحابها. وعلى دوار السينما الذي هدمته جرافات الاحتلال بشكل كامل ويعتبر مركز مدينة جنين، كان أحد المواطنين، يستقل سيارته رفقة طفله البالغ من العمر 10 سنوات، ويسأل كل شخص يمر به في الشارع إن كان بحاجة الخبز، ليقدمه له من داخل مركبته الشخصية.

ولم يتوقف الأمر على جنين، حيث وصلت تبرعات من فاعلي خير من رام الله، والخليل إلى مركز المدينة، وتوزع مجانا على المحاصرين، ومنهم تاجر من مدينة رام الله، قدم صناديق البيض إضافة للتبرعات المعتادة.

ولاقت فكرة التبرع في محلات التموين والدكاكين التجارية تفاعلا شعبيا واسعا، وعبر الناس عن تقديرهم لكل أصحاب المبادرات، وتنوعت المنشورات المصاحبة لصور المبادرات بين الإعجاب بأصحابها وبين التشديد على طبيعة التضامن والتماسك في المجتمع الجنيني.

ومنذ يوم الجمعة الماضي، بدأت حملات التبرعات والإغاثة الإنسانية في عدد من قرى محافظة جنين، وتركزت في قرى غرب المدينة كالسيلة الحارثية وكفر دان وغيرها، واتسمت هذه الحملات بأنها فردية وغير منظمة.

عرقلة لطواقم المساعدة

وفي قرية كفردان غرب جنين استشهد فتيان بعد ملاحقتهما من قوات الاحتلال أثناء سيرهما على دراجة نارية، حيث أطلق الجنود النار على الشابين محمد حمو وعبد الله ناصر حمو مما أدى إلى استشهادهما على الفور، ليتبين أنهما كانا في طريقهما لتوزيع الخبز على أهالي الحي الشرقي الذي كان محاصرا في جنين.

ومع استمرار أيام الحصار على المدينة، وتزايد النداءات من داخل الأحياء التي يمنع خروج الناس منها، أخذت الحملات شكلا رسميا في عدد من المناطق.

يقول محمد صباح، رئيس بلدية برقين، إن أهالي البلدة تطوعوا بشكل فردي لجمع التبرعات وطرود الغذاء وعبوات المياه لأهالي مخيم جنين بشكل خاص، ويرجع ذلك لقرب البلدة من المخيم، ولمعرفة الأهالي ما حل بالناس هناك.

وقال صباح في حديثه للجزيرة نت "نحاول بشكل دوري التنسيق مع الهلال الأحمر لنقل التبرعات إلى داخل المخيم، حيث يمنع دخول أي أحد، وحتى طواقم الهلال الأحمر تحتاج إلى تنسيق مع الصليب الأحمر والجيش الإسرائيلي للسماح لهم بالدخول".

الحملة تعدت محافظة جنين إلى المدن الأخرى كمدينتي طوباس ونابلس، حيث تم تسيير شاحنات تحمل المساعدات إلى جنين. وقال محافظ نابلس غسان دغلس في حديث صحفي "إن هذه الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والطارئة إلى أهلنا في جنين، تأتي في ظل الحصار الشامل والعدوان المستمر عليهم".

وأوضح أن هذه الحملة تعكس مدى التضامن مع أهل جنين، وتؤكد لحمة الشعب الفلسطيني في وقت الأزمات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة جنین فی جنین

إقرأ أيضاً:

مدرب توتنهام يشعر بالملل من تكرار هذا السؤال!

 
لندن (د ب أ)

أخبار ذات صلة محمد صلاح أسطورة عن بُعد في مسقط رأسه بالمر وفوفانا جاهزان للمشاركة مع تشيلسي أمام إيفرتون


يشعر الدنماركي توماس فرانك مدرب توتنهام الإنجليزي، بالملل من تكرار السؤال حول جاهزية مهاجمه دومينيك سولانكي، والغائب منذ فترة للإصابة، لكنه يأمل في أن يزف أنباء سارة بشأنه قريباً.
وظلت مسألة لياقة سولانكي محور حديث رئيسي في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها فرانك هذا الموسم، حيث كان المهاجم الذي تبلغ قيمة عقده 65 مليون جنيه إسترليني (87 مليون دولار)، لعب 3 مباريات فقط.
وتسببت إصابة في الكاحل تعرض لها في فترة ما قبل بداية الموسم، في أن يغيب سولانكي المهاجم الإنجليزي الدولي عن الفريق منذ مباراة مانشستر سيتي يوم 23 أغسطس، بعدما خضع لجراحة بسيطة في الأول من أكتوبر، لكي يسرع من عملية التعافي.
وقبل مواجهة توتنهام أمام نوتنجهام فورست يوم الأحد على ملعب الأخير، عاد فرانك للحديث عن مهاجمه الذي نشر صوره عبر إنستجرام، مصحوبة برمز الساعة الزجاجية، في إشارة إلى قرب عودته.
وقال مدرب توتنهام: «نعم أعتقد أن هذا خبر جيد عندما ينشر شيئاً مثل هذا».
وأضاف: «كما قلت بشأن دومينيك، إنها إصابة تلقاها في يوليو الماضي، وظلت تؤرقه لفترة، أفضل بدلاً من أقول إنه سيعود قريبا، أن أقول إنه يتدرب معنا بشكل كامل وأصبح جاهزاً للمشاركة، هذا عندما أقول شيئاً بخصوصه».
وتابع في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا): «آمل أن تكون هناك الكثير من الصور له في التدريبات، هذه رسالتي بشأنه».
وعندما تم الضغط أكثر على فرانك بشأن سولانكي نظراً لقلة المعلومات بشأنه في الأسابيع الأخيرة، قدم عدداً من الإجابات المهذبة المختصرة، والتي أكدت أن سولانكي «28 عاماً» يتدرب بشكل فردي وعاد إلى أرض الملعب.
وتم الضغط على المدرب أكثر ليقول ما إذا كان اللاعب تدرب بالكرة بعد، ليبتسم فرانك قائلاً: «أنا سعيد بالإجابة على كل هذه الأسئلة، لكنني فقط أشعر بالملل، لأننا يجب أن نتحدث عن مباراة نوتنجهام فورست، فهذا أكثر أهمية».

 

مقالات مشابهة

  • مدرب توتنهام يشعر بالملل من تكرار هذا السؤال!
  • “لجان المقاومة” : الكارثة الإنسانية في غزة فصل جديد من فصول حرب الإبادة الصهيونية
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات شعبية حاشدة تحت شعار “جهوزية واستعداد .. والتعبئة مستمرة”
  • 229عملية جراحية خلال المخيم الـ69 لطب العيون في الدريهمي بالحديدة
  • أمانة العاصمة تشهد وقفات شعبية حاشدة تحت شعار “جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة”
  • وقفات حاشدة بصنعاء تحت شعار جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة
  • الإغاثة الطبية بغزة: آلاف المحاصرين في الخيام وتضرر نقاط طبية بسبب السيول
  • العراقيون بين الغرق والعطش.. نعمة السماء تكشف عيوب الأرض
  • مدينة العلمين الجديدة عاصمة الشرق
  • “كروموسوم الذكورة” بين التلاشي والاستقرار التطوري.. ماذا يقول العلم؟!