جنين تُحرم من تشييع شهدائها والاحتلال يوسع عملياته في القرى
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
جنين– بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نيته توسيع العملية العسكرية في جنين ومخيمات شمال الضفة الغربية يوم أمس الأربعاء، بالتوازي مع اقتحام مدينة طوباس ومخيم الفارعة، أقدم على تشديد حصاره لمدينة جنين وواصل اقتحامها ومخيمها لليوم التاسع على التوالي، موسعا عمليته في قراها.
وفجر اليوم الخميس، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مركبة فلسطينية في مخيم الفارعة، وأسفر القصف عن استشهاد 5 فلسطينيين بينهم محمد زبيدي (21 عاما) نجل الأسير القيادي زكريا الزبيدي، ومحمد أبو زاغة من جنين.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر بيانا قال فيه إن قواته شنت هجوما بالطائرات على مجموعة فلسطينية كانت قد أطلقت النار باتجاه جنود الاحتلال في مخيم الفارعة.
وقال جمال الزبيدي عم القيادي الأسير زكريا الزبيدي -للجزيرة نت- إنه تلقى الخبر عبر اتصال صديق أبلغه أن محمد كان في السيارة مع مجموعة من الشباب الذين استهدِفوا، وإن شقيقته أيضا علمت بالخبر عبر اتصال هاتفي من صديقتها.
وأضاف أنه لا يمكن معرفة إن كان الخبر وصل إلى زكريا، إذ يتعرض للعزل في سجن رامون، ولا توجد اتصالات أو زيارات مع الأسرى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولم تتمكن عائلة الزبيدي من تشييعه لاستحالة وصول جثمانه إلى مدينة جنين، بسبب الحصار المستمر على مداخل المدينة بالكامل، بينما نقل جثمان الشهيدين الزبيدي وأبو زاغة إلى بلدة قباطية جنوبي جنين حيث سيحفظ الجثمانان في ثلاجات المركز الصحي.
وعلى الأرض، بدأت ملامح التوسع العسكري تظهر في مدينة جنين ومخيمها إضافة إلى بعض القرى الغربية للمدينة، ومع ساعات الصباح تواصل دفع التعزيزات العسكرية إلى محيط مستشفى جنين الحكومي. ولأول مرة منذ بدء العملية العسكرية على جنين، وصلت جرافة إسرائيلية إلى بوابة مستشفى خليل سليمان الحكومي، بينما حاول جيب عسكري الدخول إلى ساحة المستشفى.
مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر قال إن استمرار دفع التعزيزات إلى المستشفى وحصاره يزيد معاناة المرضى في المدينة، كما أنه من الصعب جدا وصول الإصابات إلى المستشفى، لأن جنود الاحتلال يفتشون سيارات الإسعاف، ويعتقلون أي مصاب يصل إليه، و"ذلك يضطرنا إلى تحويل الإصابات إلى المستشفيات الأخرى في المدينة".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت "حال الطواقم في قسم الطوارئ صعب بسبب قربه من المدخل الرئيس حيث توجد الجيبات العسكرية 24 ساعة على مدار 7 أيام. نحن نعاني من تلبية نداءات المرضى المحتاجين للعلاج العاجل، ونعاني من تقطع في الكهرباء وشحّ في المياه".
وفد حكومي محاصر
بكر تحدث عن وضع المستشفى في الوقت الذي كان يوجد فيه مع محافظ جنين كمال أبو الرب ورئيس بلدية جنين نضال العبيدي وعدد من الطواقم في مبنى البلدية الذي تعرض لحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تحاصر منزلا في نابلس عند المدخل الجنوبي لمدينة جنين.
وفي ظل إطلاق النار الذي كان يسمع في محيط المنزل المحاصر، وإجبار الاحتلال أهالي المنزل على إخلائه، استمر منع المحافظ والوفد المرافق له من الخروج من مبنى البلدية الموجود في الموقع نفسه للمنزل.
وبعد ساعة، استطاع الوفد الرسمي مغادرة مبنى البلدية والتوجه إلى مقر وزارة الصحة في المدينة حيث عقد اللقاء الوزاري. وكان مركز الاتصال الحكومي قال -في بيان- إن الاحتلال أعاق وصول الوفد الوزاري مدة ساعتين ومنع وزير الصحة من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي.
وقال كمال أبو الرب محافظ جنين، خلال مؤتمر صحفي عقد في وزارة الصحة، إن "الاحتلال وسّع العملية العسكرية في جنين وقراها، وذلك أعاق وصولنا بصفتنا وفودا رسمية، للاطلاع عن قرب على معاناة شعبنا".
وقال الناطق باسم الحكومة محمد أبو الرب إن "هذا الوفد قدم بتكليف من الرئيس، لمحاولة رفع المعاناة عن شعبنا، من خلال وضع الخطط في وزارة الصحة والحكم المحلي والتنسيق مع اللجان المحلية في المحافظة واللجنة الشعبية للمخيمات".
وزير الصحة، من جهته، تحدث عن إقرار بناء مستشفى حكومي ثان في المدينة بطريقة مستعجلة بقيمة تبلغ 30 مليون دولار.
اشتباكات مع مقاومينوتوالت الأحداث على بلدات وقرى تقع غرب مدينة جنين وفي جنوب غربها، فقد حاصرت قوات الاحتلال منزلا في بلدة اليامون غربي المدينة، ودفعت بتعزيزات عسكرية باتجاهه، وطالبت شابا عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه.
سكان البلدة قالوا إن الاحتلال أطلق قذائف إنيرجيا أكثر من مرة على المنزل المحاصر، بينما سمعت أصوات انفجار عبوات ناسفة في عدد من المواقع بالبلدة.
في الأثناء، كانت الأنباء تفيد بمحاصرة منزل في قرية كفرقود حيث نقل الهلال الأحمر إصابتين بالرصاص الحي، بعد وقوع اشتباكات مع مقاومين، فضلا عن حصار منزل في قرية الهاشمية غربي جنين، كما نشرت القناصة في محيطه وأطلقت النار بشكل عشوائي باتجاهه.
وفي برقين جنوب غربي جنين، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي البلدة برفقة جرافات عسكرية، وبدأ بتجريف الشوارع فيها. وقال محمد صباح رئيس بلدية برقين "منذ اليوم الأول لاقتحام مدينة جنين ومخيمها، باشرت قوات الاحتلال باقتحام قرى في غرب جنين وجنوب غربها يوميا. ويوم أمس قطعت جرافات الاحتلال الطريق الرئيس الذي يربط البلدة بمخيم جنين وقرى الهاشمية ويعبد وكفر قود".
وأضاف خلال حديثه للجزيرة نت "اليوم دخلت الجرافات العسكرية إلى الشارع الرئيس في البلدة، وبدأت بتجريف الدوار الرئيس وامتداد الشارع الرئيس للبلدة".
وقالت كتائب شهداء الأقصى -عبر قناتها على تلغرام- إن مقاوميها يواصلون التصدي والاشتباك مع قوات العدو المحاصر لمنزل في مدينة جنين بالأسلحة والرشاشات والعبوات المتفجرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی مدینة جنین فی المدینة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يجرف أراضي لتوسيع بؤرة استيطانية جنوب جنين
جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين أراضي زراعية تابعة لمواطنين فلسطنيين من خربة مسعود جنوب غرب جنين لتوسيع بؤرة استيطانية رعوية.
وأوضح رئيس المجلس القروي في قرية زبدة جنوب غرب جنين، صالح عمارنة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن جرافات الاحتلال بدأت اليوم بتجريف أراضٍ وأشجار زيتون مملوكة لمواطنين من زبدة وخربة مسعود، حيث أقام جيش الاحتلال علامات باللون البرتقالي في الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والتي يمتلك أصحابها أوراق ملكية.
وأضاف عمارنة، أن التجريف يأتي لخدمة وتوسيع البؤرة الاستيطانية الرعوية المقامة على قمة الجبل في خربة مسعود والتي أقيمت عام 2019، مشيرا إلى أن المستوطنين يعتدون على المزارعين بشكل مستمر، وينشرون مواشيهم في المناطق الزراعية، ويقومون بأعمال عربدة وتكسير.
يذكر أن خربة مسعود تتبع مجلس زبدة القروي وتتكون من ثلاثة تجمعات سكانية هي: عراق الدوار، وخربة فارس، وخربة القصور، ويسكنها قرابة 350 شخصا.
ويجرف الاحتلال مناطق بمحاذاة البؤرة الاستيطانية المقامة على الجبل، ويستولي على مساحات الزراعية فيها، وهي منطقة ممتدة من قفين حتى جبال يعبد جنوب جنين.
اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة لـ59821 شهيدًا و144851 مصابًا
جيش الاحتلال الإسرائيلي يهاجم السفينة «حنظلة» في المياه الدولية لمنع كسر حصار غزة
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59 ألفا و587 شهيدا