خطة متقنة تسير بها عمليات تطوير القاهرة الإسلامية كمنطقة تراث عالمى استثنائى، وذلك فى ثلاثة نطاقات، الأول يشمل منطقة القلعة وابن طولون والجمالية، والثانى المنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، أما الثالث فيشمل منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى، وفقاً لحدود واشتراطات منطقة القاهرة الإسلامية، التى حددها المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، طبقاً للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011.

«ريحان»: السياحة الروحية تحظى بإقبال لدورها فى الترويح عن النفس وعلاج كل الأمراض الاجتماعية

الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار الإسلامية وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أوضح لـ«الوطن» الجهود التى تقوم بها الدولة بوزاراتها المعنية، للنهوض بالآثار الإسلامية، بالتعاون مع المحليات، وطبقاً لتوجيهات القيادة السياسية العليا، مشيراً إلى ما تم إنجازه فى هذا الصدد، ومنه مشروع ترميم وإعادة توظيف قصر السلطان حسين كامل، الشهير بقصر السلطانة ملك بحى مصر الجديدة، لإعادة توظيف القصر، ليكون مركزاً لتنمية الإبداع وريادة أعمال الشباب، بالإضافة إلى كونه جزءاً من بانوراما قصر البارون إمبان المواجه له، ومشروعاً مهماً لإظهار المعالم الحضارية لمنطقة مصر الجديدة الأصلية.

ترميم قصر البارون إمبان أشاد به «ريحان» أيضاً، بتكلفة 100 مليون جنيه ساهمت فيها الحكومة البلجيكية بمنحة تبلغ 15 مليوناً، وهو قصر تم بناؤه على طراز العمارة الهندية، وأسسه المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، ويقع فى شارع العروبة بمنطقة مصر الجديدة فى القاهرة.

وشملت عمليات التطوير رفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، وذلك فى إطار خطة الوزارة لتطوير ورفع كفاءة عدد من المناطق الأثرية فى مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية.

وتابع «ريحان» أن الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والآثار، قامت بالتعاون مع منطقة آثار الإمام الشافعى بإضاءة قباب مقابر الأسرة العلوية الأثرية الموجودة بالمنطقة، وتعرف هذه المقابر باسم حوش الباشا بمنطقة الإمام الشافعى، وقام ببنائها محمد على كمدفن له ولعائلته فى عام 1816م، ولكنه لم يدفن بها ودفن بمسجده بالقلعة.

وتم ترميم جامع الفتح الملكى بحى عابدين بالقاهرة بتكلفة 16 مليون جنيه، وشمل ترميم الأرضيات الرخامية بصحن المسجد، وترميم وتنظيف التجاليد الرخامية للحوائط، وأعمال تنظيف وترميم المنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية بالمسجد، والقباب والقباوات من الداخل وإنهاء الأعمال الزخرفية.

وأضاف خبير الآثار الإسلامية أنه لأول مرة وبخطوة جريئة من الدولة يتم اختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها، لتكون منطقة تراثية ومنفذاً للتنزه لكل المصريين ومقصداً للأجانب، لزيارة موقع فريد أجمل فى رأيه من حدائق «جويل» ببرشلونة المسجلة كتراث عالمى، وهذا يأتى فى إطار جهود الدولة التى تجرى بشكل غير مسبوق لإحياء المسارات الروحية فى مصر، ومنها مسار نبى الله موسى بمشروع التجلى الأعظم ومسار العائلة المقدسة ومسار آل البيت.

«يحيى مشروع التجلى الأعظم موقعاً تجلى فيه سبحانه وتعالى مرتين، تجلى نوراً من وراء العليقة المقدسة، وتجلى خشوعاً للجبل فدك الجبل ومن آثاره شجرة العليقة الملتهبة داخل الدير وجبل التجلى ذات الطبيعة الركامية من تأثير دك الجبل، وناجى نبى الله موسى فيه ربه مرتين، مرة عند شجرة العليقة المقدسة حين خلع نعليه وحدثت معجزة العصى واليد، ومرة حين ناجى ربه أثناء تلقى ألواح الشريع»، بحسب «ريحان».

وأضاف الخبير الأثرى أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة وحده يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم، علاوة على عدد كبير من المسلمين، «لو حصلت مصر على نسبة 2% فقط، فهذا يعنى دخول 46 مليون حاج مسيحى سنوياً، حيث إن أعلى نسبة إقبال سياحى وصلت إليها مصر قبل عام 2011 كانت 14 مليون سائح بكل ما تملكه مصر من مقومات، ومن الممكن أن تصل هذه المشروعات بمصر إلى 60 مليون سائح على أقل تقدير بعد اكتمال المشاريع القومية الثلاثة، بشرط توافر طاقة فندقية تستوعب هذا العدد».

وأشار «ريحان» إلى توجيه الرئيس السيسى منذ عام 2021 بضرورة تطوير وإحياء مسار آل البيت فى مصر، بما يتوافق مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع تطوير كل الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع لما لهذه الأضرحة من مكانة روحية لدى كل المصريين، باعتبارها مصدراً للسلام النفسى والطمأنينة، مضيفاً أن إحياء مسار آل البيت وتطوير القاهرة التاريخية سيسهم فى تعزيز السياحة الداخلية والإقليمية من الدول العربية والإسلامية علاوة على السياحة العالمية.

وأكد الدكتور «ريحان» أن إحياء السياحة الروحية فى مصر سيكون له مردود كبير على تنشيط وتنمية السياحة الداخلية، وتشجيع الشباب على زيارة هذه المواقع والكتابة عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ما يعزز قيمة الانتماء والاعتزاز بالحضارة المصرية عبر عصورها التاريخية، كما يسهم فى تشجيع السياحة من الدول العربية والإسلامية، ويخلق نوعاً جديداً من السياحة الإقليمية لزيارة المسارات الدينية المتفردة فى مصر.

وعلى المستوى الدولى، أوضح الخبير الأثرى أن السياحة الروحية تحظى بنسبة عالية من الزيارات لكل الأديان، لما فيها من ترويح عن النفس وعلاج لكل الأمراض الاجتماعية، وتحقيق السلام النفسى الذى ينشده العالم، وكل هذا يأتى ضمن مخطط أكبر تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى للوصول بالسياحة المصرية إلى 30 مليون سائح مرحلياً، بما يتوافق مع الإمكانيات والمقومات السياحية المتعددة التى تنفرد بها مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسجد السيدة نفيسة السيدة نفيسة القاهرة التاريخية مسار آل البیت فى مصر

إقرأ أيضاً:

صاحب علامة النصر خلال حرب أكتوبر يكشف مفاجأة عن اللحظة التاريخية (فيديو)

روى الجندي محمد طه يعقوب صاحب علامة النصر في حرب أكتوبر ٧٣،  كواليس أيام الحرب، قائلا: “كنت في سلاح المشاه وكان الساتر الترابي يغطي خط برليف ، ودخلنا الحرب واحنا صايمين وفطرت بعد ثلاثة أيام وأكثر شيء نشرب مياه على المغرب وقطعة بسكويت”.

أحمد موسى يصدر كتابا يتناول تفاصيل مهمة عن حرب أكتوبر (فيديو) الكلمة سلاح والوعى جبهة.. مثقفون فى حرب أكتوبر لم أكن أعلم أنها علامة النصر 

وأضاف خلال لقاء له لبرنامج “واحد من الناس”، عبر فضائية “الحياة”، ان الأوامر جاءت لنا أن نفطر ورفضنا وتمنينا النصر أو الشهادة ونحن صائمين، وفي أول يوم انتصرنا عليهم وقهرناهم وعرفوا قوة الجندي المصري ، وفي ثاني يوم وثالث يوم كانو يلقوا صواريخ محرمة دوليا وأصيب زميلي وبتر قدمه وشيلت زميلي وقلت هعدي بيه خط القناة وفي وسط المعركة ، وكل ما تكون هناك غارة أضعه في مكان غير مرئي ثم استمر ووصلت الى قناة السويس وقمت بالعوم به حتي وصلت الي الضفة الغربية ، وشاهدني كل من هناك، وهناك مصور صحفي من أخبار اليوم صورني وقمت بعمل علامة واقصد بها خريطة سيناء، ولم أكن أعلم أنها علامة النصر وبعد ذلك كانت هذه الصورة منتشرة في وكالات وصحف العالم بأن الجندي المصري رافع علامة النصر.

السادات قال لي أهلا بالبطل الذي بشر بالنصر من ثاني أيام الحرب

وتابع أن الرئيس السادات قال لي أهلا بالبطل الذي بشر بالنصر من ثاني أيام الحرب، معقبا: “في الحصار استمرينا لمدة ١٣٤ ولم يكن معانا طعام ولازم نتأقلم، واضطرينا نأكل ثعابين وسحالي حتي نعيش ، ولكي نشرب نذهب إلى آبار عيون موسي ومسافة كيلو ونص والعدو اقرب لنا ، وكنا بنعمل فرقة إنتحارية حتي نأتي بالمياه وهناك من يستشهد وهناك من يأتي بالمياه وهناك من يشغل العدو".

وعن منطقة جبل المر كان العدو  يحتلها ويحارب من فوقها ، وجاءت الأوامر بان جبل المر محتل وعليه قوات كبيرة من العدو ، وجاءت الأوامر اننا نحرر الحبل ونحن عدد قليل بالنسبة لهم ، وكان هناك مدفع يضرب مدينة السويس ، ولم نرضي بذلك وقلنا الله اكبر ووفقنا الله وبدأنا نقتحم الجبل وكنا نحفر بضوافرنا حتي نتسلق الحبل واستشهد ١٢ بطل من الـ ٢٧ حتي وصلنا الي قمة الجبل وانتصرنا وقمنا بأسر عدد من الجنود الإسرائيلين واستولينا علي الأسلحة ، وعندما تم تبليغ الرئيس السادات ان جبل المر تحرر ، قال “الصعيدي عملها” في اشارة الي قائد الفرقة معانا ، ومن هناك كان القرار بتغيير اسم الجبل من جبل المر الي جبل الفتح كريم في اشارة الي اسم العقيد.

 

 

مقالات مشابهة

  • مجالس الإدارة ومسؤولياتها التاريخية
  • أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية
  • صاحب علامة النصر خلال حرب أكتوبر يكشف مفاجأة عن اللحظة التاريخية (فيديو)
  • وزير السياحة: فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو نصر لمصر والدبلوماسية المصرية
  • البيت الأبيض: المفاوضات الفنية بشأن خطة غزة جارية الآن في القاهرة
  • اجتماع في إب يناقش خطة إحياء الذكرى السنوية للشهيد
  • خبير: مؤشر "تاسي" سيذهب إلى مستويات  11.800 نقطة حال تجاوز منطقة المقاومة
  • الجذور التاريخية لانتصارات أكتوبر في ندوة بكلية الآثار جامعة القاهرة
  • “يوم الدبس”.. إحياء للتراث وإنعاش للاقتصاد في راشيا اللبنانية
  • بيع 3 صقور بقيمة تقارب مليون ريال ضمن فعاليات معرض الصقور والصيد