التوفيق: شبكة الطرق الصوفية مكنت من تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أمس الجمعة بمراكش، أن شبكة الطرق الصوفية، مكنت عبر العصور من تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية، التي تدخل اليوم في مرحلة جديدة.
وقال التوفيق، خلال ندوة حول موضوع « أحمد بابا التمبكتي… نموذج للدبلوماسية الحضارية في غرب إفريقيا »، والمنظمة من قبل مركز الحوار الحضاري بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إن هذه العلاقات « مبنية على الشعور المشترك من كل الأطراف بضرورة حماية الثوابت الدينية المشتركة في مواجهة التدخل الأجنبي، والتعاون الاقتصادي بشروطه العقلانية المتوافق عليها » .
وأضاف أن تجاوب المغرب مع البلدان الإفريقية الشقيقة للمحافظة على قيمة التراث المشترك والاستجابة للمتطلبات الحالية، تجسد في استقبال الطلبة الأفارقة في الجامعات المغربية، وفي معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وتأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وأشار، من جهة أخرى، إلى أن المغرب، شكل جزءا من حياة العالم أحمد بابا التمبكتي، الذي تجددت مكانته في مشاريع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من خلال العناية بالمنزل الذي كان يقطن به والمجاور لجامع الشرفاء بحي المواسين، وتخصيص جناح له في متحف الحياة الدينية برياض العروس ضمن جناح مراكش الإفريقية.
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، أن الشيخ العلامة أحمد بابا التمبكتي، يعد نموذجا بارزا يحمل معاني التواصل الحضاري، مشيرا إلى الكتب التي ألفها هذا العالم، التي فاقت الستين مؤلفا، وتفردت مجالسه التي تناولت طرائف الفكر ونوادر الأدب.
وأبرزت باقي المداخلات، مكانة هذا العالم وعلاقته بالمملكة المغربية، وكذا الروابط المتينة التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية والتي ما فتئ سلاطين وملوك الدولة العلوية يحرصون على توطيدها، مشيرين إلى أن المؤلفات التاريخية لهذا العالم تعد من أهم المراجع التي يستند إليها الكثير من الباحثين والمؤرخين.
وتروم هذه الندوة الدولية، المنظمة بشراكة مع جامعة القاضي عياض، التعريف بجهود علماء إفريقيا في خدمة الثقافة الإسلامية وتجديد أوعيتها الحضارية، في تأكيد للأدوار الرائعة التي حاز بها المساق المعرفي قصب السبق في إشاعة روح التسامح والعطاء والانفتاح، بوصفها عناصر حاسمة في المنجز الحضاري.
وتأتي الندوة في إطار الاحتفال بمراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024، واستنادا إلى مفهوم « الدبلوماسية الحضارية »، الذي أطلقته منظمة الإيسيسكو حديثا، بما تجسده المبادلات العلمية والمعرفية من ركن أساسي في بنائه الإنساني، واعترافا بالدور البارز الذي اضطلع به العلامة « أحمد بابا التمبكتي » في الوصل العلمي الاجتماعي بين حواضر الساحل والصحراء الإفريقيين، فضلا عن الخدمات الجليلة التي أسداها للثقافة الإسلامية، عامة، بإسهامه في ترسيخ الثوابت الدينية من خلال تعميق قيم المشترك الحضاري، وإبراز نجاعتها للعامة قبل الخاصة.
وتناول المشاركون في هذا اللقاء، مواضيع همت على الخصوص « الأثر المغربي في تكوين أحمد التمبكتي في الموارد وطرق التلقي »، و »التواصل الحضاري بين المغاربة وإفريقيا جنوب الصحراء كما تعكسه الرحلات والمراسلات العلمية »، و »التواصل الثقافي والاجتماعي بين شمال إفريقيا وجنوبها ».
كلمات دلالية أحمد التوفيق الطرق الصوفية وزارة الأوقافالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحمد التوفيق الطرق الصوفية وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
اعترافات طاقم سفينة "الشروا" تكشف شبكة تهريب إيرانية عابرة للقارات لتسليح مليشيا الحوثي
كشف طاقم سفينة "الشروا" التي ضبطتها قوات المقاومة الوطنية مؤخراً وعلى متنها 750 طناً من الأسلحة الاستراتيجية، عن تفاصيل صادمة بشأن خط إمداد تديره إيران عبر الحرس الثوري وحزب الله لتزويد مليشيا الحوثي بترسانة من الأسلحة النوعية، بينها مواد كيميائية حساسة تدخل في صناعة الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وبحسب اعترافات الطاقم الموثقة بالصوت والصورة، فإن الشبكة تضم سبعة عناصر، أربعة منهم تلقوا تدريباً وإشرافاً مباشراً في إيران هم: (عامر أحمد يحيى مساوى، علي أحمد عبده قصير، عيسى أحمد عبده قصير، وعبدالله محمد مقبول عفيفي) وشاركوا في تهريب عدة شحنات من ميناء بندر عباس إلى ميناء الصليف في الحديدة، بينها شحنات تحوي مواد كيميائية عالية الخطورة، بالإضافة إلى عمليات تهريب من "بوت" إيراني قبالة السواحل الصومالية.
وأما الثلاثة الآخرون وهم: (محمد عبده طلحي، محمد سليمان مزجاجي، وأشرف بكري أحمد زين عبدالله) فنشطوا في مسار تهريب آخر عبر جيبوتي.
وأوضح المتهمون أن مليشيا الحوثي جندتهم مستغلة أوضاعهم المعيشية، مستخدمة رحلات من مطار صنعاء إلى الأردن كمرحلة أولى لنقلهم إلى لبنان، حيث يتولى حزب الله استقبالهم ونقلهم إلى سوريا، ومنها إلى طهران، إضافة إلى مسار آخر عبر سلطنة عمان.
وأوضحوا أنهم في إيران يخضعون لمعسكرات تدريب يشرف عليها القيادي "محمد جعفر الطالبي"، قبل توزيعهم على معسكرات مصغرة في بندر عباس.
أما مسارات التهريب الثلاثة التي كشفوا عنها فهي المسار الأول مباشر من بندر عباس إلى ميناء الصليف، والمسار الثاني عبر الصومال باستخدام زوارق (بوت) يشغلها الحرس الثوري، والمسار الثالث يتم بغطاء تجاري عبر جيبوتي.
وأكد المتهمون أنهم شاركوا في تهريب شحنات داخل حافظات تبريد يتم ضبط حرارتها بدقة لنقل مواد كيميائية حساسة مثل الهيدرازين والنيتروجين السائل.
أما الشحنة الأخيرة التي تم ضبطهم خلالها، فكانت الشحنة رقم 12 من نوعها، ومموهة داخل معدات صناعية كمولدات ومحولات كهربائية ومضخات هواء، لكنها في الحقيقة كانت تضم صواريخ مفككة، وطائرات مسيّرة، ومنظومات دفاع جوي، ورادارات، وأسلحة استراتيجية تزعم مليشيا الحوثي تصنيعها محلياً.
وكشف المتهمون أن السفن المستخدَمة في التهريب لا تواجه اعتراضاً من الدوريات البحرية الدولية، وأنهم يتفادون المراقبة عند عبور مضيق باب المندب ليلاً بسلوك طرق بحرية غربي الممر الدولي قرب السواحل الإريترية.
كما أوردوا أسماء القيادات الحوثية المسؤولة عن إدارة عمليات التهريب في الحديدة، وهم: حسين حامد حمزة محسن العطاس، ومحمد درهم قاسم المؤيد الملقب بـ"إبراهيم المؤيد"، ويحيى محمد حسن قاسم العراقي المعروف بـ"يحيى جنية"، وفيصل أحمد غالب الحمزي، ويعاونهم إياد محمد عمر مقبول عطيني، ووائل محمد سعيد عبدالودود، وعمر أحمد عمر حاج.
وفي ختام اعترافاتهم، سخر أفراد الخلية من مزاعم "التصنيع الحربي" الحوثي، مؤكدين أن جميع الشحنات التي هرّبوها مصدرها إيران مباشرة أو عبر وكلائها في الصومال وجيبوتي.