نزل آلاف المتظاهرين اليساريين الغاضبين إلى شوارع فرنسا يوم السبت، واحتجاجًاعلى سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقرار تعيينه ميشال بارنييه رئيسا للوزراء.

ووفقا لتقرير  نشرته صحيفة “ الغارديان” البريطانية، فقد اتهم المتظاهرون الرئيس بـ "إنكار الديمقراطية" بعد قراره بتعيين المفاوض السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه البالغ من العمر (73 عامًا) زعيمًا للحكومة.

وجاء التعيين بعد شهرين من الانتخابات العامة المبكرة التي تركت فرنسا ببرلمان معلق يتكون من ثلاث كتل متساوية تقريبًا؛ الجبهة الشعبية الجديدة (NFP)، وهو تحالف يساري؛ والوسط، ويضم حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون ويمين الوسط؛ والتجمع الوطني اليميني المتطرف (RN) ولم يكن لأي منها أغلبية.

ولم يختر بارنييه، السياسي المخضرم وعضو حزب الجمهوريين (LR)، الذي خرج حزبه من الانتخابات بأقل من 50 نائبا رابع أكبر كتلة في الجمعية الوطنية وزراءه بعد، لكنه قال إنه مستعد لضم ممثلين عن حزب الجبهة الوطنية للتغيير، الذي خرج بأكبر عدد من النواب في انتخابات يوليو.

وقبل تعيين بارنييه، هدد حزب الجبهة الوطنية للتغيير بتقديم اقتراح بحجب الثقة عن أي حكومة إذا لم يتم تعيين مرشحته المختارة، المدنية البالغة من العمر 37 عامًا لوسي كاستيتس، رئيسة للوزراء. وحذر حزب التجمع الوطني من أنه سيقدم اقتراحًا مماثلًا إذا تم تعيينها.

من جهته، سخر جان لوك ميلينشون، زعيم حزب العمال الفرنسي، في مظاهرة باريس يوم السبت من ماكرون قائلًا؛: "الديمقراطية ليست مجرد فن قبول فوزك..  بل هي التواضع لقبول خسارتك..  واتهم الرئيس بـ "سرقة الانتخابات".

كما حث المتظاهرين: “ أدعوكم.. فالمعركة طويلة”

يذكر أنه، قد تم تعيين  بارنييه يوم الخميس بعد بحث دام شهرين عن رئيس وزراء أجرى خلاله ماكرون مقابلات مع عدد من المرشحين المحتملين، بما في ذلك كاستيتس. 

وقد استبعدها على أساس أنها لن تكون قادرة على حشد الدعم الحزبي الكافي لتشكيل حكومة مستقرة.

وقد تم النظر إلى الاحتجاجات السلمية يوم السبت على أنها بداية، وقد تستغرق أسابيع أو أشهر من المظاهرات.

من جهته، قال بارنييه، الذي يعيش وضعًا سياسيًا محفوفًا بالمخاطر، يوم السبت إنه لا يريد الدخول في مواجهة ويأمل أن يتمكن من تشكيل حكومة تأخذ في الاعتبار جميع وجهات النظر.

في أول مقابلة له يوم الجمعة، قال بارنييه إن إدارته ستشمل المحافظين، فضلًا عن أعضاء حزب ماكرون الوسطي، وقال إنه "لا يستبعد" وجود وزراء من اليسار. 

وبينما كان المتظاهرون يحتجون، كان بارنييه يلتقي وزراء محتملين لتشكيل حكومة قد تصمد أمام تصويت محتمل بحجب الثقة. ومن بين أولى مهام رئيس الوزراء توجيه مشروع قانون ميزانية 2025 من خلال ما من المرجح أن يكون مجلسًا أدنى عنيدًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ميشال بارنييه مظاهرات فرنسا ماكرون الانتخابات الفرنسية حزب الجمهوريين یوم السبت

إقرأ أيضاً:

اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟

فقد عقدت الأمم المتحدة جلسة بطلب سعودي فرنسي لدعم العمل على تحقيق حل الدولتين بعدما قالت باريس إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وإنها ستمضي قدما في المساعدة على بناء هذه الدولة، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاما "لا وزن له ولن يشكل فرقا".

ولم تشارك واشنطن في جلسة الأمم المتحدة لأنها تعتبر أن ما يجري مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفتها متحدثة الخارجية الأميركية تامي بروس بـ"الوحوش"، واتهمتها بالمسؤولية عما يحدث في قطاع غزة لأنها ترفض إلقاء السلاح.

لكن فرنسا التي قال وزير خارجيتها جان نويل بارو، إنها خلقت زخما لا يمكن وقفه، تعرف أنها لن تدفع ثمنا إزاء هذا الحراك المناهض للرغبة الأميركية الإسرائيلية على ما يبدو.

الطعام أهم من الاعتراف بفلسطين

وكان أجدر بماكرون التحرك لإنقاذ من يتساقطون جوعا في غزة لأنهم يحتاجون الطعام والدواء أكثر من احتياجهم لاعترافه بدولتهم غير القابلة للتحقق وفق الحلول الكلاسيكية، كما يقول الكاتب في نيوزويك والمحلل السياسي القريب من البيت الأبيض، بيتر روف.

وخلال مشاركته في حلقة 2025/7/31 من برنامج "من واشنطن"، انتقد روف الرئيس الفرنسي وقادة العالم قائلا إن عليهم "إنقاذ الأطفال من الموت بهذا الشكل المقزز فورا، إذا كانت هناك مجاعة فعلية، ولم يكن الأمر مجرد دعاية تستهدف إيصال المساعدات والسلاح لحركة حماس".

ولم يكن هذا موقف روف وحده، فقد وافقه الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي خالد الترعاني، الذي وصف حديث فرنسا عن الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "استعراض رخيص يقوم به ماكرون على أشلاء الفلسطينيين الذين قتلوا بيد إسرائيلية وتواطؤ وأذرع أميركية".

وحتى المساعدات التي قالت باريس إنها ستسقطها للفلسطينيين جوا، لا تعدو كونها محاولة لمنح إسرائيل فرصة لتنفس الصعداء وتخفيف الاحتقان في الشارع العربي، ناهيك عن أنها لا تعادل حمولة شاحنة واحدة من الشاحنات المكدسة على الحدود والتي ترفض إسرائيل تمريرها ولا تجد من يجبرها على ذلك.

إعلان

كما أن النقاش الدائر حاليا حول ماهية الدولة الفلسطينية التي تريد فرنسا وبريطانيا الاعتراف بها والشروط التي تضعانها لهذا الاعتراف "يتنافى مع كونها حقا أصيلا للفلسطينيين".

وقبل هذا وذلك، فإن الاعتراف الذي تتحدث عنه فرنسا وغيرها "يكترث لدولة وهمية بلا سيادة، لا يستطيع المسلم فيها الصلاة بالمسجد الأقصى ولا يستطيع المسيحي الصلاة داخل كنيسة القيامة، فضلا عن قتلها حق العودة".

ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية الاعتراف الفرنسي بفلسطين، والذي "يمثل خطوة على مسار يفترض أن ينهي هذه الكوارث المترتبة على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، برأي المديرة السابقة للسياسات في منظمة "جي ستريت"، ديبورا شوشان، والتي شددت على ضرورة عدم ربط إنهاء مأساة غزة بهذا المسار السياسي.

فالناس في غزة يحتاجون إلى الطعام والدواء بشكل عاجل، وبالتالي فإن على ماكرون ربط هذه الخطوة بإيجاد بصيص أمل في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون والأسرى الموجودون بالقطاع، حسب شوشان.

وعلى ما فيه من مواجهة للولايات المتحدة وإسرائيل، فإن قرار باريس الاعتراف بفلسطين لا يخلو من سعي لتحقيق مكاسب سياسية، وإحياء لنظرية الطريق الثالث الذي مثله شارل ديغول من أجل الحفاظ على العلاقة مع الشرق والغرب وإيجاد سياسة خارجية مستقلة، كما يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والفرنسية فيلافيوس مهينس.

لكن مهينس يقر بـ"وجود استثناء في هذا النهج منذ الحرب الباردة تماشيا مع العالم الذي تقوده الولايات المتحدة"، ويرى أن ماكرون "سحب بهذا الإعلان البساط من تحت قدم اليسار الفرنسي المعروف بدعمه التاريخي للقضية الفلسطينية".

موقف غير مؤثر

في المقابل، يرى روف أن تصريح ترامب الذي وصف فيه الموقف الفرنسي بأنه "بلا وزن" يعكس نظرة قادة العالم لما يمكن أن تقوم به فرنسا في قضية دولية مهمة كقضية فلسطين.

بل إن الكاتب الأميركي يعتقد أن الحديث عن حل الدولتين "ليس إلا محاولة للعودة بالأمر للوراء لأن هذا الحل غير منطقي وقد ينتهي بتكوين 3 أو 4 دول بالنظر إلى من يريدون الانفصال بجزء في غزة أو جزء من الضفة الغربية"، ويرى أن حل هذه القضية "يتطلب رؤى مبتكرة ليس من بينها تهجير الناس من قطاع غزة لإعادة إعماره".

ورد مهينس على حديث روف، بقوله إن التاريخ "هو من سيحكم على هذه الخطوة"، وإنه لا ينبغي تجاهل أن فرنسا "ستكون أول عضو بمجلس الأمن يعترف بفلسطين، وهي لعبة كبيرة تطرح جدلية بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

ولم ينف الصحفي الفرنسي حديث اليسار في بلاده عن أن خطوة ماكرون ستكون بلا تكلفة تقريبا، وأن سعيه للاعتراف بفلسطين لم يوقف تعاونه العسكري مع إسرائيل. ولفت أيضا إلى ربط باريس هذا الاعتراف باعتراف كل الدول العربية بإسرائيل كجزء من المنطقة.

وخلص إلى أن إدخال المساعدات لغزة يجب ألا يكون مرهونا بالاعتراف بفلسطين التي لم يعد ممكنا الوصول إليها عبر اتفاقية أوسلو، مضيفا أن "الحديث العقلاني يقول إن الولايات المتحدة هي أكبر قوة في العالم وإنها تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، ومن ثم فإن الموقف الأميركي أهم من كل المواقف والمبادرات الأخرى في نهاية المطاف".

إعلان 31/7/2025-|آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • الحكومة البريطانية تعين صحفيا من ذا صن رئيسا للاتصالات
  • سفين ياسين رئيساً لنادي أربيل.. والمحافظ يتعهد بالدعم المالي والفني
  • رئيس الجالية المصرية بفرنسا: المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ واجب وطني
  • إغلاق صناديق الاقتراع بفرنسا في أول أيام انتخابات الشيوخ بالخارج
  • تل أبيب: ماكرون هدم السد أمام الاعتراف بفلسطين
  • 6 فرسان يمثلون المملكة في بطولة العالم للخيل الصغيرة بفرنسا
  • اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟
  • رسميًا.. نواف بن سعد رئيسا لنادي الهلال
  • فساد الرحلات يفتك بالمسافرين.. فضائح “اليمنية” تتفجر من عدن وسط غضب شعبي عارم
  • ماكرون يعلّق على الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وأميركا