أبوبكر الديب يكتب: رأيت في الصين ( 1 ).. التنسيق الحضاري والبصري في كل شئ
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
بدعوة كريمة وجهها إلي السفير الصيني بالقاهرة، لياو ليتشيانج، قضيت 9 أيام كاملة في ثلاث مقاطعات كبري في الصين، هي بكين العاصمة وشينجيانج وجواندونج، وزرت مدنا كثيرة منها أورموتشي وجوانذو.. وكأي زائر لدولة عظيمة وكبيرة كالصين، انتابني شعور بالدهشة والإعجاب بما وصلت إليه الأمة الصينية من علم وتقدم ونهضة وحضارة، وأردت أن أسجلها وأوثقها في مجموعة مقالات أملا في نقل التجربة لبلدي الحبيب مصر والذي يبدأ عهد الجمهورية الجديدة ويتمتع بعلاقات جيدة ومتميزة مع الصين سواء علي المستوي القيادي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ أو علي المستوي الشعبي فلقد رأينا ترحابا كبيرا بالوفد المصري سواء علي المستوي الشعبي أو الحكومي.
ومنذ أو وطأت قدماي مطار بكين لفت انتباهي ذلك التنسيق الحضاري والبصري لكل شيء فالمطار الأشهر علي مستوي العالم والأكبر من حيث سعة المسافرين يذخر بالتكنولوجيا العالية مع دقة التصميم والابداع، فهو على شكل نجم البحر الضخم اللامع، وبمجرد الهبوط في المطار تري يروا عبر نوافذه نجمة بحر ضخمة، تمثل مبنى المطار وأطرافه الخمسة التي تتيح الوصول إلى الطائرات انطلاقا من نقطة مركزية كبيرة، ورغم كبر مساحته لم يقم علي أعمدة، ويتميز بمنشآت متطورة ومرافق متكاملة، مثل المحلات التجارية والمطاعم والفنادق والمواقف الخاصة بالسيارات وغيرها، وهو ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم، فهو أحد أكثر مراكز الحركة الجوية ازدحاما على مستوى العالم بما يزيد عن 100 مليون مسافر سنويا، ويضم العديد من شركات الطيران التي تنظم رحلات جوية محلية ودولية من وإلى المطار، كما يعرف بأنه المطار الوحيد الذي يحتوي على 3 محطات طرفية برجين يعملان معا و3 مدارج في كل من آسيا والمحيط الهادئ، وهو بالمناسبة من تصميم المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، فقد صمم مبنى المطار على مساحة 700 ألف متر مربع، أي حوالي 100 ملعب كرة قدم، ويصل الضوء إلى أدنى مستويات المبنى من خلال الفتحات الموجودة في السقف، وتحت المبنى توجد محطة قطار وخط مترو يتيح للمسافرين الوصول إلى وسط المدينة في غضون دقائق معدودة.
وما إن تخرج الي شوارع بكين حتي تري تنسيقا عمرانيا هائلا فرغم الابراج العالية وناطحات السحاب الكثيرة لاتري لونا فجا أو مختلفا التناسق والجمال في كل شي لا بروز في المباني ولا تغول علي الشوارع المليئة بالأشجار وكأنها حدائق تسلم احداها الأخري زائري بكين، تلك المدينة العريقة النشطة يستيقظ سكانها في السابعة صباحا، تجاوزت التخلف، وسارت في طريق النهضة، لايوجد بها ما يعرقل السير بشوارعها ولا ما يزع سكانها أو زوارها، تحوي الفنادق الفخمة، والعمارات الشاهقة.
وما أن تتجول في شوارع الصين أو أماكنها العامة حتي تري شعبا طيبا ودودا تجاه الزائرين، ينحني احتراما للضيوف يستمع جيدا ثم يتكلم في ظل ابتسامة تكشف عن رحابة صدره وحبه للأجانب وخاصة العرب وبالأخص المصريين.
الجميع يعمل بكل حب بلا كلل أو ملل وبإنتاجية عالية، رجل كان أو امرأة، فقد سمعنا من إحدي الشركات لكبري في مجال بناء ناطحات السحاب أن العمال قاموا ببناء مبنى سكني مكون من عشرة طوابق، في يوم واحد فقط.
انتظام المرور واحترام الإشارات أمر مدهش، كل شيء الكتروني بالتكنولوجيا والكاميرات والكهرباء، فلا تزاحم بين السيارات وراكبي الدراجات، ولا ضجيج أو استخدام الكلاكسات دون داع ولا أثر لمتسولين بالشوارع وقليلا ما تجد عامل نظافة رغم الشوارع النظيفة دائما.. أعمدة الانارة كلها تقريبا تعتمد علي الطاقة النظيفة إما طاقة رياح أو طاقة شمسية.
حسبنا في البداية ان ذلك التنسيق الحضاري والبصري والنهضة العمرانية يقتصر فط علي بكين العاصة لكننا تجولنا بالطائرات في مقاطعات عدة ومدن كثيرة وقري لم نجد الا ذلك الجمال سواء كان العمارات حديثة أو بيوت اثرية تم ترميمها وتجديدها وأود وأكرر الخضرة في كل مكان والشجر يزين كل الشوارع بالقري والمدن.
يساهم التوسع في استخدام الروبوتات في كل الأنشطة الحياتية وخاصة أعمال النظافة لتقليل الاعتماد على العنصر البشري، فالروبوت توجد في في كافة مناحي الحياة في الشوارع والفنادق والمطاعم والمطارات ويفرز الروبوت الذكي القمامة في مدينة هانجتشو بمقاطعة شجيانغ، بدعم من تقنيات تحديد المواقع الملاحية، حيث يستطيع الروبوت العمل ثماني ساعات متتالية، والتقاط وفرز 18 كيلو جرام من القمامة بمعدل دقة 98%.
وتوسعت الصين في العالم البناء الرأسي والعجائب المعمارية وأصبحت تستحوذ على أكثر من نصف ناطحات السحاب حول العالم، ووفقًا لبيانات من مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية فإن لدى الصين 12 مدينة من بين أكثر 25 مدينة حول العالم، بها معظم ناطحات السحاب والمباني الشاهقة.
والمعروف أن فن العمارة الصينية قديم العهد كالحضارة الصينية وهناك أدلة قوية تدل على أن الصينيين كانوا يتمتعون دائما بنظام بناء السكان الأصليين الذي احتفظ بخصائصه الرئيسية من عصور ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا لكن التكنولوجيا الحديثة التي تمتلكها الصين زادت هذا الجمال جمالا.
ولدي الصين مناطق عتيقة كالقاهرة عملت علي ترميمها وتجديدها بشكل يجذب الأنظار والسياح، فالتحول الحضري بالصين مؤشر مهم لقياس درجة التطور والتحديث لهذا البلد العظيم وهو صورة مصغرة لتطور الدولة كاملة، فالتحول الحضري عملية اقتصادية واجتماعية شاملة وهو طريق ضروري لتحقيق التحديث، فعبر مسيرة طويلة من الاستكشافات المتواصلة والابتكارات القائمة على الحقائق الصينية المحلية حققت جمهورية الصين الشعبية قفزة كبيرة من "الصين الريفية" إلى "الصين الحضرية" وشهدت البلاد أكبر عملية تحول حضري في تاريخ البشرية، وهي الآن تسير في نهضة كبري بقيادة الرئيس شي جين بينغ.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
مسؤول صيني يدعو لبذل جهود مشتركة للتعايش بين بكين وواشنطن في العصر الجديد
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة "العمل معا بغية إيجاد الطريق الصحيح للتعايش معا في العصر الجديد"، معربا عن أمله في أن ينظر الجانب الأمريكي إلى الصين من منظور موضوعي وعقلاني وبراغماتي.
جاءت تصريحات «وانغ يي» خلال لقائه نظيره الأمريكي ماركو روبيو في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفقا لوكالة الأنباء الصينية شينخوا.
واستعرض «وانغ يي»، خلال لقائه ماركو روبيو بشكل شامل المواقف المبدئية للصين بشأن تطوير العلاقات الصينية-الأمريكية، مؤكدا أنه يتعين على الجانبين ترجمة التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين إلى سياسات وإجراءات محددة.
وفي سياق إشارته إلى أن السياسة الأمريكية تجاه الصين "ينبغي أن تستند إلى هدف التعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين"، قال وانغ إنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تعامل الصين بطريقة تتسم بالمساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة".
وخلال الاجتماع، تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي معرض وصفهما للاجتماع بأنه "إيجابي وبراغماتي وبنّاء"، اتفق الجانبان على تعزيز التواصل والحوار عبر القنوات الدبلوماسية وفي مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات، من أجل إفساح المجال كاملا أمام الدوائر الدبلوماسية بغية تعزيز العلاقات الثنائية، واستكشاف سبل توسيع مجالات التعاون، مع العمل على إدارة الخلافات.