شاركت حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة (FEPS Business Incubator) بالتعاون مع صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، في مسابقة أولمبياد الشركات الناشئة 2024، وهي مسابقة تهدف إلى تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال بين الطلاب والخريجين ورواد الأعمال الناشئين ممن يمتلكون أفكارًا ابتكارية ولديهم الرغبة في تطويرها لنماذج عمل حقيقية وإنشاء شركات ناشئة، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بريادة الأعمال والابتكار.

وقال الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، إن مشاركة حاضنة أعمال كلية الاقتصاد في أولمبياد الشركات الناشئة تعتبر فرصة جيدة للفرق الشابة لاكتساب خبرات قيمة، وبناء شبكة علاقات قوية مع مستثمرين وخبراء في مجال ريادة الأعمال، كما تُعزز هذه المسابقة من فرص الفرق في الحصول على دعم مالي ومعنوي يساعدهم على تحويل أفكارهم إلى مشروعات ناجحة على أرض الواقع.

ومن جانبها، قالت الدكتورة حنان محمد علي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن حاضنة أعمال الكلية تسعى من خلال مشاركتها في هذه المسابقة إلى دعم رواد الأعمال الشباب وتحفيزهم على الابتكار والإبداع، حيث تعكس هذه المشاركة التزام الحاضنة بتوفير بيئة داعمة ومحفزة تُمكّن رواد الأعمال من الطلاب والخريجين من تحقيق طموحاتهم والمساهمة في نمو الاقتصاد الوطني وتأمل أن تُثمر هذه الجهود عن مشروعات مبتكرة تُساهم في تطوير المجتمع والاقتصاد بشكل عام.  

ومن جهتها، قالت الدكتورة شاهيناز جمال مدير حاضنة الأعمال بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن الحاضنة قامت بتدريب وتأهيل فرق جامعه القاهرة البالغ عددها 28 فريق ما بين طلاب وباحثين من مختلف كليات الجامعة إلى جانب استضافة الحاضنة لأربعين فريق ينتمون إلى 11 جهة أخرى ما بين جامعات حكومية وخاصة ومراكز بحثية للتدريب والتأهيل، وبعد التدريبات المكثفة في الفترة ما بين 24 مايو إلى 29 يوليو تم تصعيد 8 فرق من جامعة القاهرة و٩ فرق من جهات أخرى إلى التصفيات النهائية والتي أقيمت بمقر كلية الاقتصاد والعلوم السياسة يوم السبت الموافق 13  يوليو 2024، وتم الإعلان عن الفرق الفائزة تمهيدا للتصعيد إلى المرحلة التالية من المسابقة على المستوى الإقليمي.

جدير بالذكر أن هذه المسابقة تمر بعدد من المراحل المنظمة حتى تضمن تقييمًا شاملًا وعادلًا لجميع المشاركين، وتشمل هذه المراحل: التسجيل وتقديم الأفكار حيث يقدم كل فريق فكرة مشروعه ويتم تقييمها من قبل لجنة مبدئية، ثم مرحلة التدريب والتوجيه حيث تتلقى الفرق المؤهلة برامج تدريبية واستشارات مخصصة لتحسين أفكارهم وتطويرها، ثم مرحلة التقييم النهائي والطرح، وفي هذه المرحلة تعرض الفرق أفكارها النهائية أمام لجنة من الحكام والمستثمرين، ويتم اختيار الفائزين بناءً على معايير محددة تشمل الابتكار، والجدوى الاقتصادية، والإمكانيات السوقية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاستراتيجية الوطنية للتعليم الاقتصاد والعلوم السياسية الابتكار وريادة الأعمال رئيس جامعة القاهرة رعاية المبتكرين والنوابغ صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ کلیة الاقتصاد والعلوم حاضنة أعمال

إقرأ أيضاً:

دور الأوقاف في تمكين ريادة الأعمال

عند حديثنا عن دور الأوقاف في تمكين ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة فإننا نتجاوز استعادة الإرث التاريخي الطويل إلى محاولة استقراء الواقع المعاصر للأوقاف في عمان، واستشراف قدرتها على أن تكون عنصرا فاعلا في المستقبل الاقتصادي، فمن هذا المنطلق جاء هذا المحور في مؤتمر عُمان الوقفي الذي اختتم أعماله أمس، وأتاح لي من خلال حضوري لجميع الجلسات على مدار يومين من فرصة الاقتراب من نماذج واقعية تقدّم إجابات عملية عن مجموعة من التساؤلات المتعلقة بإمكانية أن يتحول الوقف إلى محرك اقتصادي حديث، وكيف أن الفكر الريادي والرؤية الواضحة والقدرة على اتخاذ القرار الجريء بالإمكان أن يحول الأصول الوقفية إلى استثمارات تجني الذهب وتحقق أهدافا اقتصادية مبهرة.

وتتبدى الإجابة بوضوح في النموذجين اللذين برزا في هذا المحور وتم استعراضهما في الجلسة الحوارية الأخيرة من هذا المؤتمر، وهما تجربتي: مؤسسة بوشر الوقفية، وأوقاف حارة العقر في نزوى، ورغم اختلاف بيئتهما وسياقاتهما، إلا أنهما يشتركان في جوهر واحد، وهو إعادة اكتشاف القوة الكامنة في الوقف، وتوظيفه كأداة فاعلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقد بدت تجربة مؤسسة بوشر الوقفية من نقطة شديدة الواقعية، وهي بناء الثقة المجتمعية قبل الشروع في أي مشروع استثماري كبير، وقد أوضح المهندس محمد بن سالم البوسعيدي أن المؤسسة عملت منذ لحظتها الأولى وفق استراتيجية خمسية واضحة، قطعت مراحل التأسيس والانطلاق، وتتجه بثقة نحو مرحلة النمو والاستقلال ابتداء من العام القادم، هذه المرحلة ليست مجرد توسع مالي، بل انتقال إلى مستوى جديد يعاد فيه تعريف الوقف بوصفه قطاعا قادرا على الإضافة الاقتصادية، وقادرا كذلك على فتح فضاءات جديدة أمام رواد الأعمال الشباب.

ولعل ما يميز هذه التجربة أن بوشر اختارت أن تبدأ من الإنسان قبل المكان، فقد توجهت إلى المدارس والكليات والمجتمع المحلي، ونشرت الوعي بقيمة الوقف عبر برامج متنوعة مثل "فرع الوقف" والمعارض المتنقلة و"سيرة ومسيرة"، إدراكا منها بأن الوقف لا يستعيد دوره إلا إذا استعاد المجتمع ثقته به، ومع بناء هذه الثقة، بدأت المؤسسة في العمل على الملفات الأصعب. وعلى رأسها الأصول الزراعية الوقفية المتعثرة التي كانت لعقود تمثل تحديا إداريا وماليا.

ومن هنا جاءت تجربة تحويل مزرعة وقفية متوقفة منذ سنوات إلى مشروع سياحي وزراعي وتعليمي في الوقت نفسه، وقد بين البوسعيدي أن فكرة المشروع لم تنطلق من وفرة مالية، بل من التقاء ثلاثة عناصر: أصل وقفي لم يستثمر كما ينبغي، وشاب عماني يمتلك خبرة وفكرا استثماريا مبتكرا، ومؤسسة وقفية تمتلك الإرادة والقدرة على فتح الطريق، وعبر هذا التلاقي، تولدت فكرة مشروع يضم بيوتا محمية، ومساحات زراعية حديثة، ونقطة لقاء لرواد الأعمال، ومطعما ومقهى تديرهما عمانيات، ومنفذا لمنتجات الأسر المنتجة، وموقعا تعليميا لطلبة المدارس في الفترات الصباحية، فهذا النموذج يعيد صياغة مفهوم الأثر الاجتماعي للوقف، ويحوّل المزرعة من عبء إداري إلى منصة تحتضن ريادة الأعمال وتفتح أمام الشباب مساحات جديدة من العمل والإنتاج.

كما وسعت بوشر نطاق عملها إلى التطوير العقاري عبر تشغيل "بيت المقحم" التاريخي، وإلى الابتكار من خلال إطلاق "هاكاثون الوقف"، وإلى الإعلام عبر تأسيس شركة "أنجم ميديا" التي تدير الفعاليات والمناسبات، ويكشف هذا التنوع أن المؤسسة لا ترى الوقف مجرد قطاع جامد، بل فضاء يتسع للتقنية والسياحة والإعلام والزراعة والتعليم والصناديق الاستثمارية، وأن استثمار الأوقاف يسعى لبناء منظومة متكاملة من الأنشطة القادرة على خلق فرص وظيفية، وتعزيز قيمة المكان، وإحياء الأصول القديمة بفكر جديد.

أما تجربة حارة العقر بنزوى التي استعرضها الدكتور إسحاق الشرياني، فهي تقدم نموذجا مختلفا في الشكل لكنه قريب جدا في المعنى، لقد بدأت التجربة من واقع متواضع؛ رصيد مالي لا يتجاوز سبعة آلاف ريال، وحارة تاريخية تتآكل بيوتها، ونظرة عامة تشكك في جدوى إنفاق الأموال على ما كان يبدو مشروعا غير مضمون، ولكن الرؤية التي حملتها أوقاف العقر كانت مختلفة، فقد أدركت أن التمسك بالأصول حتى تنهار ليس خيارا، وأن الاستثمار في التراث ليس مغامرة، بل ضرورة لإحياء المكان واستعادة دوره التاريخي والاقتصادي.

ومن هنا انطلقت التجربة عبر منهجية تعتمد على الاقتصاد السلوكي والاجتماعي والسردي، (على حسب تعبير الشرياني) وهي منهجيات تسمح بفهم المجتمع، وصناعة قصة اقتصادية ملهمة، وتحويل التراث إلى قيمة سياحية وثقافية واقتصادية في آن واحد، ونجحت التجربة في تحويل السور التاريخي والبيوت القديمة إلى مشروع استثماري حقق عائدا ماليا بلغ 14%، وهو رقم كبير في المعايير الاقتصادية، لكنه ليس أهم ما تحقق، فالأثر الحقيقي ظهر في إعادة الحياة إلى الحارة، وخلق أكثر من 400 وظيفة مباشرة، وارتفاع قيمة العقارات، وإعادة فتح مدارس القرآن الكريم، وانتعاش السوق التقليدي، وارتفاع الأوقاف من نصف مليون إلى ثلاثة ملايين ونصف، وتحول الحارة إلى مقصد سياحي وثقافي يستقبل مئات الآلاف من الزوار.

وتكشف تجربة العقر أن الوقف قادر على تحريك اقتصاد محلي كامل، إذا توفرت الرؤية والجرأة، فقد ارتفع عدد الغرف الجاهزة للاستخدام إلى 220 غرفة، وانتعش سوق المهن التقليدية، وتضاعفت الهبات الوقفية، واستعاد المجتمع ثقته بمؤسساته الوقفية بعد أن رأى الأثر رأي العين، ولعلّ أهم ما تميزت به التجربة هو قدرتها على تحويل "القصة" إلى جزء من الاقتصاد نفسه، فحديث الناس عن الحارة في المنصات الاجتماعية الحديثة وفي المجالس وفي وسائل الإعلام أصبح عنصرا اقتصاديا يضيف قيمة، ويدفع بالمشروع إلى الأمام، ويجعل منه نموذجا وطنيا يستدعى اليوم في محافل عالمية.

وحين ننظر إلى التجربتين معا، نجد أنهما تمثلان ملامح رؤية عمانية جديدة للوقف، رؤية تعيد تعريف الوقف بوصفه قطاعا اقتصاديا قادرا على الإنتاج والتطوير، يتجاوز كونه مصدرا للإيرادات التقليدية، فبوشر والعقر تقدمان درسا واضحا مفاده أن الوقف الذي يتفاعل مع المجتمع، ويتحالف مع رواد الأعمال، ويستثمر في الإنسان والمكان معا، قادر على خلق أثر يتجاوز حدود المشروع نفسه، ليصل إلى إعادة إحياء المدن، وصناعة الوظائف، وإلهام المؤسسات، وتعزيز الانتماء للمكان.

مقالات مشابهة

  • عبد الرحيم حسن: بعد غد الإعلان عن الفائزين في مسابقة التمثيل ببورسعيد
  • رئيس جهاز تنمية المشروعات: نقدم برامج وخدمات لدعم المشروعات الناشئة ونشر ثقافة ريادة الأعمال
  • الشركات الليبية تعرض منتجاتها بـ«ملتقى الأعمال الإفريقي» في المغرب
  • جامعة العاصمة تطلق الموسم الرابع من مسابقة العباقرة
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول في مسابقة المجلس القومي للمرأة لمناهضة العنف
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
  • البحث العلمي تشارك بمشروع YIELD لتعزيز ريادة الأعمال في التكنولوجيا العميقة
  • وزيرة التخطيط تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي جهود زيادة التمويل المختلط والاستثمارات في الشركات الناشئة
  • دور الأوقاف في تمكين ريادة الأعمال