عقد صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الخميس في مقاطعة قوانغدونغ، اجتماعاً مع قادة حكومة بلدية شنجن، في إطار زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية.

وبحث سموّه مع كبار القادة والمسؤولين في حكومة بلدية شنغن، سبل تعزيز علاقات التعاون في شتى القطاعات.وشهد سموّه، توقيع اتفاقية تعاون بين هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز» ومنطقة لونغهوا في شنغن.

الصورة

وقال سموّه «نمتلك رؤية واضحة للمستقبل تتلخص في تمكين أبنائنا، وتبني التكنولوجيا المتقدمة، وإشراك دول العالم في مسعانا لتحقيق التنمية المستدامة، ونؤمن كل الإيمان، أنه بتعزيز التعاون بين إمارة رأس الخيمة، ومختلف المدن الصينية، يمكننا صياغة مشهد استثماري جديد، يتصف بالنمو والشمول والاستدامة والعالمية».

الصورة

كما التقى صاحب السموّ حاكم رأس الخيمة، عدداً من قيادات الأعمال ومسؤولي كبريات الشركات الصينية الرائدة.

وبحث سموّه خلال لقاءاته سبل تعزيز علاقات التعاون، والشراكة الاقتصادية الاستراتيجية المتنامية مع الصين.

كما تحدث سموّه عن رؤيته لصناعة بيئة اقتصادية مستدامة في الإمارة.

الصورة

والتقى سموّه كبار المسؤولين التنفيذيين، وصناّع القرار في كل من شركة هواوي، وعدد من قيادات الشركات الصينية.

وأكد سموّه، خلال اللقاءات، أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، وصياغة مشهد استثماري جديد يتصف بالنمو والشمول والاستدامة، ويضمن الازدهار للجانبين.

وشهد سموه، توقيع اتفاقيتي تعاون بين هيئة «راكز»، و«موانئ رأس الخيمة» مع شركتي«تي إتش آي»، و«جيانهوا». وزار سموه، عدداً من المواقع التاريخية والثقافية، في مدينتي شيامن، ودنغقوان.وشملت المواقع والمعالم التي زارها سموه، جزيرة قولانغيو، في شيامن بمقاطعة فوجيان، المدرجة على قائمة «اليونسكو»

كما زار سموه مدينة دونغقوان، بمقاطعة قوانغدونغ، حيث تعرف الى تاريخها وثقافتها واقتصادها.

وأكد سموه، أن التاريخ والثقافة ركيزتان أساسيتان لفهم ماضي وحاضر ومستقبل الشعوب والأمم.وقال سموه: «بالرغم من تنامي وازدهار علاقاتنا الاقتصادية في العقود القليلة الماضية، فإن روابط الشراكة والصداقة بين بلدينا تمتد لقرون مضت».(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات محاكم رأس الخيمة حاكم رأس الخيمة رأس الخیمة

إقرأ أيضاً:

كيف نستطيع أن نكتب المدن؟

تبدو المدن للوهلة الأولى عبارة عن عمارات إسمنتية وزجاجية واختناقات مرورية لا تنتهي، ونصب تذاكرية لا معنى لها. لكن هذه النظرة تبدو نمطية جدا وظالمة ولا تعطي الحقيقة. عندما نتعمق في المدن نستطيع اكتشاف صورة أخرى مختلفة تماما عن تلك الصورة التي أتينا بها من القرية التي تحولت هي الأخرى إلى مدينة بصورة أو بأخرى دون أن ندري لكثرة ارتباطنا العاطفي بها.

تتحول المدينة بعد لحظات من التأمل إلى مجموعة من الطبقات التاريخية التي يقود بعضها إلى فهم بعض، وإلى مجموعة من الحكايات والمتناقضات الفكرية، وإن شئنا، إلى مجموعة من الرغبات والصدمات. وهن، أعني المدن، بهذا المعنى لسن مكانا عابرا أو مؤقتا للعيش ولكنهن نصا مفتوحا يحتاج إلى تأويل.. وفكرة أن المدن تقرأ كما تقرأ الكتب ليست استعارة مفهومية ولكنها حقيقية يمكن أن تكون مدخلا معرفيا لفهم هذا العالم عبر تمفصلاته المكانية وعبر تناقضاته الطبقية.

كانت الصورة الكلاسيكية لأدب الرحلات تصنف المدن بناء على عجائبها، وتحاول النصوص الرحلية وصف تلك الغرائبية، وكان هذا الأمر ذروة الإثارة السردية في تلك النصوص الكلاسيكية لكن الأمر بدأ مختلفا في العصر الحديث الذي شهد ثورة معلوماتية أتاحت للجميع مشاهدة تلك الغرائبية بشكل مباشر إلى درجة أنها أي كتابة عنها تكاد تفقد الدهشة أمام الصورة المتحركة المباشرة. هذا الأمر حول النصوص الرحلية إلى نصوص تفاعلية مع المكان ومع تاريخه وما شهده من تحولات سواء على مستوى بنية المكان أو بنية الإنسان نفسه.

وعندما بدأت أحاول الكتابة عن المدن التي أزورها بطريقة مختلفة كنت أكتشف جانبا سرديا في كل مدينة.. وجانبا وجدانيا لا يبدو ظاهرا من الوهلة الأولى.

باريس، على سبيل المثال، عصية على التلخيص، لا تُؤتى من بابها، بل تُقرأ مداورة، لا من معالمها بل من غيابها؛ من الطريقة التي يهبط بها الغروب على نافذة مقهى في الحي اللاتيني، أو من كيف تحتفظ زقاق مرصوفة بصدى خُطوة منسية لفيكتور هيجو، أو بقايا فنجان قهوة لسارتر. لا يمكن فهم باريس بزيارة برج إيفل، بنفس الطريقة التي لا يمكن عبرها فهم رواية لمجرد قراءة عنوانها. تستطيع فهم باريس عندما تقرأ تاريخها المخزون في متاحفها، أو ذلك الإيمان المنقوش في سقوف كنائسها، أو عبر المطر المنهمر في ساعات الفجر الأولى وأنت تسير إلى جوار نهر السين في محاولة لسماع قصصه عن التاريخ وتحولاته والسياسية ودسائسها.

أما قرطبة فهي التي تقرؤك، هي التي استوعبت كل الفلاسفة والمفكرين والشعراء واللغويين الذين مروا في طرقاتها ورحلوا.. ورغم ما تعنيه قرطبة في تاريخنا إلا أنني لم أستطع ممارسة فعل الحنين، ليس الحنين للأندلس وحدها ولكن للحالة الحضارية التي استطاعت أن تصنعها الأندلس على مدى قرون طويلة.

ولذلك فإن ما وجدته في قرطبة وغرناطة وأشبيلية وطليطلة لم يكن مجرد سرد عظيم للتاريخ الذي ما زال شاخصا في المخطوطات وفي العمارة الإسلامية وفي المنارات والشرفات والشبابيك ولكن في ذلك المزج الغرائبي بين الضوء والحجر الذي يشعرك أنك في مكان آخر مختلف عما يمكن أن تجده في مكان آخر. وذلك المزج بين الجامع والكاتدرائية.. لم أستطع أن أرى في ذلك أثرا ولكن نصا تأمليا كتب بصياغتين متناقضتين.

أما القاهرة فأمرها مختلف تماما، إنها مدينة ألف ليلة وليلة، لا تكاد قصتها تنتهي في الصباح الصادق عند حافة الذروة السردية حتى تبقى في شوق لتستكملها في المساء القادم. مدينة تملك كل سحر الشرق وغرائبه، وفي كل مرة تزورها تجد نفسك تكتشفها من جديد، تكتشف شوارعها ومعالمها وروائحها.

السؤال إذا ليس كيف نكتب عن المدينة، بل كيف نصغي لها، كيف نقرأ توقفاتها وهوامشها. كل مدينة لها سردها الخاص، شوارعها، ومتاحفها، ومخطوطاتها.. وحكايتها الحقيقية تكمن بين السطور، وبين الأزقة، وفي رائحة المطر أول الفجر. تكمن حقيقة المدن في الالتفافات والأزقة وليس في الطرق المستقيمة والمزينة بأنوار النيون، تكمن أيضا في التعثر، والغياب، وربما في التشرد أحيانا في الطرق الخلفية حيث طبقة أخرى من البشر لا نستطيع رؤيتهم في الواجهات الأولى وتحت الأضواء.

هذه هي المدن، أكبر بكثير من كونها كتابا، إنها مكتبات، أو أرشيفات لسرديات متداخلة ومتضادة ومتناقضة. وهذا لا يمكن اكتشافه من المرور العابر في المدن، ذلك المرور الذي نحاول اختزاله في صورة كاميرا الهاتف، أو في أفضل الأحوال صورة كاميرا بعدسة طويلة.. تحتاج المدن أن نقرأها في سياق زمن مختلف، وهذا يحتاج بعبارة أخرى أن «نتسكع» فيها، نجرب عمقها بشكل بطيء جدا، وهادئ ومتمرد أيضا.. وهذا قد يتحقق عندما تمشي فيها بلا وجهة، يعني أن تفتح المدينة أمامك كأنها نص يعيد كتابة نفسه مع كل خطوة تخطوها ومع كل دهشة تشعر بها، ومع كل متعة تواجهك وأنت تحاول العودة إلى مربعك الأول.

ولهذه القراءة ما يمكن أن يكون سياسة؛ فبعض المدن كُتِب عليها بالعنف، بالإقصاء الطبقي، بالنسيان المتعمَّد، وبعضها نسي عند هامش التاريخ، وبعضها بقي عند عتبته الأولى.

والمدينة النيوليبرالية تتحدث بلغة العقار والعرض البصري، وتمحو لهجات من سبقوها. والمدينة التاريخية تتحدث بلغة المخطوطات، والمدينة التوثيقة تتحدث بلغة المتاحف.. وبعض المدن مرعبة وبعضها على هيئة أنثى تتلوى حولك كلما اقتربت منها.

أن تقرأ المدينة بعمق، هو أيضا أن تقاوم تحويلها إلى سلعة، أن تُصرّ على أن الحي ليس مجرد موقع، بل صوت وذاكرة، وأن الجدار ليس مجرد بناء، بل أرشيف.

وهناك أخلاقيات أيضا.. أن تقرأ مدينة بعناية، هو أن ترفض تسطيحها، كما لا نختزل رواية في حبكتها، يجب ألا نختزل المدينة في برنامج زيارتها. المقهى الذي تجلس فيه فتاة حسناء كل صباح، والمقعد الذي همس فيه طفل بسرّ لغريب، ومصباح الشارع الذي يومض قبل الفجر، كل هؤلاء يشكلون وجه المدينة، تلك التي نتورط في قصتها ولا نستطيع سردها.

في النهاية، لا أعتقد أننا نزور المدن.. المدن هي التي تزورنا، تبقى معنا بعد أن نغادرها، وتعود لنا في أحلامنا تراودنا أن نزورها مرة أخرى، ونشمها في رائحة التوابل، أو في هندسة الظل.. المدن التي تكسننا لا يمكن أن نحملها معنا على هيئة تذكارات ولكن تبقى معنا كهوامش على أطراف ذواتنا لا نستطيع أن نفك منها أبدا.

أن تقرأ مدينة، إذا، هو أن تسمح لها بإعادة كتابتك. وهذا، ربما، هو الرحلة الوحيدة التي تستحق أن تُخاض، ثم تكتب.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة «عمان»

مقالات مشابهة

  • البديوي: دول التعاون حريصة على تعزيز حضورها الدولي واستعراض إنجازاتها في مجالات التنمية الاقتصادية والمالية
  • وزير الاستثمار يشارك بفعاليات المائدة المستديرة بمدينة تيانجين الصينية
  • نائب رئيس الوزراء يشهد عقد الشراكة بين الهيئة العربية للتصنيع للأجهزة الطبية XGY وشركة لتأسيس الشركة العربية - الصينية للصناعات الطبية
  • حرب.. وحُب!
  • استعرض خدماته المقدمة للمواطنين والمقيمين.. محافظ الطائف يستقبل مدير برنامج المدن الصحية بالمحافظة
  • مدبولي يستعرض النتائج الخاصة بالتعاون بين جامعة أكسفورد لتطوير العلاج الجيني للسرطان
  • كيف نستطيع أن نكتب المدن؟
  • عبدالله بن زايد يشيد بنجاح قطر في التعامل مع الاعتداء الإيراني على أراضيها
  • رئيس جامعة المنوفية بحث آليات التعاون المشترك مع الجامعات الصينية
  • الإضاءة الاصطناعية تطيل عمر النباتات في المدن