موقع 24:
2025-06-07@00:21:24 GMT

استراتيجية بايدن الصينية تتعثّر: مكلفة وخطيرة

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

استراتيجية بايدن الصينية تتعثّر: مكلفة وخطيرة

في التاسع من أغسطس (آب)، كشف الرئيس جو بايدن النقاب عن أحدث سلاح له في حرب أمريكا الاقتصادية مع الصين. ستعمل قواعد جديدة على مراقبة الاستثمارات التي يقوم بها القطاع الخاص في الخارج وسيتم حظر تلك الموجهة إلى أكثر التقنيات حساسية في الصين.

الدول التي حققت أكبر تقدم في السوق الأمريكية هي تلك التي لها روابط صناعية أقرب إلى الصين

حسب مجلة "إيكونوميست"، إن استخدام مثل هذه القيود من قبل أقوى مناصر للرأسمالية في العالم هو أحدث علامة على التحول العميق في السياسة الاقتصادية الأمريكية حيث تكافح مع صعود منافس حازم ومهدد بشكل متزايد.


يريد المسؤولون حماية الأمن القومي عبر تقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا الفائقة التطور التي يمكن أن تعزز قوتها العسكرية وعبر بناء سلاسل إمداد بديلة فيها. والنتيجة هي توسيع نطاق الرسوم الجمركية ومراجعات الاستثمار وضوابط التصدير الموجهة ضد الصين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب والآن في عهد بايدن. لكن هذه السياسة لا تنتج المرونة ولا الأمن. تقييم مفاجئ

تضيف المجلة أن سلاسل التوريد أصبحت أكثر تشابكاً وغموضاً لأنها تكيفت مع القواعد الجديدة. ويصبح من الواضح أن اعتماد أمريكا على المدخلات الصينية الحرجة لا يزال قائماً. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن السياسة كان لها تأثير ضار دفع حلفاء أمريكا إلى الاقتراب من الصين. قد يكون كل هذا بمثابة مفاجأة، لأن السياسات الجديدة تبدو للوهلة الأولى وكأنها نجاح ساحق. الروابط الاقتصادية المباشرة بين الصين وأمريكا آخذة في التقلص. في 2018، إن ثلثي الواردات الأمريكية من مجموعة دول آسيوية "منخفضة التكلفة" جاءا من الصين؛ في 2022، جاء ما يزيد بقليل عن النصف منها. بدلاً من ذلك، اتجهت أمريكا نحو الهند والمكسيك وجنوب شرق آسيا.

 

Joe Biden’s China strategy is not working. It has pushed America’s allies closer to its rival and left supply chains more tangled and opaque. Much of the “decoupling”, therefore, is phoney https://t.co/gAOGKgQ5Rl pic.twitter.com/e8fZIIlATJ

— The Economist (@TheEconomist) August 10, 2023


وتتكيف تدفقات الاستثمار أيضاً. في 2016، استثمرت الشركات الصينية 48 مليار دولار في أمريكا. بعد ست سنوات، تقلص الرقم إلى 3.1 مليار دولار فقط. لأول مرة منذ ربع قرن، لم تعد الصين واحدة من أفضل ثلاث وجهات استثمارية لمعظم أعضاء غرفة التجارة الأمريكية في الصين. طوال الجزء الأكبر من عقدين زمنيين، استحوذت الصين على نصيب الأسد من مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة في آسيا. في السنة الماضية، حصلت على مشاريع استثمارية أجنبية أقل من تلك التي تلقتها الهند أو فيتنام. ومع ذلك، يظهر غوص أعمق في التفاصيل أن اعتماد أمريكا على الصين لا يزال كما هو.

أبحاث صندوق النقد تؤكد

ربما تعيد أمريكا توجيه طلبها من الصين إلى دول أخرى. لكن الإنتاج في تلك الأماكن يعتمد الآن على المدخلات الصينية أكثر من أي وقت مضى. مع ارتفاع صادرات جنوب شرق آسيا إلى أمريكا، على سبيل المثال، ارتفعت وارداتها من المدخلات الوسيطة من الصين بشكل هائل. تضاعفت صادرات الصين من قطع غيار السيارات إلى المكسيك، وهي دولة أخرى استفادت من سياسة خفض المخاطر الأمريكية، خلال السنوات الخمس الماضية.

 

Joe Biden’s China strategy is not working
The consequences of this new thinking are now becoming clear. Unfortunately, it is bringing neither resilience nor security. Supply chains have become more tangled and opaque as they have adapted to new rules. https://t.co/gMzMy2Btwp

— Paul Triolo (@pstAsiatech) August 10, 2023


توصلت الأبحاث التي نشرها صندوق النقد الدولي إلى أنه حتى في قطاعات التصنيع المتقدمة، حيث تحرص أمريكا على الابتعاد عن الصين، إن الدول التي حققت أكبر تقدم في السوق الأمريكية هي تلك التي لها روابط صناعية أقرب إلى الصين. أصبحت سلاسل التوريد أكثر تعقيداً، وأضحت التجارة أكثر تكلفة. لكن هيمنة الصين غير منقوصة.

ما الذي يجري؟ في أسوأ الأحوال، ثمة ببساطة إعادة تغليف للبضائع الصينية وإرسالها عبر دول ثالثة إلى أمريكا. في نهاية 2022، وجدت وزارة التجارة الأمريكية أن أربعة موردين رئيسيين للطاقة الشمسية متمركزين في جنوب شرق آسيا كانوا يقومون بمعالجة صغيرة لمنتجات صينية بحيث كانوا يتحايلون على التعريفات الجمركية المفروضة على السلع الصينية. في مجالات أخرى كالمعادن الأرضية النادرة، تواصل الصين تقديم مدخلات يصعب استبدالها. في أحيان أكثر، تضيف المجلة، الآلية حميدة.
تتكيف الأسواق الحرة ببساطة لإيجاد أرخص طريقة لتزويد المستهلكين بالسلع. وفي كثير من الحالات، تظل الصين، بقوتها العاملة الهائلة ولوجستياتها الفعالة، أرخص مورّد. تتمتع القواعد الأمريكية الجديدة بالقدرة على إعادة توجيه تجارتها الخاصة مع الصين. لكنها لا تستطيع تخليص سلسلة التوريد بأكملها من النفوذ الصيني. الفصل زائف... وأسوأ إذاً، إن الكثير من عمليات الفصل زائفة. والأسوأ من ذلك، من وجهة نظر بايدن، يعمل نهجه يعمل أيضاً على تعميق الروابط الاقتصادية بين الصين والدول المصدرة الأخرى. وبذلك، هو يضع مصالحها بشكل عكسي ضد مصالح أمريكا. حتى في الأماكن التي تشعر فيها الحكومات بالقلق من تزايد قوة الصين، تتعمق علاقاتها التجارية مع أكبر اقتصاد في آسيا. الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي اتفاقية تجارية تم توقيعها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 من قبل العديد من دول جنوب شرق آسيا والصين، تؤسس نوعاً من السوق الموحدة تحديداً في السلع الوسيطة التي ازدهرت تجارتها في السنوات الأخيرة.
بالنسبة إلى العديد من البلدان الفقيرة، يعتبر تلقي الاستثمارات الصينية والسلع الوسيطة وتصدير المنتجات النهائية إلى أمريكا مصدراً للوظائف والازدهار. إن تردد أمريكا في دعم الاتفاقيات التجارية الجديدة هو أحد الأسباب التي تجعل تلك البلدان الفقيرة تنظر إليها أحياناً كشريك غير موثوق به. إذا طُلب منها الاختيار بين الصين وأمريكا، فقد لا تقف إلى جانب العم سام. المخاطرة في نزع المخاطر يحمل كل هذا دروساً مهمة للمسؤولين الأمريكيين. يقولون إنهم يريدون أن يكونوا دقيقين في كيفية حماية بلادهم من الصين باستخدام "فناء صغير وسياج عالٍ". ولكن بدون إدراك واضح للمفاضلات بين تعريفاتهم وقيودهم، يصبح الخطر في أن كل ذعر أمني يجعل الفناء أكبر والسياج أطول.
علاوة على ذلك، كلما كان النهج أكثر انتقائية زاد احتمال إقناع الشركاء التجاريين بتقليل اعتمادهم على الصين في المجالات المهمة حقاً. بدونه، لن يجعل التخلص من المخاطر العالم أكثر أماناً، بل أكثر خطورة، وفق إيكونوميست.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا الصين من الصین شرق آسیا

إقرأ أيضاً:

بين الفساد والسياسة.. لماذا فشلت كرة القدم الصينية بالنجاح عالميًا؟

في أبريل الماضي، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ شركة لصناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر، وخلال الجولة، طرح سؤالًا عكس عمق الأزمة الرياضية في البلاد: "هل يمكننا إشراك الروبوتات في منتخب كرة القدم؟". اعلان

سؤال نُقل عنه في موقع شركة "تشيوان روبوتيكس"، ويكشف مدى الإحباط من أداء المنتخب الصيني للرجال، الذي بات على مشارف الخروج من تصفيات كأس العالم، إذا لم ينجح في هزيمة إندونيسيا يوم الخميس، وحتى في حال الفوز، فقد لا يكون ذلك كافيًا لتفادي الإقصاء.

تضم الصين 1.4 مليار نسمة، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وحققت في أولمبياد باريس العام الماضي 40 ميدالية ذهبية، متساوية مع الولايات المتحدة.

لكن رغم هذه الإمكانات الضخمة، لا تزال غير قادرة على إنتاج 11 لاعبًا مميزًا في كرة القدم للرجال.

لعبة تعكس المجتمع

لطالما كان للحكومة الصينية دور مباشر في كل تفاصيل الحياة، وقد ساعدها ذلك على التحول إلى أكبر مصنع عالمي. غير أن نفس النهج المركزي لم ينجح في كرة القدم.

الصحفي والمحلل الصيني تشانغ فينغ يرى أن "الكرة" في الصين تعكس المشكلات السياسية والاجتماعية،  ويقول: "المجتمع ليس حرًا، ولا يوجد ذلك المستوى من الثقة بين اللاعبين داخل الفريق، الذي يتيح لهم التمرير دون قلق."

بحسب تشانغ، فإن السياسة تُعطّل نمو اللعبة، وكلما زاد اهتمام الرئيس شي جين بينغ بكرة القدم، زاد الضغط على الجهاز البيروقراطي، واتسعت دوائر الفساد داخل اللعبة.

ويضيف: "كرة القدم لغة عالمية بقواعدها الخاصة، لكن الصين لا تتحدث هذه اللغة بعد."

ويتابع تشانج: "في الصين، كلما زاد التركيز الذي يضعه الزعيم على كرة القدم، كلما أصبح المجتمع أكثر توتراً، واكتسب البيروقراطيون المزيد من القوة، وأصبحوا أكثر فساداً".

Related دعماً للتنوع في كرة القدم.. الأمير ويليام يترك البروتوكول جانباً ويدخل عالم التحكيمالايطالي مارشيلو ليبي المدرب الجديد للمنتخب الصيني لكرة القدم بهدف قيادته الى كأس العالمالبابا الذي عشق كرة القدم: من هو لاعبه المفضّل؟اهتمام رئاسي، ونتائج مخيبة

بعد فوز صعب على تايلاند بنتيجة 2-1 في عام 2023، قال شي مازحًا لرئيس الوزراء التايلاندي حينها: "أشعر أن الحظ كان له دور كبير."

تصريح يعكس ما هو أبعد من مزحة، فالإجماع العام يرى أن الكرة الصينية تعاني من غياب المواهب على المستوى الشعبي، ومن تدخلات سياسية مفرطة من الحزب الشيوعي، وفساد مستشرٍ.

الكاتب والمعلق وانغ شياو لي يرى أن كرة القدم تتعارض مع ثقافة التلقين التي تهيمن على النظام التعليمي والسياسي في الصين، ويكتب: "نحن بارعون في العقيدة الجامد، لكن كرة القدم لا تقبل العقائد، نحن الأسوأ في تحفيز الإبداع وزرع الشغف."

كرة القدم أكبر من الصين

في واحدة من أكثر الهزائم المذلة، خسرت الصين أمام اليابان "منافسها الجيوسياسي" 7-0 العام الماضي، الصحفي الإسكتلندي كاميرون ويلسون، المقيم في الصين منذ عقدين، علق قائلًا: "أن تحدث هذه الهزيمة دون أن تُصدم الجماهير — رغم العداء التاريخي — يكشف حجم التدهور."

لم تتأهل الصين لكأس العالم سوى مرة واحدة، عام 2002، وخرجت دون تسجيل أي هدف، ويحتل المنتخب حاليًا المرتبة 94 في تصنيف الفيفا، خلف سوريا المنهكة من الحرب، وقبل بنين مباشرة.

ورغم توسعة كأس العالم 2026 لتشمل 48 فريقًا بدلًا من 32، إلا أن الصين قد تفشل مجددًا في التأهل. إذ يتعين عليها الفوز على إندونيسيا، ثم على البحرين في 10 يونيو، للتأهل للمرحلة التالية من التصفيات الآسيوية.

يتنافس الياباني تاكومي مينامينو والصيني ليو يانجي على الكرة خلال مباراة في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا بين اليابان والصين في ملعب سايتاما 2002Shuji Kajiyama/Copyright 2024 The AP. All rights reservedغياب اللاعب الصيني عن أوروبا

لا يوجد أي لاعب صيني في الدوريات الأوروبية الكبرى بحسب موقع "Soccerway"، ويُعتبر المهاجم وو لي أبرز نجوم المنتخب، وقد لعب لثلاثة مواسم في الدوري الإسباني مع إسبانيول، وهو نادٍ تملكه جهة صينية.

رون سيمونز، الإنجليزي الذي عاش في الصين 40 عامًا، واشتهر كمعلق على الدوري الإنجليزي باللغة الصينية، وألّف كتابًا بعنوان "أعمدة مرمى الخيزران" عام2008 يقول إن إدخال كرة القدم إلى المدارس خطوة جيدة، لكنها غير كافية.

يضيف سيمونز: "ثقافة كرة القدم تنمو من العمل التطوعي والمجتمع المدني وتنظيمات الأندية — وهي أمور لا يمكن أن تنمو في الصين، لأنها قد تُعتبر تهديدًا للحزب الحاكم."

ويتابع: "في سن 12 أو 13، حين يبدأ الطلاب المرحلة المتوسطة، يُعرف هذا التحول بـ‘الجرف’، وخلاله يسمح الآباء للأبناء بممارسة الرياضة في الطفولة، لكن مع زيادة ضغط التعليم، تتراجع الرياضة إلى الخلفية."

النساء أفضل حالًا.. ولكن

حقق منتخب السيدات نتائج أفضل، أبرزها وصافة كأس العالم عام 1999، لكنه تراجع مؤخرًا، فبعد صعود المنتخبات الأوروبية التي استفادت من البنية التحتية للرجال، خسر المنتخب الصيني 6-1 أمام إنجلترا وخرج مبكرًا من مونديال 2023.

ويركز النظام الصيني على الرياضات الأولمبية التي تعتمد على التكرار والانضباط بدل الإبداع، مثل الغطس وتنس الطاولة ورفع الأثقال.

 يقول تشانغ: "بالنسبة للشباب، القيمة الأهم هي النجاح في الاختبارات. لو كانت كرة القدم تتعلق فقط بتنطيط الكرة ألف مرة، لكانت الصين بخير."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة: حروب ترامب التجارية تهدد الاقتصاد الأمريكي وتمنح الصين فرصًا استراتيجية
  • الصين: الرسوم الجمركية الأمريكية على المعادن تعرقل سلسلة الإمداد
  • بايدن ردا على مذكرة ترامب بالتحقيق في صحة قراراته: «تشتيت للانتباه لا أكثر»
  • ترامب يشكك في أهلية بايدن ويأمر بالتحقيق في من كان يحكم أمريكا
  • بين الفساد والسياسة.. لماذا فشلت كرة القدم الصينية بالنجاح عالميًا؟
  • الذهب يرتفع مع ضعف البيانات الأمريكية التي عززت رهانات خفض أسعار الفائدة
  • ترامب يتهم بايدن بأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا
  • السيارات الصينية تتربع على عرش المبيعات بالمغرب
  • جولد بيليون: حركة محدودة للذهب مع ترقب للمحادثات الأمريكية الصينية
  • أمواج عاتية وخطيرة على هذه السواحل