شبكة انباء العراق:
2025-06-06@01:43:53 GMT

الوطن المستباح… أنينك اوجعني

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

بقلم المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..

فقدت الحياة كل مقوماتها ولذيذ عيشها … عندما ضاع الشرف وفقدت المبادئ وماتت الفضيلة !!؟
عندما أصبح القتل شجاعة… والرشوة مباحة … والكذب طريقة للحياة والعمالة للأجنبي شطارة والسرقة رجولة !!
في زمن أصبح الكذب فيه هو اللغة الرسمية … والخيانة واقعية !!؟
كيف لك أن تكون وطنياً في بلدٍ ممزق يعج بالصوص و المجرمين و الخونه ؟؟!
فالوطنية الحقيقية لا تنمو لتثمر أمنا واستقرارا ورخاء … إلا إذا تنفست نسائم الحرية … وكانت عامرة بالأحرار والشرفاء في ظل الديمقراطية الحقيقية والحكم الرشيد !!
ان الطغاة لا يصنعون مواطنين ولا أناساً وطنيين … بل يصنعون منافقين وكذابين و مُرائين !!

أصبح النفاق ديدن الكثيرين من الناس … وأصبح الكذب والتمثيل والفبركة والتظاهر بالوطنية شعار المرحلة !!؟
ان الكثيرين من لاعقي أحذية الأنظمة السابقة … ظلوا ملتزمين بممارسة النفاق للأنظمة اللاحقة … رغم أن غالبية ابناء البلد في الداخل و الخارج حطموا جدار الصمت ودفعوا ثمناً غالياً !!؟

لقد نجح الفاسدون في قطع الالسن وتمزيق الشرايين وتحويل ارض الوطن إلى مزرعة لهم و لأتباعهم !!؟

نصبوا انفسهم أسيادا وجعلوا فقراء الوطن عبيدا لهم … باعوا الوطن بثمن بخس … و وقفوا بكل وقاحة يتحدثون عن الوطنية وكأنهم أهل الدار بعد أن خربوها و عاثوا فيها الفساد و ملئوها بما يملكون من قاذورات !!

ان الناس باتوا أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية ضد همومهم الحياتية … فالمواطن محدودب الظهر من أحمال ثقيلة ألقت بها الحكومات ومجالس النواب المتعاقبة على ظهره بحجة الأزمات الاقتصادية التي كان لهم اليد الطولى في وجودها و لم يجدوا طريقة لستر عجزها إلا برفع الأسعار !!
لقد فقد الشعب القدرة على أن يذهب بأحلامه أبعد من السلع التموينية والماء الشحيح رغم تلوثه .

. أو البحث عن فرصة عمل كريمة !
أنا اليوم لم أرى في الوطن إلا أبطالاً في قبور … ولصوصاً في قصور … وأغنياء على ذل الفقراء يغتنون … وحكاماً على جثث الناس يرقصون … ونواباً لا يتغيرون … ووزراءَ في مواضيع الإنشاء يتنافسون ؟؟
تم تدمير الشعب بالجهل والتخلف حتى يستمرون في مناصبهم … و قاموا بتكييف العلوم وبلورتها بما يتناسب مع أيدولوجياتهم!!!؟

شكلوا الشعب بقالب معين … و قاموا بتدجينهُ وفق أيدلوجية معينة … أوهموا الشعب بعدو أسطوري لا وجود له … و استغلوا الدين لتثبيت حكمهم … نشروا الرذيلة في المجتمع … دمروا العلم و التعليم و التربيه … حرصوا على تفكيك المجتمع أسرياً وقبلياً !!؟

بت لا أعرف إلا وطن بلا كهرباء وبلا مياه وبلا كرامة ؟؟
الأخبار طقس لاهب … و الأعلام هرج ومرج … فن بلا معنى و لا مغزى … و فاسدين يكرمون … و سراق اعلى المناصب يرتقون … و الشرفاء يحاربون … و العلماء يهجرون … و شجعان يُغتالون !!؟
عرفنا شهداء … وشجون … وأحزان … !!؟

رأيت وهماً صدّقناه أسموه حرية … رايت شعارات جديدة وهتافات جديدة … بألوان قاتمة وبهزائم متكررة !!؟
رأيت مدارس لا تدرّس … وجامعات لا تجمع … و مستشفيات بلا شفاء … وأبناءَ وطن يَنهش بعضُهم بعضاً …رأيت الإنسان يرخص ويعلو كل شيء عداه … رايت انسان يموت فيُنسى أسرع من الموت … ؟؟!
ايها الوطن الحبيب … لقد ذبحوك من الوريد إلى الوريد … لقد جففوا ينابيعك بحقدهم وحرقوا حقولك بشرورهم …مصّوا دمك … وأكلوا لحمك وشحمك ولم يبقوا لك إلا الجلد والعظم ؟؟!
باسم الله قتلوك … باسم الحب خانوك … باعوا ترابك وهواءك وماءك وكبرياءك ومع ذلك يصفقون لك وينشدون عاش الوطن !!!؟
جيوبهم مع الوطن وسيوفهم عليه ….

كيف لنا أن نعبر عن املنا في الغد المتمثل في الشباب الممتلئين حياة وغيرة ونشاط وشجاعة وعطاءا … و نراهم اليوم يموتون … بلا مقاتلة … ولا مناضلة … بسبب البطالة والمحسوبية … وإغلاق كل الأبواب في وجوههم … امتص منهم الحق في الحياة … حتى تركهم جثثا حية … وهم في ريعان الشباب والقوة والحيوية … بعد أن تعذر عليهم العمل والزواج والحب وحرموا حتى من حقهم في الحلم بهذه الحقوق البسيطة !!؟

الكل سماسرة يبحثون عن مصالحهم… وأخر ما يفكرون به … وأخر ما يتذكرون هو أنت ايها الوطن المكسور … كم من جراح أنت تحتمل وكم من آسى يبيت فيك … ويعزف أنشودة الأمل الضائع ويصيح فيك دون انقطاع … اختلطت كل الخيوط … فلا أحد أصبح يعرف على وجه التحديد تعريفاً لهذا المآزق الذي انت فيه!!؟
أهو الكبت السياسي فقط أم الغضب المكتوم … أم الفساد والبطالة … أم افتراء المفتري … أم الفقر والعذاب … ام المرض … أم هو الحرمان و القسوة والظلم … أم هو كل هذه المتناقضات … في خليط مبتكر عجيب يجسد ما آلت إليه الشخصية الوطنية من الكراهية المستترة … و اليأس و الرضوخ والتمرد … و الضعف والقوة؟!

ها أنا أنعي إليكم الوطن الذبيح !!؟

و أرجوكم أن تزرعوا درب المقبرة بالورد والياسمين فالوطن لم يعد له وجود بين الأحياء … سامحونا إن صرخنا ورفضنا كل شيء … وكسرنا كل قيد …فحب الوطن لعنة تطاردنا…

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. نجل إسطورة الغناء السوداني الراحل محمود عبد العزيز يخطف الأضواء في أول ظهور له بعد أن أصبح شاب.. هل يشبه والده الحوت!!

تداول جمهور ومحبي أسطورة الغناء السوداني, الفنان الراحل محمود عبد العزيز, مقطع فيديو حديث حظي بمشاهدات عالية لنجله “حاتم”.

وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد خطف حاتم محمود عبد العزيز, الأضواء في ظهوره الأول على مواقع التواصل بعد أن كبر وأصبح شاب.

https://www.facebook.com/reel/525059600685505

نجل الفنان الملقب بالحوت, ظهر بأحد محلات “الحلاقة”, بالعاصمة المصرية القاهرة, التي يقيم فيها وتحدث في المقطع معرفاً بنفسه.

ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, فإن المقطع حظي بتفاعل كبير من جمهور الفنان الراحل المعروفين باسم “الحواتة”, مع تعليقات تنفي وجود شبه بين حاتم ووالده الفنان محمود عبد العزيز.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تقنية جديدة تكشف الفيروس المختبئ في الخلايا.. هل أصبح الشفاء من الإيدز قريبًا؟
  • حاج هندي: رأيت في مكة شباباً لا ينامون .. فيديو
  • وزير التعليم العالي لـ شريف عامر: الذكاء الاصطناعي أصبح من أهم ركائز منظومة البحث العلمي
  • ياسمين فؤاد: ملف البيئة أصبح جزءًا من الأمن القومي
  • ياسمين فؤاد: ملف البيئة أصبح جزءً من الأمن القومي
  • وكيل «الصحة»: كورونا أصبح من الفيروسات الموسمية ولم نسجل إصابات به حتى الآن بموسم الحج
  • شاهد بالفيديو.. نجل إسطورة الغناء السوداني الراحل محمود عبد العزيز يخطف الأضواء في أول ظهور له بعد أن أصبح شاب.. هل يشبه والده الحوت!!
  • أصبح كومة أنقاض.. الصحة العالمية تنعى مركز غسيل الكلى بشمال غزة
  • ???? هل أصبح دقلو مُدمن خمر؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (التايتانك بتاعتنا)