قانون الإجراءات الجنائية في انتظار عودة البرلمان
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
يشكل قانون الإجراءات الجنائية الجديد محور اهتمام كبير مع اقتراب انعقاد الدورة الأخيرة لمجلس النواب، هذا القانون الذي حظي بجدل واسع النطاق بين مختلف الجهات المعنية، يعد من أهم التشريعات التي تم طرحها خلال الدورة الحالية، وبعد مناقشات مطولة استمرت قرابة العامين، أقرته اللجنة التشريعية في مجلس النواب بشكل نهائي، ما يجعله على أعتاب المصادقة عليه.
وطالبت عدد من الجهات المعنية بقانون الإجراءات الجنائية، باعادة النظر في القانون قبل مناقشته بالجلسة العامة لمجلس النواب من خلال حوار مجتمعي، وتمسكت اللجنة التشريعية بحقها في أن مجلس النواب هو صاحب الحق الأصيل في التشريع والرأي النهائي، وأن قانون الإجراءات الجنائية الذي أخرجته اللجنة، انتصر لحقوق الإنسان وتضمن مميزات غير مسبوقة.
تحديث النظام القانونيمجلس النواب أكد أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، يساهم في تحديث النظام القانوني في مصر، ويمنح النيابة العامة اختصاصات أوسع في تحريك الدعوى الجنائية، حيث أصبحت صاحبة الاختصاص الأصيل في تحقيق وتحريك ومباشرة الدعوى الجنائية، إعمالا لحكم المادة (189) من الدستور.
وتعزز مواد القانون التي وافقت عليه اللجنة ضمانات حقوق الإنسان، مثل تقليص مدة الحبس الاحتياطي، وتقييد سلطات مأموري الضبط القضائي في القبض والتفتيش، ووضع ضوابط لتعويض المتهمين عن الحبس الاحتياطي الخاطئ.
حماية الشهود وتسهيلات لذوي الهمميتضمن مشروع قانون الإجراءات الجنائية تنظيما متكاملا لحماية الشهود والمبلغين والمتهمين والمجنى عليهم، وتسهيلات لذوى الهمم، فى مراحل التحقيق والمحاكمة، بالإضافة إلى تنظيم التحول التدريجى للإعلان الرقمى والتحقيق والمحاكمة عن بُعد.
والتأكيد على صدور الأمر بالمنع من السفر أو الإدراج على قوائم الوصول والتحفظ على الأموال، من سلطة تحقيق قضائية، وأن يكون هذا القرار مسببًا ومحددًا بمدة زمنية معقولة.
وتضمنت مواد قانون الإجراءات الجنائية، تحقيق الاستحقاقات الدستورية المنظمة للحقوق والحريات للأفراد، فى أحوال القبض، وتفتيش الأشخاص، ودخول المنازل وتفتيشها، وسلطات مأمورى الضبط القضائى فى وضرورة الحصول على أمر قضائى مسبب ، وإعادة تنظيم أحكام الإعلان بما يتفق مع التطور التقنى والتكنولوجى، مع الإبقاء على وسائل الإعلان ، وتنظيم المنع من السفر والمنع من التصرف و تنظيم إجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد، وفقا للتقنيات الحديثة، وإعادة تنظيم حق الطعن فى الأحكام الغيابية عن طريق المعارضة، وتنظيم الحق فى استئناف الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، وكفالة حق التقاضى على درجتين فى الجنح والجنايات.
مجلس النواب يفتح أبوابه لمناقشة أية تعديلاتقال النائب إيهاب الطماوي، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب ورئيس اللجنة الفرعية لصياغة قانون الإجراءات الجنائية الجديد، إن تأكيد مجلس النواب في بيان رسمي، «أنه ما زال يفتح أبوابه لمناقشة أي تعديلات قد يراها البعض ضرورية على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، طالما تهدف إلى إرساء نظام عدالة ناجزة وتسعى لتعزيز الحقوق والحريات العامة، لافتا إلى أن الغاية المشتركة تظل تحقيق العدالة وضمان حماية حقوق الجميع».
يؤكد أن المجلس منفتح على كل الآراء، بهدف الوصول لأفضل صياغات تتسق مع أحكام الدستور والاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2021 والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وأضاف الطماوي، أن النواب يتابعون كل الأطروحات بشأن مشروع القانون الذي سيعرض علي الجلسات العامة، بعد أن انتهت من مناقشته لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، التي أدخلت العديد من التعديلات عليه، بناء علي مقترحات النقابات والجهات ذات الصلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس النواب تشريعية النواب قانون الإجراءات الجنائية قانون الإجراءات الجنائیة الجدید مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
لجنة التضامن الوطني في تركيا.. مرحلة ما بعد حزب العمال الكردستاني
لجنة برلمانية خاصة، أعلن البرلمان التركي عن تشكيلها في الخامس من أغسطس/آب 2025، ضمن جهود تشريعية تهدف إلى التأسيس لمرحلة ما بعد الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني، والإشراف على جهود المصالحة الوطنية عبر صياغة تعديلات تشريعية تواكب الواقع الجديد.
وكشف البرلمان أنه أنشأ هذه اللجنة بهدف تعزيز التكامل الاجتماعي، وترسيخ التضامن الوطني والأخوة، وتقييم الجهود المبذولة في مجالات الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، بما يتماشى مع هدف "تركيا بلا إرهاب".
وقال رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش إن اللجنة ستشرف على "عملية حاسمة من شأنها أن تشكل مستقبل البلاد وتضمن سلاما دائما"، مضيفا أن اللجنة "ستحدد اللوائح القانونية اللازمة، وتعمل على مشاريع القوانين، كما ستكون حريصة على إطلاع الرأي العام وإخباره بكل مجريات عملها باستمرار".
خلفية التأسيستأسست اللجنة باقتراح من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، تفاعلا مع إعلان حزب العمال الكردستاني في 12 مايو/أيار 2025 قراره حل نفسه وإلقاء السلاح، استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان أواخر فبراير/شباط من العام ذاته، في تحول تاريخي أنهى صراعا مسلحا امتد أربعة عقود.
شكل هذا القرار نقطة تحول كبيرة دفعت البرلمان التركي إلى التفاعل مع اقتراح بهتشلي والإعلان عن تشكيل اللجنة في الخامس من أغسطس/آب 2025 من أجل مواكبة هذا التحول من الناحية التشريعية.
تضم اللجنة نوابا يمثلون الكتل البرلمانية والأحزاب الممثلة في البرلمان، مع توزيع المقاعد بما يتناسب مع حجم كل كتلة نيابية، فيما خُصص مقعد واحد داخل اللجنة لكل حزب يقل عدد أعضائه عن 20 نائبا وليست له كتلة برلمانية.
وكان من المقرر أن تضم اللجنة 51 عضوا، إلا أن مقاطعة "حزب الجيد" للجنة (كان يفترض أن يشغل 3 مقاعد داخلها) خفضت العدد إلى 48 عضوا فقط.
وتضم اللجنة ممثلين عن أبرز الأحزاب التركية، من بينهم 21 نائبا عن حزب "العدالة والتنمية"، و10 عن "الشعب الجمهوري"، و4 عن "الحركة القومية"، و4 عن "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب التركي"، إضافة إلى نواب من أحزاب أصغر من ضمنها "الطريق الجديد" و"اليسار الديمقراطي" و"الرفاه الجديد" و"العمال التركي" و"العمل" و"الحزب الكبير الموحد" و"الدعوة الحرة".
قواعد ومبادئ عمل اللجنةفي الاجتماع الأول للجنة، والذي انعقد في الخامس من أغسطس/آب 2025، تم الاتفاق على تسميتها بـ"لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية"، بعد أن رفض غالبية الأعضاء المقترح الأول لتسميتها "لجنة تركيا بلا إرهاب"، بسبب حمولته الأمنية وعدم تضمنه لأبعاد ديمقراطية أو اجتماعية على حد تعبيرهم.
إعلانكما صادق أعضاء اللجنة في الاجتماع ذاته بالإجماع على مسودة مشروع قانون يتضمن 12 بندا لتنظيم آلية عملها، وفيما يلي أهم مضامينه:
أهداف اللجنةتهدف اللجنة وفق ما جاء في مشروع القانون إلى دعم التكامل المجتمعي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وروح الأخوة في إطار الحرية والديمقراطية ودولة القانون.
وتكلف اللجنة بدراسة التعديلات القانونية الضرورية وإعداد مشاريع قوانين لتحقيق هذه الأهداف، كما تلتزم بالتواصل مع الرأي العام لضمان شفافية عملها.
رئاسة اللجنة وآلية التسييرأوكل مشروع القانون رئاسة اللجنة لرئيس البرلمان، وفي حال تعذر حضوره، يعين من ينوب عنه من الأعضاء لرئاسة الاجتماعات، ويُمنح هذا العضو حق التصويت.
وتستمر عضوية الأعضاء طيلة مدة عمل اللجنة، مع إمكانية استبدالهم من قبل الأحزاب التي يمثلونها عبر إشعار رسمي موجه إلى رئيس البرلمان.
الاجتماعاتتعقد اللجنة اجتماعاتها بدعوة من رئيس البرلمان، ويُحدد جدول الأعمال بناء على اقتراحات الأحزاب السياسية.
ويحق للجنة عقد جلسات مغلقة بناء على قرار داخلي منها، بينما تفتح اجتماعاتها الأخرى أمام وسائل الإعلام، ما لم تتخذ قرارا بخلاف ذلك.
الدعم الإداريتتولى "رئاسة القوانين والقرارات" في "الأمانة العامة للبرلمان التركي" مهمة الدعم الإداري والفني لأعمال اللجنة.
كما يمكن للجنة الاستعانة بالخبراء في التشريع، وخبراء في تخصصات أخرى من مؤسسات الدولة والجامعات ومنظمات المجتمع المدني حسب حاجتها لذلك.
يشترط حضور الأغلبية المطلقة من الأعضاء لانعقاد اللجنة، ويتطلب اعتماد مشاريع القوانين موافقة ثلاثة أخماس عدد الأعضاء، بينما يكفي تصويت أغلبية الحاضرين للمصادقة على القرارات الأخرى التي تتداول اللجنة بشأنها.
المحاضر والسريةتحرر اللجنة محاضر تفصيلية لكل اجتماع، ويمكن لها أن تقرر عدم نشرها، كما تصنف محاضر اجتماعاتها المغلقة على أنها معلومات سرية، ومن ثم لا تكشف عنها للعلن.
حضور الجهات الخارجيةيمكن للجنة دعوة ممثلين عن المؤسسات الحكومية والجامعات والمنظمات غير الحكومية للمشاركة في الاجتماعات، بشرط أن يتوافق ذلك مع جدول الأعمال المعد مسبقا وبناء على مقترحات الأحزاب.
الصحافة والتغطية الإعلاميةالجلسات المفتوحة تكون متاحة للصحافة ما لم تقرر اللجنة خلاف ذلك، وتحتفظ اللجنة بالحق في إغلاق بعض الجلسات أو جميعها أمام وسائل الإعلام.
مدة عمل اللجنةتمارس اللجنة مهامها حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2025، ويجوز تمديد هذه المدة فترة إضافية أقصاها شهران في كل مرة، بقرار يصدر عن ثلاثة أخماس الأعضاء.
كما يمكن إنهاء عمل اللجنة مبكرا بقرار من رئيس البرلمان أو أغلبية الأعضاء.
معالجة الحالات غير المنصوص عليهافي الحالات غير المدرجة ضمن الإجراءات والمبادئ التي جاء بها مشروع القانون، تملك اللجنة صلاحية تحديد الإجراءات المناسبة، شريطة أن يوافق عليها الأعضاء حسب النصاب القانوني المطلوب.