فوز الإسلاميين في انتخابات البرلمان الأردني.. مفاجأة أم نتيجة متوقعة؟
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية الأخيرة، أثار فوز الإسلاميين جدلاً واسعاً بين المراقبين؛ حيث تباينت الآراء التي رصدتها "عربي21" بخصوص هذا الفوز، بين من يرى أنه مفاجأة كبيرة، وبين من يراه بترتيب رسمي، ويهدف لتوجيه رسائل متعددة للداخل والخارج.
وحصل حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن على نحو نصف مليون صوت لقائمته العامة، محرزاً 31 مقعدا من أصل 138.
وبين الرأيين، يقف الإسلاميون معلنين ثقتهم في قوتهم المتجددة وتأثيرهم الكبير على الساحة السياسية الأردنية، إذ صرح القائم بأعمال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، وائل السقا: "إذا كان نجاحنا يشكل ضغطاً على أي تهديد خارجي، فنحن كنّا وسنبقى في صف الوطن وحمايته واستقراره".
وتابع السقا، في حديثه لـ"عربي21": "إن كان الهدف يتعلّق برسائل يريد توجيهها صاحب القرار، فهذا يعني أننا قوة مؤثرة داخلياً وخارجياً، وهذا مبعث فخر لنا".
وبرزت محاولات لفهم الصورة بشيء من التفصيل، حيث يقول الكاتب والسياسي، خالد حسنين، لـ"عربي21" إنه "رغم التدخلات السياسية من بعض أجهزة الدولة إلا أنه كان هناك عدة عوامل فوز الإسلاميين".
ويوضّح: "أولاً، كانت الدولة الأردنية قادرة على ضبط العملية الانتخابية، ولكن يبدو أنها اختارت عدم التدخل في القوائم الوطنية، على عكس الدوائر المحلية التي شهدت تدخلات واضحة من الأجهزة الأمنية والسبب وراء هذا الحياد النسبي قد يكون رغبة الدولة في معرفة الوزن الحقيقي للأحزاب الجديدة، وخاصة أن هذه الانتخابات هي الأولى بعد تطبيق القانون الانتخابي الجديد".
ويشير حسنين إلى أن سلوك جماعة الإخوان، في السنوات الأخيرة، كان حذرًا، حيث أظهرت مرونة في التعامل مع الدولة، وتجنبت المواجهة المباشرة في العديد من القضايا مثل نقابة المعلمين، ما جعل الدولة ترى فيهم شريكًا غير مهدد لبنيتها.
كما أن الدعم الشعبي الكبير لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في الأردن، وخاصة بعد معركة "طوفان الأقصى"، عزّز من تأييد الناخبين للإخوان ورفع من شعبية الحزب في الشارع الأردني.
ووفقاً لحسنين: "قد تكون الدولة الأردنية رأت في تعزيز ورقة الإخوان المسلمين، فرصة استراتيجية لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمستقبل غزة والمفاوضات مع القوى الدولية".
من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية، أريج جبر، لـ"عربي21" أنه "تم إقصاء أي محاولة للتأثير أو التدخل في سير العملية الانتخابية وتمت بكامل الأطر الديمقراطية ومبرر ذلك يمكن فهمها محليًا ضمن مسارين".
وتابعت: "أولهما: محاولة احتواء جبهة العمل الإسلامي خلال الفترة المقبلة خاصة مع ما تتعرض له المملكة من ضغوط دولية وعربية حيال القضية الفلسطينية، فالاحتواء والمشاركة تضمن التأثير على نبض المواطن وحراك الشارع فيبقى ضمن المتوقع ويمكن توجيهه، عوضًا عن التأزيم والتصعيد وخلق أو فتح بوابة صراع جديدة".
"ثانيها، محاولة تقاسم التأزم السياسي والاقتصادي مع الإخوان وهم اختيار الشعب، وإجهاض هذه التجربة في ظل التحديات القائمة على المسارين المحلي والخارجي، والقول بأنهم أحزاب وصولية تسحب مع التيار ومع المصالح الذاتية المغلقة أسوة بغيرها من الأحزاب والمقاعد" أضافت المتحدثة نفسها.
ورغم تباين الآراء، إلى أنه من المتفق عليه من كثير من المراقبين أن عملية الانتخاب كانت نزيهة وشفافة بمعزل عن سؤال هل تفاجأ النظام وفشلت الأحزاب المستحدثة والمقربة من عباءته من كسب ثقة الناخبين أم هل رتب النظام لذلك عبر وقوفه على الحياد وإدراكه لقوة حزب الجبهة والتي تبقى ضمن المسار الموضوع بحيث لا تصل لأغلبية متحكمة بالقرار.
ويشير محللون إلى عدة أسباب قد تكون وراء هذا الفوز الكبير للإسلاميين، منها:
دعم غزة والمقاومة؛ إذ لا يمكن إنكار تأثير الأحداث الإقليمية مثل حرب غزة الأخيرة، حيث ظهر الإسلاميون في الشارع الأردني كأحد الداعمين الرئيسيين لغزة والمقاومة، ما يعزز موقفهم وشعبيتهم بين الناخبين.
وكذلك أزمة نقابة المعلمين؛ وشعور قطاع المعلمين ومعه نسبة كبيرة من المواطنين بالمظلومية بسبب ما واجهته النقابة من تضييق أدى لقرار حلها لاحقاً ومنع عودتها رغم وجود قرار قضائي، وقد ساهم وجود نائب نقيب المعلمين وعدد من أعضاء هيئاتها ضمن قوائم الحزب بذلك
كما يرى آخرون أن نسبة من الأصوات كانت تصويتا عقابيا ضد سياسات الحكومة الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك التضييق على الحريات والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مسألة الجسر البري الذي يمر عبر الأردن ويُستخدم لنقل البضائع إلى "إسرائيل".
كما أن هناك تأثيراً لتعديل قانون الانتخاب والتخلص من قانون الصوت الواحد المنتقد، واعتماد قانون انتخاب جديد يتضمن قائمة وطنية على مستوى المملكة، ما تجاوز النظام السابق الذي كان يعتمد على الصوت الوحيد، والذي كان يصب غالباً في صالح مرشحي العشائر والبلدات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الانتخابات البرلمانية الاردن الانتخابات البرلمانية الانتخابات الأردنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جعابيص في حوار مع عربي21: أشكر المقاومة.. وهذا أصعب ما أواجهه خارج السجن
أجرى الصحفي والناشط المصري أحمد دومة حوارا لصالح "عربي21"، مع الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص.
وأشادت جعابيص بالمقاومة الفلسطينية، وتحديدا حركة "حماس"، وقالت إن السلاح هو الحل الوحيد لتحرير البلاد من الاحتلال الإسرائيلي.
كما تحدثت جعابيص عن ظروف اعتقالها المأساوية، والتي جاءت بعد إصابتها بحروق شديدة في وجهها وكافة أنحاء جسدها.
وتاليا نص الحوار بقلمة دومة:
ثمّة أجساد قد تحترق، لكنّها تبقي أرواحًا تضيء الطريق.
هذا هو عنوان الحكاية، ومدخل اللقاء مع إسراء جعابيص، السيّدة التي أُحرقت عمدًا على مشارف القدس، وظنّ الاحتلال أنّ ذلكَ سيُرمّدها ويمكنه بعد أن يذُرّها في العدم، اعتقلوها بحروقٍ التهمت نحو نصف جسدها، ومنعوها قسرًا من العلاج، لكنّهم لم يُسكتوا صوتها أو ينالوا من عزيمتها، ودعمها للمقاومة ونضالها من أجل الأسرى والأسيرات الذين لم يخرجوا بعد.
على هامش انتقالٍ قسريٍّ بين بلدين، يختلف فيهما الحال، لكن يتشابه كثيرًا مع حال وطنها -فلسطين- إذ يخشى الناس التجمّع، ويهمسون حين يلتقون، ويقبع على مدخل البناية التي ستلتقي بهم فيها عشرات الضبّاط والجنود ومركبات الشرطة المدرّعة (أليس هذا ملمحٌ هربت منه باعتباره علامةُ احتلال؟)، عرّفها أصحاب الدعوة عليّ بما هو أكبرُ من قدري، فبدّلت المواقع في لحظة، ودون قرار، أصبحت تسبق كلامها عن الأسر بـ "انت عارف" ثم تحكي، خلقت التعريف بي كـ معتقل سابق، أو "أسير محرّر" كما عرّفتني هي في إهدائها على كتابيها " موجوعة" و "فضفضات"، خلّق هذا شيئًا من مودّة وأُلفة.
لكن في الختام، كانت الألفة جماعيّة حين عرفت أن غالب من حولها -شبابًا وشيبة- معتقلون سابقون أو "أسرى محرّرون"، صحيح أبقت لي سنوات الاعتقال الثلاث عشرة ميزةً على لسانها؛ فـ "السجن بالأقدميّة" وقواعده تسري بين أهله حين يلتقون حتى بعد خروجهم منه.
عن وجعها وأسرها وإبادة أهلها، وخروجها من وطنها فقط لتحصل على علاج بلا حواجز ولا مراقبة ولا تهديدات، عن الكلمة والمقاومة وهواجس السجن ، كان لنا هذا اللقاء مع الأسيرة المحرّرة -الموجودة في مصر لأيّام قبل عودتها لعمّان- إسراء جعابيص، صاحبة القصّة التي يعرفها الجميع، والصورة التي أحرقت قلوب الإنسانيّة كلّها، كما هي صاحبة الفرحة التي رقص لها الكثيرون حول العالم أو زغردوا أو سجدوا وكبّروا، فرَحًا بلحظة تحرّرها بأمر المقاومة.
"مالك؟"
جعابيص:
في المحكمة سألني أحد أفراد العائلة : مالك؟ كنت متعبة وأشعر بأوجاع وتعب التنقل من محكمة لمحكمة في البوسطة (وسيلة نقل الأسرى يسمّونها بوسطة) فسألوني مالِك؟ حكيت لهم : موجوعة .
هذه الكلمة عوقبتُ عليها بحرمان من الزيارة، والكانتين وغيرها من أشكال العقاب، لذلك كانت تسميتي للكتاب ، لأن الاحتلال عاقبني على الكلمة فخلق فيّ تحدٍّ إنّه ليس أنت من يعاقبني بسبب كلمة قلتها، وإن كانت هذه الكلمة مبررا للعقاب فسأعاقبك أنا بأنّك ستسمعها طوال حياتك من كل مكان في اعالم . . هذا هو سبب التسمية .
أولى الصدمات التي تلقّيتها كانت وجودي في الأسر أصلاً.
لكنّ كذلك في فترة التحقيق قبل دخولي السجن كانوا يحضرون نساء ويستخدموهنّ لإغاظتي ومكايدتي أو للضغط عليّ نفسيًّا بحركات تقمن بها وما إلى ذلك، كما وضعوا لي مرآة – على غير المعهود في هذا المكان- ليواجهوني بما حدث لي على يدهم، لكنّ واجهتها وتعاملت معاها، وصرت أتطلّع عليها .
الحالة الصحية ولقاء الابن
جعابيص:
تعاملت مع غياب الرعاية الصحية ومنع إجراء العمليات الجراحيّة بشكل عادي، لكنّي كنت مشغولة بأثر ذلك على ابني.
وكان وجود قاصرات بالسجن موضع اختبار، وكنت أسأل نفسي من خلالهم : كيف سأتعامل مع ابني وكيف سيتعامل معي هو، واختبرت شعورهنّ من حيث تقبّلي والتعامل معي لأعرف شعور ابني تجاهي، من خلالهم.
أول تواصل لي معه كان بعد سنة وسبعة أشهر، كان لقاء صعب، خيّطتُ لنفسي زيًّ نمر، ولبسته باعتباري حكواتيّه أصلاً، لبسته لأفرحه وأخبره أن أمك مازالت هي أمّك، فحكى لي : لأ اشلحيه؛ أنتِ أمي وأنا أعرف أنّكِ أمّي . ورفض بقائي به.
لم أكن أرتديه لإخفاء شكلي فقد رآني وعرف ما حدث من خلال الصور والإعلام والناس، فقد أردت أن أفرحه وأطمئنه.
كواليس الصفقة
جعابيص:
كنّا نسمع دائمًا بوجود صفقة وكان ذلك يشغلنا، أننا سنتحرّر، الصفقة الأخيرة كنّا مبسوطين لحدوث صفقة (تبادل أسرى) لكننا كنّا متألمين جدًا لأنّ الناس تموت وتستشهد.
كنا نتمنى أن نخرج على فرحة وزينة وجمعة العائلة دون أذى، لكن ما حدث عكس ذلك؛ من ناحية ما حدث بعد طوفان الأقصى والإبادة التي صارت في غزّة والظروف الصعبة التي فيها وفي كثير من البيوت الفلسطينيّة، ومن ناحية بيت عائلتي الذي تم الاعتداء عليهم يوم تحريري بالضرب والأذى، وتنقيلنا من زنزانة لزنزانة ومن تحقيق لتحقيق حتى وصلنا للبيت ففي اليوم الثاني.
ظللنا أربعة أو خمسة أيام قبل التحرير يفتحوا الزنزانة -من باب التشويق واللعب بالأعصاب- و"ما يروّحوناش"، أو يروّحوا آخرين، أو يفتحوا الزنازين ليبلغونا : لن تخرجوا من هنا، أو يفتحوا الزنزانة ليُخرجوا صاحبتي -على أساس خارجة- ثم يخبروها : تعالي خدي الفطور .
حصلت أشياء كثيرة في هذه الفترة، وضعوا صور الأسرى الإسرائيليّين في كلّ الشوارع، ولم يسمحوا يوضع أي صورة لنا، ومنعوا كل أشكال البهجة، منعوا حتى أهالنا أن يفرحوا بخروجنا، منعوا الزينة والأعلام، وضربوهم، ضربوا أبي وأخوتي وأختي منى، كل هذه المواقف كنت مؤذية لي، تخيّل أسمع داخل السيارة هذه الأخبار بأنّها حدثت لأهلي.
ثم أدخل على البيت دون القدرة على الضحك، ولا حتى دموع الفرح قدرتُ عليها .
أزمات ما بعد التحرر
جعابيص:
انتهت أزمة الأسر وبدأت أزمات جديدة، في القدس كنت مهدّدة طوال الوقت، دائمًا يلازمني شعور بأنّهم سيعيدون اعتقالي، هناك تهديدات على أهلي وإخواني، ومراقبة وطائرة زنّانة صغيرة وسيارة الشرطة تلفّ حولنا، كلّ هذا عبّأني بنار، وكرّس هاجس أنّهم سييعيدون اعتقالي قبل أن أُعالج، كل ما كان يهمني هو علاج يدي، الألم الذي مررتُ به خلال تسع سنين "ما بدّي يستمرّ"؛ فلجأتُ للأردن لأحصل على العلاج ولأتخلّص من العبور لحاجز إلى حاجز ومن منطقة عازلة لمنطقة عازلة، هناك مخاوف دائمة لذا قررت أنّ أقلّ ما يمكنني فعله هو العلاج بهدوء وأمان وراحة، لذلك ذهبت لعمّان.
أما تونس فقد ذهبتُ إليها لأنقل رسالة الأسرى، لنقل رسالتنا التي لم تصل ونحن نباد ونقتل، أقلّ ما فيها الأرواح التي بقيت تتنقّل وتنقل الرسالة.
في السجن كانت هناك أسوار عالية وأسلاك، تتحرّك من باب لباب وسجّان على كلّ باب، في القدس يحدث الأمر ذاته، معابر وأسوار عالية وأبواب كأنّك في سجن، نفس الهيئة التي كنت أراها في السجن أراها في خارجه في السجن الأكبر " فلسطين" .
التأقلم مع الناس
جعابيص:
الناس هم أكثر ما لم أتأقلم معه حتى الآن، صحيح أتعامل معهم وأتواصل، لكن يبقى أن يرفعوا حاجز رؤيتهم لشخص متغيّر عنهم ويتقبّلوا هذه الفكرة، أنا التي تعرّضتُ لها تقبّلتها وراضية عنها. تبقّى هم.
في السجن لا أجرؤ على التفكير هكذا، هناك أحكام أعلى مني يمكنها أن تفعل، هناك عمالقة في تفكيرهم ومجهودهم الثوري والمقاوِم، المجاهدين هؤلاء هم الذين يخشون النسيان، وكثير منهم أسماء منسيّة بالفعل، أما أنا فعرفتُ أنني لن أنسى، أولاً لأنّ الله معي وأهلي معي – أهمّ وأوّل شيء في حياة الأسير هو وجود أهله، إذا كان أهلك معك معناه أنّ كل الكون معك، ووجودهم كان أكبر دعم لي، إضافة لأصدقاء فترة الدراسة والعمل وما قبل الاعتقال، كذلك الناس الذين لا أعرفهم لكنّهم عرفوا قصّتي وتضامنوا معي وساندوني.
كنت أشاهد هذا التضامن على التلفزيون، وكنت أعرف أنني "أوّل عن آخر راح أروّح"، ووقت طوفان الأقصى كنت أُحضّر نفسي؛ سأخرج بعد ثلاثة وثلاثين شهرًا حين أنهي حكمي، أما الأسرى المؤبّدين فلا يفكّرون بهذه الطريقة، والفكرة الوحيدة لديهم "خلص، إنّه عمري راح" إما تأتي صفقة أو لا تأتي، هناك أسرى مرّت عليهم ثلاث صفقات تبادل أسرى ولم يخرجوا إلا بعدها، بعد أن أنهو مدد حكمهم 22 سنة و 21 سنة؛ هؤلاء وحدهم من له الحقّ في التفكير والتعبير بشكل أكبر عن الخوف من النسيان .
مع المقاومة
جعابيص:
أنا أشكر المقاومين كلّهم وعلى رأسهم حركة حماس لأنّهم قاوموا لأجل القدس والأقصى والعقيدة التي تم المساس بها من قبل الاحتلال، لأجل النساء الذين يتم الاعتداء عليهنّ على بوابات الأقصى وفي الجامع الإبراهيمي، لأجل الأطفال الذين يتم الاعتداء عليهم وقتلهم، لأجل الأسرى الذين يُعتدى عليهم ويقتلون داخل السجون، لأجل الأمهات الثكالى، لأجل كل فلسطيني حرّ
المقاومة قاومت لأجل كل شخص ، ودافعت عن كرامة كل المجتمع الفلسطيني وعن كرامة كل العالم.
موقف المقاومة-في السابع من أكتوبر-كان لازم من زمان، لا يضايقني أن أرى شخص لا يقاوم وينتقد هذا ويعقّب على تصرّف ذاك، يمكن اعتبار أننا لم نسمعه ولم نره، أمّا المؤذي أولئك الذين يزايدون على المقاومة ويزرعون الفتنة ويخربون وحدتنا الوطنية، تخيّل ترى المقاومة تفعل كل ما لديها لتحرير بلدك وأمّتك ومقدّساتك-وهذا واجبت أصلاً- ولتحرير الأسرى والأسيرات، ثم تزايد عليهم وعلى تصرفاتهم وموقفهم ؟
لا نسمع لهذه الأصوات التي تدعو بنزع سلاح المقاومة، أيًّا كانت، نحن مع المقاومة قلبًا وقالبًا، الفلسطينيون لم يتركوا شيئًا إلا وجرّبوه مع إسرائيل، ومع ذلك احتلوا وانتهكوا وأبادوا بعنصرية ولا إنسانيّة، ما بيحرّر البلاد غير السلاح والمقاومة بكل أشكالها، والعين بالعين، الإبادة لن تتوقّف إلا بمقاومتها.
تفاؤل بالمستقبل
جعابيص:
فلسطين قادرة على لملمة جراحها بنفسها، لكن ماذا عن المقدّسات، ليست واجبًا على الفلسطينيين وحدهم، بل فرض على كل عربي ومسلم، على كلّ حر، "رجّال" وكل إنسان لديه كرامة، وجب عليه أن يحرّك نفسه ويحرر القدس.
أمّا المقاومة فأشكالها كثيرة، بالسلاك وبالقلم وبالفنون وبالتعريف بالقضية ورفع راية لا إله إلا الله و راية فلسطين، و بحقّ العودة لكل فلسطيني مشتّت في بقاع الأرض، اللاجئن قديمًا والذين يهجّرون الآن من غزّة.
" صحاب الأرض همّ اللي يضلّوا، واللي دخلوا بيوتنا واحتلوا أراضينا يطلعوا"
تحرير كلّ الأسرى والأسيرات مفروغٌ منه، بل وتحرير فلسطين والأقصى إن شاء الله، ما دامت المقاومة قد وعدت، والأسرى وأنا أوّلهم سدًا وسندًا ودعمًا للمقاومة، كما كانوا معنا فنحن معهم.
الكلمة عنوان تحدّي ومقاومة، عندما تمّت معاقبتي على كلمة كتبتها وسجّلتها، لتجسّد كيف أكون "أنا" من جديد، وتجسيد لحال كل الحركة النسويّة الأسيرة وكل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال: حياتهم وظروفهم وأحلامهم وآمالهم وإنجازاتهم رغم قسوة السجن.
الكلمة مقاومة.