الجزيرة:
2025-08-12@13:36:14 GMT

ما أسباب توقيف عشرات المنتسبين لحركة النهضة بتونس؟

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

ما أسباب توقيف عشرات المنتسبين لحركة النهضة بتونس؟

تونس- اعتبر قياديون بحركة النهضة التونسية أن حملة التوقيفات التي طالت عشرات المنتسبين لها مظلمة مسلطة ضد أبنائها واستهداف لها ولكل القوى المعارضة للحكم الفردي، منددين بتوسيع دائرة التضييق ضد نشاط الحركة مع استمرار إغلاق مقراتها واعتقال قادتها.

وكشفت الحركة عن توقيف نحو 80 منتسبا لها منذ الاثنين الماضي بعد حملة مداهمات وصفت بأنها "مروعة وغير مسبوقة"، وأكدت أن أغلب الموقوفين من كبار السن ومُنعوا من مقابلة محاميهم ومن الحصول على أدويتهم رغم أنهم يعانون من أمراض مزمنة.

ومن بين الموقوفين عضو المكتب التنفيذي للحركة المكلف بالعدالة الانتقالية محمد القلوي الذي تعرض للسجن خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات بسبب انتمائه لها ونشاطه السياسي بالجامعة، وأُطلق سراحه بعد الثورة التونسية بموجب العفو التشريعي العام.

تجريم العمل السياسي

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة عماد الخميري إن أغلب الاعتقالات شملت قواعد الحركة من مختلف مناطق البلاد، مشيرا إلى أن "أغلبهم من ضحايا الاستبداد والتعذيب خلال فترة حكم نظامي الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ومن المدافعين عن العدالة الانتقالية".

وندد بحملة المداهمات والتوقيفات التي قال إنها روعت أهالي الموقوفين دون أن يتمكنوا حتى من معرفة أسبابها، معتبرا أنها تندرج ضمن حملة لتجريم العمل السياسي والمدني والتضييق على حرية التنظيم رغم أن البلاد تتجه لتنظيم انتخابات رئاسية.

وطالب الخميري بإطلاق سراح الموقوفين الذين قال إنهم ينشطون في الدفاع عن مسار العدالة الانتقالية وكشف الحقيقة والمظالم التي وقعت في الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة بعد الثورة. فيما يطالب أنصار حركة النهضة بإعادة الاعتبار لهم والتعويض عن الأضرار والانتهاكات.

وبعد الثورة، أدلى العديد من الأفراد المنتمين لحركة النهضة بشهاداتهم في إطار مسار العدالة الانتقالية حول تعرضهم للتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان بسبب انتمائهم "لجهة سياسية محظورة هي حركة الاتجاه الإسلامي والتي أصبحت لاحقا حركة النهضة".

استهداف

من جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي للنهضة بلقاسم حسن -للجزيرة نت- إن حملة التوقيفات ضد عشرات منتسبيها تعد مظلمة جديدة واستهدافا صارخا ضد الحركة "كحزب سياسي وطني وضد أبنائها وضد النشاط الحزبي والحياة الديمقراطية".

وحسب حسن، شملت التوقيفات منتسبين لجمعية الكرامة وجاءت على خلفية اجتماع عن بعد لهؤلاء النشطاء الذين "يسعون لإعادة مسار العدالة الانتقالية المتعثر للواجهة"، معتبرا أن نشاطهم  قانوني ولم يرتكبوا أي جريمة تستحق ملاحقتهم وتوقيفهم.

وقال "عِوضًا عن تقديم بشائر انفراج مع قدوم الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل نلاحظ العكس تماما"، مستنكرا ما اعتبره توسيعا لدائرة التضييق ضد نشاط الحركة مع استمرار إغلاق مقراتها واعتقال أبرز قادتها على غرار زعيمها راشد الغنوشي.

ويقبع العديد من قيادات النهضة في السجن مثل رئيس الحكومة السابق علي العريض ووزير العدل السابق نور الدين البحيري على خلفية تهم تتعلق بقضايا "التآمر على أمن الدولة وقضايا إرهابية"، بينما تنفي الحركة صلتهم بذلك.

كما رفضت هيئة الانتخابات ملف القيادي المستقيل من الحركة المترشح للانتخابات الرئاسية عبد اللطيف المكي بدعوى "عدم استيفاء الشروط"، رغم أن المحكمة الإدارية قضت بإرجاعه مع مرشحين اثنين للسباق المقرر يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

حملة انتخابية للرئيس

من جهته، يرى القيادي بحزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني أن الاعتقالات الأخيرة في صفوف حركة النهضة تأتي في إطار "تصفية الحسابات السياسية والتغطية على الفشل في تحقيق إنجازات، وفي سياق الحملة الانتخابية للرئيس الحالي قيس سعيد".

وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف أن تلك التوقيفات ليست بمعزل عن المناخ العام المتسم بالتخويف؛ لضرب كل تعبئة للمسيرات الاحتجاجات السلمية؛ لتخفيض نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة من أجل "تعبيد الطريق أمام الرئيس سعيد".

ويسعى سعيد لتجديد ولايته من 5 سنوات ويتنافس ضده في انتخابات الرئاسة المقبلة أمين عام "حركة الشعب" زهير المغزاوي ورئيس "حركة عازمون" العياشي زمال الموقوف بتهمة "تزوير تزكيات ناخبين" التي ينفيها حزبه ويعتبرها "مكيدة لإزاحته من السباق".

وأمس الجمعة، خرج المئات من المتظاهرين ضد الرئيس سعيد وسط تعزيزات أمنية مكثفة بالعاصمة تونس للتنديد بما اعتبروه "حكما فرديا وتضييقات على المرشحين للانتخابات الرئاسية وبالملاحقات القضائية في حقهم، والمطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين وسجناء الرأي".

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العدالة الانتقالیة حرکة النهضة

إقرأ أيضاً:

فرنسا تصدر مذكرة توقيف دولية ضد دبلوماسي جزائري سابق في قضية اختطاف معارض جزائري

كشفت صحيفة لو موند الفرنسية في عددها أمس 9 غشت، أن قاضياً فرنسياً أصدر، في 25 يوليوز الجاري، مذكرة توقيف دولية بحق صلاح الدين سلوم، السكرتير الأول السابق بالسفارة الجزائرية في باريس بين عامي 2021 و2024، وذلك على خلفية اتهامه بالتورط في اختطاف واحتجاز المعارض الجزائري واليوتيوبر المعروف باسم “أمير DZ” في أبريل 2024 بمنطقة فال دو مارن قرب العاصمة الفرنسية.

وحسب الصحيفة، فإن النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب (PNAT) تقدمت بطلب إصدار المذكرة في 23 يوليوز بعد ظهور دلائل قوية على ضلوع الدبلوماسي الجزائري السابق في هذه القضية، قبل أن يقرر القاضي تعميم المذكرة على الصعيد الدولي بعد يومين.

محامي الضحية، إريك بلوفييه، اعتبر هذه الخطوة “تقدماً مهماً” للحد من الإفلات من العقاب، خاصة في حالات يشتبه فيها بتورط مسؤولين أو دبلوماسيين في أعمال عنف ذات خلفية سياسية.

وتأتي هذه التطورات في سياق أزمة دبلوماسية متصاعدة بين باريس والجزائر، ما ينذر بمزيد من التوتر في العلاقات الثنائية التي شهدت في الأشهر الأخيرة خلافات حادة حول عدة ملفات سياسية وقانونية.

وتعرض المعارض الجزائري واليوتيوبر المعروف بـ “أمير DZ” لعملية اختطاف مثيرة أمام منزله في إحدى ضواحي باريس. وأفادت المعطيات أن مجموعة من الأشخاص انتحلوا صفة عناصر شرطة، اختطفوه بعد وضع الأصفاد في يديه واقتادوه بالقوة إلى وجهة مجهولة.

وظل الضحية محتجزًا لما يقارب 27 ساعة في مكان ناءٍ، قبل أن يتم الإفراج عنه في ظروف غامضة. وتشير التحقيقات إلى أن العملية كانت مدبرة بعناية، وأن منفذيها تحركوا وفق خطة محكمة، ما يعكس طابعًا احترافيًا في التنفيذ.

وقد أثارت الحادثة موجة واسعة من الجدل، خاصة مع الربط بينها وبين نشاطه المعارض وانتقاداته الحادة للسلطات الجزائرية، لتتحول القضية لاحقًا إلى ملف قضائي ودبلوماسي شائك بين باريس والجزائر.

 

 

كلمات دلالية اختطاف بوخرص دبلوماسي جزائري مذكرة اعتقال

مقالات مشابهة

  • قسنطينة: توقيف مسبوق قضائيا وحجز كمية من الكيف المعالج
  • اتحاد الشغل بين التصعيد والتردد في مواجهة السلطة بتونس
  • مدير مكتب الجزيرة بتونس: اغتيال الشريف وزملائه تمهيدا لغزو غزة في صمت
  • وقفة غضب بتونس تنديدًا بقتل "إسرائيل" 6 صحفيين بغزة
  • “الدبيبة” يبحث مع “تيتيه” خطة البعثة الأممية لدعم العملية السياسية وإنهاء المراحل الانتقالية
  • من هو الوريث لحركة اجعل أميركا عظيمة مجددًا؟ ترامب يُبقي خياراته مفتوحة
  • الأمن الداخلي في دير الزور يعلن توقيف قتلة الشاب كِندي العدّاي
  • فرنسا تصدر مذكرة توقيف دولية ضد دبلوماسي جزائري سابق في قضية اختطاف معارض جزائري
  • من بورقيبة إلى سعيّد.. راشد الغنوشي في زنزانة كل نظام
  • عبد المنعم سعيد: حماس حركة مكشوفة تحاول الانخراط في حروب خاسرة